علماء يحرزون تقدما نادرا في حل أقدم مشكلة مستعصية في الفيزياء
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أحرز العلماء تقدمًا كبيرًا في فهم نمط وبنية الاضطراب، وهي ظاهرة طبيعية تُلاحظ في السوائل مثل المياه المتحركة، وتيارات المحيطات، والتفاعلات الكيميائية، وتدفق الدم، وأعمدة الدخان، وحتى بلازما النجوم.
وبينما يكون الجريان المضطرب فوضويًا وغير منتظم، حيث تؤدي حركة السائل إلى تكوّن دوّامات كبيرة تتكسّر إلى دوّامات أصغر، حاول الفيزيائيون منذ زمن طويل دراسة هذه العملية ونمذجتها بواسطة المعادلات الرياضية، وأجهزة الحاسوب.
لكن، حتى مع وجود الحواسيب الفائقة الحديثة، لا تزال المحاكاة المباشرة والدقيقة لمعظم التدفقات المضطربة، باستثناء البسيطة منها، بعيدة المنال، ولم يتمكّن الباحثون من الوصول إلى فهم كامل للاضطراب منذ حوالي 200 عام.
والآن، ابتكر فريق دولي من العلماء نهجًا جديدًا لمحاكاة الاضطراب، يستند إلى طريقة مستوحاة من الحوسبة الكمومية، وذلك وفق دراسة نُشرت في دورية Science Advances.
وأوضح المؤلّف الرئيسي للدراسة، نيك غوريانوف، وهو باحث بقسم الفيزياء في جامعة أكسفورد، أنّ القدرة على نمذجة الظاهرة والتنبؤ بها بدقة، قد يكون لها العديد من التطبيقات العملية في العلوم والهندسة، ما قد يؤدي إلى تحسين تصميم الطائرات، والسيارات، والمراوح، والقوالب الاصطناعية، إضافة إلى جعل التنبؤات الجوية أكثر دقة.
وأضاف غوريانوف: "كانت ولا تزال الاضطرابات مشكلة غير محلولة، بمعنى أننا لا نستطيع محاكاة التدفقات الواقعية بدقة على أجهزة الحاسوب، أي أننا ما زلنا بحاجة إلى نفق هوائي لتصميم جناح الطائرة. لكن التقدم الذي حقّقناه يُساهم في حل المشكلة ويدفع الحدود إلى الأمام".
ويعالج الحاسوب الكمّي المعلومات بطريقة مختلفة جذريًا عن الحواسيب التقليدية. فالأخيرة تستخدم وحدات "البت" (Bit) لإجراء العمليات الحسابية، حيث تكون البيانات في حالة واحدة فقط في كل مرة، إما 1 أو 0.
أما الحاسوب الكمّي، فيستخدم وحدات "بت كمّومي" (أو "الكيوبت" Qbit)، التي يمكن أن تكون 0 أو 1 أو أي مزيج من الاثنين معًا. واستخدم مؤلفو الدراسة أداة رياضية تُعرف بشبكات الموتر، التي يمكن استخدامها لمحاكاة نظام كمّي.
وقال جيمس بيتي، باحث ما بعد الدكتوراه وزميل بقسم العلوم الفلكية في جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، غير المشارك في الدراسة، إن الفريق تمكّن من تسريع الحسابات المعقّدة اللازمة لبدء فهم الاضطراب من خلال تمثيل البيانات التي تحتوي على العديد من المتغيرات بطريقة أبسط.
وأضاف بيتي: "المحاكاة التي يقومون بها هي محاكاة سائلة لمزيج من مادتين كيميائيتين تتفاعلان معًا. من خلال استخدام هذا التمثيل، يمكن إجراء هذه الحسابات المعقّدة باستخدام ذاكرة أقل بكثير، ما يسمح بتشغيلها على جهاز حاسوب محمول".
وتابع قائلًا: "رؤية تطورات مثل هذه (تحسين استخدام الذاكرة بمليون مرة وزيادة سرعة العمليات الحسابية بألف مرة) أمر نادر، ما يجعل هذا تقدمًا مثيرًا في نمذجة الاضطراب".
