فيليكس تشيسكيدي رئيس الكونغو الديمقراطية
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
فيليكس أنطوان تشيسكيدي تشيلومبو سياسي كونغولي وخامس رئيس للبلاد. والده إتيان تشيسكيدي أحد قادة المعارضة ومؤسس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي، أكبر وأقدم حزب في الكونغو الديمقراطية.
تولى الرئاسة بعد انتخابات أثارت جدلا وطعن خصومه في نزاهتها، وشهدت فترتا حكمه تحولات سياسية داخلية، وتزامنت مع تحديات اقتصادية وأمنية، شملت مواجهات مع جماعات مسلحة وتصاعد التوترات في شرق البلاد.
وُلِد فيليكس أنطوان تشيسكيدي تشيلومبو يوم 13 يونيو/حزيران 1963 في العاصمة كينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد ثلاث سنوات من استقلالها عن بلجيكا.
ينتمي إلى قبيلة اللوبا في إقليم كاساي وسط جنوب الكونغو، وهو الابن الثالث بين 5 أبناء للسياسي المعارض "إتيان تشيسكيدي"، الذي أسّس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدّم الاجتماعي، وشغل منصب رئيس وزراء "زائير" (الاسم السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية) 3 مرات في تسعينيات القرن العشرين.
الدراسة والتكوين العلمي
لم يتمكن فيليكس من استكمال تعليمه بسبب الظروف السياسية التي أحاطت بعائلته، فبعد أن أسس والده "حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي" في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، وأصبح من أبرز معارضي حكم الرئيس "موبوتو سيسي سيكو"، وقد نُفي (والده) قسرا إلى قريته في منطقة كاساي، وكان فيليكس حينها في التاسعة عشرة من عمره.
وفي عام 1985، سمح موبوتو لأسرة تشيسكيدي بمغادرة المنطقة، فانتقل فيليكس إلى بلجيكا وهو في الـ22 من عمره، واستقر في بروكسل، وهناك عمل في وظائف عدة قبل أن ينخرط في النشاط السياسي داخل حزب والده.
إعلان التجربة السياسيةبدأ مسيرته السياسية عام 1985 في صفوف "الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدّم الاجتماعي" الذي أسّسه والده، إذ انخرط في نشاطات الحزب أثناء إقامته في بلجيكا وتدرج في صفوفه.
وبعد عودته إلى وطنه، شغل منصب الأمين الوطني للعلاقات الخارجية في الحزب، وبفضل نشاطه الكبير فيه، تمت ترقيته إلى منصب نائب الأمين العام عام 2016، ثم أصبح قائدا له في عام 2018 بعد وفاة والده في بروكسل عام 2017.
في عام 2011، انتُخب عضوا في الجمعية الوطنية ممثلا عن دائرة كانانغا في مقاطعة كاساي الغربية.
إلا أنه رفض تولي منصبه التزاما بموقف الحزب الرافض لنتائج الانتخابات التي أعادت الرئيس جوزيف كابيلا إلى الحكم، وأدى ذلك إلى إسقاط عضويته في البرلمان عام 2013.
وفي نهاية 2016، رفض مجددا عرضا بتولّي رئاسة الحكومة التي اقترحها كابيلا في محاولة لاحتواء المعارضة.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2018 اختاره قادة المعارضة لقيادة "التجمع"، وهو ائتلاف سياسي موسّع للمعارضة في الانتخابات الرئاسية، وأبرم تحالفا مع فيتال كامريهي من حزب "الاتحاد من أجل الأمة الكونغولية" بموجب اتفاق سياسي وُقِّع في نيروبي يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
في 30 ديسمبر/كانون الأول 2018 فاز بالانتخابات الرئاسية بنسبة 38.57% من الأصوات، وأصبح خامس رئيس لجمهورية الكونغو الديمقراطية.
كانت هذه النتيجة أول انتقال سلمي للسلطة في البلاد منذ الاستقلال، على الرغم من الجدل بشأنها، إذ شكّكت المعارضة والكنيسة الكاثوليكية في نزاهة الانتخابات، وقال المرشح الخاسر مارتن فايولو إن هناك صفقة سرّية بين كابيلا وتشيسكيدي، وهو ما نفاه الأخير بشدة.
