"الرئيس الواثق" وشعبه .. وترامب وابتزاز الصهاينة
عندما تكون واثق الخطوة، ستكون فى نظرهم ملكًا، عندما تتحدى العالم بأن يكون لمصر صورة جديدة وكيان قوى لا يستطيع أحد أن يخترقه، أو يمارس الضغوط عليه، فإنك بذلك قد بدأت فى بناء دولة ذات سيادة، لا يستطيع أحد أن يلوي ذراعها، او يفرض عليها إملاءات ،أو صفقات قرن أو قرون ،حتى لو كان رئيس أكبر دولة في العالم ! ياسادة مصر اليوم غير مصر الأمس ،والأن فقط عرف الجميع الشرف الذي يتمتع به الرئيس المصري ،وحمايته للقضية الفلسطينية ،ورفضه لصفقة قرنهم ! الأن فقط عرف الجميع لماذا كان يعمر سيناء ،ويقوي ويحصن دولته بأحدث اسلحة في العالم ،لتكون هذه الدولة ،دولة قوية ذات سيادة رغم ما فعله صناع المؤامرات في سبيل إنكسارها ،وتقسيمها ضمن ربيعهم العربي ،الأن فقط وبعد كلمة ترامب عن فرض التهجير ودعوة مصر والأردن لإستضافة اهل غزة ،انكشف مخططهم الذى كان رئيسنا واعياً له منذ اللحظة الأولى من الحرب ضد غزة ،بعد تعرية اسرائيل في ٧ اكتوبر ،الأن فقط عرف الجميع موقف مصر المشرف والرئيس السيسي في رفض التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية ،وانتفاضة الشعب المصري للوقوف بجانب رئيسه بعد ابتزازات الإعلام الصهيوني ،وصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية التي هاجمت فيه مصر والرئيس ،ووضع صورة ارشيفية للقاء قديم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ،وهو يصافح الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ، كنوع من الإبتزاز الرخيص للرئيس المصري الذي يتعامل مع كل العالم بشرف ،لا يفقهه آل صهيون الذين تربوا على الخيانة ،والمؤامرات ،والدسائس ،ولا يتعلموا من دروس الماضي ابدا ،ولا يعرفون أن مصر القوية اليوم ،ليست مصر الأمس، وانهم أصبحوا يواجهون دولة قوية ليست تابعة لأحد، أو تأخذ أوامرها من أحد، وأن مصر بخير أجنادها،وشعبها ،وقواتها المسلحة الباسلة ، تجاوزت منذ زمن مرحلة الاستماع والتنفيذ، إلى مرحلة الدولة الاستراتيجية التى تكون شريكة، وليست تابعة لأحد.
نعم تحولنا الى دولة قوية ،وكنا في مواجهة أجهزة مخابرات عالمية ،كانت تخطط لهذا اليوم وماقبله من زرع إرهاب اسود في سيناء الحبيبة ،وتخيلوا معي للحظات ، ماذا كنا نفعل لو أن ميليشيات الإرهاب قد تمكنت فى يوليو ٢٠١٥ و٢٠١٧ من إعلان قيام ولاية سيناء التكفيرية؟، تخيلوا للحظات ماذا لو لم يضح أبطالنا المنسى ورفاقه، ووحوش كمين أبو رفاعى، وعاشور، وأبانوب، بأنفسهم من أجل أن نبقى فى أمان واطمئنان، ماذا لو تدخلت معظم الدول والحلفاء الذين كانوا يريدوننا أن نكون ربيعهم العربى، وقسموا بلادنا، وتحول شعبنا العظيم إلى لاجئين فى كل بقاع الأرض، يجلسون فى المخيمات، يتسولون المعونات؟ ماذا لو أصبحنا دولة مستباحة من كل الدول لا نعرف من دخل حدودنا أو خرج؟! ماذا لو تحولت بيوتنا، وأبراجنا، وشواطئنا إلى قلاع مهجورة، تحاط بها الغربان؟ نعم تخيلت مثلكم وحمدت الله أن حبا الله مصر جيشًا عظيمًا، وشعبًا عظيمًا يساند جيشه للحفاظ على الأرض والعرض، نعم حمدت الله، ووقفت أتنفس الصعداء، فأمن وطنى وتراب هذه الأرض الطيبة، لن يتمكن منهما أصحاب أجندات الخراب والتقسيم!
ياسادة أن إلتفاف الشعب المصري حول قيادته وجيشه ،اثبت للعالم كله أن حب مصر لا يضاهيه أى حب.. حب مصر لا يعرفه أصحاب الأجندات، وصناع المؤامرات، والفتن، ومصدرو الفوضى الذين يأتمرون بأوامر الغرب، ويدخلون غرف الكونجرس الأمريكى المغلقة، لتدبير خطط تدمير مصر، حب مصر يعرفه فقط من تربى على حبها، وصرخ من أعماق قلبه، بلادى بلادى بلادى، لك حبى وفؤادى،«بلادى، بلادى» رأيتها فى عقل وقلب خير أجناد الأرض فى حربهم ضد الإرهاب، وهم يضحون بأنفسهم من أجل أن يبقى هذا الوطن آمناً، إن حب مصر واستقرارها، فى قلب كل مواطن مصرى، رغم انه يعيش أزمة إقتصادية طاحنة ،الا انه عندما يعرف أن وطنه يتعرض أمنه القومي للخطر ،ينتفض ،ويقف صامدًا تجاه أعداء الوطن، ياسادة ،من يحب مصر لا يهدد استقرارها، من يحب مصر لا يستقوى بالخارج ضد وطنه، فمصر باقية، وكل من يريد بمصر شرًا أو سوءًا إلى زوال،وإن الالتفاف المصري حول قيادته وجيشه، هو أمر يزلزل العالم كله وليس ترامب،أو اسرائيل فقط ، وستظل مصر رافعة الرأس، وسيبقى شعبها حاميًا لترابها، وأمنها، واستقرارها، وسيزول كل من أرادها بسوء، وتبقى مصر.
▪︎"شابوه" وزارة العدل واستراتيجية مصر ٢٠٣٠
مصر تتغير ،مصر تتجه بكل قوة رغم كل الصعاب من حولها لتنفيذ استراتيجية الجمهورية الجديدة التى أرسى دعائمها القوية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ،مصر تقوم بملحمة تاريخية غير مسبوقة لتقول للعالم أنا مصر ،عن نفسي كنت اتصور أن الأمور لاتسير على مايرام بسبب الازمات والحرائق التى تحيط بنا. ولكني وانا يحاورني فضولي دائما منذ كنت محررا قضائياً قبل أن اكون محررا امنياً ،او عسكرياً ،وجدت خلية نحل في وزارة العدل عملت منذ فترة بإشراف المستشار عدنان فنجري وزير العدل ،على تنفيذ خطة استراتيجية لقطاع العدالة بأكمله في (وزارة العدل ، مجلس القضاء الأعلى ، مجلس الدولة ، النيابة العامة ، النيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة) ،تتوافق مع رؤية مصر ٢٠٣٠ المحدثة لتحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستدامة ،فهي لا تقتصر على مجرد تحسين كفاءة النظام القضائي، بل تمتد لتشمل تأثيره المباشر على كافة مناحي الحياة وتتجلى أهميتها في تعزيز سيادة القانون و ترسيخ العدالة ، مما يخلق بيئة مستقرة وجاذبة للاستثمار، ويُعزز الثقة في المؤسسات الحكومية وذلك من خلال تحديث القوانين وتبسيط الإجراءات القضائية بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وبما يحقق مكافحة فاعلة للفساد وذلك من خلال تطوير آليات فعالة لمكافحة الفساد داخل أجهزة القضاء، وتعزيز الشفافية والنزاهة ،ويحقق ضمانات لاستقلال القضاء ، وتعزيز حيادية القضاة، كما استهدفت الخطة التى تنفذ حاليا رفع كفاءة وفعالية الجهاز القضائي وذلك من خلال زيادة عدد المباني التي تخدم قطاع العدالة والبنية التحتية الخاصة بها وتوفير الخدمات المادية والرقمية لكافة المواطنين ،ومن بينهم المرأة والطفل وكبار السن وذوي الإعاقة دون تمييز فضلا عن تحسين أداء المحاكم، وتقليل مدة التقاضي، وتقليل التكدس في القضايا بتحقيق التحول الرقمى باستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة القضايا، وتداول المستندات،وأمور اخرى عظيمة للقضاء بأكمله ،لاتتسع هذه السطور لإضافتها ،وستكون بحق تعزيزا للجمهورية الجديدة في استراتيحية ستوفر نظام عدل عادل وفعال في تعزيز الثقة العامة في الدولة ومؤسساتها، مما يُسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي، في الحقيقة وجدت ان ارفع القبعة الى المستشار الجليل عدنان فنجري وزير العدل ورجاله بالوزارة على هذا الإنجاز الذي يعزز كل جوانب القضاء المصري العظيم الذي يشرف مصر أمام العالم والمشهود له بنزاهته، واستقلاله.
