«ترامب» يتمسك بحلم «صفقة القرن»
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
سياسيون: التنازل عن الأراضى المصرية والفلسطينية من المحرمات
حالة من الإصرار سيطرت على الرئيس الامريكى دونالد ترامب ومعاونيه بشأن غزة وتهجير سكانها بالانتقال الى مصر والأردن وهو ما ظهر أمس خلال تصريحات الرئيس فى البيت الأبيض وهى الخطة التى رفضها الزعماء العرب بشكل قاطع.
وقال ترامب للصحفيين فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض : «سيفعلون ذلك.
كما لفت مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف فى مقابلة مع أكسيوس فى ختام رحلته إلى الشرق الأوسط إلى أن إعادة إعمار غزة قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عاما.
وبحسب الوكالة تريد إدارة ترامب أن ترى استمرار وقف إطلاق النار واستقرار غزة حتى تتمكن من المضى قدمًا فى خططها الطموح للشرق الأوسط، والتى تشمل التوصل إلى اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ومحاولة التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وأضاف ويتكوف: «ما كان لا مفر منه هو أنه لم يتبق من غزة أى شيء تقريبا ويتجه الناس شمالا للعودة إلى منازلهم ورؤية ما حدث ثم يعودون ويغادرون... لا يوجد ماء ولا كهرباء. من المذهل حجم الدمار الذى حدث هناك».
كما أمضى مبعوث البيت الأبيض معظم يومه الأربعاء فى قطاع غزة لتفقد الوضع من الأرض ومن الجو. وكان أول مسؤول أميركى يزور غزة منذ 15 عاما. وقال إن المساعدات تدخل غزة كما هو مخطط لها، والناس يعودون إلى شمال غزة وفقا للاتفاق، والترتيبات الأمنية فى ممر نتساريم وممر فيلادلفيا «تعمل بشكل أفضل مما كان متوقعا».
وقال ويتكوف إنه لم يناقش مع ترامب فكرة نقل الفلسطينيين من غزة. لكنه كون رأيه من خلال ما شاهده فى زيارته حيث اصبحت غزة «غير صالحة للسكن». واضاف «لم يتبق شيء قائما. هناك الكثير من الذخائر غير المنفجرة. ليس من الآمن السير هناك. إنه أمر خطير للغاية. لم أكن لأعرف ذلك لولا الذهاب إلى هناك والتفتيش».
ولفت إلى لقائه حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطينى بناء على طلب الحكومة السعودية. ووصفه «لقد كان لقاءً وديًا. لقد أعطانى تعهداته بشأن المكان الذى يجب أن يتجه إليه قطاع غزة. واتفقنا على مواصلة الحوار».
وأشاد وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو بدور ويتكوف فى مفاوضات الرهائن، وقال فى بودكاست ميجين كيلى إن ترامب «اتبع نهج رجل الأعمال فى التعامل مع تحدٍ بالغ الحساسية ومستعصى على الحل فى السياسة الخارجية، وتوصل إلى وقف لإطلاق النار يواجه تحديات هشة وطويلة الأمد». وأضاف أن ويتكوف «جلب نفس النوع من النهج التجارى لبعض هذه التحديات» بحسب ما نقلته تايمز أوف اسرائيل.
وبحسب تحليل نشرته البى بى سى فإن ترامب يسعى لتحويل القطاع إلى «مكان أشبه بدبى أو سنغافورة» عبر إقامة فنادق ومنطقة اقتصادية عالمية حيث يطل قطاع غزة على الساحل الشرقى للبحر الأبيض المتوسط، وقبالة سواحله الغنية بالغاز.
ويرى محللون أن ترامب يجهل تعقيدات الصراع العربى الإسرائيلى كما أنه لا يعلم حجم ارتباط الفلسطينين بأرضهم وتعرضهم لنكبات وأن إخراجهم من قطاع غزة يعنى عدم عودتهم إليه مرة أخرى وتصفية القضية الفلسطينية».
