أطلقت جمعية كتاب البيئة والتنمية، برئاسة الدكتور محمود بكر، ورشة العمل التدريبية لبناء مهارات التوثيق والاتصال للمجموعة الثانية من الجمعيات الاهلية المشاركة بالمرحلة السابعة من برنامج المنح الصغيرة الممول من مرفق البيئة العالمية " gef" وعددها 10 جمعيات، فى إطار فعاليات مشروع إدارة المعرفة والاتصال وتحفيز الابتكار الذي فازت به جمعية كتاب البيئة ضمن 16 مشروعا بيئيا.

جاء ذلك بحضور خالد البلشي نقيب الصحفيين، والدكتور عماد عدلى المدير الوطنى لبرنامج المنح الصغيرة ورئيس مجلس إدارة المكتب العربى للشباب والبيئة، والمهندس أحمد كمال المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة التابع لاتحاد الصناعات المصرية، المهندس حاتم الرومي النائب الأول لشعبة الطاقة المستدامة بالغرفة التجارية بالقاهرة.

ورشة عمل بناء مهارات التوثيق والاتصال للجمعيات

أكد خالد البلشي، نقيب الصحفيين، حرص النقابة على التعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية للقيام بالدور المنوط بها في نشر الوعي البيئي ودعم الصحافة البيئية لتقديم محتوى منضبط حول المفاهيم والقضايا البيئية وطرق التعامل السليم معها، مشيرًا إلى أن صعوبة المجال البيئي تكمن في المصطلحات والمفاهيم البيئية التي يتم تبسيطها للجمهور المتلقي، وهناك بروتوكول موقع مع وزارة البيئة في مختلف الأنشطة والقضايا البيئية.

من جانبه، قال الدكتور عماد الدين عدلي، المدير الوطني لبرنامج المنح الصغيرة ورئيس مجلس إدارة المكتب العربي للشباب والبيئة، إن هذا البرنامج يمتد عمله في مصر منذ أكثر من 30 عامًا، ويتم تنفيذه في الوقت الحالي في 128 دولة، وقام بتمويل قرابة 400 مشروع في مختلف محافظات مصر، وتم تنفيذه على 7 مراحل. مشيرًا إلى أن البرنامج حاليًا في مرحلته السابعة التي ستنتهي العام المقبل. لافتًا إلى أن برنامج المنح الصغيرة يعمل في الأساس تحت شعار "فكر عالميًا و اعمل محليًا"، ولكن في مصر يتم تطبيقه تحت شعار "فكر و اعمل محليًا" والنتيجة النهائية تصب في صالح العالم.

ورشة عمل بناء مهارات التوثيق والاتصال للجمعيات

وأشار عدلي إلى أن البرنامج يتم تمويله من قبل مرفق البيئة العالمية، وهو الآلية الدولية الأكبر في العالم التي تقدم المنح للحكومات في الدول النامية من خلال منظمات الأمم المتحدة لتنفيذ مشروعات تمكّن الدول من استيفاء التزاماتها تجاه الاتفاقيات البيئية الدولية الموقعة عليها، مثل اتفاقية مكافحة التصحر، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والتغيرات المناخية، حيث تحظى الأخيرة باهتمام كبير في مصر.

ولفت عدلي إلى الدور الهام الذي تقوم به جمعية كتاب البيئة والتنمية في تعليم الجمعيات الأهلية كيفية إنتاج المخرج التوثيقي لمشروعاتهم ونشرها على المواقع الإلكترونية، وبالتالي يمكن أن تستفيد آلاف الجمعيات في مصر من تجربة هذه المشروعات. وأضاف أنه يسعده أن العديد من المشروعات التي يتم تنفيذها حاليًا في مجال التنمية المستدامة جاءت فكرتها من برنامج المنح الصغيرة مثل البيوجاز والنباتات الطبية. منوهًا إلى أن مرفق البيئة العالمية لا يمول أي مشروع دون أن يكون له مردود إيجابي على البيئة العالمية وفقًا لمعادلات معينة، والموضوعات التي يهتم بها مرفق البيئة العالمية.

ورشة عمل بناء مهارات التوثيق والاتصال للجمعيات

وقد فازت جمعية كتاب البيئة والتنمية بمنحة مقدمة من برنامج المنح الصغيرة (مرفق البيئة العالمية) ضمن 16 مشروعًا بيئيًا في منافسة صعبة بين 70 مشروعًا بيئيًا تم تقديمها إلى مرفق البيئة العالمي، حيث وافقت لجنة التسيير الوطنية لبرنامج المنح الصغيرة (مرفق البيئة العالمية) على تمويلها في الدورة الأولى لتمويل المشروعات.

