احتفى معرض القاهرة الدولي للكتاب، بالكاتب والدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، الذي عاش يجمع السيرة الهلالية ويحاول نشرها في المقاهي وتخليدها في التراث محافظًا عليها من الانقراض، بحضور الدكتور مصطفى جاد أستاذ التراث الشعبي، وأستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون الدكتور محمود شبانة.

احتفالية السيرة الهلالية

وعرضت ندوة «احتفالية السيرة الهلالية» جوانب حياتية للدكتور شمس الدين الحجاجي، أحد أهم أعلام الأدب والنقد العربي والفنون الشعبية، لما له من إسهامات في جمع السيرة الهلالية ونشرها من الأقصر وأسوان حيث نشأته هناك.

أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون، دكتور محمد شبانة قال عن شمس الدين الحجاجي، إنه شخصية متفردة، موضحًا: «كان لي وللأستاذ مصطفى جاد الحظ في التعلم علي يديه كنا زملاء في دفعة 1988 حيث كنا في المعهد العالي للفنون الشعبية، قد تكون الكتب منهج يتعلم منه الطلاب، لكن في حقيقة الأمر الأستاذ هو المعلم الحقيقي الذي تتعلم من تجاربه».

وأضاف «شبانة» أنّ المعهد في وقته كان به نجوم كبار في العلم، منهم أحمد شمس الدين الحجاجي الذي بجانب آرائه العلمية ودوره في تخليد السيرة الهلالية التي تتكون من أجزاء مختلفة، أيضا جوانب إنسانية لا ينساها طلابه، موضحا أن «الحجاجي» كان يدرس لهم الدراما الشعبية، وكان واحدًا من الدكاترة الذين حببوا لهم العلم، فكان يترك المجال للطلاب يدلوا بدلوهم.

مراحل جمع السيرة الهلالية

شمس الدين الحجاجي، بحد وصف مقدمي الندوة، جمع عدة أجزاء من السيرة الهلالية من الأقصر وأسوان وقارن بينهم، وعاش قصة البطل الشعبي، ومن دراسته للنص أخرج كتب هي الأهم في تاريخ القصة الشعبية والسيرة الهلالية، كان يرى ما يميز السيرة هي «الزناتي» البطل الوحيد الذي لم يجد الدعم، يرفض النبؤة ويرجح التفكير، لم يصدق الأحلام ولم يسير إلا بذكاءه، كان حتى آخر أيامه يعيش دور وتفكير البطل الشعبي الذي يحبه، وكان حبه للسيرة الهلالية أعمق من فكرة أنه عاش في الأقصر وأسوان وجمعها، فقد عكست السيرة الهلالية دور المرأة من راوية لحكاية لسيدة تحمي قبيلتها.

مصطفى جاد أستاذ التراث الشعبي، قال إنّ الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي في الحياة العملية كان دكتور نقد مسرحي، لكنه مرتبط بالمسرح الشعبي والدراما الشعبية والفلكلور، وكان يحارب من أجل إثبات أنّه متخصص في التراث الشعبي.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيرة الهلالية شمس الدين الحجاجي معرض الكتاب معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب شمس الدین الحجاجی

إقرأ أيضاً:

