ترامب وماسك يقودان خطة جريئة لإلغاء وزارة التعليم
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
واشنطن
كشفت مصادر بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تدرس اتخاذ إجراءات تنفيذية لتفكيك وزارة التعليم، في إطار جهود يقودها الملياردير إيلون ماسك وحلفاؤه لتقليص حجم الوكالات الفيدرالية وخفض عدد الموظفين الحكوميين.
ووفقًا للتقارير الإعلامية، فإن المناقشات تشمل إصدار أمر تنفيذي لإغلاق الوظائف غير المنصوص عليها في القانون، ونقل بعض المهام إلى إدارات أخرى، إضافة إلى تطوير تشريع يهدف إلى إلغاء الوزارة بالكامل.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من وعود ترامب الانتخابية للحد من التدخل الفيدرالي في التعليم ومنح الولايات صلاحيات أوسع في هذا المجال.
ومع ذلك، يرى بعض مسؤولي الإدارة أن من الأفضل تأجيل أي قرارات تنفيذية إلى ما بعد تأكيد تعيين ليندا ماكماهون، المرشحة لمنصب وزيرة التعليم، من قبل مجلس الشيوخ.
يُذكر أن فريق ترامب الانتقالي أعد سابقًا أمرًا تنفيذيًا يطالب وزير التعليم بوضع خطة لإلغاء الوزارة، مع تقديمه للكونغرس للموافقة عليه، وتعد وزارة التعليم من بين المؤسسات المستهدفة من قبل وزارة كفاءة الحكومة، التي يديرها ماسك، ضمن مساعيه لإصلاح البيروقراطية الفيدرالية.
اقرأ أيضاً
ماسك يعلن إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بقرار من ترامب
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: إيلون ماسك الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب وزارة التعليم
إقرأ أيضاً:
صراع ترامب وماسك يهدد هيمنة سبيس إكس ويهز اقتصاد الفضاء
يواجه إيلون ماسك -أغنى رجل في العالم ومالك شركة "استكشاف الفضاء"- أزمة متفاقمة مع التيار السياسي اليميني في الولايات المتحدة، وعلى رأسه الرئيس دونالد ترامب. ويكشف هذا النزاع عن هشاشة البنية الاقتصادية لقطاع يُقدّر حجمه عالميا بـ630 مليار دولار، يهيمن عليه إلى حدّ كبير كيان واحد فقط هو "سبيس إكس"، حسب مقال نشره الكاتب والمختص الاقتصادي ليونيل ليورانت في وكالة بلومبيرغ.
من التمجيد إلى التمردوفي وقت سابق، وصف ترامب ماسك بـ"العبقري الأميركي" عندما تحدث بإعجاب علني عن قدرة "سبيس إكس" على إعادة استخدام الصواريخ، قائلا في أحد اللقاءات: "اتصلت بإيلون. قلت له: إيلون، هل كانت تلك المناورة لك؟ فقال نعم. فسألته: هل يمكن لروسيا فعلها؟ قال لا. هل الصين قادرة؟ فقال: لا. إذا، لا أحد غيرك؟ قال: لا أحد. ولهذا أحبك يا إيلون".
لكن هذا الغزل السياسي تحوّل إلى عداء فج، بعد أن تبنّى ماسك خطابا معاديا للمؤسسة تحت راية "دارك ماغا"، بينما تواصل شركاته -بما فيها "تسلا"- الاستفادة من 22 مليار دولار من العقود الحكومية الأميركية.
إعلانوقد بلغ التوتر ذروته عندما هدد ماسك -قبل أن يتراجع بسرعة- بوقف تشغيل كبسولة الفضاء "دراغون" التي تعتمد عليها وكالة "ناسا" في إرسال رواد الفضاء.
احتكار مقلق وتضارب مصالحوحسب ليورانت، فإن نجاحات "استكشاف الفضاء" الأخيرة لم تعد تُقاس بالإطلاقات، بل بمدى نفوذها داخل المؤسسات الحكومية. فالشركة تستحوذ حاليا على نحو 80% من سوق إطلاقات الصواريخ، وأطلقت أكثر من 8 آلاف قمر صناعي عبر منظومة "ستارلينك"، مما يجعلها مركزا حيويا للاتصالات والأنظمة الدفاعية.
غير أن تزايد الاعتماد على ماسك في خدمات أساسية كهذه، في ظل سلوكياته المتقلبة، يثير مخاوف من تسييس قطاع الفضاء بالكامل، حسب الكاتب.
ويشير التقرير إلى أن "تهديد ماسك العابر -الذي سُحب سريعا- بإيقاف عمل كبسولة دراغون التي تعتمد عليها ناسا لنقل روّاد الفضاء، أعاد إلى الأذهان الابتزاز الجيوسياسي الذي مارسه سابقا في ساحة المعركة في أوكرانيا، حين أوقف الملياردير هجمات ضد روسيا عبر وحدة ستارلينك التابعة لسبيس إكس".
كما يضيف: "لم تكن نجاحات سبيس إكس هذا العام على منصة الإطلاق، بل في ممرات السلطة، حيث يبدو أن حصتها السوقية تُستخدم كأداة لانتزاع الريع بدلا من الاستكشاف. فقد فتحت التغييرات في قواعد دعم الإنترنت عالي السرعة الباب أمام منح لستارلينك، وكذلك احتمال إدماجها في مشروع دفاع يُعرف بـ’القبة الذهبية‘. أما ضغوط ترامب الجمركية على دول أخرى، فقد ترافقت -حسبما ورد- مع دفع باتجاه الموافقات التنظيمية لستارلينك".
المنافسون في وضع حرج
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، بدأت الحكومة الأميركية الاتصال بشركات منافسة مثل "بلو أوريجن" التابعة لجيف بيزوس -حسبما كشف عنه واشنطن بوست- للتأكد من جاهزيتها لتقديم بدائل.
أما في أوروبا، فتحاول الحكومات تدارك الفجوة، حيث تخطط فرنسا لرفع حصتها في شركة "يوتلسات" إلى 30% عبر ضخ 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار)، كما تتأهب لاختبار مشروع الصاروخ القابل لإعادة الاستخدام "ثيميس".
لكن، كما يحذر التقرير، فإن الفراغ الذي قد تخلّفه هيمنة ماسك إذا انهارت علاقاته مع الدولة ربما لا يُملأ بسهولة، خصوصا في ظل أرقام مرعبة: الإنفاق الأوروبي على الفضاء العسكري يعادل فقط 1/15 من حجم الإنفاق الأميركي، وفق تقرير لمعهد "مونتان" الفرنسي. بينما تُقدّر احتياجات شبكة "ون ويب" -التي تتبع يوتلسات- بأكثر من 4 مليارات يورو (نحو 4.32 مليارات دولار) حتى عام 2030، حسب تقديرات "بلومبيرغ إنتليجنس".
إعلان ما بعد ماسك؟ويشير الكاتب إلى أن التبعات لا تقتصر على ماسك وحده، بل على النظام الفضائي برمّته، الذي قد يصبح "أكثر برودة وأقل استقرارا" إذا استمرت الحرب السياسية.
وتواجه وكالة "ناسا" بالفعل اقتطاعات حادة في ميزانيتها، كما أن تحوّل القطاع إلى ساحة نزاعات شخصية سيؤثر على قرارات طويلة الأجل تتطلب ثقة واستمرارية.
فكما خسر بيزوس عقدا دفاعيا بقيمة 10 مليارات دولار بسبب "عداء شخصي" من ترامب، فإن مستقبل القطاع أصبح رهينة للأهواء.