مِنْ كم يوم بفكر وبتساءل ربما يكون في قحاتي صادق!
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
مِنْ كم يوم بفكر وبتساءل ربما يكون في قحاتي صادق!
مش صادق بمعنى نبيل ومحترم؛ إنما صادق بمعنى: مُصدّق لقوله وما يدعيه، وعلى إيمان بقضيته!
والحقيقة بديت استشعر مدى فداحة ما يُقاسيه في مثل هذهِ اللحظات وهو مصدوم في “الشعب المعلم”، وإنه كيف حقًّا ممكن ينظر لينا كناس “معلوفة”، ويبدا يكرهنا من أعماقه -بلا وجه حق- ويقول لنفسه: دا شعب مُحبِط، ومُخيِّب للآمال؛ بحب الكيزان والمُستبدين.
هنا بإمكاننا الامساك بحكمة بمذاق الكارثة؛ وهي إنه كيف العقل الضعيف ممكن يتسبب لصاحبه في متاعب جمة، ليبدأ الانسان حامل العقل الفاسد معتنق الأوهام الجنونية الجامحة شقّ طريقٍ طويلٍ من الألمِ والشقاءِ وإلحاق الأذى بالنفس.. ما لسببٍ إلا أنّه كان ضحيةً لأوهام؛ أوهام من صنع نفسه!
وهنا تكمن مُفارقة عجيبة بعض الشئ؛ يعني المرء مِنّا قد لا يكتفي بالمتاعب التي لا يد له فيها.. لا؛ بل ممكن يجتهد ويسعى عشان يجر الويلات على نفسه!
من هنا تبقى رسالة البني آدم إنه بقدر الامكان ما يتوهم أو إن كان لابد من الوهم فليكتفي بالأوهام التي وجدها واعتنقها متورطًا دون إرادة منه.. شوفوا مثلًا سيدنا الإمام علي دون غيره من سائر صحابة رسول الله خُصّ ب”كرّم الله وجهه” وهذا لأنّه “لم يسجد لصنمٍ قط”؛ والكرامة هنا -في اعتقادي- ما لأنّ عليًّا لم يعبد يومًا سوى الله؛ إذ اللهُ غني عن عبادة الخلق. إنّما الصنم تجسيد لرمزية الباطل، وكانت كرامة علي -كرّم الله وجهه- أنّه لم يسجدَ لباطلٍ قط؛ أي: لم يدين بالولاء لباطلٍ، ولم يعتنق الباطل، ولم يتبع الباطل يومًا. ورفض الباطل/ الصنم هذا مُنتهى كرامة الوجه. وذروة سنام الكرامة الآدمية.
القحاتي فيما يبدو مُتطاول ليله مع المحنة؛ فهو إما: في الصورة المعهودة التي تكذب وتعرف أنها تكذب وتعرف أننا نعرفها تكذب.. لكن لا بأس فهي تمتهن الكذب والتخريب وتُحصِّل في سبيل ذلك المال وتحقيق مكاسب ذاتية مع التحلي بالوقاحة واللؤم.
أو: كان في صورة قحاتي مخو ما حلو؛ ينطلق من الوهم الجزافي. الوهم الذي يحملهُ على كراهيتنا دون مبرر؛ الوهم الذي يمنع صاحبه من أن يعيش الحياة السويّة؛ يفرح لفرح الناس ويتألم لآلامهم.
لكن هسي ما فات شي “يا أشرف يا سوكرتا”.. المخ الما حلو دا خليه يأكد ليك إنّنا فعلًا طلعنا شعب ابن كلب جدًا؛ استبدل الديمقراطية بالاستبداد، وما صبر على ثورته المجيدة!
المهم. يلا من هنا.. شوف ليك حائط مبكى عريض ولا تمرين ديمقراطي ولا شوف مشهادك بوين؛ وتلّب من ركشة حياتنا. مصحة أمراض عقلية ذاتو ما عندنا ليك في وضعنا دا.
المهم عيش أحزانك بعيد منّنا وما تفسد لينا مزاج النصر ????
محمد أحمد عبد السلام
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحكومة اليمنية: ''مليشيا الحوثي تبيع الوهم وتدعي مكاسب زائفة''
اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بـ”تسويق الأوهام” لمناصريها عقب الضربة التي نفذتها البحرية الإسرائيلية، لأول مرة، على ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر، قبل يومين، مؤكدة أن الجماعة تحاول تضليل الرأي العام المحلي والدولي بادعاء تحقيق مكاسب وهمية من تصعيد خطير أدخل البلاد في أتون صراعات دولية.
وقالت الحكومة إن جماعة الحوثي سارعت إلى تصوير الضربة الإسرائيلية على أنها نصر ميداني”، في حين بثّت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة تحليلات تصف ما جرى بأنه نتيجة “لقواعد اشتباك جديدة” وضعها زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، في البحر الأحمر.
وأشارت الحكومة في بيان إلى أن جماعة الحوثي، المدعومة من النظام الإيراني، هي من دفعت بالأزمة نحو هذا المنعطف الحرج، عبر فتح البحر الأحمر أمام التدخلات الإقليمية والدولية، وتحويل اليمن إلى ساحة صراع مفتوحة، ما أدى إلى استباحة السيادة الوطنية، وتدمير البنية التحتية، والاقتصاد الوطني.
وأضافت أن الحوثيين يستغلون وسائل الإعلام التابعة لهم لتسويق صورة زائفة عن “بطولات بحرية”، رغم أنهم ساهموا فعليًا في تحويل الموانئ والمطارات إلى معابر لتهريب الأسلحة، وخطوط عبور للخبراء الإيرانيين والصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأكدت الحكومة أن ما تصفه الجماعة بـ”الإنجازات” لا يعدو كونه مزيدًا من التعقيد للمشهد اليمني، وذريعة إضافية لتثبيت موقع إيران في معادلة البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الحوثيين لا يمتلكون مشروعًا وطنيًا بقدر ما يعملون كأداة لتنفيذ أجندات خارجية.
وشددت الحكومة على أن جماعة الحوثي لم تفرض قواعد اشتباك جديدة بقدر ما رسخت صورتها كـ”ذراع عسكرية إيرانية” تتغذى على معاناة اليمنيين، وتكرّس واقعًا من الجوع والفقر والدمار، في مقابل شعارات لا تعني سوى مزيد من الانهيار والارتهان.