ترامب يُلغي التصاريح الأمنية لـ بلينكن وسوليفان.. إيه الحكاية؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
إلغاء ترامب التصاريح الأمنية.. أعلن مسؤولون بالبيت الأبيض، اليوم الأحد، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألغى التصاريح الأمنية لوزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي السابق جاك سوليفان.
ومن ناحية أخري، ذكرت قناة الحرة الأمريكية، أنّ هذا القرار يأتي عقب يوم واحد من إلغاء ترامب التصاريح الأمنية لسلفه جو بايدن، ووقف الإحاطات المخابراتية اليومية المقدمة له.
ونشر «ترامب»، أمس على شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة به تروث سوشل أن بايدن لا يمكن الوثوق به فيما يتعلق بالإحاطات الاستخبارية لأن تقريرا أعده مستشار خاص بشأن تعامل الرئيس الديمقراطي مع الوثائق السرية وجد أن بايدن البالغ من العمر 82 عاما يعاني ضعف الذاكرة.
وذكر المسؤلون، أنّ ترامب ألغى أيضا أمن المملكة خط أحمر.. رفض قاطع من مصر للتصريحات الإسرائيلية ضد السعودية لليزا موناكو نائبة وزير العدل في عهد بايدن والتي قد ساعدت في تنسيق تعامل وزارة العدل مع الهجمات التي وقعت في السادس من يناير 2021 على مبنى الكابيتول، من جانب أنصار ترامب.
وأوضحوا أن ترامب ألغى أيضا التصاريح الأمنية للمدعية العامة لولاية نيويورك ليتيتيا جيمس والمدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براج، اللذين قادا دعاوى قضائية ضده.
وفي نفس السياق كان ترامب قد أعلن قبل يومين إلغاء التصريح الممنوح لسلفه جو بايدن والذي يخول الرؤساء السابقين الاطلاع على معلومات حساسة حتى بعد مغادرتهم للمنصب.
وقال ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال: لا داعي لأن يستمر جو بايدن في الوصول إلى المعلومات السرية، نحن نلغي على الفور تصريح جو بايدن ونوقف الإحاطات الاستخبارية اليومية المقدمة له، مضيفا بأحرف كبيرة جو، أنت مطرود.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبواعتبر ترامب أن بايدن لا يمكن الوثوق به في ما يتعلق بالإحاطات الاستخبارية لأن تقريرا أعدّه مستشار خاص بشأن تعامل الرئيس الديمقراطي مع الوثائق السرية وجد أن بايدن 82 عاما يعاني ضعف الذاكرة.
وسبق أن وُجّهت إلى ترامب اتهامات بسوء التعامل مع وثائق سرية، لكن وزارة العدل أنهت القضية بعد فوزه بولاية ثانية في انتخابات عام 2024.
اقرأ أيضاًباحثة: ترامب يعلم أن خطة تهجير الفلسطينيين ليست منطقية تماما
لهذا السبب.. ترامب يُلغي تصاريح أمنية لدبلوماسي ومستشار الأمن القومي السابق
«دونالد ترامب على الشيزلونج».. استشاري علم نفس تكشف أجندته الداخلية: «كل شيء وعكسه»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ألغى التصاريح الأمنية أنتوني بلينكن بلينكن وسوليفان تروث سوشل مسؤولون بالبيت الأبيض مستشار الأمن القومي السابق وزير الخارجية السابق التصاریح الأمنیة دونالد ترامب أن بایدن جو بایدن
إقرأ أيضاً:
الجاهل عدو نفسه (ترامب نموذجا)
جيفري إبستين، رجل أعمال وملياردير أمريكي، كان معروفًا بعلاقاته الواسعة مع عدد من الشخصيات البارزة في الأوساط المالية والسياسية والثقافية. ثم وفي نيسان/ أبريل 2005، فتحت شرطة بالم بيتش بولاية فلوريدا تحقيقًا مع إبستين بعد بلاغ من أحد الآباء حول استدراجه لابنته البالغة من العمر 14 عامًا إلى الفراش، نظير مبلغ مالي، وتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة، وصدر بحقه حكم بالسجن لعامين، ثم تم الافراج عنه بعد 13 شهرا، بموجب صفقة مع وزارة العدل، تسمح له بمزاولة عمله، مع البقاء تحت الرقابة القضائية، وفيما تلا ذلك من سنوات تقدم 36 من ذوي فتيات قاصرات ببلاغات ضد ابستين، يتهمونه بالاعتداء الجنسي عليهن، وكشفت التحقيقات أن ابستين كان يدير خلية للاتجار بالفتيات القاصرات، اللواتي كان يقدمهن لمجموعة مختارة من "ضيوفه"، وأودع السجن في تموز يوليو 2019، في انتظار جلسة النطق بالحكم عليه، وتم العثور عليه ميتا في السجن بعدها بنحو شهر، وقال تقرير الطب الشرعي، إنه مات منتحرا بشنق نفسه.
