منطقة آثار بني حسن بالمنيا تستقبل شباب ملتقى «أهل مصر»
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
انطلقت اليوم الأربعاء أولى زيارات ملتقى الشباب العشرين لشباب المحافظات الحدودية، بمنطقة بني حسن الأثرية بمحافظة المنيا، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة. بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ويستمر حتى 9 فبراير الحالي، تحت شعار «يهمنا الإنسان».
تعرف الشباب على تاريخ المنطقة كواحدة من أبرز المناطق الأثرية، وتضم 39 مقبرة لحكام ونبلاء المقاطعة السادسة عشرة من عصر الدولة الوسطى، وتتميز بنقوش فريدة تجسد الحياة اليومية، مناظر الصيد، الألعاب المختلفة، الصناعات الحرفية، ومشاهد استقبال الأجانب، وحتى تدريبات المصارعة والحروب.
وفي شرح تفصيلي، أشارت الدكتورة نيفين ناجي مرشد الجولة إلى روعة مقابر بني حسن، موضحة أن أهمها مقبرة خيتي من الأسرة الحادية عشرة، التي تضم نقوشا مميزة لمشاهد المصارعة والتدريبات العسكرية وتقديم القرابين.
وتحدث بيشوي عيد، مفتش آثار بني حسن، عن مقبرتي خنوم حتب وأمنمحات باعتبارهما من أبرز المقابر في المنطقة.
فعاليات ثقافية في المنياالملتقى الثقافي تنفذه الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، برئاسة أحمد يسري، المدير التنفيذي لـ مشروع أهل مصر شباب، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة الدكتورة حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، ويقام بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، بإدارة جمال عبد الناصر، مدير عام الإقليم، وفرع ثقافة المنيا، برئاسة رحاب توفيق، وذلك ضمن فعاليات مكثفة تشهدها المحافظة مؤخرا، عقب إعلان اختيارها عاصمة للثقافة المصرية لعام 2025، خلال الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لأدباء مصر.
ويستضيف الملتقى 140 شابا وفتاة من المحافظات الحدودية الستة: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر «حلايب والشلاتين وأبو رماد»، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، بالإضافة إلى عدد من شباب المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة.
ويضم الملتقى 11 ورشة فنية وحرفية، ويشهد مجموعة من اللقاءات التوعوية والتثقيفية، بجانب لقاء مع الكاتب محمد ناصف، والدكتورة حنان موسى، كما يشمل: دوري ثقافي، حفلات سمر، وزيارات ميدانية لأشهر الأماكن الأثرية بعروس الصعيد منها: مقابر بني حسن، تونا الجبل، وتل العمارنة، بالإضافة إلى جولة حرة بالمحافظة.
مشروع «أهل مصر» أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية «المرأة والشباب والأطفال»، وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مشروع أهل مصر المناطق الأثرية تونا الجبل أهل مصر بنی حسن
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالأزهر يكشف دور الشباب في مواجهة التحديات بالمدينة المنورة
أوضحت الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، أن مرحلة الشباب تعتبر من أخصب مراحل العمر، حيث تُعدّ فترة العطاء والإبداع، فالشباب هم الثروة الثمينة التي لا تعوض، وهم تاج الأمة وعزتها، بصلاحهم تنمو الأمة وتزدهر، كما أنهم حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل، لذا كان النبي حريصًا على الشباب، حيث أظهر لهم عناية خاصة، ومنحهم دورًا مهمًا في الدعوة، كما يتضح من أحداث الهجرة النبوية.
وأضافت أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، خلال الندوة الأسبوعية من البرامج الموجهة للمرأة، والتي عقدت بعنوان "دور الشباب في مواجهة التحديات المجتمعبة في المدينة المنورة": إن تحصين الشباب واجبٌ ضروري، وتفريطنا في ذلك يعد مرفوضًا؛ لأن الشباب هم قادة المستقبل، وإذا أردنا تقييم وضع أي أمة، فعلينا النظر إلى شبابها؛ فإذا كانوا مؤمنين بالله، مقتدين برسول الله، ساعين وراء الأخلاق؛ فإن لهذه الأمة مستقبلًا مشرقًا، أما إذا انغمس الشباب في الشهوات بعيدًا عن الإيمان؛ فإن الأمة تكون في وضع مُفلس.
وتجسد مدرسة الهجرة دور الشباب في الإسلام بشكل واضح، فمثلاً كان سيدنا علي رضي الله عنه يرد الودائع في مكة وهو شاب، ولم يخشَ لوم اللائمين، ومن الشباب أيضًا عبد الله بن أبي بكر، الذي لعب دورًا مهمًا كعميل مخابرات للرسول ﷺ، حيث كان ينقل الأخبار ليلاً إلى النبي ﷺ في الغار.
أما عامر بن فهيرة، فهو الشاب الذي كان يرعى غنم أبي بكر- رضي الله عنه-، فقد أسهم بشكل كبير في الهجرة، حيث كان يسوق الغنم ليخفي آثار عبد الله بن أبي بكر أثناء ذهابه وعودته من الغار.
