مصر والسودان يعززان العلاقات بقنصلية جديدة في وادي حلفا .. علي يوسف قال لـ«الشرق الأوسط» إنها تستهدف تسهيل عودة النازحين
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
في خطوة تستهدف تعزيز العلاقات المصرية - السودانية، قررت القاهرة افتتاح قنصلية جديدة لها في منطقة «وادي حلفا» في السودان قرب الحدود الجنوبية لمصر، وقال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «القنصلية تستهدف تسهيل دخول الأفراد والنازحين، وتدعم حركة التجارة بين البلدين».
وتقع مدينة «وادي حلفا» في أقصى شمال السودان (تبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 900 كيلومتر شمالاً)، وتعد من النقاط القريبة من الحدود المصرية (تبعد نحو 70 كيلومتراً عن مدينة أبو سمبل جنوب مصر)، وتحظى بأهمية استراتيجية؛ كونها تربط بين مصر والسودان من خلال المعابر البرية ونهر النيل.
وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، قراراً بـ«افتتاح قنصلية عامة لبلاده في وادي حلفا، في الولاية الشمالية بالسودان». وتضاف إلى البعثة الدبلوماسية المصرية بالسودان، والتي تضم «السفارة، وقنصلية عامة في مدينة بورتسودان».
وتستضيف مصر آلاف السودانيين الذين فرّوا من الحرب الداخلية الحالية، القائمة بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن «القاهرة استقبلت نحو مليون و200 ألف سوداني بعد الحرب»، إلى جانب آلاف من السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات.
ورحب وزير الخارجية السوداني بقرار افتتاح قنصلية مصرية في وادي حلفا، وقال، الخميس، إنها «خطوة مهمة لتعزيز روابط بلاده مع مصر في مجالات عديدة».
وأضاف أن «القنصلية الجديدة ستساعد على تسهيل الخدمات القنصلية للسودانيين والمصريين»، مشيراً إلى أن «افتتاحها بشكل رسمي سيدعم إجراءات صدور تأشيرات الدخول بين البلدين، وحركة الأفراد والنازحين»، إلى جانب «تسهيل حركة تجارة الحدود بين البلدين».
وترتبط مصر مع السودان عبر ثلاثة محاور للنقل البري: المحور الأول غرب النيل توشكى - أرقين بطول 100 كيلومتر، والمحور الثاني شرق النيل قسطل - وادي حلفا بطول 35 كيلومتراً، والمحور الثالث على ساحل البحر الأحمر الممتد من حلايب وحتى بورتسودان بطول 280 كيلومتراً، حسب وزارة النقل المصرية.
وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن «بلاده تسعى لتطوير علاقاتها الدبلوماسية مع مصر، من خلال إقامة قنصلية سودانية في الإسكندرية بشكل رسمي، قريباً».
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، «تضامن بلاده مع السودان، في ظروف الحرب الحالية»، وأشار خلال محادثات مع نظيره السوداني، السبت الماضي، إلى «جهود القاهرة لاستئناف نشاط السودان في الاتحاد الأفريقي مرة أخرى». في حين أوضح الوزير علي يوسف الشريف، أن «بلاده تعمل على عودة نشاطها مرة أخرى بالاتحاد الأفريقي خلال القمة الأفريقية المقررة هذا الشهر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا»، وقال إن «قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي المقررة في 14 فبراير (شباط) الجاري ستناقش موقف عضوية السودان، قبل اجتماع رؤساء الدول والحكومات الأفريقية».
وعلق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
وتدعو مصر إلى «الحفاظ على وحدة واستقرار السودان»، في ظل أزمة الحرب الداخلية، وتطالب بـ«وقف إطلاق النار الشامل، ونفاذ المساعدات الإنسانية للمتضررين، والتأسيس لعملية سياسية تشارك فيها كل الأطراف السودانية»، حسب «الخارجية المصرية».
و«ستعمل القنصلية المصرية في وادي حلفا، مع نظيرتها السودانية في أسوان، لتطوير الروابط بين البلدين في مختلف المجالات المشتركة، خصوصاً الاقتصادية والثقافية»، وفق الأمين العام المساعد الأسبق لـ«منظمة الوحدة الأفريقية»، السفير أحمد حجاج، مشيراً إلى أن «السودان يحظى بأهمية خاصة لدى مصر سياسياً وشعبياً، وتستهدف القاهرة تسهيل الخدمات، خصوصاً للسودانيين النازحين لديها».
ويتوقف حجاج مع توقيت إقامة القنصلية المصرية الجديدة، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنها «تأتي في توقيت يحقق فيه الجيش السوداني تقدماً ميدانياً باستعادة مناطق ومدن من (الدعم السريع)»، وعدّ أن ذلك «يحفز كثيراً من السودانيين الموجودين في مصر للعودة مرة أخرى لبلادهم. ووجود القنصلية يسهل من تأشيرات وإجراءات رحلات العودة البرية».
