يواصل ملتقى الطحايم تألقه في موسم شتوي حافل بالفعاليات التراثية، والثقافية، والرياضية، حيث يأتي هذا العام بحلة أكثر تميزًا تجمع بين الأصالة العُمانية والتطور في التنظيم والعروض المقدمة، مما جعله حديث الولايات والمحافظات.

شهد الملتقى هذا العام توسعًا ملحوظًا في أنشطته، حيث تم تخصيص مساحات أكبر للأسر المنتجة وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما أتاح لهم فرصة مثالية لعرض وتسويق منتجاتهم وأفكارهم الإبداعية، كما تألقت القرية التراثية بأكشاكها المتنوعة التي تعكس الهوية العُمانية العريقة، إلى جانب تقديم الفنون الشعبية في أجواء نابضة بالحياة.

ويعد موسم الطحايم لهذا العام واحدًا من أروع النسخ التي شهدتها ولاية جعلان بني بوحسن، حيث تجددت الفعاليات بشكل غير مسبوق، مما ترك انطباعًا إيجابيًا لدى الزوار الذين أبدوا إعجابهم الكبير بالتغيير الملحوظ في ملتقى هذا العام، "الطحايم فيها الجو غايم"، جاء هذا الموسم ليعكس روح التغيير والتطور، حيث تم تحديث تصميم الملتقى بشكل جذري ليواكب الاتجاهات الحديثة في تنظيم الفعاليات الكبرى، ولعل أبرز ما لفت انتباه الزوار هو التنوع الكبير في الأنشطة التي تم إدراجها هذا العام، بما في ذلك العروض الترفيهية، والرياضات، والعروض الفنية التي جمعت بين أصالة التراث العماني وحداثة الفنون المعاصرة.

أما مسرح الرمال، فقد شكّل عنصرًا رئيسيًا في جذب الزوار من خلال العروض المسرحية والفنية التفاعلية، مقدّمًا تجربة بصرية استثنائية وسط الكثبان الرملية. بالإضافة إلى ذلك، أضافت سباقات الهجن، ومسابقة الرماية، والمناشط الرياضية المتعددة أجواءً من الحماسة والتنافس بين المشاركين والجمهور.

التجديد في الفعاليات

لم يقتصر الموسم على الفعاليات التقليدية فحسب، بل شهد إضافة العديد من الأنشطة الجديدة التي تلبي اهتمامات جميع الفئات العمرية، ومن أبرز الفعاليات العروض المسرحية التفاعلية التي لاقت استحسانًا كبيرًا من الزوار، بالإضافة إلى القرية التراثية التي ظهرت فيها إبداعات النساء العمانيات في مجال الصناعات اليدوية والفنون الشعبية العمانية الأصيلة. كما تم تخصيص مساحة واسعة للأنشطة الخاصة بالأطفال، مما جعل من الملتقى وجهة عائلية متكاملة.

وأكدت هدى بنت سلطان بن ماجد، رئيسة جمعية المرأة العمانية بجعلان بني بو حسن أن المهرجان يتميز هذا العام بالتوسع الكبير في خارطة المساحة المخصصة للأسر المنتجة، إضافة إلى التطور اللافت في استراتيجية المكان والتنظيم الاحترافي الذي قامت به اللجان المعنية، وأضافت رئيسة الجمعية والمشرفة على القرية التراثية بالمهرجان أن حلة موسم هذا العام مغايرة لما ظهرت به في العام الماضي من حيث التجديد الملحوظ في الشكل العام للقرية التراثية وغيرها من المرافق، حيث حوت القرية التراثية عدة أركان منها الأركان الحرفية التي يظهر فيها اهتمام المرأة العمانية بالحرف التقليدية، بالإضافة إلى ركن الأسر المنتجة التقليدية الذي يتمتع بحلة خاصة، إذ تم تصميمه بشكل حديث يتماشى مع الطراز العام للملتقى.

وأضافت: "سعينا بكل جهد إلى أن تكون القرية التراثية مكانًا تلتقي فيه الأسر ويستفيد منه الزوار"، ومن جانبه، قال سعيد بن عامر الراجحي، أحد الزوار: "موسم هذا العام مختلف تمامًا عن الأعوام السابقة، شاهدنا التجديد في الفعاليات وخاصة الأنشطة التفاعلية التي أضافت جوًا من الحيوية والمرح، المكان مرتب بشكل أفضل، ويشعر الجميع بالراحة والتنظيم".

