يفيد مقال بصحيفة "صباح" التركية بأن إسرائيل هي الداعم السري لحزب العمال الكردستاني الذي تعدّه تركيا المهدد الرئيسي لسلام المنطقة وأمنها، مضيفا أن إسرائيل تشعر حاليا بالقلق وبدأت تبحث عن بدائل جديدة لمواجهة النفوذ التركي.

وأوضح المقال الذي كتبه جان آجون أن مليشيات الأكراد الانفصالية باتت بعد سقوط نظام الأسد محور التطورات الأخيرة في سوريا بعد أن كُشف الغطاء عن داعمها السري القابع في الظلال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: هكذا تحرك المصالح الاقتصادية الحرب في الكونغوlist 2 of 2"جيش المليشيات".. كتاب صادم لضابط إسرائيلي يفضح آلة الحرب الإسرائيليةend of list

وقال الكاتب إن حزب العمال الكردستاني "الإرهابي"، الذي خسر مناطق مثل تل رفعت والشهباء ومنبج في سوريا، يحاول البقاء على قيد الحياة والحفاظ على وجوده من خلال مفاوضات ومناورات مختلفة.

إستراتيجية تركيا

ويشير الكاتب إلى أن تركيا لديها إستراتيجية منسقة مع دمشق في هذا الصدد، تشمل انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، ومكافحة تنظيم الدولة، وتصفية وجوده وإدماج عناصره المتبقية مع النظام الجديد في دمشق.

وذكر أن موقف تركيا واضح جدا وهو إغلاق ملف المليشيات الانفصالية في سوريا في المستقبل القريب عبر الوسائل السياسية أو العسكرية، إذ إن المباحثات الجارية في سجن "إمرالي" قد تلعب دورا في تسهيل التصفية العسكرية لهذا الحزب من العراق وسوريا.

ويرى الكاتب أنه في سياق الحديث عن إسرائيل، بدأ تدفق الأخبار حول تنظيم حزب العمال الكردستاني يزداد بشكل ملحوظ. وفي آخر التطورات، تم تداول أنباء في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفيد بأن ترامب يخطط لسحب القوات الأميركية من سوريا، وقد أبلغ الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن، لكنه اشترط أيضًا تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل.

وحدات حماية الشعب (حزب العمال الكردستاني) في منبج بسوريا في 18 يناير/كانون الثاني 2025 خلال اشتباك مع قوات الجيش الوطني السوري (الأناضول) تقييمان مختلفان

وعلق آجون أنه من الممكن تقديم تقييمين مختلفين لهذا الخبر: الأول هو أن ترامب يخطط بالفعل لسحب قواته من سوريا بسبب الضغوط التركية وأسلوب أنقرة السياسي ونهجها الإقليمي، كما أنه يسعى لتجاوز ضغوط اللوبيات الصهيونية والبيروقراطيات ذات الصلة من خلال تهدئة مخاوف إسرائيل الأمنية، حتى لو كان ذلك على الورق فقط.

إعلان

أما الثاني فهو أن إسرائيل، وهي تدرك إصرار ترامب على سحب القوات، ترى أيضا أن التنظيم ستتم تصفيته وأن نفوذ تركيا في سوريا سيزداد، لذلك تسعى إلى تطبيع العلاقات مع تركيا على الأقل، وإنشاء آلية أمنية بين الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل لتقليل التهديدات المحتملة التي قد تواجهها من خلال سوريا.

إسرائيل لا ترغب في انسحاب أميركا

ويلفت الكاتب إلى أن إسرائيل تعدّ انسحاب الولايات المتحدة من سوريا بمنزلة خطر كبير. فإسرائيل تشعر بعدم الارتياح تجاه النفوذ التركي في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد واستيلاء قوى موالية لتركيا على السلطة في دمشق.

