الإسكندر الأكبر أعاد رسم خريطة العالم.. شخصية أسطورية تجذب الرجال والنساء
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بحلول وقت وفاته، عن عمر يناهز 32 عاماً فقط، كان الإسكندر الأكبر أعاد رسم خريطة النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بعد فتحه أراضٍ عبر ثلاث قارات، وحكم دولاً من مصر إلى الهند الحديثة، قبل أكثر من ألفي عام.
ومنذ وفاته العام 323 قبل الميلاد، أصبح العالم مهووسًا بالإسكندر الأكبر، الذي انطلق من مملكته مقدونيا (في اليونان الحديثة) في سن العشرين لغزو الإمبراطورية الفارسية العظيمة.
وبعد أكثر من 2000 عام، لا يزال بإمكان المسافرين رؤية إرثه في بلدان بعيدة مثل مصر وتركيا وباكستان، إضافة إلى اليونان بالطبع، حيث فتح علماء الآثار في العام 2024 القصر الملكي في أيجاي للزوار. وكان القصر المركز الاحتفالي للسلالة المقدونية، وتوّج الإسكندر هنا بعد اغتيال والده فيليب الثاني.
وفاة غامضةويشرح بول كارتليدج، أستاذ الثقافة اليونانية الفخري في جامعة كامبريدج، أن ما حقّقه الإسكندر خلال 32 عامًا من عمره يعد "فريدا من نوعه"، مضيفًا أنّ المقدوني "أعاد رسم خريطة العالم" بالقوة، حيث لجأ والده دومًا إلى الديبلوماسية أولاً.
وبعد تتويجه ملكًا على مقدونيا في العام 336 قبل الميلاد، في سن العشرين، أمضى الإسكندر عامين فقط في أوروبا بعد اغتيال فيليب، حيث عزّز حكمه وقمع الثورات في جنوب اليونان والبلقان.
وفي العام 334 قبل الميلاد، قاد جيشه إلى آسيا لتحقيق طموح فيليب بغزو الإمبراطورية الفارسية، التي كانت الأكبر في العالم آنذاك.
وعلى مدى فترة 10 سنوات، قاتل في جميع أنحاء تركيا الحديثة والشرق الأوسط، وفي أماكن بعيدة مثل أفغانستان وباكستان. هزم الإسكندر الملك الفارسي داريوس الثالث، واستولى على الإمبراطورية لنفسه. وامتدت أراضيه الآن من البحر الأدرياتيكي إلى نهر السند، وكان عمره 30 عامًا فقط.
ومن هناك، واصل مسيرته إلى شبه القارة الهندية وإلى إقليم البنجاب في باكستان الحديثة، حيث حقق المزيد من الفتوحات، ودخل الهند الحديثة، قبل أن يتمرّد جيشه المنهك. فعادوا أدراجهم، لكن في طريق العودة إلى الوطن، أصيب الإسكندر بحمّى استمرت أسبوعين وتوفّي في بابل.
ونقل جثمانه إلى مصر وقيل إنه دُفن بالإسكندرية، حيث كان الجميع يقدّسونه من كليوباترا إلى يوليوس قيصر، قبل أن يختفي في حوالي القرن الخامس. ولم يعثر عليه أبدًا بعد ذلك.
وقد مات الإسكندر من دون أن يخسر معركة واحدة، ورغم أن إمبراطوريته سرعان ما تفكّكت، إلا أن اللغة الرسمية للإدارة في المنطقة ظلت اليونانية لقرون من الزمن.
ويوضح كارتليدج: "لهذا السبب انتشرت اللغة اليونانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولهذا السبب كُتب العهد الجديد باللغة اليونانية".
وفيما كان يكرهه العديد من أهل أثينا، الذين آمنوا بالديمقراطية وليس بالملكيات أو الإمبراطوريات، ورغم أن بعض أتباع الزرادشتية، وهي ديانة توحيدية قديمة، ما زالوا يعتبرونه شريرًا لتدميره سجلّاتهم القديمة في برسيبوليس، إيران الحديثة، يقول كارتليدج إن الإسكندر حقّق منذ وفاته مكانة شبه إلهية.
وبالنسبة لكارتليدج، كان الإسكندر فريدًا من نوعه: "يتطلب الأمر شخصية استثنائية لترؤّس ما فعله"، مستشهدًا بجنكيز خان باعتباره أحد الزعماء القلائل من شاكلته.
"لقد تغلّب على كل شيء"إرث الإسكندر لم يكن درس تاريخ ممل، فقصة الشاب المقدوني الذي دفع العالم إلى حدوده القصوى كان هناك معجبون به منذ زمن.
وفي العصر الروماني، قام كُتّاب، مثل أريان وبلوتارخ، بتأليف سير ذاتية للإسكندر. بعد ذلك، أصبحت رواية "قصة الإسكندر"، التي كُتبت لأول مرة في الإسكندرية بمصر في القرن الثالث، شائعًة جدًا. استندت إلى حياته، وتُرجمت إلى لغات متعددة، ضمنًا العربية والفارسية، أو بحسب ما قال بيير بريان، الأستاذ الفخري في "كوليج دو فرانس" (كلية فرنسا): "كل لغة في العالم".
