صحيفة تركية: إسرائيل تفقد ورقة الكردستاني بسوريا وتبحث عن بدائل
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
يفيد مقال بصحيفة "صباح" التركية بأن إسرائيل هي الداعم السري لحزب العمال الكردستاني الذي تعدّه تركيا المهدد الرئيسي لسلام المنطقة وأمنها، مضيفا أن إسرائيل تشعر حاليا بالقلق وبدأت تبحث عن بدائل جديدة لمواجهة النفوذ التركي.
وأوضح المقال الذي كتبه جان آجون أن مليشيات الأكراد الانفصالية باتت بعد سقوط نظام الأسد محور التطورات الأخيرة في سوريا بعد أن كُشف الغطاء عن داعمها السري القابع في الظلال.
وقال الكاتب إن حزب العمال الكردستاني "الإرهابي"، الذي خسر مناطق مثل تل رفعت والشهباء ومنبج في سوريا، يحاول البقاء على قيد الحياة والحفاظ على وجوده من خلال مفاوضات ومناورات مختلفة.
إستراتيجية تركياويشير الكاتب إلى أن تركيا لديها إستراتيجية منسقة مع دمشق في هذا الصدد، تشمل انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، ومكافحة تنظيم الدولة، وتصفية وجوده وإدماج عناصره المتبقية مع النظام الجديد في دمشق.
وذكر أن موقف تركيا واضح جدا وهو إغلاق ملف المليشيات الانفصالية في سوريا في المستقبل القريب عبر الوسائل السياسية أو العسكرية، إذ إن المباحثات الجارية في سجن "إمرالي" قد تلعب دورا في تسهيل التصفية العسكرية لهذا الحزب من العراق وسوريا.
ويرى الكاتب أنه في سياق الحديث عن إسرائيل، بدأ تدفق الأخبار حول تنظيم حزب العمال الكردستاني يزداد بشكل ملحوظ. وفي آخر التطورات، تم تداول أنباء في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفيد بأن ترامب يخطط لسحب القوات الأميركية من سوريا، وقد أبلغ الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن، لكنه اشترط أيضًا تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل.
وعلق آجون أنه من الممكن تقديم تقييمين مختلفين لهذا الخبر: الأول هو أن ترامب يخطط بالفعل لسحب قواته من سوريا بسبب الضغوط التركية وأسلوب أنقرة السياسي ونهجها الإقليمي، كما أنه يسعى لتجاوز ضغوط اللوبيات الصهيونية والبيروقراطيات ذات الصلة من خلال تهدئة مخاوف إسرائيل الأمنية، حتى لو كان ذلك على الورق فقط.
إعلانأما الثاني فهو أن إسرائيل، وهي تدرك إصرار ترامب على سحب القوات، ترى أيضا أن التنظيم ستتم تصفيته وأن نفوذ تركيا في سوريا سيزداد، لذلك تسعى إلى تطبيع العلاقات مع تركيا على الأقل، وإنشاء آلية أمنية بين الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل لتقليل التهديدات المحتملة التي قد تواجهها من خلال سوريا.
إسرائيل لا ترغب في انسحاب أميركاويلفت الكاتب إلى أن إسرائيل تعدّ انسحاب الولايات المتحدة من سوريا بمنزلة خطر كبير. فإسرائيل تشعر بعدم الارتياح تجاه النفوذ التركي في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد واستيلاء قوى موالية لتركيا على السلطة في دمشق.
ويضيف الكاتب أن إسرائيل، مستغلة الفوضى التي أعقبت تحرير دمشق، لم تتردد في تبنّي أسلوب عدواني؛ إذ قامت بشن مئات الغارات الجوية لتدمير ما تبقى من المعدات العسكرية والذخائر والمنشآت التابعة للنظام. واستهدفت قواعد عسكرية في مناطق عدة، بما في ذلك العاصمة دمشق وحلب وحمص وحماة، وقصفت أيضا القواعد البحرية في طرطوس.
كذلك عززت إسرائيل وجودها العسكري في الجولان المحتل، ووسّعت مناطق الفصل لتشمل جبل الشيخ الإستراتيجي، مما يقرب قواتها أكثر من العاصمة دمشق التي تقع على بعد 25 كيلومترا فقط من الجبل. وتشير التقارير الميدانية الأخيرة إلى قيام إسرائيل بتحصينات عسكرية في المنطقة، في خطوة تعكس تصعيدا جديدا.
ازدياد الدعم الإسرائيلي
ويؤكد الكاتب تصاعد وتيرة الدعم الإسرائيلي للمليشيات الكردية برعاية القيادة المركزية الأميركية في المنطقة سينتكوم (CENTCOM)، بينما يروّج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراؤه لمزاعم ضد تركيا. كما أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر دعا لوقف عمليات أنقرة في منبج، مشددا على "الالتزام الدولي تجاه "وحدات حماية الشعب الكردية". وتعكس هذه التصريحات انزعاج تل أبيب من تحركات تركيا وحلفائها ضد التنظيم في تل رفعت ومنبج.
ويكشف الكاتب أن ساعر أجرى اتصالات مباشرة مع قيادات حزب العمال في سوريا معلنا دعمه لهم، وقد رحبوا بهذه الخطوة، مضيفا أنه منذ 2014 لعبت إسرائيل دورا رئيسيا في دعم التنظيم عبر التأثير على واشنطن، كما استخدمت نفوذها في الكونغرس لمنع ترامب من سحب القوات الأميركية. أما الموساد، فحافظ على اتصالاته مع التنظيم لفترة طويلة ونفّذ عمليات سرية، لكنه فضّل البقاء في الظل حتى الآن.