بدوره، أكد المهندس أحمد كمال، المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة التابع لاتحاد الصناعات المصرية، أهمية أن يكون الصحفي البيئي المبتكر متخصصًا في كافة المجالات ذات الصلة، وليس في المجال البيئي فقط، مثل السياحة والزراعة والبترول طالما نتحدث عن الاستدامة. مشيرًا إلى أن مكتب الالتزام البيئي يقدم كافة سبل الدعم والتكامل مع جمعية كتاب البيئة والتنمية لتوعية المجتمع بالجهود المبذولة في العديد من القضايا والمشروعات البيئية.

من جانبه، قال الدكتور محمود بكر، رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية، "نسعى دائمًا لاستكمال مسيرة العمل والعطاء لنشر الوعي البيئي ورفع قدرات الصحفيين وترسيخ مبادئ التربية والثقافة البيئية المتكاملة لكافة فئات المجتمع من خلال منابرنا سواء صحف أو وكالات أو مجلات أو مواقع إلكترونية أو من خلال التدريب والتأهيل لرفع كفاءة غير المتخصصين لدعم أنشطتهم من الناحية الإعلامية، اعتمادًا على الخبراء والأساتذة من رواد المهنة وأعضاء الجمعية".

وأضاف بكر: "تنطلق اليوم ثاني أنشطتنا العملية من خلال مشروعنا 'إدارة المعرفة والاتصال وتحفيز الابتكار'، ونعلم جيدًا أن تحقيق النجاح والتطوير والإبداع لن يحدث إلا بدعم وتشجيع القائمين على العمل البيئي والأهلي في مصر، وفي مقدمتهم وزارة البيئة من خلال الفكر المستنير للدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة. كما وجه بكر الشكر والتقدير لرائد العمل الأهلي البيئي والتنموي، الدكتور عماد الدين عدلي، لدعمه المستمر للانخراط بفاعلية في الأنشطة والفعاليات المرتبطة بالعمل المجتمعي".

وأوضح بكر أن الهدف من ورشة التدريب الثانية هو بناء قدرات الجمعيات الأهلية في مجال مهارات الاتصال والتوثيق المرئي والمكتوب والمسموع، وإعداد المواد اللازمة للنشر الإعلامي لمساعدتهم في التوثيق الجيد لأنشطتهم شكلاً ومضمونًا، وزيادة مساحات النشر الإعلامي وتنشيط عملية التوثيق، وكذلك رفع قدراتهم حول مهارات الاتصال المباشر وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار بكر إلى أن الورشة تتناول من خلال 6 جلسات عددًا من الموضوعات، منها المبادئ التوجيهية للإعلام، وأهمية إعداد وكتابة الأخبار، التوثيق المكتوب، التوثيق المسموع، والتواصل مع الإعلام، والتوثيق المرئي ويشمل التصوير الفوتوغرافي والفيديو، والتعامل مع وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي.

ورشة عمل بناء مهارات التوثيق والاتصال للجمعيات

كما تم تناول أهمية صحافة الفيديو، ومبادئ تكوين المادة الفيلمية وتقنيات التصوير السريع، واستخدام أدوات المونتاج اللحظي عبر الإنترنت، وصحافة الفيديو باستخدام كاميرات مستقلة وهواتف محمولة. كما ستشهد الجلسة الختامية تقييم الدورة وتوزيع شهادات المشاركة، مع الإعلان عن تنظيم مسابقة للمراسلين في المحافظات المشاركة في المشروع: "قنا، الأقصر، القاهرة الكبرى، الفيوم، البحيرة، الإسكندرية".

ووجه بكر الشكر لجمال غيطاس، مدير مركز التدريب بالنقابة، على ما قدمه من تعاون وتسهيلات لتنفيذ الورشة، وكذلك الفريق المعاون له والمشاركين من الجمعيات الأهلية في ورشة التدريب الثانية لتنمية مهاراتهم في مجال التوثيق والاتصال.

اقرأ أيضاًنقابة الصحفيين تدين موقف ترامب وتصريحاته حول تهجير الفلسطينيين

دورة تدريبية متقدمة بنقابة الصحفيين في «مهارات القصص الإخبارية المثيرة»

جبران يعتمد صرف 20 ألف جنيه لعامل سقط من أعلى «سقالة» بنقابة الصحفيين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصحفيين جمعية كتاب البيئة والتنمية خالد البلشي نقابة الصحفيين جمعیة کتاب البیئة والتنمیة مرفق البیئة العالمیة برنامج المنح الصغیرة ا إلى أن من خلال

إقرأ أيضاً:

كتاب فرنسي جديد يكشف: غزة تحت الاحتلال.. مأساة إنسانية وتواطؤ دولي

سلط الكاتب الفرنسي فرانسيس غيل، الضوء، على آخر ما صدر من كتب عن المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، Un historien à Gaza (مؤرخ في غزة)  الذي سافر إلى غزة عدة مرات خلال السنين الماضية، وقضى شهرا في المناطق الفلسطينية من كانون الأول/ ديسمبر 2024 إلى كانون الثاني/ يناير 2025.

