فاطمة الحارثية
يعتقد الكثير من النَّاس أنه من السهل الاستغناء، وحجة المُستغني أنَّ الموت والقدر، أقر بوجوب الاستغناء بالرغم من أنَّ المُستغني ذاته يرفض أن يتم الاستغناء عنه، وكأن الموت حق على سواه ومرفوع عنه، بل وقد يخال نفسه محور الكون، كأنه خالد ولن تكون الأمور على نصابها بدونه، ليرتطم جبينه على حين غرة بواقع التعاقب.
عندما كُنَّا صغارًا، اعتقدنا أننا لا نستطيع أن نستغني عن أصحابنا، ثم تعاقبت مراحل الحياة وأثناء ذلك تغيَّر البعض وغاب البعض الآخر ونسينا الكثير وتجاوزنا، ثم اعتقدنا أننا لا نستطيع العيش بدون إخوتنا، فتزوج وهاجر البعض ورحل عن الحياة البعض الآخر، وحتى عن أبوينا وأبنائنا وزملائنا وأحبائنا وأصدقائنا، لم ولن تقف الحياة لأحد، التعاقب أمر لا بد منه إلى أن يرث الله الأرض.
ومثلما لا تخلو حياتنا الخاصة عن التعاقب، نجد الأمر ذاته في بقية اهتماماتنا سواء الاجتماعية أو المادية أو المهنية أو حتى المهارات، رغم أننا نعتبرها جزءا من النمو والتطور والتغيير، لكنها في الأصل فوضى من التعاقب لا بد منها، حتى نصل إلى نهاية زمن الرحلة على الأرض التي قدرها الرحمن لنا، والانتقال إلى مرحلة الثبات أي الخلود.
نحن نفعل خلاف ما نقول رغم قناعاتنا الثابتة بأن الصواب والخطأ بيّن، وهذا يُظهر الفجوة الكبيرة بين الوعي والاعتقاد، على سبيل المثال، نعلم أن الرزق بيد الله وحده لا شريك له، وليس لمخلوق أي تدخل فيه، من ناحية المقدار أو المصدر، ومع ذلك ثمة من يُطيع كُبرياءه طمعًا برضاه وعطاياه، مع أنَّه فعليًا لا يحتاج أن يخنع بقدر ما يحتاج أن يُطبق حقيقة أن الحياة مُعاملة، وأن من يُعطيه أي المصدر هو ذاته مُستلم من المُعطي، والأكيد آلية الاستلام تتعاقب ولا تدوم على حال واحد، وأولئك الكُبراء مثلهم مثل بقية الخلق يعيشون التعاقب؛ سواء الاجتماعي أو الاقتصادي أو الصحي أو غيره بلا اختلاف، وفي اعتقادي أولئك الضعفاء الذين آثروا ذل أنفسهم للكبراء، هم من صنعوا لأنفسهم آلهة من المال، مثلهم مثل قوم موسى الذين حولوا الذهب إلى إلهٍ، والعياذ بالله.
عندما أخدم عُمان من خلال العلم والمهارات التي لدي، أو من خلال المؤسسة التي أعمل بها، فيجب عليَّ أن يكون لدي اضطلاع بما تحتاجه وتريده عُمان، حتى أتقن استثمار الفرص وسنن السلوك، مثالا وليس حصرا، قانون التعاقب، حفظ الأنظمة ليس بالأمر الهين، خاصة عندما لا نملك الكفاءات في الخيارات التي أمامنا، فيلجأ البعض إلى وضع الناس في غير محلهم، وتشكيل فرق لعمل لا يُناسبهم، قد يكون أساس الاختيار ليس الكفاءة ولا المهارة لكن مسائل أخرى، مثل الوقت أو الثقة أو العلاقات، طبعًا نعلم جميعًا نتائج مثل هذه المعايير، ونعلم أيضًا صعوبة بلورة المهارات المناسبة، وعقبات صنعها الجهل المزمن، والتقليد؛ لا حاجة لوطننا الغالي للمتقاعسين، الذين يعملون عند الحد الأدنى، أو أولئك الذين يطالبون بزيادة الأجور دون المطالبة بزيادة العمل سواء العمل النوعي أو الكمي، ثم يأتي سلوكهم دون ادراك أو وعي لسخرية التعاقب، يلوحون بالتهديد والوعيد والكذب والافتراء، في "دراما" يلبس فيها ثوب المظلوم، وهم في غفله عن قوة احتمال تبادل الأدوار، فيتحول الداعي إلى مدعو عليه، والحاكم إلى محكوم واللاعن إلى ملعون، ناهيك عن المدعين بما ليس لهم فيه جُهد ليُطالبوا بحقوق ليست لهم، عُمان لا تحتاج إلى الصوت العال، ولا التقليد؛ بل إلى كفاءات معطاءة حكيمة مُبدعة صادقة ومجتهدة، تعتز بأدائها وسلوكها في جميع الميادين.