في 9 فبراير/شباط 2020 انتخبه القادة الأفارقة نائبا أول لرئيس الاتحاد الأفريقي ثم رئيسا للاتحاد عام 2021 في قمة عُقدت افتراضيا بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19) يوم 6 فبراير/شباط 2021، تحت شعار "الفنون والثقافة والتراث: ركائز بناء أفريقيا التي نريدها".
إعلانفي أبريل/نيسان 2021، فكك تحالفه مع أنصار الرئيس السابق جوزيف كابيلا، وأدى ذلك إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء جان ميشيل سما لوكوندي، وأتاحت له هذه الخطوة تعيين شخصيات موالية له، ما عزز قبضته على السلطة السياسية.
في ديسمبر/كانون الأول 2023، فاز بولاية ثانية بعد حصوله على 73% من الأصوات، وهو ما رفضته المعارضة وطالبت بإعادة الانتخابات. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024 أعلن عزمه إنشاء لجنة وطنية لصياغة دستور جديد، ما أثار مخاوف المعارضين من احتمال تعديل حدود الفترات الرئاسية.
شهدت البلاد تحسنا اقتصاديا ملحوظا على عهده، إذ ارتفعت موازنتها من 6 مليارات دولار في 2019 إلى 16 مليار دولار في 2023.
وأطلق برنامج مجانية التعليم الابتدائي، مما أدى إلى التحاق 4.5 ملايين طالب، وتوظيف 36 ألف مُعلم.
كما وفر خدمات صحية مجانية للنساء أثناء الولادة في بعض المستشفيات في كينشاسا، مع خطط لتوسيعها.
في مواجهة التمرد والاحتجاجاتفي عام 2025، واجه تحديات غير مسبوقة مع تصاعد النزاع في شرق البلاد وتجدد التوترات الداخلية.
فقد سيطرت حركة "إم 23" على مدينة غوما، واتهم تشيسكيدي رواندا بدعمها، وسعى إلى حشد دعم دولي لوقف ما وصفه بالعدوان المباشر على سيادة الكونغو الديمقراطية.
وتزامنا مع ذلك، اندلعت احتجاجات واسعة في العاصمة كينشاسا، وتصاعد الغضب الشعبي تجاه تدبير الحكومة للأزمة الأمنية، وسط دعوات لموقف أكثر حسما.
إعلانوعلى الصعيد الدبلوماسي، كثف جهوده لحشد تأييد دولي، مطالبا بفرض عقوبات على رواندا، في حين أكد أن حكومته لن تتهاون في الدفاع عن وحدة البلاد وسلامة أراضيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الکونغو الدیمقراطیة م الاجتماعی فی عام
إقرأ أيضاً:
رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات لـ «الاتحاد»: كليات جديدة وبرامج تعليمية مبتكرة في العام الأكاديمي المقبل
حوار: سامي عبدالرؤوف
كشف البروفيسور الدكتور مثنى عبدالرزاق، رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات، أنه جارٍ العمل على إنشاء أول كلية في العالم لدراسات الصحراء والجبال، وإنشاء مركز للسلام وحل النزاعات، باعتبار الإمارات أنسب مكان في العالم لهذا المركز، لأنها دولة تؤمن بالسلم والحوار، وترفض لغة الحروب والصراع في حل النزاعات.
وأعلن في حوار مع «الاتحاد»، إنشاء مجلس النساء العالمي، الذي يجري حالياً كتابة مسودة نظامه الأساسي، ويستهدف منح الفرصة للنساء لاستكمال دراساتهن وحماية المرأة من العنف، لافتاً في الوقت نفسه، إلى إضافة كليات وتخصصات حديثة، بعضها يعد الأول من نوعه إقليمياً أو محلياً، يبدأ طرحها العام الأكاديمي المقبل 2025-2026.
وأكد أن خريجي التعليم العالي بالدولة مؤهلون للمنافسة مع أفضل الخريجين في الدول المتقدمة، مشيراً إلى أن مؤسسات التعليم العالي، ومن بينها الجامعة الأميركية في الإمارات، تعمل على تخريج قادة لصناعة المستقبل.