وأشار الكاتب عبر مقال له، إلى أن، المؤلف جان بيير فيليو، هو أستاذ دراسات الشرق الأوسط في معهد باريس للدراسات السياسية وباحث في مركز CERI الفرنسي المتخصص في الدراسات الدولية وزميل في مركز برشلونة للعلاقات الدولية CIDOB وزميل زائر في كينجز كوليج بجامعة لندن.

وفيما يلي النص الكامل للمقال: 
شهد الأسبوعان الماضيان تغيراً ملحوظاً في لهجة زعماء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فيما بدا أنه طي لصفحة ما كان سائداً من قبل بينهم من تكرار للحديث عن أن لدولة الاحتلال الإسرائيلي الحق في الدفاع عن نفسها. هذا مع العلم أن عدداً من زعماء أوروبا الآخرين، وخاصة في إسبانيا وبلجيكا وإيرلندا، تبنوا منذ وقت طويل موقفاً أكثر نقداً لدولة الاحتلال الإسرائيلي. 

والآن، يستخدم رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، تعبيرات أشد قسوة للتنديد بحرب دولة الاحتلال الإسرائيلي على أهل غزة، إذ راحوا يهددون بتعليق الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل. بل لقد قال المستشار ميرز، والمعروف عنه أنه من أشد المؤيدين للدولة اليهودية، إنّ: "ما تفعله الحكومة الإسرائيلية في غزة لم يعد بالإمكان تبريره بالقتال ضد حماس".
 
ينسجم هذا التبدل مع موقف الرأي العام، بل لقد فتح الباب على مصراعيه أمام جدل في ألمانيا حول ما إذا كان ينبغي عليها أن تستمر في تزويد إسرائيل بالأسلحة. تعكس هذا التغيير تغطية الإعلام الفرنسي للأحداث، فمؤخراً صار الإعلاميون والأكاديميون المنتقدون للسياسة الإسرائيلية يحظون بوقت أطول في البرامج التي تبث لتمكينهم من التعبير عن وجهات نظرهم. إلا أن هذه الكلمات لم تؤثر بعد في السياسة الإسرائيلية.

جاءت صور الأطفال الرضع الذين أصابهم الهزال وهم في أحضان أمهاتهم اللواتي لم يعد بإمكانهن إرضاعهم لتذكر المشاهدين بتلك الصور التي وثقت فتح معسكرات الإبادة الألمانية في عام 1945 والرعب الذي ظهر على وجوه الضباط الأمريكيين والبريطانيين حينما وقعت أعينهم على مشاهد لبشر تركوا في أوضاع أشد انحطاطاً من أوضاع كالحيوانات. 


لسوف يتذكر الناس أواخر شهر مايو (أيار) 2025 باعتبارها اللحظة التي وجد الزعماء الأوروبيون فيها أن من المستحيل لفظياً الاستمرار في إنكار حقيقة تأكيد الزعماء الإسرائيليين، ما بعد هجوم السابع من أكتوبر والذي قتل فيه 1139 إسرائيلياً وأجنبياً، على أنهم سوف يخرجون 2.3 مليون فلسطيني قسراً من قطاع غزة.

كرس جان بيير فيليو، أحد أشهر المؤرخين الفرنسيين المتخصصين في المنطقة، كتاباً للحديث عما لا يعرفه كثير من الناس عن تاريخ هذا القطاع العجيب من الأرض. لغته منضبطة، وكلماته جراحية. ليس من النوع الذي يعبر صراحة عن المشاعر العاطفية، سواء في كتبه المنشورة أو في مقابلاته التلفزيونية. 

جمله مصاغة بلغة فرنسية كلاسيكية لا تشوبها شائبة. يتكلم كما لو كان قاض يقدم خلاصة لقضية ما. تمكن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من السفر إلى غزة وأمضى شهراً هناك، حيث نزل ضيفاً على المنظمة غير الحكومية "أطباء بلا حدود". 