التغيير الملحوظ في الشكل العام للملتقى

لم يقتصر التغيير على الفعاليات فقط، بل شمل الشكل العام للملتقى، حيث تم إعادة تصميم المساحات والديكورات بشكل يتناسب مع الطابع العصري مع الحفاظ على الهوية الثقافية للولاية، وقد جاء مدخل القرية التراثية على شكل باب تراثي قديم يحاكي روعة الماضي التليد في هذه الولاية العريقة، كما تم استخدام تقنيات حديثة في الإضاءة والديكور لإضفاء أجواء مميزة تتناسب مع طابع المهرجان الفريد.

وقال مازن العبري، أحد القائمين على الإشراف على الفقرات الفنية بالمسرح التفاعلي: "سعينا لأن تكون الفقرات المقدمة على المسرح أكثر تفاعلية وتلامس جميع الفئات، كما أن الفقرات التي أعددناها وتم اعتمادها من قبل اللجنة المنظمة أخذت طابعا عالميا من حيث حضور الفرق العالمية"، كما تم تطوير مناطق الاستراحة بين الكثبان الرملية الذهبية، وتوفير العديد من الخدمات المتميزة للزوار، مما عزز من تجربتهم بشكل عام.

وقالت أفراح المسرورية، نائبة رئيسة جمعية المرأة العمانية بجعلان بني بو حسن والمشرفة على لجان التنظيم النسائية بالملتقى: "تشرفت هذا العام بالإشراف على التنظيم النسائي لموسم الطحايم 2025، وهو الحدث الذي يعكس رؤية فريدة في تعزيز مشاركة المرأة العمانية في مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية". وأضافت: "التحسينات الواضحة في تنظيم الملتقى من الإضاءة الرائعة إلى المرافق الحديثة، تجعل الزائر أكثر راحة، إضافة إلى تنوع الفعاليات التي جعلت من الطحايم وجهة ممتعة للجميع". وأكدت أن نجاح التنظيم النسائي لهذا العام يدفع إلى مزيد من التفاني في تعزيز المشاركة النسائية في الفعاليات المستقبلية.

من جانبه، أوضح المهندس علي بن راشد المطاعني، أحد الجهات المنظمة، أن المهرجان شهد مشاركة أكثر من 80 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، الأمر الذي وفر لهم منصة مثالية لتسويق منتجاتهم وأفكارهم كما أشار إلى أن المسرح الرملي كان إضافة فريدة، حيث قدم عروضًا تفاعلية نالت استحسان الحضور.

أما عن الفعاليات الرياضية، فقد عبّر سعيد بن راشد المسروري، مشرف لجنة الفعاليات الرياضية، عن سعادته بتنوع الأنشطة الرياضية هذا العام، من سباقات الدراجات والماراثون إلى مسابقات رياضية أخرى ساهمت في استقطاب جمهور واسع من عشاق الرياضة، كما شدد عزيز بن الصمعير، أحد المشاركين في القرية التراثية، على أهمية التوسع في تنوع المعروضات التراثية والفنون الشعبية، معتبرًا أن المجتمع العُماني يمتلك ثراءً ثقافيًا يستحق إبرازًا أكبر.

مشاركة المجتمع

لم تغفل إدارة ملتقى موسم الطحايم لهذا العام إشراك أبناء المجتمع في الفعاليات، حيث تم تخصيص أركان لعرض منتجات الأسر المنتجة من الحرف اليدوية والمنتجات الحرفية، مما يساهم في تعزيز دخل الأسر.

