زنقة 20 | الرباط

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن بلاده مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية كاملة، مؤكدا أن الجزائر لا مشكلة لها مع إسرائيل إلا لكونها دولة احتلال.

تصريحات تبون فاجأت الجزائريين أنفسهم ، وكشفت بحسب مراقبين تناقضات السياسة الخارجية للجارة الشرقية عنوانها الأبرز “التطبيع مع إسرائيل والعداء للمغرب”.

ووفق متتبعين ، فإن هذا التحول الجذي في موقف الجزائر من إسرائيل بعيدا عن الخطاب التقليدي الشعبوي السابق لتبون، يأتي هذا في وقت تصعّد فيه الجزائر عداءها تجاه المغرب، خصوصًا في قضية الصحراء المغربية.

هذا التناقض يثير تساؤلات حول حقيقة توجهات النظام الجزائري، الذي طالما ادّعى دعم القضية الفلسطينية، ليكشف الآن عن أولوياته الحقيقية وهي مواجهة المغرب.

ووفق محللين، فإن تبون يسعى من خلال هذا التصريح إلى تحقيق هدفين رئيسيين وهما التخلص من الشعارات الشعبوية المناهضة لإسرائيل ، حيث يحاول النظام الجزائري، التخلي تدريجيًا عن الخطاب العدائي تجاه إسرائيل، وذلك لتجنب أي ضغوط من اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، خصوصًا بعد عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي.

و استغلال مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل ، حيث يحاول الركوب على ملف التطبيع العلني بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والذي يُعتقد أنه سيؤدي، ولو بشكل صوري، إلى وضع خريطة طريق نحو إقامة دولة فلسطينية في المستقبل القريب.

في هذا السياق، قد يسعى النظام الجزائري إلى فتح قنوات تواصل مع إسرائيل، مدعيًا أمام الرأي العام المحلي أن الجزائر كانت جزءًا من الضغوط التي دفعت تل أبيب إلى قبول حل الدولتين هذه الخطوة قد تشكل بداية لمفاوضات غير معلنة بين الجزائر وإسرائيل، تمهيدًا لمسار تطبيع تدريجي.

أما الهدف الحقيقي من هذا التحول ليست القضية الفلسطينية، بحسب محللين ، فهو الجلوس مع إسرائيل للتفاوض حول ملفات تخص الجزائر، وعلى رأسها المغرب ، بعدما عبرت عن مخاوفها بشأن بعض الصفقات العسكرية بين الرباط وتل أبيب.

و تحاول الجزائر بهذا التصريح ، الضغط على إسرائيل لوقف دعم المغرب دبلوماسيًا في ملف الصحراء المغربية، سواء داخل الولايات المتحدة أو عبر نفوذها في إفريقيا وأوروبا.

تصريحات تبون وفق محللين، كشفت الغطاء عن حربائية النظام الجزائري الذي يقول كلاما في الاعلام و يعمل عكسه في الكواليس ، مؤكدين أن النظام العسكري الجزائري يسعى لتحقيق هدف رئيسي من كل هذا وهو عرقلة المكاسب الدبلوماسية للمغرب، حتى ولو كلفه ذلك تنازلات مفضوحة، تعكس تناقض المواقف الجزائرية بين الخطاب العلني والممارسات الفعلية.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: النظام الجزائری مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

عقب قرار إسرائيل.. الجزائر تطالب مجلس الأمن بفرض جزاءات ضد عدو الإنسانية

قال مندوب دولة الجزائر في مجلس الأمن الدولي إن الجلسة التي يعقدها المجلس اليوم جاءت بسبب إلحاح الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط، معربا عن تقديره للأمين العام للأمم المتحدة.

مندوب فرنسا بـ مجلس الأمن: ندعو الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن قرار احتلال غزةمجلس الجامعة العربية يدين قرارات الاحتلال لفرض السيطرة على غزةسيطرة عسكرية كاملة

وأكد مندوب الجزائر، أن غزة تواجه الجحيم وهي بين أيدي قوة محتلة تهدد السلم والأمن الدوليين، مشددا على إدانة الجزائر بأشد التعبير قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بتشريد كامل سكان مدينة غزة وشمالها، وفرض سيطرة عسكرية كاملة على القطاع، كما لو أن غزة ليست أصلا تحت الاحتلال.

 جرائم حرب

وأشار إلى أن ما يتم ممارسته على أرض فلسطين يمثل جرائم حرب، ولكل من يرسم خريطته بالدماء يجب ألا يتمتع بالإفلات من العقاب، فالعدالة يجب أن تسميهم بأسمائهم، ويجب أن يكون هناك مسائلة.

واختتم مندوب دولة الجزائر في مجلس الأمن الدولي حديثه بقوله: “لقد حانت الساعة لفرض الجزاءات على عدو الإنسانية”.

طباعة شارك مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي الجزائر غزة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • رسالة واضحة للعالم.. مصطفى الفقي يعلق على تصريحات الرئيس السيسي بشأن مياه النيل
  • صوت الشعب يثمن تصريحات الرئيس السيسي عن مياه النيل: قضية وجودية لمصر
  • مع استمرار الحرب في غزة.. تونس تقود حراكاً قانونياً ضد «التطبيع مع إسرائيل»
  • أستاذ علوم سياسية: خطة إعادة احتلال غزة مناورة لفرض واقع جديد
  • مسؤول أمريكي يلتقي الشرع ويبحث معه التطبيع مع إسرائيل ووضع السويداء
  • حماس: تصريحات نتنياهو محاولة لتبرئة إسرائيل من جرائم الإبادة والتجويع
  • خلافات نتنياهو وسموتريتش: مناورة سياسية أم انقسام حقيقي؟
  • عقب قرار إسرائيل.. الجزائر تطالب مجلس الأمن بفرض جزاءات ضد عدو الإنسانية
  • نظام الدفع الأفريقي الموحد.. ما الذي يعنيه انضمام الجزائر لأكبر شبكة تسوية مالية في القارة؟
  • انقلاب الحلفاء.. نتنياهو يواجه أخطر عاصفة سياسية في إسرائيل