وفي العام 1010 ميلادي، كتب الشاعر الفارسي الفردوسي "الشاهنامه"، أو "كتاب الملوك"، حيث صوَّر الإسكندر باسم سکندر، واعتبره فارسياً وأخاً غير شقيق لدارا (داريوس). وفي هذا العمل، يحافظ الإسكندر على الديانة الزرادشتية الفارسية. ويقول بريان إن الكتاب انتشر "في كل مكان في الشرق الأوسط والشرق الأقصى"، حتى وصل إلى إندونيسيا.
واليوم، تحمل مدن من الإسكندرية في مصر إلى قندهار في أفغانستان اسم الإسكندر.
ويقول كارتليدج: "أعتقد أن الأمر مرده إلى مزيج من عمره، والكثير الذي أنجزه قبل وفاته، والمسافة غير العادية التي قطعها".
ويضيف: "لقد وصل إلى أفغانستان وباكستان وجزء من الهند. لم يكن يمر دائمًا بسلاسة، لكنه انتصر على كل عقبة محتملة: جبل، نهر، فيلة حربية، عربات منجلية. كل ما ألقي عليه، تغلب عليه".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإسكندرية رحلات مقدونيا فی العام
إقرأ أيضاً:
شيخ صيادين الشرقية: الحمد لله اصطياد التمساح أعاد الطمأنينة والفرح لأهالي الزوامل
قال الحاج عبد الفتاح عبد النبي خليل، شيخ صيادي محافظة الشرقية، إن اصطياد التمساح الذي ظهر في مصرف عزبة السدرة التابعة لقرية الزوامل بمركز بلبيس، أعاد الطمأنينة والفرح إلى قلوب أهالي القرية بعد أسبوع كامل من القلق والترقب.
وأوضح في تصريحات خاصة للوفد أن فرق الصيادين شاركت في عملية الصيد لمدة أربعة أيام فقط، لكنها كانت مكثفة ومركزة، بينما استمرت أعمال البحث والتمشيط داخل المصرف وعلى امتداد مجراه طوال الأسبوع، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية.
وأشار إلى أن 25 صيادًا من مختلف مراكز المحافظة شاركوا في تحديد مكان التمساح ومراقبة تحركاته باستخدام أدوات وأجهزة حديثة، وأضاف أن الفريق بدأ باستخدام شباك تقليدية في الأيام الأولى، لكنها لم تمنع التمساح من التحرك، لذلك تم اللجوء إلى شباك متطورة صُممت خصيصًا بحيث لا يستطيع التمساح الهروب حال دخوله فيها، وهو ما أسهم بشكل كبير في نجاح عملية الاصطياد.
وأوضح شيخ الصيادين أن العملية تمت صباح اليوم الخميس بعد تهيئة الجو المناسب بعيدًا عن أي ضوضاء من الأهالي أو الأطفال، وتم الإمساك بالتمساح على جسر المصرف باستخدام الشباك والأدوات المخصصة، بالتعاون مع الحماية المدنية، ووحدات الإنقاذ النهري، ومديرية الطب البيطري، إضافة إلى فرق إدارة المحميات الطبيعية.
وأكد أن التنسيق بين الصيادين والجهات الرسمية كان حاسمًا، مشيرًا إلى أن طول التمساح التقريبي يبلغ نحو 85 سنتيمتراً، وأن حالته الصحية مستقرة، مشيرا إلى أن التمساح جرى تسليمه للجهات المختصة لفحصه وتحديد المكان الأنسب لإيداعه بما يراعي المعايير البيئية ويحافظ على التوازن الطبيعي.
وقال الشيخ عبد الفتاح عبد النبي خليل إن أهالي القرية تعاونوا بشكل ممتاز مع الصيادين طوال أيام العملية، مقدمين الضيافة والدعم النفسي، وهو ما ساهم في نجاح المهمة وتحقيق الأمن والسلامة للأطفال والسكان.
وأضاف: «الحمد لله، باصطياد التمساح دخلت الفرحة والسرور على قلوب الجميع بعد أسبوع من القلق والخوف، ونتمنى أن تستمر عمليات المتابعة لضمان عدم وجود أي مخاطر مستقبلية في المصرف،» مؤكدا بأنه سيُلبي أي استدعاء مستقبلا لمثل هذه الحالات، ولن يتأخر وصيادين الشرقية عن الاستجابة لنداء الواجب والمساندة في أي وقت.
وأشار إلى أن المحافظة ستواصل أعمال الفحص والتمشيط بشكل دوري للتأكد من خلو المنطقة من أي تهديدات محتملة، داعيًا الأهالي إلى الإبلاغ الفوري عن أي ظهور غير طبيعي لضمان التدخل السريع.