لماذا تريد أمريكا السيطرة على قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
بعيدا عن سرديات شخصية ترامب، لابد من التوسع في رؤية التعاطي مع تصريحاته المتكررة عن قطاع غزة، والتي وصلت إلى رأي قاطع بأن إسرائيل ستسلم القطاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتهاء من إجراءات تسليم الرهائن، والآن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الجيش قد جهز خطة لتهجير أهالي غزة خارج القطاع.
تصريح ترامب ليس لأنه مطور عقاري أو مغامر سياسي كما يتناولها البعض بل هي قراءة عالية الصوت بدون ديكور سياسي عن أهم أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد، وسواء ترامب في الحكم أو رئيس آخر لن تتغير أهداف المخط في ذلك الشأن.
والسؤال المطروح، ما أهمية قطاع غزة داخل مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ وقبل الإجابة عن ذلك السؤال، لابد أن نذهب إلى سؤال أهم آخر وهو ما أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد؟.
وللإجابة والتوضيح، لابد أن نضع كلا السؤالين داخل دائرة الصراع العالمي الحالي بين نظام إمبريالي غربي بقيادة أمريكا قائم وبدأ يتراجع، مقابل نظام يشق طريقه بهدوء وثقة بقيادة الصين وروسيا ومعهما مجموعة بريكس وطريق الحرير الصيني.
من هنا تتسع الرؤية للتعاطي مع تصريحات ترامب المتعددة والغريبة وغير المعنية بقوانين دولية ولا علاقات دبلوماسية، ومنها رغبته في جعل جزيرة غرينلاند التابعة لمملكة الدانمارك، وقناة بنما التابعة لجمهورية بنما جزءا من أميركا، كما أعلن نيته تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.
فكل ما ذكره ترامب من أراضي ومواني يرغب في ضمها إلى أمريكا هي استراتيجية عمل تنوي أمريكا وحلفائها في النظام العالمي القائم القيام بها، لكي يستطيعوا الحفاظ والاستمرار في سيادة العالم أمام التحديات والتغييرات الكبيرة التي حدثت وستحدث للتأثير على مكانة هذا النظام.
ومن هنا الإجابة عن سؤال ما أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ الغالبية تتناول الإجابة من منظور سياسي ديني ضيق مرتبط بتوسع وهيمنة إسرائيل علي المنطقة مع إقامة مملكة داوود المزعومة أو مسار طريق سيدنا إبراهيم، وذلك صحيح ولكن ليس كاف لأن أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد هو صناعة شرق أوسط جديد مختلف ديموغرافيًا وجيوسياسيًا، عن الذي كان قائم من قبل ليكون جسم سهل امتلاكه وتطويعه وتركيعه وسياقته والسيطرة عليه من النظام العالمي القائم بقيادة أمريكا، لمنع طريق الحرير الصيني من استخدام مساراته المرسومة في الشرق الأوسط وفي قناة السويس خصوصًا التي تمثل الشريان الأهم لذلك الطريق وستمنحه السيطرة علي أهم مناطق العالم، وعندها ستكون هناك كماشة روسية مصرية تحكم أروبا والشرق الأوسط وذلك مع مرتكز الطريق في جزيرة القرم والتي تعتبر بوابة تجارية هامة للكثير من دول أوروبا.
ولذلك جاءت المواجهة من أمريكا عن المخطط الذي أعلنت عنه على لسان رئيسها السابق بادين في كلمة على هامش قمة مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات في العالم المنعقدة في نيودلهي، سبتمبر 2023 أن هناك صفقة كبيرة تتمثل في ممر تجاري عبارة عن مشروع عملاق سيشمل الهند والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي وقد تحدث مسؤولين ومتخصصين أمريكيين وغربيين على أن ذلك الممر سيوفر بديلًا حقيقًيا لمشروع الحزام والطريق الذي أعلنت عنه الصين في وقت سابق.
ولذلك يلزم توفير مرتكز لوجستي وممر ملاحي لهذا الطريق لربطه بالاتحاد الأوروبي، من هنا الإجابة على السؤال ما أهمية قطاع غزة داخل مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ سيتم إقامة مدينة ذكية من الجيل الرابع لتكون مرتكز لوجستي للطريق مع حفر قناة ملاحية إسرائيلية في القطاع " بن جورين " تعمل بأحدث النظم الإدارية لتكون إسرائيل هي من يربط الشرق بالغرب ومن تدير التجارة في المنطقة، والهدف من ذلك هو تقويض وحصار مصر داخل حدود جغرافية ضيقة وفصلها عن محيطها العربي بعد حصارها أفريقيا عن طريق إشعال الصراعات حول حدودها ومشكلة سد النهضة.
تلك هي الصورة الشاملة الكاملة للتعاطي مع تصريحات ترامب بخصوص قطاع غزة، والسؤال المطروح ماذا ستفعل مصر وما يجب أن تقوم به؟ الإجابة على هذا السؤال تذهب بنا إلى سؤال أخر هل هناك مساومات حدثت بين أمريكا وحلفائها من جانب والصين وروسيا من جانب أخر؟ شملت وضع مصر الجيوسياسي في تلك المساومات؟ أم القادم يحمل في جعبته كثيرا من الأحداث؟.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصين ترامب تهجير الفلسطينيين جمال رشدي روسيا غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
2.4 مليار دولار عائدات 14 اكتتاباً عاماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الربع الثاني من عام 2025
دبي (الاتحاد)
سجلت أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 14 اكتتاباً عاماً خلال الربع الثاني من 2025 بإجمالي عائدات بلغ 2.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 4% في العائدات التي جمعتها مقارنة بالربع السابق من هذا العام، وفقاً لتقرير إرنست ويونج (EY) حول نشاط الاكتتابات العامة المنطقة، والذي أظهر استمرار رغبة المستثمرين ومرونة أسواق رأس المال الإقليمية.
وشهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، إدراج صندوق مساكن دبي ريت، في سوق دبي المالي في اكتتاب جمع 584 مليون دولار، ويمثل هذا الإدراج إنجازاً هاماً، كونه أكبر صندوق استثمار عقاري من حيث القيمة السوقية في دول مجلس التعاون الخليجي، وأول صندوق استثمار عقاري متخصّص في التأجير السكني في المنطقة.
وتوقعت إرنست ويونج استمرار زخم الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعتزم 14 شركة إدراج أسهمها خلال النصف الثاني من عام 2025، منها 10 شركات من المملكة العربية السعودية، إلى جانب عروض من أسواق خارج دول مجلس التعاون الخليجي.و كان أكبر اكتتاب عام في الربع الثاني من هذا العام من نصيب المملكة العربية السعودية، مع اكتتاب شركة طيران ناس التي طرحت أسهمها لأول مرة في السوق الرئيسية تداول، في اكتتاب استحوذ على 44% من إجمالي عائدات الاكتتابات في الربع الثاني. تلاه اكتتاب الشركة الطبيّة التخصصية، الذي جمع 500 مليون دولار أميركي، ثم اكتتاب الشركة المتحدة لصناعات الكرتون الذي جمع 160 مليون دولار أميركي.
وقال براد واتسون، رئيس EY-Parthenon في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «عزز الربع الثاني من هذا العام مكانة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كسوق اكتتابات عامة مرنة وديناميكية. ورغم حذر المستثمرين، فإننا شهدنا نمواً قوياً. ويسلط تنوع القطاعات التي تمثلها الشركات التي طرحت أسهمها للاكتتاب، إلى جانب إدراجات بارزة مثل صندوق مساكن دبي ريت، الضوء على عمق الفرص المتاحة في المنطقة. ونحن نتوقع استمرار هذا الزخم، في ضوء وجود خطط صحية للاكتتابات لما تبقى من عام 2025».
أخبار ذات صلةوفي حين تفاوت أداء ما بعد السوق، حيث أغلقت 10 من أصل 14 اكتتاباً عاماً بأقل من سعر الطرح عند أول تداول، إلا أن خمس شركات مدرجة حديثاً سجلت مكاسب، ما يعكس حذراً في توجهات المستثمرين. وتعتمد الشركات بشكل متزايد على استراتيجية توقيت السوق، حيث أنها تُقيّم بعناية توجهات المستثمرين والظروف الاقتصادية الكلية قبل طرح أسهمها للاكتتاب
. وعلى صعيد أداء سوق الأسهم، قاد مؤشر السوق الأول لبورصة الكويت المكاسب الإقليمية في الربع الثاني من عام 2025، مرتفعاً بنسبة 17.2%، في حين سجلت الأسواق الأخرى نتائج متباينة. تحول نحو الإدراجات الثانوية تعكس طبيعة عائدات الاكتتابات العامة في الربع الثاني من عام 2025 تحولاً ملحوظاً، حيث شكلت الإدراجات الثانوية 64.3% من إجمالي الاكتتابات العامة، مرتفعة من 35.7% في الربع الأول من عام 2025.
ويشير هذا إلى تفضيل الجهات المُصدرة لخروج المساهمين على جمع رأسمال جديد، ما يُظهر نهجاً أكثر حذراً في ظل حالة عدم اليقين المستمرة في السوق.
من جانبه، قال غريغوري هيوز، رئيس خدمات الاكتتابات والصفقات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى EY-Parthenon: «تُظهر الصفقات البارزة في الإمارات العربية المتحدة كيفية تتطور البورصات الإقليمية لتلبية احتياجات قاعدة مستثمرين متنامية. ويُعدّ هذا التنوع، إلى جانب التحسينات المستمرة في حوكمة السوق، عاملاً أساسياً لاستدامة نمو طويل الأجل».