إعلان أهمية الكردستاني لإسرائيلوفي السياق نفسه، يشدد الكاتب على أن إسرائيل تعدّ ورقة الأكراد أداة إستراتيجية مهمة، فبعد دعمها لاستقلال إقليم كردستان العراق، ترى في حزب العمال الكردستاني وسيلة أكثر فاعلية لإضعاف سوريا وتفكيكها لمنع قيام حكومة قوية متماسكة، وترى في الوجود الكردي المدعوم أميركيا وإسرائيليا ضمانة لذلك. كما تعتبر التنظيم وسيلة للحدّ من نفوذ تركيا المتصاعد، لكنها تفتقر إلى القدرة العسكرية لحماية هذا التنظيم مباشرة، وتدرك أن ذلك قد يؤدي إلى صدام مع أنقرة. لذا، تركز على التأثير في واشنطن لمنع انسحابها من سوريا، مستخدمة ذريعة مكافحة تنظيم الدولة لإبقاء الضغط على تركيا وفرض شروط عليها إن لزم الأمر.
وفي الختام، يعتقد الكاتب أن ترامب يعامل القضية السورية كاختبار شخصي وفرصة لتخفيف أعباء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ومن المحتمل أن تؤدي العلاقات بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب المباحثات الفنية، إلى إيجاد صيغة ترضي تركيا. كما أن التعاون بين أنقرة ودمشق في محاربة تنظيم الدولة سيُضعف الحجة التي يستخدمها اللوبي الصهيوني والمعارضون لتركيا. وتؤكد أنقرة أن سوريا الجديدة لن تشكل تهديدا للمنطقة، بينما تُبقي علاقتها مع إسرائيل محدودة بسبب سياساتها العدوانية. كذلك فإن ضبط واشنطن لحكومة نتنياهو قد يسهم في تحقيق استقرار إقليمي أكبر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات حزب العمال الکردستانی الولایات المتحدة أن إسرائیل الکاتب أن فی سوریا من سوریا
إقرأ أيضاً:
ضمن جولات سرية.. رئيس "الشاباك" الجديد يتفقد مواقع عسكرية إسرائيلية داخل سوريا
كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الرئيس الجديد لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، ديفيد زيني، أجرى في الأسابيع الأخيرة جولتين عسكريتين سريتين شملتا مواقع داخل الأراضي السورية وأطراف قطاع غزة، وذلك في إطار اطلاعه المباشر على الملفات الأمنية التي تقع ضمن نطاق صلاحياته الجديدة. اعلان
وذكرت الصحيفة أن زيني رافق وحدات من الجيش الإسرائيلي خلال مهام ميدانية داخل سوريا، وتفقّد مناطق تنتشر فيها القوات الإسرائيلية حاليًا، في خطوة تندرج ضمن التقييم العملياتي الأول الذي ينفذه منذ تعيينه على رأس الجهاز.
كما أوضح التقرير أن هذه الجولات جرت بالتنسيق مع لواء "ألكسندروني"، وشملت معاينة ميدانية دقيقة للانتشار العسكري الإسرائيلي على الخطوط الأمامية.
Relatedأول تعاون سوري-أمريكي منذ سنوات: دمشق توافق على مساعدة واشنطن في البحث عن مفقودينوسط صمت رسمي.. اختفاء جماعي يثير الذعر في "حي عش الورور" بدمشقغروسي من دمشق: تعاونٌ جديد بين سوريا والوكالة الذرية لفتح صفحة نووية سلميةوأشارت الصحيفة إلى أن عددها الأسبوعي المرتقب سيتضمن مادة موسعة حول التواجد العسكري الإسرائيلي في قمة جبل الشيخ، التي تبعد نحو 20 كيلومترًا فقط عن العاصمة السورية دمشق.
كما أفادت أن إسرائيل ستقدم للمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، توم باراك، عرضاً أمنياً يتناول ما تصفه بـ"التهديدات التي تفرضها سوريا الجديدة" على الحدود الشمالية.
قصف إسرائيلي مستمرّشنّت إسرائيل غارة جوية على جنوب سوريا، يوم الثلاثاء، بعد رصد سقوط مقذوفين في مناطق غير مأهولة ضمن الجولان، وفقًا للرواية الإسرائيلية. وتُعد هذه الحادثة أول رد فعل ميداني من الجانب السوري منذ تولي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع السلطة قبل ستة أشهر، عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط دوبرافكا شويتسا، ندد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بالهجوم الإسرائيلي، ووصفه بأنه "ليس فقط خرقاً سافراً للقانون الدولي، بل محاولة مدروسة لزعزعة الاستقرار وعرقلة جهود إعادة البناء".
وأضاف الشيباني: "تلك الغارات تُشكّل بيئة خصبة للجماعات الخارجة عن القانون التي تسعى لاستغلال حالة الفوضى، فيما كانت رسائلنا واضحة بأن سوريا لا ترغب بالحرب بل تسعى للسلام وإعادة الإعمار".
ومنذ الإطاحة بحكم الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كثّفت إسرائيل تحركاتها العسكرية داخل الأراضي السورية، وتقدمت بعمق عدة كيلومترات نحو مواقع استراتيجية. ونفّذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية، استهدفت مواقع تصفها تل أبيب بأنها "فلول للبنية العسكرية التابعة للنظام السابق".
وتأتي هذه العمليات في وقت يشهد فيه الداخل السوري اضطرابات سياسية وأمنية متواصلة، في ظل عجز السلطة الانتقالية عن فرض الاستقرار الكامل.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة