صدمة نفسية لـ نتنياهو ودولة الاحتلال بعد مشاهد تسليم المحتجزين | تقرير
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
شهدت الساحة السياسية والإعلامية في إسرائيل صدمة غير مسبوقة عقب مشاهد تسليم المحتجزين ضمن اتفاق تبادل الأسرى الذي تم تنفيذه مؤخرًا، حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو للحظة تسليم الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال، إلى جانب إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من غزة، ما أثار حالة من الجدل العميق في الأوساط السياسية والشعبية الإسرائيلية.
وتشير التقارير إلى أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تعرض لضغوط نفسية وسياسية هائلة بعد انتشار مشاهد التبادل، خاصة مع الانتقادات الداخلية التي تعرضت لها حكومته. إذ رأى جزء كبير من المجتمع الإسرائيلي أن ما حدث يمثل انتصارًا معنويًا للمقاومة الفلسطينية، في حين عده البعض الآخر مؤشرًا على إخفاق الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها المعلنة من العمليات العسكرية الأخيرة.
ورغم محاولات نتنياهو وإعلامه الرسمي الترويج للصفقة كنجاح، إلا أن المشاهد التي أظهرت الأسرى الفلسطينيين وهم يعودون إلى أهاليهم وسط احتفالات شعبية ضخمة، تسببت في غضب كبير داخل إسرائيل، حيث اعتبر كثير من المحللين أن هذه المشاهد عززت صورة المقاومة وأظهرت ضعف الموقف الإسرائيلي في إدارة الأزمة.
وتراوحت ردود الفعل داخل إسرائيل بين انتقادات حادة لنتنياهو وحكومته، ومخاوف من تداعيات مستقبلية للصفقة. من أبرز ردود الأفعال: اليمين المتطرف الإسرائيلي: اعتبر أن ما حدث يمثل استسلامًا وتفريطًا في "هيبة الردع"، وطالب باتخاذ إجراءات أشد قسوة ضد الفلسطينيين.
عائلات المحتجزين الإسرائيليين: على الرغم من فرحتهم بعودة ذويهم، فإن بعضهم أعرب عن قلقه من أن الحكومة لم تحقق "النصر الكامل" الذي وعدت به.
وركزت بعض الصحف العبرية على اللحظات المؤثرة التي عاشها الأسرى الفلسطينيون وهم يستقبلون بحفاوة، معتبرة أن ذلك يعد فشلًا استراتيجيًا لإسرائيل في حرب الصورة والإعلام.
انعكاسات الصفقة على الصعيدين الداخلي والخارجي
وفي الداخل الاسرائيلي، زادت الضغوط على نتنياهو من قِبَل المعارضة، التي استغلت اللحظة لاتهامه بعدم الكفاءة في إدارة الصراع. كما أن التوترات بين أقطاب حكومته اليمينية المتشددة زادت، حيث يرى بعضهم أن إسرائيل قدمت تنازلات خطيرة.
أما خارجيًا، فقد عززت الصفقة مكانة الفصائل الفلسطينية، حيث اعتبرتها العديد من القوى الإقليمية والدولية دليلًا على أن إسرائيل ليست في موقف القوة المطلق، وأن المقاومة ما زالت تمتلك أوراق ضغط فعالة.
وتعد هذه الصفقة نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي والعسكري للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فبينما يرى الفلسطينيون فيها انتصارًا معنويًا واستراتيجيًا، يعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة من التوتر والقلق حول مستقبل الصراع وما يحمله من مفاجآت غير متوقعة، والأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مدى تأثير هذه الصدمة على حكومة نتنياهو واستقرارها السياسي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنياهو اسرائيل اتفاق تبادل الاسري المزيد
إقرأ أيضاً:
سفير أمريكا لدى إسرائيل: لم نعد ندعم قيام دولة فلسطينية ودولة إسلامية أخرى ستمنحهم أراضي
أدلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، بتصريح مفاجئ اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع بلومبرغ، وقال إن الولايات المتحدة لم تعد تؤيد بكل إخلاص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
واقترح هاكابي أن تقدم دولة إسلامية أراضيها للفلسطينيين، وأن تقام دولة فلسطينية، قائلا: إذا شكلت دولة فلسطينية، فربما تكون في مكان آخر من المنطقة وليس بالضرورة في الضفة الغربية"، معتبرًا أن الظروف الحالية والتطورات السياسية تجعل هذا السيناريو غير واقعي ضمن الأطر المعروفة سابقًا".
وأضاف هكابي، المعروف بدعمه لسياسة الاستيطان والذي أعلن في بداية ولايته أنه سينفذ سياسة إدارة ترامب، فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية: "ما لم تحدث أمور مهمة، فلن يكون هناك مجال لذلك"، مضيفا أنه في تقديره فإن إقامة مثل هذه الدولة لن يحدث "في حياتنا"، على حد تعبيره.
وفي الشأن الداخلي الإسرائيلي، أوضح السفير أنه أجرى محادثات مع قادة الأحزاب الدينية (الحريديم)، وأبلغهم أن واشنطن "ستنظر بشكل سلبي إلى سقوط حكومة نتنياهو"، معتبرًا أن "انهيار الحكومة سيُعدّ مؤشرًا على عدم الاستقرار، وهو أمر مقلق بالنسبة للولايات المتحدة".
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، نقل السفير عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده أن "إيران يجب ألا تكون قادرة على تخصيب اليورانيوم على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن ترامب أوضح أن "لصبره حدودًا"، وأنه "لا يريد سفك الدم، لكنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
وخلال ترشحه لرئاسة الحزب الجمهوري عام ٢٠١٥، زار هاكابي مستوطنة شيلوه، وصرح أن الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وأن على الجميع أن يفهم ذلك. وأن على أي شخص يترشح لرئاسة الولايات المتحدة أن يزور هذه المنطقة.
كما أعرب عن دعمه للسيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وادعى أن الاستيطان اليهودي "عامل رئيسي في السلام الإقليمي".
وفي الماضي، صرح أيضًا بأنه يفكر في شراء منزل في مستوطنة إفرات، وبالإضافة إلى زيارته لمستوطنة شيلوه، صلى في قبر يوسف في نابلس، واستبعد فكرة حل الدولتين.