بصورة عامة، لا تبالغ في التعميم، نلاحظ أن شرائح واسعة من الطبقة السياسية السودانية وقادة الرأي العام يتمتعون بعقل فساد ميتافيزيغي بامتياز. وهنا لا أقصد الدين بمعناه المعروف بل أقصد الدوغما والعجز عن مراجعة الأفكار والمسلمات علي ضوء أدلة جديدة.
العقل المتزن الباحث عن الحقيقة المعلوماتية والأخلاقية علي إستعداد دائم لتعديل أفكاره ومعتقداته علي ضوء الحقائق التي تتجدد يوميا.
علي سبيل المثال، في بدايات هذه الحرب اللعينة قلنا أن هروب السكان من أي بلدة يقترب منها الجنجا معلومة في غاية الأهمية لفهم أن هذه الحرب ضد الشعب وليست ضد الكيزان أو الجيش حصريا.
ساء أحد دعاة المدنية والعلمانية والحداثة ما يراه من هروب الشعب من جحافل الجنجا إلي مناطق سيطرة الجيش. وبدلا من أن يراجع فهمه لطبيعة الحرب في كونها حربا ضد الدولة وضد المواطن الذي لا علاقة له بجيش ولا كيزان قرر ذلك الرجل أن يقلوظ الصورة الذهنية للواقع فأفتى بان المواطنين يهربون من قراهم بسبب القصف الجوي من قبل الجيش وليس بسبب اقتراب أو دخول الجنجا.
ولكن ما حدث بعد ذلك هو هروب المواطنين من عشرات القري التي لم تقترب منها لا طائرة ولا كودندارة تابعة للجيش. هربوا لانهم خافوا من الجنجا ومن الإغتصاب و الإذلال. ولكن ذلك الرجل إطلاقا لم يراجع الفتوي التي قلوظ بها الصورة الذهنية للواقع لانه لم يخرج باحثا عن الحقيقة بل باحثا عن مبررات نظرية لمسبقات دينه “المدني الديمقراطي” الفاسد الذي يختزل الفضيلة في النيل من كيزان وجيش بالحق أو بغيره، لا فرق. أما عنف الجنجويد والغزو الأجنبي، فتلك قضايا جانبية .
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
قالت الإعلامية هند الضاوي إن المواقف الدولية تجاه جماعة الإخوان تشهد تغيرًا واضحًا، مؤكدة أن الولايات المتحدة في عهد ترامب وعددًا من الدول الأوروبية بدأوا في ملاحقة الجماعة وتجفيف منابعها، باعتبارها جماعة إرهابية تمتلك شبكات ممتدة داخل أوروبا وخارجها، وسبق أن تورطت في عمليات إرهابية داخل القارة.
أدوات الحزب الديمقراطيوأضافت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يسعى إلى إضعاف أذرع الجماعة المرتبطة بحركة حماس لمنع أي عمليات مشابهة لهجوم 7 أكتوبر.
وأشارت هند الضاوي إلى أن جماعة الإخوان كان لها دور بارز في أحداث 2011 ضمن ما وصفته بـ"الأجندة الغربية"، باعتبارها البديل الذي جرى تجهيزه لسنوات للدول التي مرّ فيها مشروع "الفوضى الخلاقة".
صراع مع الدول المركزية القويةوأضافت هند الضاوي، أن الغرب كان يدرك أن الجماعة ستدخل في صراع مع الدول المركزية القوية في المنطقة إلى أن تحين لحظة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتفتيت بعض الدول العربية والإسلامية على أساس ديني ومذهبي، في مشهد يشبه ما حدث بعد سقوط الخلافة العثمانية.