الحدود وإشكاليّة دخول الكتاب

نعيش اليوم في عالم رقميّ متداخل على بعضه، وبضغطة زر يمكن أن تحصل على أيّ كتاب تريده، وبأيّ لغة شئت، وممكن أن تترجمه بسهولة؛ فلم يعد الكتاب ولا الحصول عليه ولا التّعامل مع لغته حاجزا عن المشتغل بالثّقافة والمعرفة، أو حتّى على مستوى العاشق الهاوي لها، أو لجمع الكتاب. ومع هذا الانفتاح العالميّ والرّقميّ إلّا أنّ التّفكير الوظيفيّ في الحدود يتعامل مع حامل الكتب وكأنّه قبل ثلاثين أو أربعين سنة خلت، ولا أتحدّث هنا عن التّاجر أو الموزع، لكنّي أتحدّث عن الفرد الّذي يخرج من بلده بصفة شخصيّة، ويرجع محمّلا بمجموعة من الكتب لأغراض شخصيّة وليست تجاريّة، والثّانية فيها لائحة منظمة قديما وحديثا، والّذي يدخل ضمن قانون المطبوعات والنّشر الّذي صدر قديما برقم (49) لعام 1984م، وعدّل حديثا برقم (95) لعام 2011م، ووفق المادّة (16) «لا يجوز لأحد أن يزاول مهنة استيراد أو بيع أو توزيع أو نشر مطبوعات أو إنشاء دار نشر أو دار توزيع أو مكتبة قبل الحصول على ترخيص بذلك من الجهة المختصّة بوزارة الإعلام متضمّنا البيانات اللّازمة الّتي تحدّدها اللّائحة التّنفيذيّة لهذا القانون».

ورغم ما نشرته أثير في موقعها الإلكتروني عن وزارة الإعلام بتأريخ 18 فبراير 2021م «بأنّ استيراد الكتب للاستخدام الشّخصيّ لا يحتاج إلى موافقات مُسبقة أو تصريح من الوزارة»، «وأكدت الوزارة في تنبيه لها رصدته أثير بأنّ التصريح المُسبق يسري فقط على استيراد الكتب لغرض النّشر والتّوزيع»؛ ففي الواقع اليوم نجد عكس ذلك تماما، فلي مثلا سفرات خمس أخيرة إحداها جوّا، وأربع منها برّا، ففي الجو رفضوا إدخالها، وكانت لا تصل عشرين كتابا في الأديان، وأخبرتهم أن هذه الكتب لا تصل إلى عُمان، وأحتاج إليها في اهتمامي بفلسفة الأديان، وكانت غير مكرّرة، وللاستعمال الفرديّ، لكنّهم يحتجّون بتوجيهات تمنع دخول الكتب بدون تصريح عن طريق وزارة الإعلام. وأمّا برّا فمعاناتها أشدّ؛ فقد تحتاج الانتظار لساعات في أماكن غير مهيأة للانتظار، وصلت إحداها أربع ساعات لأجل بضعة كتب، وهم يستخدمون ذات الحجّة.

الإشكاليّة أنه لا يوجد قانون منظّم - حسب علمي-، ولمّا تناقش أدنى حججهم «هناك توجيهات بعدم إدخال الكتب بدون ترخيص مسبق من جهة الإعلام»، وبعضهم يقول: إذا جاوزت خمسة عشر كتابا، وأحيانا من يعمل هناك من الجهات الشّرطيّة لا علاقة له بالكتب، لا قراءة ولا هواية، ولا يوجد مسؤول مختصّ من الإعلام يمكن أن يعالج الموضوع في حينه، وأحيانا تضطر إلى تغيير معبر الدّخول، وتجد الوضع أسهل من غيره، وقد يكون بنفس التّشديد أو أشدّ. هذا الوضع يحتاج إلى معالجة من قبل الجهات المختصّة؛ فهذا التّشديد لم أكن أعهده سابقا، وإن كان لابدّ من إفصاح عن الكتب فالمسألة ليست صعبة اليوم إذا نظّمت في الأماكن الحدوديّة وبشكل سريع، مع توفر الأجهزة الرّقميّة، ووجود عاملين مختصّين من جهة الإعلام.