ويضيف الكاتب أن إسرائيل، مستغلة الفوضى التي أعقبت تحرير دمشق، لم تتردد في تبنّي أسلوب عدواني؛ إذ قامت بشن مئات الغارات الجوية لتدمير ما تبقى من المعدات العسكرية والذخائر والمنشآت التابعة للنظام. واستهدفت قواعد عسكرية في مناطق عدة، بما في ذلك العاصمة دمشق وحلب وحمص وحماة، وقصفت أيضا القواعد البحرية في طرطوس.

كذلك عززت إسرائيل وجودها العسكري في الجولان المحتل، ووسّعت مناطق الفصل لتشمل جبل الشيخ الإستراتيجي، مما يقرب قواتها أكثر من العاصمة دمشق التي تقع على بعد 25 كيلومترا فقط من الجبل. وتشير التقارير الميدانية الأخيرة إلى قيام إسرائيل بتحصينات عسكرية في المنطقة، في خطوة تعكس تصعيدا جديدا.

ازدياد الدعم الإسرائيلي

ويؤكد الكاتب تصاعد وتيرة الدعم الإسرائيلي للمليشيات الكردية برعاية القيادة المركزية الأميركية في المنطقة سينتكوم (CENTCOM)، بينما يروّج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراؤه لمزاعم ضد تركيا. كما أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر دعا لوقف عمليات أنقرة في منبج، مشددا على "الالتزام الدولي تجاه "وحدات حماية الشعب الكردية". وتعكس هذه التصريحات انزعاج تل أبيب من تحركات تركيا وحلفائها ضد التنظيم في تل رفعت ومنبج.

ويكشف الكاتب أن ساعر أجرى اتصالات مباشرة مع قيادات حزب العمال في سوريا معلنا دعمه لهم، وقد رحبوا بهذه الخطوة، مضيفا أنه منذ 2014 لعبت إسرائيل دورا رئيسيا في دعم التنظيم عبر التأثير على واشنطن، كما استخدمت نفوذها في الكونغرس لمنع ترامب من سحب القوات الأميركية. أما الموساد، فحافظ على اتصالاته مع التنظيم لفترة طويلة ونفّذ عمليات سرية، لكنه فضّل البقاء في الظل حتى الآن.

إعلان أهمية الكردستاني لإسرائيل

وفي السياق نفسه، يشدد الكاتب على أن إسرائيل تعدّ ورقة الأكراد أداة إستراتيجية مهمة، فبعد دعمها لاستقلال إقليم كردستان العراق، ترى في حزب العمال الكردستاني وسيلة أكثر فاعلية لإضعاف سوريا وتفكيكها لمنع قيام حكومة قوية متماسكة، وترى في الوجود الكردي المدعوم أميركيا وإسرائيليا ضمانة لذلك. كما تعتبر التنظيم وسيلة للحدّ من نفوذ تركيا المتصاعد، لكنها تفتقر إلى القدرة العسكرية لحماية هذا التنظيم مباشرة، وتدرك أن ذلك قد يؤدي إلى صدام مع أنقرة. لذا، تركز على التأثير في واشنطن لمنع انسحابها من سوريا، مستخدمة ذريعة مكافحة تنظيم الدولة لإبقاء الضغط على تركيا وفرض شروط عليها إن لزم الأمر.

وفي الختام، يعتقد الكاتب أن ترامب يعامل القضية السورية كاختبار شخصي وفرصة لتخفيف أعباء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ومن المحتمل أن تؤدي العلاقات بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب المباحثات الفنية، إلى إيجاد صيغة ترضي تركيا. كما أن التعاون بين أنقرة ودمشق في محاربة تنظيم الدولة سيُضعف الحجة التي يستخدمها اللوبي الصهيوني والمعارضون لتركيا. وتؤكد أنقرة أن سوريا الجديدة لن تشكل تهديدا للمنطقة، بينما تُبقي علاقتها مع إسرائيل محدودة بسبب سياساتها العدوانية. كذلك فإن ضبط واشنطن لحكومة نتنياهو قد يسهم في تحقيق استقرار إقليمي أكبر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات حزب العمال الکردستانی الولایات المتحدة أن إسرائیل الکاتب أن فی سوریا من سوریا