من المعروف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع مندوبي الصحافة الدولية من الدخول إلى غزة، التي قضى نحبه فيها ما بين شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وشهر إبريل (نيسان) 2025 ما لا يقل عن 232 صحفياً، خمسة وعشرون منهم من النساء. طبقاً لما صدر عن لجنة حماية الصحفيين، يعادل الصحفيون الذين قتلوا في غزة ثلاثة أرباع أولئك الصحفيين الذين قتلوا حول العالم في عام 2023 وثلثي الصحفيين الذين قتلوا حول العالم في عام 2024. 

يخلص فيليو إلى أنه "لا يوجد شك بأن الجيش الإسرائيلي وحده يتحمل المسؤولية عن الموت العنيف لأولئك الذين مهنتهم إعلام الناس." ولذلك يعتبر كتابه "مؤرخ في غزة" إدانة ساحقة لسياسة الانتقام التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي من شأنها أن تحولها إلى دولة منبوذة.

بينما ينتقل بالسيارة عبر شارع صلاح الدين، يشرح لماذا يتوجب عليهم أن يمضوا فيه ببطء، وذلك أن الناس الذين يسيرون على الأقدام بلغت منهم المعاناة والألم والقصف الدائم أنهم لم يعودوا يسمعون السيارات. على امتداد الطريق يقابل رجلاً مسناً يقول له إن مصيره أشبه ما يكون بمصير الشاة التي تُعلف بما يكفي لإبقائها على قيد الحياة إلى أن يحين موعد التضحية بها في العيد كل سنة. من بين معارفه القدامى، يحظى الشخص النازح في المتوسط بما لا يزيد عن متر ونصف المتر المربع ليعيش فيه – الفلسطينيون أشبه بمن تحطمت سفينتهم.


الرائحة الكريهة المنبعثة من أطنان من النفايات، ومحطات معالجة المجاري المدمرة، ونقص المياه، أمر لا يطاق. يذكرنا الكاتب بما عبر عنه البابا فرانسيس حين لخص الوضع في غزة قائلاً: "هذه ليست حرباً، بل ممارسات وحشية".

تتعرض المستشفيات بشكل ممنهج ومنتظم للقصف، ويموت الرضع بسبب البرد والجفاف والمرض، ويتم استهداف الأطباء والممرضين، وتدمر المدارس والجامعات، ويقوم الجنود الإسرائيليون عن عمد بتدمير الكتب والوثائق الأكاديمية. يتعرض الفلسطينيون "لعنف يليق بيوم الحساب.".

تم تدمير الكثير من المباني والكثير من الأسواق، حتى أن فيليو يفقد القدرة على معرفة المكان الذي يتواجد فيه. لا شيء مما شهده في أفغانستان وسوريا وأوكرانيا أعده لما يراه في غزة. وهذا يفسر "لماذا لا تسمح إسرائيل للطواقم الصحفية الدولية بالوصول إلى مثل هذا المشهد الصادم".

وفيما عدا ما تنشره صحيفة "هآريتز"، لا يرى الناس في دولة الاحتلال الإسرائيلي العنف اليومي الذي تتعرض له غزة. وحكومات أوروبا وأمريكا الشمالية "التي تحرص في العادة على الدفاع عن الحرية لا تفعل شيئاً من أجل حمل إسرائيل على تخفيف التعتيم الشديد الذي تفرضه." ثم يعرب فيليو عن دهشته إزاء قلة التعاطف في الغرب مع الضحايا المدنيين لحقول القتل هذه.

إنه لا يتغاضى عن الانقسامات المريرة ما بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهي الانقسامات التي تشجعها دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك الإمارات مؤخراً، والتي وقعت على عقد شراكة استراتيجية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. 

تتفادى دولة الاحتلال الإسرائيلي قضف المستشفى الذي شيدته الإمارات العربية في رفح، فتراه واقفاً لم يمسسه سوء وسط ركام المباني المدمرة من حوله. يزعم الإماراتيون أنهم يتصدرون "العمل الإنساني" في غزة، ولكنهم في الواقع يختبرون أعماقاً جديدة من المكر. يفهم فيليو أكثر من غيره مجريات الأمور داخل كل من حماس ومنظمة التحرير، بما في ذلك وسائل حماس الصارمة في فرض سيطرتها على قطاع غزة، والحكايات البائسة للاقتتال الداخلي، وتاريخ قوة النخبة داخل حماس، كتائب القسام. 

كما يلاحظ أن من ينتسبون إلى الطبقة الوسطى من الناس لاذوا بالفرار من غزة، ويجد أن كثيراً من الشباب الفلسطينيين لديهم أكثر من مجرد الاستعداد للانضمام إلى حماس، وذلك على الرغم من تكبد قواتها خسائر جسيمة على يد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

يمكن الاستدلال بأحداث مختلفة على تعطل القانون الدولي، ومنها: الاستراتيجية الحالية من قبل الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي والتي تقوم على خصخصة المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، وتشجيع دولة الاحتلال الإسرائيلي لرؤوس الإجرام مثل أبو شباب على مهاجمة قوافل المساعدات الإنسانية، وتجريف دولة الاحتلال الإسرائيلي للمقابر الإسلامية زاعمة أن ذلك وقع نتيجة لما تقول إنه "مجرد إهمال"، ثم لا يطول بها المقام حتى تعيد إلى المستشفيات في غزة شاحنات مملوءة بالجثث المجهولة المتحللة. 


وبينما يتم التنصل من الالتزام بالقواعد التي تم الاتفاق عليها بعد عام 1945 وتحل محلها سيادة القوة الوحشية، ويتم التلاعب بوسائل الإعلام، ويوصف أعداء دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنهم حيوانات، يلتزم الزعماء الغربيون الصمت، متجاهلين تراجع نفوذهم عبر العالم. 

يخلص المؤلف إلى القول إنه "منذ السابع من أكتوبر 2023، تُركت غزة وأهلها في حالة من الاختناق بسبب مأزق ثلاثي الأبعاد – الانسداد في الحالة الإسرائيلية، والانسداد في الحالة الفلسطينية، والانسداد في الحالة الإنسانية. أما الانسداد الإسرائيلي فهو ناجم عن رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي معاملة غزة إلا من وجهة النظر المتعلقة بأمن الدولة اليهودية، دون أي اعتبار للواقع الإنساني داخل غزة.. 

مثل هذا الخداع الذاتي لم يحل دون أن تشهد دولة الاحتلال الإسرائيلي أكثر الأيام دموية في تاريخها. وأما الانسداد الفلسطيني فناجم عن اهتمام الفصائل الفلسطينية بخدمة مصالحها الخاصة على حساب سلامة وتكامل الشعب الفلسطيني. وأما الانسداد الإنساني فناجم عما سبق ذكره، إذا لا فائدة من التظاهر بتقديم المساعدة على المدى البعيد لسكان لازالوا يحرمون من أي أفق سياسي ومازالوا يعيشون تحت رحمة سلطة محتلة".

لا مفر أن تكون الكلمات الأخيرة لبواتر سمولنار من مقاله المنشور في عدد العشرين من فبراير 2018 من صحيفة لوموند تحت عنوان "غزة على شفا الاختناق"، والذي يقتبس منه فيليو ما يلي:
"تمثل غزة لكل العالم نوعاً من المختبر الجنوني الذي يحاول فحص كم سيبقى مليونان من الخنازير الغينية على قيد الحياة داخل قفص زجاجي محكم الإغلاق.


لا تنهار غزة فقط على رؤوس "أهل غزة من النساء والرجال والأطفال. بل إن غزة  تُسقط أعراف وأحكام القانون الدولي التي استغرق بناؤها كثيراً من الجهد عسى أن تتمكن البشرية من تجنب تكرار ما شهدته الحرب العالمية الثانية من توحش وهمجية". 

بمعنى آخر، تفتح غزة الباب على "عالم خسيس.. تترك شؤونه ليتولاها شخص مثل ترامب ونتنياهو وبوتين وحماس"، إنه عالم جديد يتسارع تشكله بفضل تخلينا عن غزة.

مقالات مشابهة

  • «السوربون أبوظبي» تستضيف مؤتمر «جمعية محاضري القانون البيئي»
  • «الشارقة للعمل التطوعي» تطلق أبطال البيئة للأطفال
  • غرفة المنشآت الفندقية: دربنا 8183 من العاملين بـ جنوب سيناء
  • نهى نبيل تستعرض مهارات ابنتها دانة في تصفيف الشعر.. فيديو
  • المغرب يرفع حصص المنح الدراسية لطلبة غانا ويهدي أكرا 2000 طن من الأسمدة
  • توقيع اتفاقية تعاون بين جمعية الصحفيين الإماراتية ومجلة «دريفن»
  • كتاب فرنسي جديد يكشف: غزة تحت الاحتلال.. مأساة إنسانية وتواطؤ دولي
  • كتاب: سلاڤا أوكراييني
  • تكريم شريف الجبلي في احتفالية جوائز الصناعة الخضراء لدعمه الإعلام البيئي والتنمية المستدامة
  • فرع وزارة البيئة بمنطقة مكة المكرمة يوقّع مذكرة تفاهم مع جمعية إطعام لتوزيع فائض لحوم الهدي والأضاحي