قمع السلطة في مسلسل المعهد.. ثيمة متكررة في عالم ستيفن كينغ
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
عرض مسلسل مأخوذ عن رواية لملك الرعب ستيفن كينغ يعد حدثا كبيرا دائما، إذ تجتذب أعماله – المتصدرة للمبيعات منذ الثمانينيات – جمهورا واسعا، رغم تفاوت جودة الاقتباسات.
يعرض في الوقت الجاري مسلسل "المعهد" (The Institute) المأخوذ عن رواية بالاسم ذاته نُشرت عام 2019 من إخراج جاك بندر الذي شارك في أعمال شديدة الشهرة من قبل، منها "ذا سوبرانوز" (The Sopranos) و"فروم" (From) وغيرها.
A post shared by Stephen King (@stephenking)
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الموسم الثاني من "وينزداي".. مغامرات جديدة وشرير أقل خطورةlist 2 of 2"حمود وأبوه".. الدراما السعودية تعود بنكهة شبابيةend of listأطفال كينج.. البراءة في مواجهة الشركثيرًا ما كان الأطفال أبطال روايات ستيفن كينغ، وشخصياته المركزية المفضلة، كرمز للبراءة قبل أن يلوّثهم العالم خلال نضوجهم، فتحاول قوى الشر المختلفة الاستحواذ على هذه البراءة لتغذية نفسها.
وتتقاطع هذه الثيمة الرئيسية في أعمال كينغ مع ثيمة رئيسية أخرى مرّ عليها مرات متعددة من قبل، تتعلق بالسلطة القمعية الأميركية وهوسها بالسيادة والتحكم في العالم، الأمر الذي يدفعها للقيام بجرائم ضد شعبها نفسه.
View this post on InstagramA post shared by Stephen King (@stephenking)
و"المعهد" أحد هذه الأعمال، فالأطفال واليافعون هنا هم ضحايا لكيان شرير يستغلهم بأعنف طريقة ممكنة، كيان هو نسخة شبه نازية للحكومة الأميركية.
يبدأ المسلسل بالمراهق العبقري لوك (جو فريمان) الذي يعيش حياة عادية للغاية لأحد أبناء الطبقة الوسطى في إحدى المدن الأميركية الصغيرة، يخطط لمستقبله المليء بالاحتمالات بسبب معدل ذكائه المرتفع للغاية، فيوشك على الالتحاق بجامعتين في نفس الوقت رغم عدم تخطيه سن المراهقة بعد، غير أنه، بشكل مفاجئ، يُختطف ويُنقل خلال نومه إلى مؤسسة حكومية في منطقة نائية، لينضم إلى غيره من الأطفال والمراهقين والمراهقات الذين يتمتعون جميعًا بقوى خارقة لكن بدرجة محدودة، مثل القدرة على قراءة الأفكار أو تحريك الأشياء عن بعد.
إعلانيخضع الأطفال، المنقطعين تماما عن العالم، لعدد من الاختبارات المؤلمة، ويُجبرون على تعاطي أدوية تزيد من قدراتهم، كل ذلك لتهيئتهم لمهمة غامضة بالنسبة لهم، وأي محاولة للتمرد من الأطفال أو رفض الخضوع للتجارب تُقابل بعنف جسدي في التو واللحظة.
ومثل رواية وفيلم "الشيء" (IT) وغيره من أعمال ستيفن كينج المشابهة، يشكل لوك وأصدقاؤه فريقًا من الأطفال واليافعين القادرين على قلب الوضع رأسًا على عقب والتغلب على البالغين الأشرار، وحتى الأخطار الماورائية، بعودتهم إلى جذور الطبيعة البشرية من تعاون وتكافل بين مواهب كل فرد، تلك الطبيعة التي تتدمر خلال فترة البلوغ ومحاولات التماهي مع حياة الكبار.
وبالإضافة إلى هذا الخط الدرامي الرئيسي، هناك خط درامي آخر موازٍ لا يعلم المتفرج علاقته بلوك وأصدقائه، ويتمثل في ضابط الشرطة السابق تيم (بن بارنز) الذي يحاول لملمة شتات حياته بعد تعافيه من إدمان الكحول وطلاقه من زوجته، وقد قرر البقاء في مدينة صغيرة لا تبعد، للمصادفة، سوى أميال قليلة عن المعهد، وهناك يتعرف على أفراد المدينة الذين يحاولون تجاهل المعهد والغموض الذي يحيط به، ويحيكون الكثير من النظريات حوله، والتي يقترب بعضها من الحقيقة.