وتتكامل تلك الجهود مع خطوات أخرى لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، بحسب حجاج، مشيراً إلى أن «السودان يستهدف جذب شركات مصرية للمساهمة في إعادة الإعمار بعد الحرب»، إلى جانب «مشروعات الربط الكهربائي والسككي بين البلدين».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عقدت «اللجنة المصرية - السودانية» المعنية بدراسة الربط السككي بين مصر والسودان، اجتماعها الأول في القاهرة، برئاسة وزيرَي النقل في البلدين، وبحثت إقامة مشروع خط سكة حديد من «أبو سمبل» جنوب مصر، إلى «وادي حلفا - أبو حمد» شمال السودان.
القاهرة: الشرق الأوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الشرق الأوسط فی وادی حلفا بین البلدین إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير عبري يتحدث عن تهديد أردوغان لـحلم تل أبيب في الشرق الأوسط
تحدثت صحيفة" معاريف "العبرية, عن تطورات في الشرق الأوسط على مستوى استراتيجي بعيد المدى، من شأنها أن تُقلق تل أبيب بشدة، بشأن شكل النظام الإقليمي الجديد في الأيام التي تعقب انتهاء الحرب في قطاع غزة.
وفي تقرير نشرته الصحيفة لـ"عميت ياجور" , وهو ضابط سابق في القسم الاستراتيجي بشعبة التخطيط في جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي الاستخبارات البحرية، جاء فيه أنه يوجد حاليًا مستفيد رئيسي على حساب إسرائيل, وهي تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) , والتي تولّت على نحوٍ مفاجئ دورًا إقليميا زاد من قوتها على حساب إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن "الممر الاقتصادي الشمالي للشرق الأوسط سيجعل من تركيا بوابة اقتصادية من الشرق إلى أوروبا، على حساب الممر الاقتصادي الجنوبي الذي كان من المفترض أن تُعد إسرائيل بوابة له".
وتطرقت إلى "تطلع الشركات التركية إلى تنفيذ مشاريع في أرمينيا عقب اتفاقية السلام التاريخية التي وقعت بين أذربيجان وأرمينيا والتي تتيح فتح طريق تجاري استراتيجي للغاية، تقوده أمريكا عبر ممر زانجيزور ، بطول 32 كيلومترًا، في الأراضي الأرمينية والذي سيُطلق عليه اسم ممر ترامب التجاري الدولي ، والذي سيُضعف دور روسيا بشدة ويُعيق مبادرة الحزام والطريق الصينية التي كانت تسعى إلى للوصول إلى أوروبا ، وتربط آسيا الوسطى بتركيا لأول مرة من حيث التجارة والأعمال".
وأكدت أن "المحور الاقتصادي الشمالي بقيادة تركيا، عزز الخلاف الذي نشأ الشهر الماضي بين الرئيس ترامب والرئيس الهندي ، والذي تحول إلى مواجهة مفتوحة بسبب رفض الأخير أي وساطة أمريكية في الصراع بين الهند وباكستان ، وغضبه من استضافة قائد الجيش الباكستاني في البيت الأبيض , وهو ما أدى لتعطيل أي نقاش بشأن إعادة الهيكلية الاقتصادية الأمريكية مع الهند , عقب فرض واشنطن رسوم جمركية مرتفعة جدًا تصل إلى 50 في المئة على الصادرات من الهند إلى الولايات المتحدة".
ونوهت "معاريف" إلى أن "تركيا تواصل ترسيخ دعمها المدني والعسكري في سوريا، مبينة أن "وزير الاقتصادي السوري زار تركيا الأسبوع الماضي ووقع عددا من مذكرات التعاون معها، وتضمنت تفاهمات بشأن الاستشارات والتدريب العسكري، فضلا عن سلسلة عقود تخص مشاريع البنية التحتية الجديدة بقيمة 14 مليار دولار ، بما في ذلك مطار جديد ونظام مترو جديد في دمشق".
ولفتت إلى أن "تركيا تعزز قبضتها على الممر المائي الاستراتيجي في القرن الأفريقي, ففي الشهر الماضي تموز/ يوليو ، وقّعت أنقرة اتفاقيات مع الصومال لتعزيز التعاون العسكري ودعم الموانئ بالتزامن مع الصراع القائم مع "أرض الصومال" واحتمال اعتراف إسرائيل والولايات المتحدة بها كدولة منفصلة عن الصومال".
تركيا تُرسّخ موقعها .. وإسرائيل تفقد حلفائها
وخلص تقرير "عميت ياجور" بالقول: "بينما تستمر الحملة العسكرية على غزة ، تُرسى أسس الشرق الأوسط الجديد والنظام الإقليمي الذي سيُبنى عليه في اليوم التالي - من خلال المساعدات العسكرية-، والأهم من ذلك، من خلال إنشاء الهياكل الاقتصادية المركزية".
وشدد على أن "الاتفاقية الموقّعة مؤخرا بين أرمينيا وأذربيجان ستُرسّخ مكانة تركيا كبوابة اقتصادية لأوروبا ، باعتبارها حليف مستقر وداعم للولايات المتحدة في مجال الفرص"، منوها إلى أن "كل هذا يجري على حساب إسرائيل، التي تركز على الخطاب العسكري والأمني ، وسيناريوهات التهديد، وجبهة غزة".