كما ساهمت النساء الشابات في الهجرة، حيث أثبتت السيدة عائشة رضي الله عنها وأختها أسماء، أن المرأة عنصر فعال في المجتمع، حيث ساعدتا في تجهيز الرسول وأبو بكر رضي الله عنهما للرحيل، وكذا مصعب بن عمير، الذي حمل الإسلام إلى المدينة المنورة بعد بيعة العقبة، كان دون الثلاثين من عمره، ومع ذلك كان له دورا بارزا في نشر الدعوة.
كما ساهم الشباب بعد الهجرة في بناء المسجد، ونجاح المؤاخاة، وازدهار المدينة اقتصاديًا، كما فعل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
ومن جهتها، بينت الدكتورة دينا سامي، مدرس التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، أن مرحلة الشباب تُعتبر من أفضل مراحل العمر، فالشباب عماد هذه الأمة وعدة مستقبلها، وهم الدم الحار المتدفق في عروق المجتمع، مما يبعث فيه القوة والحياة.
وأضافت: لقد تميز شباب الإسلام الأول بكمال الإيمان وصدق العقيدة وقوة الشخصية، حيث لم تشهد الإنسانية في عهودها المختلفة جيلاً من أجيالها اتصف بالمثالية كما شهدت الجيل الذي رباه النبي.
وواصلت: عندما هاجر النبي إلى المدينة شحذ همم الشباب وجدد طاقاتهم وأسند لكل شاب العمل الذي يتناسب مع إمكانياته ومواهبه، فمنهم من كان بارعًا في التجارة مثل سيدنا عبد الرحمن بن عوف، ومنهم من كان متقنًا للتعلم مثل سيدنا زيد بن ثابت، الذي أتقن السريانية، بناءً على طلب النبي، كما أرسل النبي مصعب بن عمير إلى المدينة وهو في السابعة عشرة من عمره، وبعد عام سأله: "ماذا فعل الله بك يا مصعب؟"؛ ليجيب: "ما تركت فيهم بيتًا إلا ودخله نور الإسلام".
وتابعت مدرس التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، أن النبي ﷺ كان يشجع الشباب من خلال منحهم ألقابًا تحفيزية ، مثل "أبو حفص" لعمر رضي الله عنه يوم بدر، و"طلحة الجواد" لطلحة بن عبيد الله في غزوة حنين، كما كان يثق فيهم ويدفع إليهم أخطر المهام، مثل منح اللواء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في سن العشرين، وزيد بن ثابت في نفس العمر، وأسامة بن زيد الذي قاد جيشًا وفيه كبار المهاجرين والأنصار وهو في السابعة عشرة، واليوم نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة جديدة تستند إلى منظومة قيم تاريخية وثوابت فكرية راسخة، يجب أن ندخر طاقاتنا وثرواتنا لشبابنا، فصناعة الرجال تُعتبر من أكبر الصناعات الثقيلة، ورغم تكلفتها الباهظة، فإن مردودها الاجتماعي والإنساني يعود بالفائدة على المجتمعات والأوطان.
وذكرت د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر، أنه عندما هاجر النبي ﷺ وأصحابه إلى المدينة المنورة، واجهوا تحديات كبيرة ومتعددة ، وكان للشباب دور فعال في مواجهة هذه التحديات وبناء المجتمع الإسلامي، وتجلت تضحيات الشباب في حرصهم على حماية النبي ﷺ، مثل موقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي نام في فراش النبي ليلة الهجرة ؛ ليخدع المشركين ويسمح للنبي ﷺ بالخروج بأمان، رغم علمه بخطورة هذا الفعل، كما قام الشباب بمهام حساسة، مثل : عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه، الذي كان يتتبع أخبار قريش في مكة ليلاً ويخبر النبي ﷺ وصاحبه أبي بكر بمخططات المشركين، وكان الشباب يتمتعون بالذكاء والفطنة ؛ إذ استطاعوا جمع الأخبار بدقة وحنكة.
وأضافت الباحثة بالجامع الأزهر: علاوة على ذلك، لعب الشباب دورًا في إدارة الموارد المتاحة، مثل عامر بن فهيرة رضي الله عنه ، الذي كان يرعى الأغنام ليخفي آثار أقدام النبي وصاحبه ويقدم لهما اللبن ، كما كان الشباب سبّاقين في الدعوة إلى الإسلام، مثل مصعب بن عمير رضي الله عنه، الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشارك بفاعلية في تعليم الدين.
وأوضحت أنه بالإضافة إلى ذلك، كان أغلب جنود المسلمين في الغزوات من الشباب، حيث تميزوا بالحماسة والقوة للدفاع عن المدينة، مثل علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة رضي الله عنهما، ومنهم من ساهم أيضًا في بناء المسجد النبوي وأداء مهام مختلفة تخدم المجتمع.
واختتمت حديثه: باختصار، كان الشباب في المدينة المنورة بعد الهجرة هم القوة المحركة التي ساهمت في مواجهة التحديات، سواء كانت أمنية أو اجتماعية أو اقتصادية، وذلك بفضل شجاعتهم وحكمتهم وحماسهم وتفانيهم في خدمة الإسلام.