ترامب لماسك: أعيدوا رائدي الفضاء العالقين حالا
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل بإعلانه عبر منصة "تروث سوشيال" أنه طلب من شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك إعادة اثنين من رواد فضاء ناسا من محطة الفضاء الدولية "في أسرع وقت ممكن".
وكان من المقرر أن يعود الرائدان، بوتش ويلمور وسوني وليامز، إلى الأرض في مارس/آذار على متن كبسولة "كرو دراغون" التابعة لسبيس إكس، وفقا لخطة اضطرارية وضعتها ناسا العام الماضي بعدما تعثرت عودتهما إلى الأرض بسبب أعطاب فنية، وما بدا أن ترامب قد وجد فرصة يمكن استغلالها كانت ثغرة بإدارة سلفه جو بايدن، بسبب المماطلات الطويلة التي دفعت رائدي الفضاء للانتظار لنحو 8 أشهر في محطة الفضاء الدولية، وألمح إلى أنهما قد "تُركا في الفضاء" وينبغي إعادتهما.
وفي المقابل، لم يتوان ماسك في الرد سريعا، قائلا إن "سبيس إكس" ستنفذ طلب الرئيس، رغم أن الشركة مكلفة بالفعل بإعادة الرائدين وفقا لخطة طويلة سابقة، ويُنظر إلى أن التدخل المباشر لترامب في قرارات ناسا التشغيلية أثار استغراب العديد من المسؤولين بالوكالة، والذين لم يصدر عنهم أي تعليق حتى الآن.
كان كلّ من ويلمور ووليامز قد وصلا إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ في مهمة اختبارية لم يكن من المفترض أن تتجاوز 8 أيام فحسب، لكن مشكلات تقنية في نظام الدفع للمركبة دفعت ناسا إلى اعتبارها غير آمنة للعودة، مما أدى إلى تمديد إقامتهما بالمحطة.
وبناء على ذلك، أقدمت ناسا على إعادة جدولة عودتهما على متن مركبة الفضاء "كرو دراغون" التي أثبتت نجاحها في تنفيذ مهمات مأهولة سابقة بأمان عدة مرات.
وكانت عملية إرجاع الرائدين قد جرى تنسيقها لتتم أواخر مارس/آذار هذا العام، بما يتماشى مع الجدول الزمني الدقيق لناسا في تنظيم طواقم محطة الفضاء الدولية. ووصلت كبسولة "كرو دراغون" الخاصة بمهمة "كرو-9" إلى المحطة في سبتمبر/أيلول الماضي، وكانت تحتوي على مقاعد شاغرة مخصصة لهما.
إعلانغير أن الاستجابة الفورية لطلب ترامب قد تخل بالتوازن في أعداد الطواقم داخل المحطة، إذ أن عودة "كرو-9" قبل وصول "كرو-10" قد تترك رائد الفضاء الأميركي دون بيتيت وحيدا على متن المحطة، الأمر الذي قد يعرقل عمليات الصيانة الخاصة بالأقسام الأميركية في المحطة الفضائية.
ومن جهة أخرى تسعى ناسا إلى أن تضع نفسها في معزل عن الخلاف السياسي الحاد الذي تتعرض له البلاد مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مؤكدة أن أولوية الوكالة هو التزامها الكامل بعوامل السلامة والكفاءة التشغيلية، وكان القرار بتمديد إقامة رائدي الفضاء مبنيا على تقييمات تقنية بحتة، وليس نتيجة ضغوط سياسية.
ولم تعلن الوكالة حتى الآن ما إذا كانت ستتأثر بالطلب العلني لترامب، حيث إن تعديل الجداول الزمنية المخطط لها قد تترتب عليه آثار واسعة على تشغيل محطة الفضاء الدولية مستقبلا.
ويعكس القرار المفاجئ لإدارة البيت الأبيض جزءا عن النوايا الجدية فيما يتعلق بالنشاط الفضائي، لاسيما مع دخول شركات خاصة مثل "سبيس إكس" مجال الرحلات الفضائية المأهولة لصالح الكونغرس والأمن القومي الأميركي، واستجابة ماسك السريعة لطلب الرئيس توضح كيفية التعاون المحتمل بينهما في استكشاف الفضاء.
هذا بالإضافة إلى أن برنامج "أرتميس" المأهول -الذي سيشهد عودة البشر إلى سطح القمر لأول مرة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي- سيكون ضمن حقبة الإدارة الحالية وفقا للجدول الزمني الذي عهدت إليه ناسا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محطة الفضاء الدولیة على متن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إعادة تشغيل محطة زابوروجيه النووية تتطلب ضمانات فنية وأمنية صارمة
أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن إعادة تشغيل محطة زابوريجيه النووية تتطلب استيفاء عدد من المتطلبات الفنية لضمان استقرار تشغيلها.
وقال غروسي للصحفيين بعد محادثاته مع الرئيس التنفيذي لشركة روس أتوم، أليكسي ليخاتشوف التي عقدت في مقاطعة كالينينغراد الروسية، اليوم الجمعة: "إن استئناف العمل وتشغيل منشأة نووية مثل محطة زابورجيه للطاقة النووية يتطلب بالتأكيد استيفاء عدد كبير من المتطلبات. ومن الضروري استيفاء جميع هذه المتطلبات على النحو الأمثل لضمان التشغيل المستقر للمحطة. ويجب حل قضايا مثل إمدادات المياه المستقرة، وكذلك استئناف تشغيل مصادر الطاقة الخارجية بكفاءة، وغيرها من المسائل الفنية التي نطرحها في تقاريرنا".
وأضاف أن سلامة تشغيل أي منشأة نووية هي الشرط الأهم، مؤكدا أن تشغيل المنشأة النووية يجب أن يتم في ظروف مستقرة، في غياب أي عمليات عسكرية.
وشدد غروسي على أن أي هجمات تستهدف أي محطة للطاقة النووية، بما في ذلك زابورجيه "غير مقبولة على الإطلاق".
وأوضح غروسي أن بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تُوجّه اتهامات إلى منفذي الهجوم؛ فالوكالة تُوثّق الحادثة تقنيا وتُبلغ المجتمع الدولي بها.
ولفت غروسي إلى أن المحادثات بين وفدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والوفد الروسي التي عُقدت في كالينينغراد اليوم كانت بالغة الأهمية والفائدة.
من جانب آخر أعرب غروسي عن استعداد الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوساطة بين الولايات المتحدة وروسيا في سياق استخدام الوقود النووي الأمريكي في محطة زابورجيه للطاقة النووية.
وعُقدت جولة أخرى من المشاورات بين "روساتوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بقيادة المديرين العامين أليكسي ليخاتشيف ورفائيل غروسي، في مقاطعة كالينينغراد الروسية، اليوم الجمعة، وناقش الطرفان القضايا الرئيسية لضمان سلامة محطة زابوروجيه للطاقة النووية.