وبعض حججهم - كما أسلفت - كثرة الكتب، مع أني في إحداها كنت حاملا مع أحد الإخوة أقلّ من خمسة كتب، واشتريتها من عُمان مسبقا، وحملتها معي، لكنّي تأخرت لسببها، ثمّ لا يمكن مثلا عند الذّهاب لمعارض مجاورة برّا كمعرض الشّارقة، أو أبو ظبيّ، أو الرّياض، أو الدّوحة مثلا أن تقطع هذا الطّريق وترجع بكتاب أو كتابين، وإذا كان معك من يرافقك؛ فإن قلنا كلّ واحد يشتري عشرين كتابا، ونحن أربعة فجميع ما نحمله ثمانون كتابا على الأقل. كذلك إذا ذهبت إلى معارض دوليّة كالقاهرة وتونس والرّباط وغيرها، فلا يمكن عقلا أن ترجع بكتاب أو كتابين، وأنت قطعت وقتك وجهدك للوصول إليها. كذلك من الطّبيعيّ أن تزور كتّابا ومؤلفين، فتكون حاملا من تأليفاتك لإهدائهم، ويبادلونك بإهداء كتبهم، فترجع محمّلا بالكتب؛ لهذا اضطررنا في بعض الفترات الأخيرة أن نرجعها شحنا جوّا أو بحرا أو برّا، ليس لعدم وجود مكان، بل لمنع دخولها، فهناك مشقّة لإدخالها عند الحدود -وهي كتب شخصيّة- ليست للبيع أو التّوزيع.

في السّابق كان الوضع أسهل بكثير، وكنّا نفخر بتيسير الأمر في منافذنا مقارنة بغيرها، لكن اشتدّ هذا الأمر في السّنوات الأخيرة، وليس منضبطا أو مقننا، فأحيانا تحمل كتبا عديدة، وتدخل بسهولة، ولا تسأل عنها، ولماذا حملتها، وعن ماذا تتحدّث، وأحيانا تحمل أقلّ منها بكثير، فتنظر لساعتين أو أكثر حتى يأتيك ردّ بدخولها أو عدمه، فإن كان هناك توجيه مانع فلا أقل من أن ينظّم في تطبيقه في وقت سهل التّنظيم، فلا يحتاج معرفة الكتاب المسموح به من غيره لهذا الوقت، وممكن فتح نافذة رقميّة تشعرهم مسبقا بذلك، ويكون الرّدّ سريعا. كما ينبغي أن يكون هناك تعاون خليجيّ على مستوى الأمن أو الإعلام لعلاج هذا الوضع وتقنينه.

على أنّ الحصول على الكتاب اليوم أسهل بكثير، والمعرفة أصبحت متاحة، ولا أحد يستطيع حدّها، وممكن أن تشتريه رقميّا، وتخرجه ورقيّا وأنت لا تفارق منزلك، فلا معنى من الخوف من الكتاب، وكأنّه سوف يغيّر فكر المجتمع، فلأفكار المجتمعات اقتضاءات تغيّرها وتطوّرها؛ فإن كانت معرفيّة فالمعرفة مشاعة اليوم للجميع، والتّفكير بلغة المنع دلالة ضعف، لكن التّفكير بلغة التّفاعل والتّنظيم والتّدافع عنصر قوّة، وما يطرح معرفيّا اليوم كان مرئيّا أو مسموعا أشدّ تأثيرا ممّا تبطنه هذه الكتب من معارف.

مقالات مشابهة

  • منحه تصنيف WELL.. إكسبو 2025 أوساكا يحتفي بالجناح السعودي
  • الحدود وإشكاليّة دخول الكتاب
  • وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان معرض الكتاب بالمحافظة- صور
  • وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان معرض الكتاب بالمحافظة.. غدا
  • أمن القليوبية يكثف جهوده لكشف ملابسات العثور على جثة شاب بأبوزعبل
  • جمهور جرش يحتفي بالفنانة ديانا كرزون على المسرح الجنوبي
  • محمد شردي يسرد «حكايات بورسعيدية» في معرض الكتاب
  • «زاد العزة من مصر لغزة».. الهلال الأحمر يواصل جهوده للدفع بالمساعدات الإنسانية (فيديو)
  • الحشد الشعبي ينفي اقالة الفياض من منصبه
  • هجوم مسلّح يستهدف مبنى حكومي جنوب شرق إيران ويخلّف ثمانية قتلى بينهم رضيع