بداية الحلم
في البداية، تحدث الدكتور مثنى عبدالرزاق، عن بداية التفكير في إنشاء الجامعة عام 2004، وتم إنجاز إجراءات التراخيص وغيرها من الجوانب، على مدار العام التالي، لتفتح الكلية أبوابها للطلبة في شهر يناير من العام 2006 باسم الكلية الأميركية في الإمارات، لتتحول إلى جامعة في العام 2009، وهي تضم حالياً 8 كليات.
ووصف الجامعة، بأنها مؤسسة ذات رؤية مستقبلية تسعى للتميز الأكاديمي والابتكار، وتعد مركزاً للتعليم والبحث العلمي والمشاركة المجتمعية، مشيراً إلى أن الجامعة قد تكون صغيرة في العمر مقارنة بغيرها من الجامعات، لكن إنجازاتها كبيرة، فالإنجازات لا تقاس بالزمن.
وقال: «تماشياً مع التزام الجامعة بصقل مهارات قادة المستقبل وتعزيز النمو الفكري، تقدم الجامعة مجموعة متنوعة من البرامج الأكاديمية لمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا والدكتوراه عبر كلياتها الثماني، والتي تشمل: إدارة الأعمال، والإعلام والاتصال الجماهيري، والأمن والدراسات الدولية، والهندسة والتكنولوجيا، والقانون، والتصاميم، والتربية، والتمريض والعلوم الطبية».
فلسفة التميز
ورداً على سؤال عن أهم المميزات والفلسفة التي قامت عليها الجامعة الأميركية في الإمارات، أوضح أنها كثيرة ومتنوعة، ومن أبرز معالمها، أنه لا يشترط أن يكون الماجستير أو الدكتوراه في التخصص الجامعي نفسه الذي درس فيه الطالب البكالوريوس في الكلية، بشرط أن يكون هناك فترة تأهيلية تأسيسية قبل الماجستير تتراوح بين 6 أشهر وسنة، حسب احتياجات التخصص.
وقال: «من المهم أن يكون الشخص متنوع المعرفة، ولذلك نحن في الجامعة الأميركية في الإمارات لسنا مع فكرة أن تكون الدراسة ما بُعد المرحلة الجامعية كلها في مسار التخصص الجامعي نفسه، فنحن نريد أن يكون الإنسان موسوعياً في التخصص الوظيفي والمعرفي، وبالتالي ليس شرطاً أن يكون المسار الوظيفي في التخصص الجامعي ذاته».
وأكد أن هذه الفلسفة وهذا النموذج قادران على التطبيق والنجاح، فالإمارات ترفع وتطبق شعار «اللامستحيل».
وأشار إلى أن الجامعة تمكنت من تخريج سفراء لدولة الإمارات، وتوفير تخصصات وبرامج تعليمية غير موجودة في الجامعات والكليات الأخرى في العالم العربي، مثل برنامج الخدمات اللوجستية والدراسات الأمنية والاستراتيجية والإدارة الرياضية وبرنامج العاديات (الفروسية)، الذي تعمل الجامعة على أن يصبح كلية متخصصة في هذا المجال مستقبلاً لأهميته.
«التسامح التعليمي»
وحول أبرز سمات وملامح المجتمع التعليمي في الجامعة، أجاب: «الجامعة الأميركية في الإمارات، هي انعكاس لأحد أبرز مميزات مجتمع الإمارات القائم على المحبة والاحترام المتبادل والسعادة والتنوع والتعايش، حيث تخرج فيها حتى الآن أكثر من 5900 طالب وطالبة يمثلون 60 جنسية، ويتنوع أعضاء هيئة التدريس أيضاً، وهم من 33 جنسية، بينما الموظفون من 34 جنسية». وأفاد بأنه يوجد حالياً أكثر من 2400 طالب وطالبة يدرسون في كليات وتخصصات الجامعة، علماً أن 65% منهم من مواطني دولة الإمارات، مشيراً إلى أن تميز الجامعة جعلها تستقطب طلاباً من خارج الدولة.