وقالت دلال التميمية، المشرفة على الأسر المنتجة في الملتقى: "يسعدني أن أكون جزءًا من موسم الطحايم لهذا العام، الذي يعد منصة رائعة لعرض إبداعات الأسر المنتجة في ولاية جعلان بني بوحسن، منذ البداية، كان هدفنا تقديم دعم حقيقي لهذه الأسر وتمكينها من إبراز مهاراتها وابتكاراتها التي تعكس التراث العماني الغني". وأضافت: "نحن فخورون بمشاركة الأسر المنتجة التي تشكل جزءًا أساسيًا من هذا الحدث المميز، حيث قمنا بتخصيص مساحة واسعة لعرض منتجاتهم، مع التركيز على تقديم الحرف اليدوية والمنتجات المحلية التي تعكس أصالة وثقافة مجتمعنا العماني، ويشهد الملتقى إقبالًا كبيرًا من الزوار الذين أبدوا إعجابهم بالجودة والابتكار في الأعمال المعروضة، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة من قبل الأسر المنتجة لتطوير مهاراتهن وتحسين جودة منتجاتهن، وهو ما يساهم في خلق فرص عمل مستدامة".

وأضافت التميمية: "في هذا الموسم، سعينا جاهدين لتوفير بيئة ملائمة للأسر المنتجة لتسويق منتجاتهن، مع تقديم الدعم اللوجستي اللازم لتوسيع نطاق مشاركتهن، نحن نؤمن بأهمية تمكين المرأة العمانية وتعزيز دورها في المجتمع، ومن خلال هذا الملتقى نعمل على دعم هذه الأسر وتحفيزهن للاستمرار في تقديم أفضل ما لديهن".

جدير بالذكر أن الملتقى يستمر حتى الخامس عشر من فبراير الجاري، حيث يشهد العديد من الفعاليات الترفيهية الجاذبة، ومن بينها استضافة الشاعر نادر الشراري، الذي سيلتقي بمحبيه وعشاق فنه ليضفي على جو موسم الطحايم جمالًا خاصًا من خلال وصلاته الشجية من الشيلات الجميلة، ومن المتوقع أن تشهد ليلة الشراري حضورًا جماهيريًا كبيرًا، نظرًا لشعبيته الواسعة بين محبيه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة العمانیة القریة التراثیة الأسر المنتجة موسم الطحایم فی الفعالیات لهذا العام هذا العام إضافة إلى حیث تم

إقرأ أيضاً:

بالصور.. مصفوت تعزز هويتها التراثية بمشاريع نوعية

شهدت مدينة مصفوت في إمارة عجمان خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في القطاعات المختلفة بفضل المشاريع التنموية التي أطلقتها الحكومة لتعزيز البنية التحتية والخدمات ورفع المستوى المعيشي لسكانها.

وتعمل دائرة البلدية والتخطيط في عجمان ممثلة بإدارة بلدية مصفوت بالتعاون مع مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، على تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تهدف إلى تعزيز القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في المنطقة بما يسهم في خلق بيئة متكاملة للحياة والعمل والاستثمار.

وتركز المشاريع على تطوير البنية التحتية وتحديث المرافق العامة وتعزيز جودة الحياة مع الحفاظ على الهوية التراثية والثقافية للمنطقة، كما تشمل تحسين شبكة الطرق والجسور والسدود وإنشاء مسارات للمشاة وتطوير المناطق الترفيهيّة، فضلاً عن تقديم خدمات متكاملة لدعم رواد الأعمال وتعزيز السياحة البيئية.

وضمت قائمة مشاريع البنية التحتية التي تم إنجازها في مدينة مصفوت منذ عام 2022، إنشاء طرق داخلية جديدة وإنارتها بمسافة 46 كم، وتحديث وتوسعة طرق ربط المدينة بمناطق أخرى في الإمارات مثل طريق مصفوت دبا، ما سهل حركة التنقل وجذب الاستثمارات، إضافة إلى تحسين خدمات الكهرباء والمياه حيث تم تنفيذ مشاريع لتعزيز كفاءة شبكات المياه والكهرباء لتلبية احتياجات السكان والزوار.

ونفذت في مصفوت عدة مشاريع سياحية خلال الفترة ذاتها مثل منتزه مصفوت الطبيعي الذي يوفر مساحات خضراء ومناطق للتخييم وممارسة الأنشطة الخارجية، إلى جانب إنشاء عدد من المنتجعات والاستراحات الفاخرة التي تتناسب مع الطبيعة الجبلية للمدينة ما عزز من جاذبيتها السياحة.