إقرأ أيضاً:

حزبكم.. جيريمي كوربين يطلق حزبا يساريا بريطانيا جديدا لمواجهة المحافظين والعمال وتسليح إسرائيل

أطلق السياسي البريطاني والزعيم السابق لحزب "العمال" جيريمي كوربين والسياسية المستقيلة من حزب العمال زارا سلطانة حزباً ذا توجّه يساري في مواجهة الحزبين الأكبر في البلاد المحافظين والعمال، واعدين بـ "إعادة توزيع شاملة للثروة والسلطة" ووقف التسليح لإسرائيل. اعلان

وتوصل كوربين وسلطانة إلى اتفاق بشأن إطلاق حزب يساري جديد بعد أسابيع من المناقشات، وأصدرا بيانًا مشتركًا يشجعان فيه الراغبين في الانضمام إلى الحزب على تسجيل اهتمامهم.

النظام المزوّر وغزة في بيان الحزب

لم يُطلق على الحركة الجديدة اسم بعد، ولكن لديها موقع إلكتروني مؤقت باسم "حزبكم". في بيان على موقع "إكس" (تويتر سابقاً)، وصف النائبان السابقان عن حزب العمال الحزب بأنه "نوع جديد من الأحزاب السياسية، حزب ينتمي إليكم".

وجاء في البيان: "النظام مُزوَّر عندما يعيش 4.5 مليون طفل في فقر في سادس أغنى دولة في العالم. النظام مُزوَّر عندما تجني الشركات العملاقة ثروات طائلة من ارتفاع الفواتير. النظام مُزوَّر عندما تقول الحكومة إنه لا يوجد مال للفقراء، بل مليارات للحرب. لا يمكننا قبول هذه المظالم، ولا يجب عليكم قبولها أيضًا".

فيما يتعلق بغزة، ذكر البيان أن الحزب الجديد سيطالب بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل و"الدفاع عن الحق في الاحتجاج ضد الإبادة الجماعية".

ظهرت خطط تأسيس حزب جديد في وقت سابق من هذا الشهر عندما صرحت النائبة زارا سلطانة، التي عُلّقت عضويتها في حزب العمال لتصويتها ضد الحكومة، بأنها "ستقود بالمشاركة تأسيس حزب جديد" مع كوربين.

في ذلك الوقت، لم يؤكد كوربين الخبر.

صرحت سلطانة أن "حزبكم" اسم مؤقت فقط. وبعد أن ذكر موقع سياسي أن هذا هو اسمه، ردت على X قائلة: "ليس اسمه حزبكم!".

وفي حديثه للصحفيين يوم الخميس، قال كوربين إن المؤتمر التأسيسي سيُعقد في منتصف الخريف، ولكن لم يُحدد موعده بعد.

وبعد بعض الخلافات السابقة الواضحة بينه وبين سلطانة بشأن الحزب الجديد، قال كوربين إنهما يعملان معًا بشكل جيد للغاية وعلى تواصل منتظم، نافياً أن يكون إطلاق الحزب قد شابه بعض الفوضى، قائلاً إن العملية "ديمقراطية، وشعبية، ومفتوحة".

Related هل وصف جيريمي كوربين تيريزا ماي بـ"الامرأة الغبية"؟مقابلة خاصة بيورونيوز مع جيريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطانيجيريمي كوربين يكشف النقاب عن أعضاء ديوانه

تاريخ كوربين النضالي

قاد كوربين، البالغ من العمر 76 عامًا، حزب العمال إلى هزائم انتخابية في عامي 2017 و2019، لكن هذا الناشط الاشتراكي المخضرم لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى العديد من مؤيديه على مستوى القاعدة الشعبية. ويمتلك الحزب الجديد القدرة على زيادة تفتيت الساحة السياسية البريطانية. ويواجه حزبا العمال والمحافظون، اللذين هيمنا على الساحة منذ فترة طويلة، منافسين من اليسار واليمين، بما في ذلك حزب الخضر البيئي وحزب الإصلاح البريطاني اليميني المتشدد.

