نلاحظ عن جماعة إنها في بداية هذه الحرب وإلي أمس قريب كانت تتحاشى وترفض إدانة عنف الجنجويد. وكانت تقول إن الإنتهاكات سببها الحرب ويسأل منها من أشعلها. وهذا يعني أن الجنجويد غير مطالبين باحترام القانون الدولي وحقوق المدنيين وبالتالي في هذا تلميح بأن جرائمهم مفهومة ومبررة فالمجرم هو الحرب وليس الجنجويد.
لكن نلاحظ في الأسابيع السابقة أن قيادات الجماعة صارت تصدر إدانات ضد إنتهاكات الجنجويد وسمتها جرائم حرب.
كنا علي إستعداد لان نرحب بهذا التحول بدون تحفظات لو بينت لنا الجماعة أسباب تغير نبرة الخطاب وماذا حدث لها لتغير رايها هكذا لاننا نريد أن نميز بين إحتمالات مثل:
+ هل نتج هذا التحول عن مراجعة صادقة للذات؟ هذا كان سيكون محمدة مقبولة لو صحبها تفسير واعتذار عن تغبيش الوعي العام بخلق إنطباع مخالف للأخلاق وللقانون الدولي بان المحاربين معفيين من إحترام حقوق المدنيين والإلتزام بقوانين الحرب التي تدعو لحمايتهم. في هذا الخطاب المبرر لإجرام الجنجويد، المجرم هو الحرب وليس الاشوس الذي أغتصب جارتك ونهب بيتك وبلدتك وكأن الاشوس روبوت مسلوب الإرادة تبرمجه الحرب.
+ ولو كانت التوبة، عن تخفيف قبح إنتهاكات الجنجويد، صادقة فلماذا لم تقم الجماعة بالخروج عن اتفاقها مع الجنجويد الذي وقعت عليه قبل عام في أديس؟ كيف تبرر الجماعة لنفسها تواجدها في إتفاق/إعلان أديس مع جنجويد تتهمهم بإرتكاب جرائم حرب مرارا وتتكررا.
+ أما لو كانت تعريدة الخطاب بسبب تحولات تكتونية في الفضاء السياسي والعسكري والإعلامي فان الإدانات المتاخرة تدخل من باب إضافة النفاق إلي الأذي.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يشيعون 4 قياداتهم وسط غموض مواقع مصرعهم
في مؤشر جديد على تصاعد خسائر ميليشيا الحوثي وتراجع قدراتها الميدانية، أعلنت الميليشيات، الاثنين، مصرع أربعة من مقاتليها دون تحديد زمان أو مكان مقتلهم، في خطوة اعتبرها مراقبون استمرارًا لنهج الجماعة في التعتيم الإعلامي على حجم خسائرها البشرية، خصوصًا تلك الناتجة عن الغارات الجوية الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة على مواقعها في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء "سبأ" بنسختها الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، أنه تم تشييع أربعة من مقاتلي قوات صنعاء، هم: الملازم ثاني صادق محسن سراج، الملازم ثاني عبدالباقي عبدالله الفقيه، الملازم ثاني عبدالخالق أحمد المعزب، سالم علي حبتور.
وأشارت الوكالة إلى أن القتلى سقطوا في ما أسمته "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وهو التوصيف الدعائي الذي تستخدمه سلطة الحوثيين للإشارة إلى عناصرها الذين يقتلون بغارات إسرائيلية أو أمريكية، بينما تستخدم مصطلح "معركة النفس الطويل" للإشارة إلى مواجهاتها مع قوات المجلس الرئاسي في الجبهات الداخلية.
ويرى محللون أن توقيت الإعلان وصياغة الخبر الرسمية تكشف عن محاولة الجماعة توظيف مقتل عناصرها سياسيًا ودعائيًا في سياق حملتها المستمرة لربط تحركاتها العسكرية بالصراع الإقليمي، وتقديم نفسها كجزء من محور "المقاومة" ضد إسرائيل، رغم أن عملياتها داخل اليمن تستهدف بالأساس المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية والملاحة الدولية.
ويؤكد مراقبون أن تزايد عدد القتلى المعلنين عنهم مؤخرًا يشير إلى نزيفٍ متصاعدٍ في صفوف الجماعة، نتيجة الغارات الدقيقة التي طالت مواقعها في محافظات الحديدة وصنعاء وذمار خلال الأسابيع الماضية، والتي استهدفت مخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة استخدمتها الميليشيات في تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وبحسب مراقبين عسكريين، فإن استمرار الحوثيين في دفن قتلاهم بصنعاء دون إيضاح تفاصيل العمليات أو الجبهات التي لقوا فيها مصرعهم، يؤكد حالة الإرباك داخل صفوف الجماعة، ومحاولتها إخفاء خسائرها تحت شعارات دينية فضفاضة لتجنّب موجة غضب أو إحباط بين أتباعها.
ويؤكد المراقبون أن استمرار الحوثيين في الإعلان المتقطّع عن تشييع قتلاهم دون توضيح السياق الميداني، يعكس نزيفًا مستمرًا في صفوفهم، ومحاولة يائسة لاحتواء الغضب الداخلي في مناطق سيطرتهم، حيث بدأت أصوات من داخل القاعدة الموالية للجماعة تتساءل عن جدوى "المعارك المقدسة" التي لم تجلب سوى الموت والفقر والانهيار.