أبرزها السعودية والجزائر.. لماذا تسعى دول عربية للانضمام إلى بريكس؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
اتفق ضيفا برنامج "للقصة بقية" على أهمية انضمام دول عربية نفطية وخاصة السعودية إلى "بريكس" وتوقعا أن يساهم ذلك في تعزيز قوة هذا التكتل ليكون قادرا على مجابهة الهيمنة الأميركية على العالم.
وركز جيمس ريكاردز، وهو خبير الاقتصاد العالمي ومحرر نشرة "الاستخبارات الإستراتيجية" المالية -في حديثه- على قضية الأعضاء الذين طلبوا الانضمام إلى "بريكس" وقال إن 7 دول تقدمت بطلب رسمي، من بينها الجزائر التي وصفها بالدولة المهمة، والسعودية التي قال إنها تملك الكثير من النفط الذي تشتريه الصين.
ورأى الخبير الاقتصادي أن دخول السعودية مع وجود الصين سيزيد من قوة "بريكس" لكنه أشار إلى امتعاض البرازيل -وهي عضوة أيضا إلى جانب الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا- من التطورات الجارية على مستوى هذا التكتل، لأن دخول الأعضاء الجدد سيؤثر على قوتها.
ومن جهته، يعتقد الكاتب الصحفي والباحث بالاقتصاد والجيوبوليتيك، سيف الدين قداش، أن دول "بريكس" بحاجة إلى انضمام حلفاء إستراتيجيين يمتلكون الموارد الطبيعية والمالية مثل السعودية والجزائر، مؤكدا أن حاجة التكتل إلى التوسعة تفرضها التحولات الجارية على المستوى الدولي وعلى رأسها المضايقات الأميركية لروسيا والصين على خلفية حرب أوكرانيا.
وفي نفس السياق، قال ضيف حلقة (2023/8/21) من برنامج "للقصة بقية" إن الولايات المتحدة تحاول احتواء بعض الدول المنضوية تحت "بريكس" وخاصة الهند.
يذكر أن 23 دولة تقدمت بطلبات رسمية للانضمام إلى هذه المجموعة، ومن بينها 8 دول عربية هي المغرب والبحرين وفلسطين والكويت والسعودية والإمارات والجزائر ومصر. واعتبر وزير الخارجية الروسي أن انضمام الأربع الأخيرة إلى "بريكس" سيثري المجموعة بما لهذه الدول من إرث حضاري عربي وإسلامي.
وبشأن العملة الموحدة لهذه المجموعة، أوضح قادش أن المسألة ما زالت في بدايتها، وهي متعلقة بحصول تحول كبير في اقتصاد دول التكتل الذي قال إنه تمكن من إنشاء بنك التنمية الجديد وصندوق احتياط للطوارئ.
كما أشار خبير الاقتصاد العالمي ومحرر نشرة "الاستخبارات الإستراتيجية" إلى أهمية إنشاء عملة جديدة موحدة للبريكس، لكنه أكد بدوره أن الأمر يحتاج إلى وقت، وقد استغرق الأوروبيون 9 سنوات للوصول إلى "اليورو".
وفي لقاء خص به برنامج "للقصة بقية" اعتبر اللورد جيم أونيل، وهو صاحب فكرة بريكس والمسؤول السابق في مؤسسة غولدمان ساكس، أن العملة الموحدة فكرة مدهشة، لكنها غير قابلة للتحقيق.
وعن قمة "بريكس" التي تنطلق الثلاثاء في جنوب أفريقيا تحت شعار "بريكس وأفريقيا.. شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة" أكد الكاتب الصحفي الجزائري أن القمة تحمل معطيات جديدة للقارة الأفريقية خاصة بعد لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ بقادة أفريقيا في وقت سابق، منوّها إلى أن البلدين يمكنهما بإمكانياتهما وقدراتهما مساعدة القارة في تنمية نفسها وتطوير إنتاجها الزراعي والصناعي.
فكرة البريكسوتحدث الضيف الجزائري عن نظام اقتصادي جديد بدأ يتشكل لكسر ما أطلق عليها الهيمنة الأميركية والغربية، لكنه أشار إلى تحديات يواجهها تكتل "بريكس" سيما ملف التكنولوجيا والصناعات التكنولوجية في ظل فرض واشنطن عقوبات على الصين بشأن الرقائق المتقدمة وتهديد مصالحها.
يُذكر أن "بريكس" تجمع اقتصادي تشكلت نواته عام 2006 من البرازيل وروسيا والهند والصين، ثم انضمت إليه جنوب أفريقيا عام 2010، وتشير تقارير إلى أن هذه الدول تسيطر على 17% من التجارة العالمية وتمثل شعوبها أكثر من 40% من سكان العالم.