مايكل فرانزيسي، وهو رئيس عصابة، كان نزيل نفس السجن الذي كان فيه ابستين، أبلغ الصحفي في قناة نيوز نيشن الأمريكية برايان انتين، أنه قضى سبعة أشهر في الزنزانة التي كان ابستين نزيلها، وأنه لا يمكن لشخص أن ينتحر شنقا في مثل تلك الزنزانة، "فلا شيء في السقف أو الباب أو السرير يجعل شنق النفس ممكنا" حسب قوله، ومن ثم راجت معلومات بأن الرجل مات مخنوقا وليس شنقا، وعزز هذه الفرضية أن ابستين كان خاضعا للرقابة بكاميرات تلفزيون في زنزانته، وعندما أفرجت وزارة العدل الأمريكية عن شريط الفيديو للحظات الأخيرة في حياة ابستين، قبل أيام، كانت هناك فجوة مدتها دقيقتان وأربعون ثانية في الشريط، بالضبط عند "النقطة" التي كان ينبغي أن تكشف عن كيفية موته.
ثم دخل المريب، الذي يكاد يقول: خذوني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خط القضية، عندما هدد بمقاضاة صحيفة وول ستريت جيرنال، بزعم أنها أشانت سمعته، عندما قالت إنه قدم لابستين بطاقة يهنئه فيها بعيد ميلاده، بها صورة فتاة عارية تماما، ولكنه لم يفعل رغم تمسك الصحيفة بموقفها، وإعلانها أنها لا تمانع في المثول أمام القضاء، لعرض البطاقة موضوع القضية المرتقبة.
ثم كان ما كان من أمر وزيرة العدل بام بوندي، التي كانت قد صرّحت في وقت سابق من هذا العام، بأن لديها "قائمة بعملاء إبستين"، أي شركاءه في جرائم التغرير بالقاصرات، على مكتبها، ولكن ما أن علت أصوات المطالبين بنشر ما يسمى بملفات ابستين، والتي تحوي تلك القائمة، كي يعرف الرأي العام ما إذا كان ترامب مدرجا فيها، حتى أصدرت بوندي مذكرة رسمية تقول فيها إن "مثل هذه القائمة لا وجود لها"، وكما كان متوقعا فقد بادر ترامب إلى الإعراب عن دعمه القوي لبوندي، قائلاً إنها تعاملت مع المسألة بشكل جيد.
تتألف القاعدة الجماهيرية لترامب في معظمها من أنصاف المتعلمين، والمتعصبين المسيحيين، والعنصريين الاستعلائيين، ومثل هذه الفئة، يغرّها المدح ويؤلمها القدح بقوة، ومن ثم فإن وصف ترامب لهم بالضعف والجهل، والانجرار خلف "دعاية" الحزب الديمقراطي- وهي اتهام بالغباء، أحدث شرخا في صفوف الجمهوريين، وبهذا فإن ترامب بنرجسيته المعهودة وجهالته الجهلاء، قلب أقوى مناصريه إلى خصوم، وهكذا يكون الجاهل عدوا لنفسهما أقلق مرقد ترامب، هو أن أصواتا جهيرة لمناصريه من جماعة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، أعلنت عبر مختلف المنابر والمنصات أن إخفاء ترامب ووزيرة العدل لـ"القائمة" أمر مريب، يلقي ظلالا كثيفة من الشك على ترامب نفسه، فما كان من الأخير إلا أن وصف أنصاره أولئك بـ"الضعفاء"، لتصديقهم ما وصفه بـ"خدعة" الديمقراطيين بشأن جيفري إبستين، الذي سبق أن مول بسخاء حملة ترامب الانتخابية عام 2016، وقال إنه لم يعد يرغب في دعمهم السياسي، ووصفهم ب"أنصاري السابقين الذين لم يتعلموا، ولن يتعلموا الدرس".
وكان رد فعل أنصار ترامب قويا وبليغا، فقد توافدت مجموعات كبيرة منهم الى نقاط مختلف في مختلف الولايات، وأحرقوا قبعات عليها شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، التي قام ترامب بالترويج لتسويقها لحسابه الخاص. ثم تدافع نواب في الحزب الجمهوري الذي أوصل ترامب الى البيت الأبيض، لمطالبة وزيرة العدل بوندي بنشر ملفات ابستين "لنعرف ما إذا كان ترامب فعلا من زبائن حفلات ابستين الماجنة".
واستشعر ترامب الخطر، وخطل تصريحاته الاستفزازية، وأعلن الخميس الماضي، أنه سيتم نشر ملفات ابستين ،التي سبق أن أعلنت وزيرة العدل بوندي أنها تخلو من أسماء المتواطئين مع ابستين في جرائمه، ولكن لات ساعة مندم، فقد وقع الفأس على الرأس سلفا، وبدأت الهجرات الجماعية بعيدا عن تحالف "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" الذي قدم لترامب شيكا على بياض، ولم يحتج عندما أصدر قراراته الرعناء بالدخول في حرب اقتصادية ضد جميع دول العالم، ولا على مشاركته لإسرائيل في هجومها على إيران، بل صفق لمطالبته بضم كندا وجزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة، والاستيلاء على قناة بنما.
تتألف القاعدة الجماهيرية لترامب في معظمها من أنصاف المتعلمين، والمتعصبين المسيحيين، والعنصريين الاستعلائيين، ومثل هذه الفئة، يغرّها المدح ويؤلمها القدح بقوة، ومن ثم فإن وصف ترامب لهم بالضعف والجهل، والانجرار خلف "دعاية" الحزب الديمقراطي- وهي اتهام بالغباء، أحدث شرخا في صفوف الجمهوريين، وبهذا فإن ترامب بنرجسيته المعهودة وجهالته الجهلاء، قلب أقوى مناصريه إلى خصوم، وهكذا يكون الجاهل عدوا لنفسه.