وتطرق إلى المسؤولية المجتمعية للجامعة، مؤكداً أنها متنوعة، ومن بينها إعطاء المنح الدراسية الكاملة لأبناء وزوجات شهداء «عاصفة الحزم»، مشيراً إلى دور الجامعة في تدريب السجناء وأصحاب الهمم والرياضيين والمبتكرين، وذلك في إطار أهداف الجامعة، وأبرزها خدمة المجتمع والمسؤولية المجتمعية.
الخطة المستقبلية
وعن الخطة المستقبلية للجامعة، كشف عبدالرزاق، أن الجامعة تعمل على توسيع برامجها الأكاديمية لتشمل تخصصات حديثة في العديد من المجالات، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والقيادة التربوية، والتصميم المستدام، مشيراً إلى أن هذه البرامج تعكس جهود الجامعة المستمرة لمواكبة أحدث التوجهات واحتياجات المجتمع المتطورة.
وأعلن اتجاه الجامعة لإنشاء أول كلية في العالم لدراسات الصحراء والجبال، تتولى تخريج مهندسين في هذا التخصص، حيث تزخر الصحراء بثروات لا تعد ولا تحصى، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تدخل هذه الكلية حيز التشغيل في شهر سبتمبر المقبل أو يناير من العام 2026 على أقصى تقدير.
كما أعلن أن خطة الجامعة المستقبلية، تتضمن أيضاً إنشاء كليات جديدة أخرى، مثل التمريض والعلوم الطبية التطبيقية، وتستقبل طلابها في شهر سبتمبر المقبل، وستمنح هذه الكلية «بكالوريوس» في علوم التمريض، و«بكالوريوس» العلاج الطبيعي.
وألمح إلى أن إنشاء كلية الطب، هو واحد من المشاريع الطموحة، التي تعمل الجامعة عليها في الوقت الراهن، وستستخدم في المرحلة الأولى من تأسيسها، مستشفيات القطاع الصحي الخاص لتدريب الطلاب.
مركز السلام
وكشف رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات، أن الجامعة تعمل في الوقت الراهن على إنشاء مركز للسلام وحل النزاعات، لتعزيز المفاهيم والثقافة المتعلقة بالسلم العالمي، وتعزز المخرجات العلمية لهذا المركز، وتقيم رؤية شاملة تساهم بحل النزاعات عن طريق المفاوضات والحوار.
وأكد أن الإمارات هي أنسب مكان في العالم لإنشاء هذا المركز، لأنها دولة تؤمن بالسلم والحوار، وترفض لغة الحروب والصراع في حل النزاعات.
ولفت عبدالرزاق إلى اتجاه الجامعة لإنشاء مجلس النساء العالمي، والذي يجري حالياً كتابة مسودة نظامه الأساسي، ويستهدف منح الفرص للنساء لاستكمال دراساتهن، خاصة النساء في الدول النامية، وحماية المرأة من العنف والتنمر، وفتح مجالات لتأهيلها لسوق العمل من خلال الدراسة والتحصيل العلمي والتدريب.
برامج جديدة
وبالنسبة للبرامج الأكاديمية الحديثة في الكليات القائمة، أفاد رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات، بأنها كثيرة ومتنوعة، تشمل تخصصات ومجالات جديدة، ما بين بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، من بينها بكالوريوس علوم في هندسة الأمن السيبراني، والميكاترونكس.
أما في مجال الماجستير، فهناك ما يتعلق باستشراف المستقبل وعلوم ذكاء الأعمال، بينما سيتم التوسع بشكل كثيف في دراسات الدكتوراه، مثل أمن الغذاء، والدواء، والدعم اللوجستي، والفضاء، وغيرها الكثير.
وأكد أن الإمارات ترى أن أفضل استثمار، هو في الإنسان، لإيمانها المطلق أن بناء البشر يأتي قبل بناء الحجر، لذلك تستثمر بكل قوة في الإنسان، وهذه أهداف استراتيجية أدت إلى بناء دولة حديثة تنافس أفضل دول العالم في مختلف المجالات، وهذا ما تظهره مؤشرات التنافسية العالمية والمراتب العالمية التي وصلت إليها الإمارات، متفوقةً على دول العالم في الكثير من الجوانب.