في ظل التوتر المتصاعد في قطاع غزة، أشعلت موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطة للسيطرة الكاملة على مدينة غزة ومحيطها موجة إدانات عربية ودولية، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة.

الخطة، التي تعيد إنتاج سيناريوهات احتلال سابقة لم تحقق أهدافها، تكشف إصرار تل أبيب على فرض واقع جديد بالقوة، رغم ما تحمله من مخاطر تفجير صراع ممتد في المنطقة.

في المقابل، تتسارع التحركات العربية والدولية لاحتواء الموقف ومنع تفاقم الكارثة.

د أيمن الرقب: خطة إسرائيل تستهدف نزع سلاح المقاومة وفرض سيطرة أمنية كاملة على غزة

قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الخطة الإسرائيلية التي أقرها “الكابينيت” يوم الخميس تتضمن خمسة أهداف رئيسية، أبرزها تجريد المقاومة من السلاح، ومنع وجود السلطة الفلسطينية أو حركة حماس في غزة، وفرض سيطرة أمنية كاملة على القطاع، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين واستعادة جثث قتلاهم.

وأكد الرقب أن هذه الأهداف ليست جديدة، بل يكررها الاحتلال منذ بداية الحرب دون أن يتمكن من تحقيقها، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسيطر حاليًا على نحو 80% من مساحة قطاع غزة، وتسعى لتهجير الكتلة السكانية إلى ما لا يزيد عن 20% من مساحة القطاع في مناطق مثل دير البلح وخان يونس.

وأوضح أن الخطة الإسرائيلية تتضمن إنشاء ما يسمى بـ”مدينة إنسانية” في تلك المناطق، لكنها في الحقيقة ستكون معتقلًا كبيرًا، تمهيدًا لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة بتهجير سكان غزة المتبقين.

ورجح الرقب أن يكون الإعلان عن هذه الخطة بمثابة مناورة سياسية للضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات، أو ربما خدعة تمهيدية لعملية عسكرية واسعة في غزة، مضيفًا: “كل الاحتمالات واردة، خاصة مع  تكثيف الاحتلال قصفه لمبانٍ بكاملها في القطاع.”

وشدد على أن أي حرب برية واسعة النطاق ستكلف إسرائيل ما بين 30 و40 مليار دولار، وهو عبء كبير على ميزانيتها، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تتحمل جزءًا من تكلفة هذه العمليات، وأن موقفها في هذا الملف منحاز تمامًا لإسرائيل.

كما أشار إلى أن الدول العربية ستكتفي غالبًا بمواقف رافضة واستنكار للخطة، في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي، وأن أقصى ما يمكن فعله هو التحرك الدبلوماسي عبر مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وختم الرقب تصريحاته بالتأكيد على أن الأوروبيين يمتلكون أدوات ضغط على الاحتلال من خلال اتفاقيات الشراكة المختلفة، لكن حتى الآن لم يمارس هذا الضغط بالشكل الكافي.

طباعة شارك احتلال غزة إسرائيل سكان غزة حركة حماس قطاع غزة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: احتلال غزة إسرائيل سكان غزة حركة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز : هنا يرسم مستقبل غزة بدون الفلسطينيين 

في مستودع شاسع أعيد استخدامه داخل منطقة صناعية جنوب إسرائيل، يعمل مئات الجنود الأميركيين والإسرائيليين، إلى جانب ضباط أمن عرب ودبلوماسيين غربيين وعاملين إنسانيين، على رسم ملامح مستقبل غزة تحت سقف واحد، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أعده فريق مراسليها المختص بالشأن الإسرائيلي الفلسطيني.


مهمة المركز: من وقف النار إلى إعادة البناء

يُعرف هذا المكان باسم مركز التنسيق المدني العسكري لقطاع غزة، حيث تناقش فرق أميركية وإسرائيلية مع ضباط أمن عرب وخبراء دوليين من أوروبا ومناطق أخرى ملفات الأمن والحكم المدني والمساعدات الإنسانية.

المهمة الرسمية للمركز هي تثبيت وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و حماس ، لكنه مكلف أيضًا بوضع خطط إعادة بناء غزة بعد الحرب، وفق اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكون من 20 نقطة، والذي يشمل نزع سلاح حماس وإعادة بناء القطاع تحت إدارة فلسطينية مستقلة.


شركة ناشئة فوضوية؟ غياب الفلسطينيين يثير المخاوف

رغم النشاط المكثف، يشير مشاركون إلى أن العمل في المركز يشبه "شركة ناشئة فوضوية"، خاصة مع غياب أي تمثيل رسمي للفلسطينيين، وهو ما أثار تحذيرات دبلوماسية من أن أي رؤية لا يشارك فيها الفلسطينيون مصيرها الفشل.


الاجتماعات اليومية

في المنشأة الواقعة في كريات غات على بعد 13 ميلاً من حدود غزة، تُعقد اجتماعات يومية يقودها ضباط أميركيون كبار، تتناول ملفات الاستخبارات والمساعدات الإنسانية والحكم المدني. وصف دبلوماسي جلسات العمل بأنها تتم على طاولات مفتوحة وباستخدام سبورات بيضاء، رغم مناقشتها موضوعات حساسة مثل "الثروات المائية" و"حوكمة ما بعد الحرب".


