مصدر إيراني لـبغداد اليوم: طهران تلقت رسالة نصية من ترامب.. تخلوا عن كل شيء
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
بغداد اليوم - طهران
كشف مصدر مقرب من الحكومة الإيرانية، اليوم ال الأحد (9 شباط 2025)، أن طهران تلقت رسالة نصية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي عن طريقة دولة وسيطة بالمنطقة.
وقال المصدر في حديثه لـ"بغداد اليوم" مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن "ترامب أرسل رسالة نصية إلى إيران عن طريق دولة في المنطقة يطالبها فيها بالتخلي طوعًا عن القضايا النووية والصاروخية والأسلحة غير المتكافئة والتقليدية".
وأضاف المصدر إن "الرسالة تؤكد ضمناً بأن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التخلي عن الأسلحة المتطورة فضلاً عن القضايا النووية، أي عمليًا نزع سلاح إيران بالكامل".
وربط المصدر الإيراني موقف المرشد علي خامنئي وبعض المسؤولين برفض التفاوض مع إدارة ترامب بسبب هذه الرسالة التي كانت بعيدة عن الملف النووي.
وتابع المصدر "إن السبب وراء التغيير الصريح في موقف إيران فيما يتصل برسالة ترامب هي المطالب التي تضمنتها الرسالة الأمريكية".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال مساء السبت في تصريح تابعته "بغداد اليوم"، إنه "من الناحية الفنية، لا توجد أرضية لمفاوضات عادلة"، متسائلاً "ما الجديد الذي يجعل الأمريكيين يتوقعون التفاوض معنا؟".
وأضاف "لقد تفاوضنا بحسن نية لأكثر من عامين عام 2015، والتزمنا ونفذنا الاتفاقات، لكن ماذا حدث؟ هم أنفسهم من انسحبوا عام 2018، إذن، ما الجديد الذي يجعلهم يتوقعون التفاوض؟ الشيء الوحيد الجديد هو أنهم يفرضون المزيد من الضغوط".
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد أعلن أمس الجمعة رفضه التفاوض مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، معتبراً أن التفاوض لن يحل مشاكل إيران.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
قنصلية أمريكية عملاقة في أربيل: حصن يعزز نفوذ واشنطن بكردستان ضد نفوذ طهران في بغداد
11 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: يبرز تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد كساحة حيوية لتوازن القوى الإقليمية، حيث ترى الدول المؤثرة في العراق مجالاً استراتيجياً للحد من نفوذ طهران.
وينعكس هذا التوتر مباشرة على هوية رئيس الوزراء المقبل، وشكل الائتلاف الحاكم، وبرنامجه السياسي والاقتصادي خلال الأربع سنوات المقبلة، في ظل انتخابات نوفمبر التي أكدت سيطرة الإطار التنسيقي الشيعي على ثلث المقاعد النيابية.
ومع ذلك، يفرض التوازن الصعب تحدياته، إذ تسعى دول مثل الولايات المتحدة ودول الخليج إلى حكومة تتبنى سياسة خارجية متوازنة، بعيداً عن الإنحياز الكامل لإيران.
و يتجلى هذا في ضغوط واشنطن لنزع سلاح الفصائل المسلحة المدعومة من طهران، مقابل مخاوف أوروبية من تهديدات الطاقة، حيث يُعتبر العراق مفصلاً أمنياً واقتصادياً يضمن تدفق النفط إلى الأسواق العالمية.
من جانب آخر، يعكس التنافس الإيراني-السعودي صراعاً أعمق، يمتد إلى الولايات المتحدة مقابل إيران، وتركيا أمام دول الخليج.
وتدعم الفصائل المسلحة الشيعية التحالف مع طهران، مما يعقد مفاوضات الإطار التنسيقي مع الكتل السنية والكردية، بينما تسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها عبر اتفاقيات مائية وطاقة مع بغداد، في محاولة للحد من التمدد الإيراني.
في الوقت نفسه، يظهر رضا إقليمي متزايد عن مسار العراق الحالي، خاصة في انفتاحه الاقتصادي مع دول الخليج، الذي يشمل صفقات نفطية واستثمارات سعودية وإماراتية.
ويعزز ذلك الرضا الأمريكي الواضح من استمرار الشراكة الأمنية والاقتصادية مع بغداد، حيث أكد مبعوثو الرئيس ترامب التزامهم بدعم حكومة تكبح الفصائل الإيرانية المتحالفة.
ثم إن افتتاح قنصلية أمريكية عملاقة في أربيل، كأكبر قنصلية أمريكية في العالم، يحمل رسالة حاسمة بأن واشنطن تنوي تكريس وجود طويل الأمد في العراق، مع التركيز على إقليم كردستان كنقطة ارتكاز إضافية.
و يغطي المجمع الواسع 206 آلاف متر مربع بتكلفة 800 مليون دولار، ويرمز إلى انتقال قوات أمريكية من بغداد إلى الشمال، لتعزيز الاستقرار أمام تهديدات داعش المتبقية والفصائل المعادية.
ويواجه السياسيون العراقيون مفترق طرق يحدد ما إذا كانت الحكومة المقبلة ستعمق التوازن الإقليمي أم تعيد إشعال الصراعات، وسط آمال شعبية في إصلاحات اقتصادية حقيقية. يبقى الرهان كبيراً على قدرة بغداد على التنقل بين الضغوط الخارجية، لتحقيق استقرار يفوق التوازنات الراهنة.
About Post Author
See author's posts