تيماء بتكويناتها الصخرية.. إرث من الجمال
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
تحتضن محافظة تيماء بين صحرائها الواسعة، تكوينات صخرية تشكلت عبر آلاف السنين لتتكامل مع النقوش الأثرية المنتشرة فيها، والتي توثق حياة الإنسان القديم، بدءًا من الأدوات التي استخدمها، مرورًا بالرموز والكتابات التي تعكس تفاصيل حياته اليومية وطقوسه الدينية، وصولًا إلى أساليب التعايش مع البيئة المحيطة.
فإلى الجنوب منها يقع ” غار الوحف “، أحد العجائب الطبيعية والتحف الصخرية، التي يتخللها مسار مجوف يشبه النفق، مما يضفي على الموقع طابعًا مميزًا يجمع بين الجمال الطبيعي والتشكيل الجيولوجي الفريد، ويمتد هذا المسار بين الصخور الضخمة، ويتيح للزوار فرصة استكشاف الغار من الداخل، حيث يمكنهم ملاحظة التفاصيل الدقيقة للنقوش والتكوينات الصخرية التي نحتتها الطبيعة والإنسان عبر العصور، في مشهد يخلّد عظمة الطبيعة وروعة الصحراء.
وبالقرب منه يقع ” قوس أم خرص “، الذي لا يقل عنه جاذبية ولا أهمية، فشكله الفريد يجسد لوحة طبيعية نحتتها عوامل التعرية مكونةً قوسًا صخريًا مدهشًا يتوسط الصحراء وكأنه بوابة إلى عالم من الجمال الجيولوجي، ويتميز بانحناءاته المتناسقة وتفاصيله الدقيقة التي تعكس التدرجات الطبقية للصخور، ما يجعله نقطة جذب لعشاق الطبيعة والمستكشفين.
وتكشف هذه التكوينات الصخرية المذهلة عن عراقة تيماء الجيولوجية وثرائها الطبيعي، مما يجعلها وجهة مثالية للمستكشفين وعشاق التاريخ والطبيعة على حد سواء، فمن غار الوحف إلى قوس أم خرص وحتى حزابا، تقدم تيماء تجربة متكاملة تجمع بين سحر الصحراء وعمق التاريخ، لتظل شاهدة على أسرار الأرض وجمالها الخالد.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
عمرها 2.6 مليون سنة.. العثور على “كبسولة زمن” في الصحراء الإفريقية
#سواليف
حقق #علماء #الآثار البولنديون اكتشافات مهمة في واحدة من أقل المناطق دراسة في #السودان، وهي #صحراء_البيوضة.
نفذ فريق بحثي متخصص من جامعة فروتسواف ومركز الآثار بجامعة وارسو ومتحف الآثار في غدانسك أعمال تنقيب وحفريات ميدانية استمرت ست سنوات. أسفرت هذه الجهود عن اكتشاف أكثر من 1200 موقع أثري جديد، منها 448 موقعا ضمن مشروع المركز الوطني للعلوم. وقد نشرت نتائج هذه الأبحاث في المجلة العلمية المرموقة “Antiquity”.
ومن بين الاكتشافات البارزة، عُثر على #بحيرة_قديمة تقع في قلب صحراء البيوضة. وكشف الفريق البحثي أن الموقع الذي كانت تحتله هذه البحيرة الجافة كان يُستخرج منه النطرون – ذلك المعدن النادر الذي استخدمه قدماء المصريين في عمليات التحنيط وصناعة الزجاج والخزف.
مقالات ذات صلةوأوضح البروفيسور هنريك بانير، رئيس فريق البحث: “يُعتبر النطرون – وهو معدن من فئة كربونات الصوديوم – من المعادن النادرة التي لا تتوفر إلا في مناطق محدودة جداً حول العالم. ويُمثّل وادي النطرون في مصر أحد أهم مصادره التاريخية. هذا الاكتشاف يستدعي إعادة تقييم جذري لشبكات التجارة القديمة التي كانت تربط بين السودان ومصر.”
كما عثر العلماء على أقدم القطع الأثرية التي تعود إلى #العصر_الحجري القديم (2.6-1.7 مليون سنة مضت)، بما في ذلك أدوات تعود إلى تقنية (أولدواي) وورشات (أشولية). وعُثر في البيوضة على العديد من القطع الأثرية من العصر الحجري الأوسط (300-50 ألف سنة مضت)، والتي صنعت باستخدام تقنية (ليفالوا) الخاصة بمعالجة الحجر.
وأشار بانير قائلا: “إن ذلك يدل على الوجود المبكر للإنسان العاقل في هذه المنطقة من إفريقيا”.
ومن بين أكثر الاكتشافات تميزا مقبرة تعود إلى العصر الحجري المتوسط في وسط البيوضة، عند سفح جبل الغارة. وتحتوي المقبرة على 16 قبرا موزعة على عدة طبقات. وأظهر التحليل بالكربون المشع أن المقبرة استُخدمت في الفترة بين 7-6 آلاف سنة قبل الميلاد. وعُثر في القبور على أصداف وحجرية وخرز مصنوع من قشور بيض النعام.
ومن المواقع المهمة الأخرى مستوطنة للصيادين بالقرب من جبل الفول. وعُثر هناك على حوالي 300 عظمة لحيوانات برية، ونحو 3400 قطعة خشبية متحجرة، وأكثر من 2000 قطعة فخارية، والعديد من الأدوات الحجرية. ويعود تاريخ هذه الاكتشافات إلى حوالي 6000 سنة قبل الميلاد.
أظهرت الأبحاث أن البيوضة كانت مأهولة على مدى آلاف السنين. وتعود العظام الحيوانية من السافانا والحشرات التي عُثر عليها في أوان إلى عصر كرمة (2500-1500 ق.م.) وتشير إلى مناخ أكثر رطوبة في الماضي.
وأكد بانير أن “هذه المواقع تقدم بيانات قيمة عن آلاف السنين من الاستيطان والتغيرات الحضرية والبيئية والمناخية في صحراء البيوضة”.