 


دروس الماضي

يُحذر بعض المشاركين من أن مشاهد الجنود الأميركيين وهم يناقشون إعادة بناء غزة تعيد إلى الأذهان تجارب إعادة الإعمار الفاشلة في العراق وأفغانستان، مما يطرح تساؤلات حول جدوى المبادرات المماثلة في قطاع غزة.


قيادة المركز وفريق الخبراء الدولي

يشرف على العمل اليومي في المركز آرييه لايتستون، المستشار السابق في إدارة ترامب، المكلف بتطوير "الرؤية الاستراتيجية" لغزة. ويشارك في المنظومة ضباط ودبلوماسيون من عشرات الدول، من كندا وألمانيا إلى الإمارات وسنغافورة، بعضهم بخبرة واسعة، وآخرون بحاجة لجلسات تعريفية مثل "ما حماس؟" للقادمين الجدد.
خطط "المجتمعات الآمنة": إيواء فلسطينيين تحت السيطرة الإسرائيلية


تشير الوثائق الداخلية إلى أن المركز يعكف على وضع تصورات لـ"مجتمعات آمنة بديلة"، لتخصيص تجمعات سكنية جديدة لإيواء الفلسطينيين ضمن المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل. الهدف المعلن هو خلق بيئة مستقرة وجاذبة، لكن دبلوماسيين متابعين شككوا في قبول الفلسطينيين لهذه الفكرة، محذرين من أنها قد تمهّد لتقسيم دائم لغزة.


النفوذ الأميركي على المساعدات الإنسانية

بينما تواصل إسرائيل الحفاظ على سلطتها الفعلية على الملفات المدنية عبر هيئة "منسق أعمال الحكومة في المناطق"، يسعى المسؤولون الأميركيون لإدخال المساعدات الإنسانية تحت إشراف المركز. وفق المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الكابتن تيم هوكينز، نحو 800 شاحنة مساعدات تدخل غزة يوميًا، لكن النفوذ الفعلي للمركز على الملف لا يزال محدودًا.


التحدي الأكبر: صياغة مستقبل غزة بدون الفلسطينيين

رغم أن وقف إطلاق النار المدعوم أميركيًا أوقف الحرب المدمرة التي استمرت أكثر من عامين، فإن النزاع لم ينته فعليًا. تستمر واشنطن في الضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين للانتقال إلى المرحلة التالية من خطة ترامب، التي تشمل نزع سلاح حماس، ونشر قوة استقرار دولية، وإعادة إعمار المناطق تحت السيطرة الإسرائيلية.


الجولات الإعلامية الأخيرة أظهرت لمحة نادرة عن عمل المنشأة، حيث عرض ضباط أميركيون تصورات أولية لـشرطة فلسطينية مستقبلية وخرائط مناطق السيطرة وحدود الانسحاب. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: إلى أي حد يمكن صياغة مستقبل غزة دون حضور الفلسطينيين؟

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية شهيد و11 جريحا في غارة إسرائيلية على بلدة الطيري جنوب لبنان ويتكوف يلتقي وفدا من حماس برئاسة الحية الأربعاء في تركيا محدث: 13 شهيدا وإصابات بقصف إسرائيلي في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان الأكثر قراءة صحة غزة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء العدوان الإسرائيلي نادي الأسير: الاحتلال يمنع عائلات الأسرى المبعدين إلى مصر من السفر تعيين غلعاد كينان في قيادة أركان سلاح الجو الإسرائيلي مسؤول إسرائيلي: سلاح الجو جاهز لاستئناف القتال في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • أيمن الرقب: جولة نتنياهو بسوريا محاولة انتخابية لفرض وهم الانتصار والترويج لتطبيع مزعوم مع دولة عربية
  • أيمن الرقب لـ "الفجر": ولي العهد وضع الكرة في ملعب إسرائيل… ولا تطبيع بلا التزام واضح بمسار حل الدولتين
  • حماس: إسرائيل تكثف نسف المباني بمناطق سيطرتها شرق غزة
  • حماس: الطفل الفلسطيني يعيش واقعًا مأساويًا بفعل جرائم العدو الصهيوني
  • غزة بين التهدئة والمواجهة.. سيناريوهات ما بعد الخطة الدولية وحدود المناورة السياسية
  • أستاذ علوم سياسية: بن سلمان نقل لترامب رؤية عربية واضحة بشأن أزمة السودان
  • خالد عكاشة: مصر لعبت دورا أساسيا لدفع العالم لتبني خطة السلام الأمريكية
  • خبير سياسي: رفض الخطة الدولية مجرد مناورة… وعودة الحرب في غزة غير مطروحة
  • نيويورك تايمز : هنا يرسم مستقبل غزة بدون الفلسطينيين 
  • أستاذ قانون دولي: تأييد مجلس الأمن لخطة ترامب يُحوّلها إلى التزام دولي مُلزم ويضع الأطراف أمام اختبار صعب