اختيارات بصرية من الماضييختلف مسلسل "المعهد" عن "الشيء" أو المسلسل شديد الشهرة المستلهم من أعمال ستيفن كينج "سترينجر ثينجز" (Stranger Things)، وكلاهما من بطولة أطفال كذلك، في طبيعة العالم الذي تدور فيه الأحداث؛ فبينما تدور أحداث هذين العملين في ماضٍ قريب نسبيًا، حوالي الثمانينيات من القرن الماضي، بما يفرض خيارات بصرية محددة من ألوان وتسريحات شعر وأزياء مرتبطة بهذه الفترة، فإن "المعهد" تدور أحداثه في الزمن الحاضر، عصر التكنولوجيا الحديثة، غير أنه يُحيل من الناحية البصرية إلى فترة أقدم بكثير، حيث يستلهم صورته من أعمال دارت أحداثها خلال الحرب الباردة وستينيات القرن العشرين.
تميزت هذه الفترة، على الأقل من الناحية السينمائية والتلفزيونية، بأعمال تدور بشكل أساسي حول نظريات المؤامرة، والمنظمات الحكومية السرية التي تستخدم العلم كسلاح سياسي، وسباق الأسرار والاختراعات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت.
ما يجعل "المعهد" يتشابه هنا ليس مع الأعمال الأخرى المستلهمة أو المقتبسة من ستيفن كينج، بقدر ما هو قريب بصريًا من أعمال أخرى مثل "شكل الماء" (The Shape of Water) للمخرج جيليرمو ديل تورو، الفائز بالأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا وأوسكار أفضل فيلم ومن إنتاج عام 2017، فتدور أحداث الاثنين، الفيلم والمسلسل، في مؤسسة يقوم عليها أشخاص يجمعون بين الصرامة البوليسية والدقة العلمية، شخصيات لا تتورع عن القيام بأشد الأمور قسوة وعنفًا في سبيل سبق علمي يؤمنون أنه يساعد بلادهم في الفوز بسباق سياسي لا يعرف تفاصيله سواهم.
View this post on InstagramA post shared by MGM+ (@mgmplus)
فالتزم المسلسل باليتة ألوان تتراوح بين درجات الأخضر والبني، ألوان توحي بالمرض والمؤامرات السرية، وتم تصميم المعهد الذي تدور فيه أغلب الأحداث في شكل مبنى حكومي رث بلا أي معدات إلكترونية حديثة، مع عدد محدود من العاملين، بما يدل على أن المشروع لم يعد أولوية في الأجندة السياسية الأميركية، على الرغم من استمراره كوسيلة لتنفيذ مخططاتهم للسيطرة على العالم.
إعلانوبينما تعرض الأطفال في الأعمال الأخرى المقتبسة عن روايات ستيفن كينج لوحوش شريرة بعيدة عن الواقع، فإن أشرار "المعهد" بشر عاديون، غير أنهم أشد قسوة من الكائنات الخرافية، الأمر الذي يجعل المسلسل ثقيلًا على النفس، خصوصًا مشاهد التجارب التي تُقام على الأطفال، أو بالأحرى مشاهد تعذيب الأطفال، التي لا يتقبلها بسلاسة عدد كبير من المتفرجين.
مسلسل "المعهد" عمل مختلف عن المسلسلات السائدة في الوقت الحالي، ولا يشبه المسلسلات والأفلام الأخرى المقتبسة عن ستيفن كينج، وذلك لطبيعة الرواية نفسها التي تبدو كما لو أنها عودة لرواياته الأولى، خصوصًا "مشعلة الحرائق" (Firestarter) و"المنطقة الميتة" (The Dead Zone)، التي يحاول خلالها فضح السياسات القمعية للمؤسسات الأميركية الرسمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات من أعمال
إقرأ أيضاً:
مي عمر بإطلالة صيفية ورسالة عن الحرية على الشاطئ
نشرت الفنانة مي عمر مجموعة صور جديدة عبر حسابها الشخصي على موقع «إنستجرام»، حيث ظهرت بإطلالة صيفية لافتة، مرتدية مايوه أسود مع كاش مايوه باللون الوردي، واعتمدت تسريحة شعر بسيطة أثناء جلوسها على الرمال.
وأرفقت مي الصور بتعليق جاء فيه: «أردت إجازة لا أضطر فيها لارتداء الفساتين الفاخرة والعلامات التجارية طوال الوقت.. إجازة أستطيع فيها المشي حافية القدمين، والاسترخاء تحت شجرة، والشعور بمزاج الصيف الحقيقي، وأن أكون حرة.. روح حرة».
ومن الناحية الجمالية، تعتمد مي عمر في المكياج على جمال بشرتها الطبيعي، مع وضع لمسات رقيقة من اللون الوردي اللامع للشفاه.
واختارت مي عمر أن تترك شعرها الأسود الطويل منسدلا بين كتفيها بطريقة ناعمة وجذابة تتناسب مع إطلالتها.
View this post on InstagramA post shared by Mai Omar (@maiomar_)