وفي الجانب الزراعي، شهدت المدينة تنفيذ عدد من المشاريع التي تدعم المزارع المحلية وتسهم في تحسين الإنتاج، إذ تم توفير أنظمة الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه وزيادة كفاءة الإنتاج، وإنجاز المرحلتين الأولى والثانية من مشروع تطوير ممشى مزيرع ومشروع بحيرة الورعة والممشى الخاص بها، وغيرها من المشاريع التطويرية.

أخبار ذات صلة «جناح الإمارات».. فعاليات مجتمعية تنبض بالتراث الزي النسائي الإماراتي.. «حشمة وأناقة»

ويجري حاليا تنفيذ عدد من المشاريع التي شارفت على الانتهاء مثل مشروع ممشى المتحف (المرحلة الثانية)، ومشروع نادي سيدات مصفوت، ومشروع مشغل السكاكين، ومشروع حديقة الرخام، ومشروع بوابة مصفوت، ومشروع تجميل وزراعة الشارع العام (المرحلة الثانية)، ومشروع تطوير وتحسين شارع القصر، ومشروع استكمال استراحات فلج مصفوت، ومشروع استكمال مدرجات استراحات البومة، إضافة إلى مشروع زراعة وتجميل مدخل مركز سند للخدمات.


ومن المتوقع خلال الفترة المقبلة إطلاق عدة مشاريع مثل ربط مسار الجبل الأبيض بمسار سوير، وربط مسار سد المستب بمسار الميداع، وإنشاء طرق جديدة في المدينة بمسافة 8 كم، وإنارة طرق بمسافة 10 كم، وتطوير شارع مزيرع العام (المرحلتين الثالثة والرابعة).

وقال محمد خليفة بخيت الكعبي، الأمين العام لمجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، إن مشروع تطوير منطقة "مصفوت" في عجمان يأتي ضمن مشاريع قرى الإمارات وضمن حزمة المبادرات المجتمعية التي أطلقها سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني؛ حيث نفذ المجلس عدداً من المشاريع والمبادرات والبرامج المجتمعية بالتعاون مع البلدية وأهالي المنطقة، منها ترميم السدود والأفلاج، وتطوير مسارات جبلية لرياضة الهايكنج، وتفعيل عدد من الأنشطة والبرامج المجتمعية، إضافة إلى العديد من المشاريع الخدمية في المجالات المختلفة.

وأوضح أن الجهود التي تبذلها دائرة البلدية والتخطيط في عجمان ومجلس الإمارات للتنمية المتوازنة بالتعاون مع الجهات المعنية، تعكس الالتزام التام بتحقيق التنمية الشاملة في مدينة مصفوت، بما يتماشى مع رؤية عجمان 2023، وذلك عبر تنفيذ مشاريع طموحة وتوفير بيئة داعمة للنمو والاستثمار بما يجعل من مصفوت نموذجاً ملهما للتنمية المستدامة التي تعزز جودة الحياة وتوفر فرصاً واعدة للأجيال القادمة.

وقال سعادته إن المجلس الذي تأسس في العام 2022 يعمل على بناء شراكات بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية؛ لتحقيق التنمية المستدامة في الإمارات استناداً الى استراتيجية تسعى إلى خلق فرص اقتصادية والارتقاء بجودة الحياة في المناطق الريفية والقرى في الدولة.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • «جناح الإمارات» يختتم فعالياته في «موسم طانطان» 2025
  • المزروعي: الذكاء الاصطناعي يثري التراث الإنساني
  • «الإمارات للدراجات» يواصل التألق في طواف إيطاليا
  • بالصور.. مصفوت تعزز هويتها التراثية بمشاريع نوعية
  • يوم المتاحف العالمي .. أجندة الفعاليات في متاحف مصر
  • غينيا تعتقل أمين عام حزب الرئيس السابق ألفا كوندي
  • إحالة سيدة إلى المحاكمة بتهمة سب وقذف المنتجة ليلى الشبح
  • الزي النسائي الإماراتي.. «حشمة وأناقة»
  • "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يستكمل استعدادات موسم حج 1446هـ
  • الأمن العام يواصل حملة “صيف آمن