قيادي بـ«حماة الوطن»: احتشاد المصريين في رفح رسالة للعالم برفض تهيرج الفلسطينيين
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
قال العميد عصام الرتمي رئيس اللجنة الاستشارية للاستثمار بحزب حماة الوطن، إن الشعب يقف خلف قيادته السياسية تماما في كل ما يتعلق بالشأن الخارجي خصوصًا كل ما يرتبط بالقضية الفلسطينية، وأن تجمعات اليوم في رفح دليل قاطع للعالم أجمع على رفض المصريين لتهجير الفلسطينيين.
احتشاد المصريين في رفحوأشار «الرتمي» إلى أن القيادة السياسية تستمد قوتها من الدعم الشعبي وما حدث اليوم من احتشاد للمصريين في رفح مفاده رسالة للعالم، ولأمريكا أن الشعب المصري يرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ولن يقبل بذلك مهما حدث.
وأكد أنه توجه اليوم إلى رفح ومعه عدد كبير من أهالي الفيوم الذين أصروا على الذهاب للتعبير عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين، موجها الشكر للشعب المصري على تماسكه وإدراكه ووعيه لما يحاك ضد مصر وفلسطين لافتا إلى أن التاريخ يشهد على مواقف المصريين ورباطة جأشهم في كافة الأحداث التي لا يمكن أن تنسى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية غزة الاحتلال مصر إسرائيل فی رفح
إقرأ أيضاً:
حين تشغلنا التحليلات السياسية وننسى أنفسنا
إبراهيم بن سالم الهادي
بينما تنهض أمم الأرض من بين ركامها، وتنسج مُستقبلها بخيوط العمل والمعرفة والابتكار، تبقى مجتمعاتنا العربية منشغلة بتحليل تقلبات السياسة، وتتبّع تحركات الساسة، والتكهّن بما سيقوله الرئيس أو الوزير الفلاني، أو ما إذا كان الاجتماع الرباعي سينتهي ببيان مُشترك أم بخيبة أمل جديدة.
الخسارة الفادحة أن هذا الانشغال المحموم بتفاصيل لا تُغني ولا تنفع، جاء على حساب القضية الأهم.. صناعة الإنسان، فكم من الطاقات الفكرية والعملية أُهدرت في جدالات عابثة، بينما الحقيقة المُؤلمة تئن بصمتٍ في زوايا الوجدان، مفارقة مُرّة أن تطمح أمة للنهضة، في حين يستهلك أفرادها أوقاتهم في تحليل سياسات الآخرين، دون استثمار وقتهم في عملٍ ينفعهم، يتجادلون في مجموعات الواتساب حتى الشجار، غير مدركين أن الحقائق بعيدة عن عقلية المقاهي.
فماذا بعد؟
علينا أن نحوّل شغفنا السياسي إلى وعي منتج، لا إلى جدال لا ينتهي، أن نُعيد ترتيب أولوياتنا، ونوجّه طاقاتنا نحو التعليم، والتفكير النقدي، والمبادرات المجتمعية، لدينا في عُمان ثروات طبيعية هائلة، ليست فقط نفطًا وغازًا؛ بل فرص كامنة في الجبال، والسواحل، والصحاري، نحن لا نحتاج إلى اكتشاف قارات جديدة، بل اكتشاف الإنسان العُماني من جديد، وتمكينه من تحويل هذه الكنوز إلى فرص.
تخيّل لو تمَّ تأسيس مراكز وطنية لتعليم الشباب مهارات متقدمة مرتبطة بهذه الثروات، ففي ظفار يمكن إنشاء معاهد بحثية متخصصة في النباتات الطبية والعطرية، كاللبان والنباتات النادرة، تصدّر منتجاتها للأسواق العالمية لا كمواد خام، بل كعلاجات ومواد تجميل تحمل علامة "صُنع في عُمان". أما في صحار والدقم؛ فيمكن تأسيس مدارس تقنية تُعنى بتحويل المعادن والصخور إلى صناعات ذكية مثل مكونات الطاقة الشمسية، وبطاريات الليثيوم، ومواد البناء الخضراء، وفي الباطنة والشرقية يمكن تنفيذ مشاريع زراعية تعليمية تُدرّب الطلبة على الزراعة الذكية المائية والعمودية وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتصدير. وعلى سواحلنا يمكن إنشاء أكاديميات لعلوم البحار والصيد المستدام، تُعِدّ شبابنا لصناعة سفن حديثة، واستخراج منتجات بحرية عالية الجودة تُعبّأ محليًا لكن هذه المشاريع تتطلب تبنيًا وطنيًا حقيقيًا، عبر وزارة الاقتصاد، أو لجنة وطنية مشتركة من الجهات ذات العلاقة، تضمن تنسيق الجهود وتوجيه الموارد نحو تحقيق هذه الرؤى، بعيدًا عن التشتت والمبادرات الفردية غير المستدامة.
هذه ليست أحلامًا؛ بل رؤى قابلة للتحقيق إذا ربطنا التعليم بسوق العمل، وزرعنا في الإنسان العُماني طموح أن "يكون هو المشروع"، لا مجرد باحث عن وظيفة، فالمشاريع العملية لا تُنتج وظائف فقط، بل ترفع من مستوى المعيشة، وتقلل الاعتماد على الخارج، وتضع الدولة على طريق التقدّم، بدلًا من انتظار "القرار المصيري" عبر وسائل الإعلام؛ فنهضة الأمم لا تبدأ من نشرة أخبار نهدر طاقاتنا وأوقاتنا في تحليلها؛ بل كيف نعمل ونبني أنفسنا من حيث نحن الآن.
رابط مختصر