وقال ستيفان رول من المعهد الألمانى للشؤون الدولية والأمنية فى برلين بحسب صحف عالمية إن «رفض مصر يعود إلى حد كبير إلى التضامن والدعم للسعى الفلسطينى لإقامة الدولة». واضاف «إن هذه قضية سياسية داخلية كبرى فضلا عن ان التنازل عن الأراضى المصرية يعتبر من المحرمات، وخاصة بسبب مشروع إعادة التوطين، الذى يعتبره كثير من المصريين معادياً للفلسطينيين. وسوف تضطر الحكومة إلى التعامل مع الاحتجاجات الكبيرة من جانب السكان «.
وبحسب إدموند راتكا، رئيس مكتب مؤسسة كونراد أديناور فى عمان، فإن الوضع فى الأردن مماثل.واضاف : معظم الأردنيين يعارضون بشدة هذا المشروع الذى يُنظر إليه على أنه يقوض القضية الفلسطينية و لا أحد فى البلاد بما فى ذلك الملك، يريد أن يُشتبه فى أنه يلعب بهذه السياسة المفترضة». وأضاف أن سببا آخر هو أن مثل هذه الخطة من شأنها أن تعطى دفعة للجماعات المتطرفة داخل الأردن .
وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فإنّه حتى الأول من ديسمبر الماضي، تضرّر أو دمّر ما يقرب من 69 فى المئة من مبانى القطاع، أى ما مجموعه 170,812 مبنىً.
وتقول منظمة العفو الدولية إنّ أكثر من 90 فى المئة من المنشآت المبنية على مساحة تزيد عن 58 كيلومتراً مربّعاً والواقعة على طول الحدود بين القطاع الفلسطينى وإسرائيل، «دمّرت أو تضرّرت بشدّة» على ما يبدو بين أكتوبر 2023 ومايو 2024.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإنّ إعادة إعمار القطاع ستستغرق ما يصل إلى 15 عاماً، وستكلّف أكثر من 50 مليار يورو.
أشارت أيضاً إلى أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام الذى خلّفه القصف الإسرائيلى قد يستغرق 21 عاماً وبتكلفة تقدر بـ 1.2 مليار دولار، وفق وكالة رويترز.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ترامب الرئيس الأمريكى البيت الأبيض وقف إطلاق النار استقرار غزة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إستشهاد 14 شخصا آخرين بسبب الجوع في غزة .. والأغذية العالمي: يجب زيادة المساعدات
عواصم "رويترز": ذكرت وزارة الصحة في غزة اليوم أن 14 شخصا على الأقل ماتوا من الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد من ماتوا بسبب الجوع إلى 147 شخصا، من بينهم 89 طفلا، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية فقط.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه تم إرسال 60 شاحنة مساعدات إلى غقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم إن هناك حاجة إلى تدفق ثابت لإمدادات المساعدات على مدى طويل لمواجهة أزمة الجوع المتفاقمة في غزة، وذلك بعدما اضطرت إسرائيل إلى تخفيف القيود المفروضة على القطاع بسبب زيادة الضغوط عليها.
وقال سامر عبد الجابر المدير الإقليمي للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا لرويترز "60 شاحنة لا تكفي بالتأكيد، وبالتالي نهدف في الوقت الراهن إلى إدخال 100 شاحنة يوميا إلى غزة".
ظروف تشبة المجاعة
وذكر البرنامج أن ما يقرب من 470 ألف شخص في غزة يعانون من ظروف تشبه المجاعة، وأن هناك 90 ألف امرأة وطفل بحاجة إلى علاجات غذائية متخصصة.
وأضاف عبد الجابر "لا يمكنني القول إننا سنتمكن حقا من تفادي المخاطر في غضون أسبوع، يجب أن تكون (المساعدات) مستمرة وبكميات كبيرة".
وذكر برنامج الأغذية العالمي إن لديه 170 ألف طن من المواد الغذائية خارج غزة، وهو ما يكفي لإطعام كل السكان لمدة ثلاثة أشهر، لكنه لا يزال بحاجة إلى الحصول على تصريح لإدخالها إلى القطاع.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوجات)، وهي وكالة تنسيق المساعدات العسكرية الإسرائيلية، إن الأمم المتحدة ومنظمات دولية وزعت محتويات أكثر من 120 شاحنة في غزة الأحد.
وذكر شهود أن فلسطينيين يائسين ولصوصا مسلحين استولوا على بعض الشاحنات التي دخلت إلى غزة.
وقال عماد (58 عاما) الذي كان يمتلك مصنع أخشاب في مدينة غزة "إللي بيجي من المساعدات حاليا هادا للي عنده قوة وبيقدر يسابق عشان يوصل للمساعدات، إللي بيقدر يدفع الناس ويحصل له على كيس طحين ولا كرتونة، الفوضى لازم تنوقف ولازم يكون في حماية للشاحنات".
ومن المتوقع تدفق المزيد من المساعدات. وقالت قطر في بيان إنها أرسلت 49 شاحنة وصلت إلى مصر في طريقها إلى غزة. وأنزلت الأردن والإمارات جوا إمدادات إلى غزة.
ومنعت إسرائيل المساعدات عن غزة منذ بداية مارس آذار، فيما وصفته بأنه وسيلة للضغط على حماس لتسليم عشرات الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم، وسمحت بدخول المساعدات في مايو أيار وفق قيود جديدة.
وتقول إسرائيل إنها تلتزم بالقانون الدولي، لكنها يجب عليها منع المسلحين من تحويل مسار المساعدات، وتحمل حماس مسؤولية معاناة سكان غزة.
وقال نتنياهو اليوم "يجري تصوير إسرائيل كما لو أننا ننفذ حملة تجويع في غزة. يا لها من كذبة مكشوفة! لا توجد سياسة تجويع في غزة، ولا يوجد تجويع في غزة".
وأضاف أنه مع الإجراءات الجديدة المعلنة، تقع على عاتق الأمم المتحدة مسؤولية إيصال المساعدات.
وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية اليوم إن إسرائيل خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة على التنقلات.
الأولوية القصوى
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم إن الأولوية القصوى في غزة هي إطعام الناس لأن "هناك الكثير من الناس يتضورون جوعا"، مضيفا أنه لن يتخذ موقفا بشأن دولة فلسطينية في الوقت الحالي.
وقال ترامب، متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجعه للجولف في تيرنبري باسكتلندا، إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار، وسيتعين على الدول الأخرى زيادة مساهماتها.
وأضاف أنه ناقش هذه القضية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأحد، وأبلغته أن الدول الأوروبية ستزيد مساعداتها بشكل كبير. وذكر أنه يعتزم أيضا مناقشة الوضع الإنساني مع ستارمر خلال زيارته اليوم.
وقال ترامب "نقدم الكثير من المال والكثير من الطعام، والدول الأخرى تزيد مساهماتها الآن. إنها فوضى عارمة. يجب أن يحصلوا على الغذاء والأمان الآن".
ووافق ستارمر على ذلك قائلا "إنها أزمة إنسانية، أليس كذلك؟ إنها كارثة بكل المقاييس ... أعتقد أن الناس في بريطانيا يشعرون بالاشمئزاز مما يشاهدونه على شاشاتهم".
وقال ترامب إنه لن يعلق على مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدعم قيام دولة فلسطينية.
وانتقد ترامب أيضا حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لعدم موافقتها على إطلاق سراح المزيد من الرهائن، بين أحياء وأموات، وقال إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن نهج إسرائيل يجب أن يتغير على الأرجح.
وكرر ترامب تعليقات مماثلة أدلى بها اليوم، وقال "لقد أخبرت بيبي أنه ربما يتعين عليك القيام بذلك بطريقة مختلفة".
وعندما سُئل عما إذا كان وقف إطلاق النار لا يزال ممكنا، قال ترامب "نعم، وقف إطلاق النار ممكن، ولكن عليك التوصل له، عليك إنهاؤه". ولم يوضح ما يعنيه.