وبحسب اللورد أونيل فقد جاءت فكرة "بريكس" من رحم هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، قائلا إن العالم سيستمر في عولمته، ولكنه لن يستمر في الخضوع إلى "الأمركة" مشيرا إلى أنه كتب تقريرا بعنوان "العالم يحتاج إلى بناء اقتصادي أفضل" يهدف في جوهره لمنح مساحة أكبر لدول التكتل في الحوكمة العالمية: البرازيل وروسيا والهند والصين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بيان التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية بمناسبة الذكرى الـ35 لليوم الوطني للجمهورية اليمنية
وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة في وجدان شعبنا اليمني، يتوجّه التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية بالتهنئة إلى جماهير شعبنا اليمني العظيم، وإلى القيادة السياسية ممثلةً بفخامة الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأعضاء المجلس، وإلى أبطال القوات المسلحة المرابطين في ساحات الشرف والبطولة.
لقد مثّل الثاني والعشرون من مايو 1990م تتويجًا لنضالات عقود طويلة من الكفاح الوطني لشعبنا شمالًا وجنوبًا، وعبّر عن آمال اليمنيين في بناء وطن موحَّد، تسوده الحرية والعدالة، وتتجسَّد فيه مبادئ الثورات اليمنية المجيدة (سبتمبر وأكتوبر).
وستظل هذه المناسبة، برمزيتها الوطنية والتاريخية، محطة مضيئة في المسيرة النضالية للشعب اليمني، رغم ما واجهته من تحديات وصعوبات ونزاعات سياسية في محطات لاحقة، لكننا على يقين بأن الحكمة اليمنية ونهج الحوار الوطني، القائم على المرجعيات الثلاث، يمثّلان الركيزة الأساسية لبناء اليمن الاتحادي الجديد وتجاوز كل المعوّقات.
وإننا في التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، نؤكد أن توحيد الجبهة الوطنية والصف الجمهوري بات مسؤولية وطنية عاجلة لا تحتمل التأجيل، وذلك من أجل استكمال معركة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي، وصون هوية اليمن ووحدته ونسيجه الاجتماعي.
وإذ نتمسك بالمشروع الوطني الاتحادي والثوابت الوطنية نؤكد على أهمية الدور المناط بالقيادة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي في وضع معاناة المواطنين على سلم أولوياتهم ، ونؤكد أن الحل السياسي العادل للقضية الجنوبية يشكّل ضرورة استراتيجية لبناء يمن اتحادي جديد يتسع لجميع أبنائه.
كما نُقدّر جسامة التحديات الإنسانية والاقتصادية التي يرزح تحتها شعبنا، من انهيار الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع المعيشية وانعدام الحدّ الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، الأمر الذي يستدعي استجابة عاجلة وجادة من الحكومة والجهات المعنية، لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وتفعيل الإصلاحات الاقتصادية، وتعزيز الشفافية، ومكافحة الفساد.
وفي هذا السياق، يعبّر التكتل الوطني عن دعمه الكامل للمطالب الشعبية التي عبّرت عنها التظاهرات السلمية في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات المحررة، ويخصّ بالتقدير العالي الصوت الحرّ للنساء اليمنيات اللواتي تقدّمن الصفوف في وقفات احتجاجية حضارية ومسؤولة، عبّرن فيها عن ضمير المجتمع وروحه الحية، مطالباتٍ بالخدمات العامة كالكهرباء والماء والتعليم والصحة.
كما يؤكد التكتل التزامه بالعمل المشترك مع القيادة السياسية والحكومة ومختلف مؤسسات الدولة لتجاوز تحديات المرحلة. كما نثمّن عاليًا جهود أشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمساهمة فعالة من دولة الإمارات العربية المتحدة، لما قدّموه من دعم ومساندة لشعبنا اليمني في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًا.
ونعرب عن تقديرنا العالي للمساعدات الإغاثية والإنسانية التي يقدّمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، والتي أسهمت في تخفيف معاناة شعبنا، وأنقذت حياة الملايين من أبنائه.
إن احتفالنا بهذه المناسبة الوطنية، يعمق ارتباطنا بقضايا أمتنا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وبهذا الصدد يجدد التكتل موقفه الداعم لحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة، كما يدين العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ويطالب المجتمع الدولي بموقف حازم لوقفه.
وفي هذه الذكرى، نحيّي بتقدير وإجلال تضحيات أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الوطنية في ميادين العزة والكرامة، ونعاهدهم على أن نظل أوفياء لتضحياتهم حتى النصر، وهزيمة الانقلاب، واستعادة الدولة اليمنية.
الرحمة للشهداء الشفاء العاجل للجرحى والعزّة لليمن.
المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية 21 مايو 2025م