كوربين، المؤيد المخضرم للفلسطينيين والمنتقد لإسرائيل، عُلّقت عضويته في حزب العمال عام 2020 بعد أن وجدت هيئة مراقبة المساواة البريطانية أن التحيز ضد اليهود قد سُمح له بالانتشار داخل حزب العمال أثناء قيادته.

تم تعليق عضويته بعد رفضه قبول النتائج بشكل كامل، مدعيًا أن المعارضين بالغوا في تقدير حجم معاداة السامية في حزب العمال "لأسباب سياسية".

بعد طرد كوربين من حزب العمال، قال زعيم الحزب ورئيس الوزراء الحالي كير ستارمر إن كوربين "لما يكن يوماً صديقاً له".

أُعيد انتخاب كوربين لعضوية البرلمان العام الماضي كمستقل.

خلف رئيس الوزراء كير ستارمر كوربين في زعامة حزب العمال عام ٢٠٢٠، وأعاد الحزب إلى الساحة السياسية المعتدلة. تخلى عن معارضة كوربين للأسلحة النووية البريطانية، ودعم بقوة إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وأكد التزام الحزب بموازنة الحسابات.

حقق ستارمر فوزًا ساحقًا في الانتخابات قبل عام، لكنه واجه صعوبة في الحفاظ على وحدة نواب حزب العمال في ظل سعي الحكومة جاهدةً لإنعاش اقتصاد راكد والاستثمار في الخدمات العامة المُرهَقة. وقد أُجبر على التراجع عن مواقفه من قبل نواب حزبه، بما في ذلك تراجعٌ بشأن إصلاح الرعاية الاجتماعية، مما أضعف سلطته بشدة.

شعبية متوقعة للحزب

بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الجديد قد يحصل على حوالي 10% من الأصوات، مما يُضرّ بالفرص الانتخابية لحزب العمال وحزب الخضر. مع ذلك، قلّلت مصادر حزب العمال من شأن التهديد الذي يُشكّله كوربين، الذي خسر انتخابات عامي 2017 و2019 كزعيم للحزب.

بينما أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أرقاماً أعلى للحزب الجديد، إذ أظهر استطلاع رأي حديث، بحسب الصحيفة، أن حزب العمال في المركز الثالث، بالتساوي مع حزب كوربين الجديد، حيث حصل كلاهما على 15%، بل حتى المحافظون متقدمون بنسبة 17%، خلف حزب الإصلاح الذي حصل على نسبة 34%.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • تركيا: رصدنا تحركات في سوريا لتقسيم البلاد
  • تفاصيل اتفاق التعاون بين شركة “العمران” ومجموعة “الشمالية” السعودية لتطوير صناعة الإسمنت بسوريا
  • تركيا تتحدث عن تحركات مريبة داخل سوريا
  • مقال في صحيفة دايلي إكسبرس يهاجم إسرائيل والمستوطنين.. كيف سمحتم بهذه المعاناة؟
  • ماذا بعد بيان دمشق وباريس وواشنطن بشأن سوريا؟
  • تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا
  • صحيفة: تل أبيب تشارك في محادثات لتبادل مئات الأسرى في سوريا
  • صحيفة عبرية: تركيا تشتري 40 طائرة تايفون وإسرائيل قلقة
  • استقرار تركيا يبدأ من سوريا.. والعد التنازلي لمهمة الجنود الأتراك في دمشق قد بدأ
  • حزبكم.. جيريمي كوربين يطلق حزبا يساريا بريطانيا جديدا لمواجهة المحافظين والعمال وتسليح إسرائيل