▪︎شكرا الدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الأسكندرية
لا أملك الا أن اتقدم بالشكر الى الدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الأسكندرية على إنصافه لخريجة التربية النوعية المتفوقة شيماء عادل أبو المكارم ،ورفع للظلم عنها بعد استبعادها من التعيين كمعيدة بكلية التربية النوعية ،بالمخالفة لكل القوانيين واللوائح ،كما اتوجه بالشكر الى مجلس الجامعة بأكمله لوقوفهم بجانب الحق،والوقوف بجانب الخريجة واثبات حقها في التعيين كمعيدة ،ليثبت رئيس الجامعة ومجلسها الموقر أن النزاهة والشفافية وتطبيق القانون هو هدفهم الأسمى في الإرتقاء بالجامعة وهيئات تدريسها ،وطلابها،شكرا الدكتور قنصوة والف مبروك على تجديد الثقة وقرار السيد الرئيس بمد تكليفكم برئاسة جامعة الأسكندرية .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قلم رصاص الرئيس الواثق الصهاينة سيناء مصر والأردن بلادى بلادى وزارة العدل ماذا لو
إقرأ أيضاً:
ماذا بقي من معنى «حوار الحضارات»؟!
بينما كانت حمم الاحتلال الإسرائيلي تُحيل أطفال غزة إلى رماد، كان العالم يحتفل يوم الثلاثاء بـ«اليوم الدولي لحوار الحضارات»، وكان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مايك هاكابي، يصرّح بأن بلاده لم تعد تؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة. لم يكن هذا التزامن صدفة زمنية، ولكنه تجسيد حقيقي لانفصام الخطاب عن الفعل، وانهيار القيم الكونية تحت وطأة المواقف السياسية. ففي الوقت الذي تُرفع فيه الشعارات عن التفاهم والاعتراف المتبادل، تُغلق الأبواب أمام أكثر الحقوق بداهة، وتُختزل الحضارات إلى مجرد خرائط جيوسياسية لا تقيم وزنا للعدالة أو الكرامة ولا إلى المشتركات الإنسانية.
ورغم أن العالم لم يعد مشغولا أو محتفيا كثيرا بأطروحة «حوار الحضارات» كما كان في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة إلا أن الحقيقة في الميدان تدعونا جميعا إلى تلمس خطر التصعيد غير المسبوق بين مختلف الحضارات والذي أفرز عالما متعدد التوجسات. إن هذا الاستقطاب الكبير يقود إلى أخطر لحظة شحن عالمية من شأنها أن تقود إلى الصدام الكبير، والذي إن وقع، فلن يكون محصورا بين «الشرق والإسلام» من جهة و«الغرب الليبرالي» من جهة أخرى، كما توهّم هنتنغتون في أطروحته، بل سيكون انفجارا متعدد الجبهات: صيني ـ غربي، وأوراسي ـ أطلسي، وفارسي ـ أمريكي/ إسرائيلي. وكل جهة تدعي أن لديها مبررات الصدام وهي إلى الاشتعال أقرب من أي لحظة سابقة.
لكن ما يجعل هذه اللحظة أخطر من كل ما سبقها، هو أنها لا تعيش في خانة النظريات أو الدعوات، بل تُمارس على الأرض بتشظٍ كامل في القيم والنماذج، معلنة دخولنا عصر ما بعد التواصل، وما بعد المنطق المشترك. إنها تتجاوز بمراحل كثيرة لحظة صموئيل هنتنغتون ومحمد خاتمي على السواء. وضع الأول أطروحة الصدام على هيئة تنبؤ نُزعت عنه السياسة وأُلبس لباسا حضاريا، بينما جاء الثاني حالما بأن تجتمع الحضارات في قاعة واحدة تستمع فيها كل حضارة إلى الأخرى في سبيل أن تفهمها.
لقد تحوّل الغرب، الذي ادّعى لنفسه موقع الناطق الرسمي باسم الكونية، إلى كيان مزدوج: يدعو إلى الحوار من جهة، ويفرض الحصار والتفوق القيمي من جهة أخرى. في هذا السياق، لا يمكن أن يكون حوار الحضارات مجرد مشروع أخلاقي، ولكن لا بد أن يكون تفكيكا جذريا لبنية القوة، ولخطابات الهيمنة وللدعوة إلى نفي الآخر وإبادته، ولكل البنى الثقافية والفكرية التي تقوم عليها مختلف الحضارات.
فالصراع مع الحضارة الصينية ليس اقتصاديا محضا، بل هو أيضا صراع على أنماط التنظيم الاجتماعي، وعلى تعريف «القوة» و«النجاح» خارج النموذج الليبرالي. والصدام مع الحضارة الأوراسية بقيادة روسيا يتخذ بعدا إمبراطوريا ثقافيا يعيد رسم خرائط النفوذ والميراث المسيحي ـ السلافي في مواجهة الهيمنة الغربية. أما الصدام مع الحضارة الفارسية، فهو أكثر تعقيدا: حضارة قدمت للعالم خطابا باسم «حوار الحضارات» في 1998 على لسان محمد خاتمي، لكنها تُعامل اليوم ككيان يُراد تطويقه ومحو رمزيته.
إن ما يُحتفى به اليوم في الغرب بوصفه «حوار حضارات»، لا يعدو كونه طقوسا شكلية تُقام على ركام النسيان، بينما تُدار السياسات الحقيقية بمنطق الهيمنة والعزل، دون إنصات لصوت الهامش، ودون تفكيك للخطاب الاستعماري ودون إعادة الاعتبار للذاكرة بوصفها حقا أصيلا في السرد، فالحضارة التي لا يُعترف بجراحها، لا يمكنها أن تتحاور؛ لأنها ستبقى في حالة ألم وصراخ.
يحتاج العالم في هذه اللحظة الخطرة أن يتحدث بكثير من الوضوح؛ فالصراع ليس قادما، إنه، هنا، في كل لغة إعلامية تشرعن القتل، وفي كل قراءة مشوّهة للآخر وفي كل تصريح سياسي أو رأي فكري يجيز أو يدعو لإبادة الآخر. وإذا لم يبنَ خطاب جديد يقوم على الاعتراف بالمظلومية وبالكرامة فلن يستطيع العالم في أي وقت من الأوقات الذهاب إلى «حوار الحضارات»، وسيكون السؤال في ذلك الوقت هل ما زالت هناك قيم حضارية باقية.
إننا في أمس الحاجة اليوم إلى نقد جذري جديد يعيد تعريف ما نعنيه بكلمة حضارة، ويمنح كل حضارة الحق في أن تكون فاعلة لا موضوعا يُدرَس أو يُراقَب.
هذا هو التحدي، وهذه هي الضرورة الأخلاقية والسياسية التي تفرض نفسها علينا في هذه اللحظة. وإذا لم يُنجز هذا التغيير، فإن الحضارات لا تنتظر طويلًا قبل أن تُستدعى إلى حروبها الكبرى، ومنطقتنا ليست بعيدة عن قلب هذا الصدام، بل هي مختبره الأول، ما يجعل تبني خطاب حضاري نقدي ضرورة وطنية قبل أن تكون مسؤولية إنسانية.