وفي حين أن الدراسة الأخيرة تُمثل "تقدمًا مذهلا"، إلا أنها ليست القصة الكاملة، بحسب بيتي، مشيرًا إلى أنها لا تتناول قضايا النطاق، أو كيفية ارتباط الدوّامات المضطربة ذات الأحجام المختلفة ببعضها.
وقال لـCNN: "الاضطراب يعد مشكلة متعددة المقاييس، أي أنّ الاضطراب يمكن أن يمتد من آلاف السنين الضوئية إلى أقل من 30 سنتيمترًا". وأضاف: "نريد أن نعرف كيف تتفاعل هذه المقاييس مع بعضها".
ولفت إلى أنه "جانب يجعل محاكاة السوائل المضطربة تحديًا كبيرًا، حيث يريد الفزيائيون تمثيل العديد والعديد من المقاييس في المحاكاة، ما يتطلّب قدرًا هائلًا من الذاكرة والقدرة الحاسوبية، وهذا يعني الحاجة إلى تشغيل هذه المحاكاة على حواسيب فائقة ضخمة".
وأشار يونغ شيانغ هوانغ، الباحث والأستاذ المساعد في مختبر الدولة الرئيسي لعلوم البيئة البحرية وكلية علوم المحيطات والأرض في جامعة شيامن بجنوب شرق الصين، غير المشارك في الدراسة، إلى أن غورياونوف وفريقه ابتكروا طريقة جديدة تقلل بشكل كبير من استخدام الذاكرة وتعقيد العمليات الحسابية.
ومع ذلك، وافق على أن الدراسة لا تقدّم صورة كاملة، موضحًا أن ذلك يعد صعبًا للغاية بسبب النطاق الواسع من المقاييس المتداخلة.
غموض الاضطراباتوقد وُصِف الاضطراب بأنه أقدم مشكلة لم تُحَل في الفيزياء.
وأشار غوريانوف إلى أنّ الميزة الحسابية للتقنية الجديدة التي كشفت عنها الدراسة، تفتح مجالات جديدة لم تكن متاحة من قبل في مجال فيزياء الاضطرابات للتحقيق العلمي، رغم أن النتائج لا تعني حقًا أن لغز الاضطرابات قد كُشف.
ولفت إلى أنّ ذلك يتطلّب خوارزميات أو أجهزة حاسوبية جديدة مقارنة بما هو متاح الآن.
وخلص غوريانوف إلى أنّ "العديد من العلماء (الموهوبين بشكل استثنائي) قد نظروا في هذه المشكلة، لكننا ما زلنا بعيدين عن حلها".
اكتشافاتتجاربظواهر طبيعيةنشر السبت، 08 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات تجارب ظواهر طبيعية العدید من
إقرأ أيضاً:
حل مشكلة الرطوبة في الجدران.. الأسباب والحلول الفعالة
تُعد مشكلة الرطوبة في الجدران من أبرز المشكلات التي تؤثر على جودة الأبنية وسلامة الأفراد، فظهور البقع الداكنة، تقشر الطلاء، والروائح الكريهة كلها علامات تشير إلى وجود رطوبة تحتاج إلى معالجة فورية. وفي هذا المقال، نستعرض أبرز أسباب هذه المشكلة، والحلول الفعالة للتعامل معها، وأهمية الاستعانة بجهات متخصصة في كشف التسربات.
ما هي الرطوبة في الجدران؟الرطوبة هي تجمع غير طبيعي للماء داخل الجدار أو خلفه، وقد تكون ناتجة عن تسربات غير مرئية، أو نتيجة لتكثف البخار والرطوبة في الجو. ويمكن أن تظهر في الجدران الداخلية أو الخارجية، وتختلف شدتها من حالة إلى أخرى.
علامات وجود رطوبة في الجدرانتظهر الرطوبة بعدة مؤشرات، منها:
- تغير لون الطلاء أو الجبس في أماكن معينة.
- ظهور بقع سوداء أو خضراء (غالبًا ما تكون عفنًا).
- تقشر الدهانات وسقوط أجزاء من الجدار.
- رائحة كريهة أو رطبة دائمة في الغرفة.