سمو...
نعتاد على السقوط منذ أول محاولات الوقوف على أقدامنا ونحن صغارا، ولا بأس من السقوط، بيد أنَّ عدم القدرة على الوقوف مرة أخرى، هو الألم والخسارة الحقيقية، وهو الذي يحدد إن كان ما حصل سقوطًا أو خطوة إلى الأمام.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
موعد وشروط التحويل بين المعاهد الأزهرية بعضها البعض لجميع المراحل
أعلن الأزهر الشريف، عن فتح باب التحويل بين المعاهد الأزهرية بعضها البعض، بداية من يوم 20 يوليو وحتى نهاية شهر سبتمبر من العام الحالي 2025.
وأكد الأزهر الشريف، أنه لا يحق لطالب محول حديثا من التربية والتعليم إلى معهد أزهرى هذا العام ويطلب تحويله إلى معهد اخر لابد من قضاء عام دراسي كامل وأيضا لا يحق لطالب مقدم فى معهد على الصف الاول الابتدائي هذا العام ويطلب تحويله إلى معهد اخر التحويل من الصف الثاني.
كما يشترط قيام ولى الأمر بالتقدم بطلب تحويل نجله للمعهد المقيد به موضحا المعهد المراد التحويل له ويوقع عليه بنفسه أمام مسئول شئون الطلاب.
ويقوم كاتب شئون الطلاب بالمعهد المختص بالمرحلة المقيد بها الطالب بمراجعة ما ورد من بيانات وملء الجزء الخاص بالتدرج الدراسى للطالب دون كشط أو تعديل وذلك من واقع سجلات المعهد ويقوم شيخ المعهد بالتوقيع على هذه البيانات مع كتابة عبارة “تعتمد صحة البيانات” بعد أن تمت المراجعة من واقع كشوف النتائج.
ويسلم كاتب شئون طلاب المعهد ولى الأمر نسختين من طلب التحويل للحصول على موافقة المعهد الذى يرغب فى التحويل إليه للتأكد من وجود أماكن به ويحتفظ بنسخة من طلب التحويل لديه بالمعهد.
وفى حالة عدم رجوع ولى أمر الطالب بالتحويل للمعهد خلال ثلاثين يوما يقوم الكاتب وإبلاغ المنطقة التابع لها بصورة من طلب التحويل وعلى المنطقة الأزهرية التأكد من عدم قيد الطالب الذى لم يستكمل إجراءات التحويل إلى معاهد أخرى.
ويقوم ولى الأمر باعتماد النسختين المسلمتين إليه من المنطقة الأزهرية التابع لها المعهد على أن يكون اعتماد المنطقة بعد مراجعة إدارة الامتحانات بنتيجة الطالب المدونة بطلب التحويل وتوقيع إدارة الامتحانات على الطلب مع كتابة عبارة "تعتمد صحة البيانات على مسئولية ادارة الامتحانات.
كما يقوم ولى الأمر بتسليم النسختين بعد اعتماد المنطقة الأزهرية للمعهد المحول منه على أن يقوم ذلك المعهد بإرسال ملف الطالب إلى المعهد المحول إليه عن طريق مندوب المعهد إن كان التحويل داخل المنطقة وإلى إدارة الامتحانات لتقوم بدورها بإرساله إلى المنطقة المحول إليها إن كان التحويل خارج المنطقة وذلك بناء على حافظة التسليم والتسلم وعلى ولى الأمر متابعة إنهاء اجراءات التحويل بنفسه.
وكلف رئيس قطاع المعاهد الأزهرية جميع الإدارات التعليمية بالمراحل المختلفة كل فى حدود اختصاصه بمراجعة مكاتب شئون بالمعاهد التابعة لهم وفحص طلبات التحويل الصادرة منها وإليها والتأكد من اتباع المعاهد تلك الاجراءات سالفة الذكر وإعداد تقرير قبل بداية كل عام دراسى وبعد نهاية مواعيد التحويل لاكتشاف ما يحدث من تجاوزات من عملية التحويل ويعرضه على رئيس الإدارة المركزية للمنطقة والذى يقوم بدوره برفعه لرئيس قطاع المعاهد الأزهرية على أن تصل كل هذه التقارير إلى قطاع المعاهد الأزهرية أول شهر نوفمبر من كل عام.
كما نبه رئيس قطاع المعاهد على جميع المعاهد بعد تسليم ملف الطالب المراد تحويله لولى الأمر باى حال من الأحوال.