- برودة غير طبيعية في الجدار عند لمسه.
في كثير من الأحيان، يصعب على أصحاب المنازل تحديد السبب الدقيق لهذه العلامات، وهنا تظهر الحاجة إلى الاستعانة بـ شركة كشف تسربات المياه في الشارقة، لما تمتلكه من أدوات حديثة تتيح تحديد أماكن التسرب دون تكسير.
أسباب الرطوبة في الجدران- تسربات المياه من الأنابيب الداخلية أو الخارجية، وهي من أكثر الأسباب شيوعًا.
- سوء العزل المائي للأسطح أو الجدران، خاصة في الأبنية القديمة.
- ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بعض المناطق، مما يؤدي إلى صعود الرطوبة من الأرض إلى الجدران.
- تهوية غير كافية، تؤدي إلى تراكم بخار الماء داخل المسكن.
- تسربات الأسطح أو النوافذ، والتي تؤدي إلى تسرب الأمطار إلى الداخل.
ولأن هذه الأسباب تتفاوت من مبنى لآخر، فإن التشخيص الدقيق يحتاج إلى متخصصين، مثل شركة كشف تسربات المياه في دبي، التي توفر فحصًا شاملًا باستخدام تقنيات حرارية حديثة، ما يضمن حل المشكلة من جذورها.
هل تشكل الرطوبة خطرًا على المبنى أو الصحة؟نعم، إهمال معالجة الرطوبة قد يؤدي إلى:
- تلف البنية الإنشائية للجدران بمرور الوقت.
- نمو الفطريات والعفن، مما قد يسبب مشاكل تنفسية وحساسية لدى الأفراد.
- تآكل الدهانات والتشطيبات الداخلية والخارجية.
- انبعاث روائح كريهة يصعب التخلص منها.
خطوات فعالة لحل مشكلة الرطوبة في الجدرانلحل المشكلة من جذورها، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- فحص مصدر الرطوبة بدقة: من الضروري تحديد مصدر التسرب باستخدام أدوات متخصصة.
- إصلاح التسربات فورًا: بمجرد تحديد موقع التسرب، يجب معالجته سواء كان من الأنابيب أو من الأسطح أو النوافذ.
- عزل الجدران ضد الرطوبة: استخدام مواد عازلة للجدران من الداخل والخارج يمنع امتصاص المياه مستقبلاً.
- استخدام دهانات مقاومة للرطوبة: تساعد في تقوية الطبقة الخارجية للجدران، وتحسين مظهرها.
- تحسين التهوية داخل المنزل: فتح النوافذ، أو تركيب مراوح شفط، يقلل من نسبة الرطوبة في الهواء.
- فحص الأسطح والنوافذ: للتأكد من أنها لا تسمح بتسرب مياه الأمطار إلى الداخل.
هل يمكن التخلص من الرطوبة نهائيًا؟في كثير من الحالات، نعم. إذا تم التشخيص بشكل دقيق، وتمت المعالجة باستخدام مواد عزل مناسبة، فإن فرص رجوع الرطوبة تقل كثيرًا. ومع ذلك، فإن المتابعة الدورية وفحص نظام المياه والعزل أمر ضروري لضمان عدم تكرار المشكلة.
متى تحتاج إلى شركة متخصصة؟إذا لاحظت علامات رطوبة مستمرة رغم محاولات المعالجة، أو لم تتمكن من تحديد السبب، فهنا تأتي أهمية الشركات المتخصصة. التعامل مع شركة كشف تسربات المياه في الشارقة أو شركة كشف تسربات المياه في دبي يمنحك راحة البال، لأنهم يمتلكون المعدات اللازمة لكشف أدق التسربات، وتقديم حلول فعالة دون تكسير أو تخريب.
خلاصةالرطوبة ليست مجرد عيب في الجدران، بل قد تكون علامة خطر حقيقي على المبنى وصحة سكانه. الحل يبدأ بتحديد السبب بدقة، ثم المعالجة السليمة باستخدام أدوات متطورة ومواد عزل مناسبة. وإذا واجهت صعوبة في التشخيص، فلا تتردد في اللجوء إلى خبراء المجال، لضمان حل نهائي للمشكلة.