مصر القومي: بيان الخارجية المصرية بشأن تصريحات إسرائيل ضد السعودية يؤكد التضامن العربي
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
أشاد المستشار مايكل روفائيل، نائب رئيس حزب مصر القومي، بالبيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية المصرية، بإدانة التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف المملكة العربية السعودية، قائلا: يعكس التزام القاهرة الثابت بدعم الدول العربية في مواجهة أي محاولات لزعزعة استقرارها.
وأكد روفائيل، في بيان له، أن إدانة وزارة الخارجية المصرية لهذه التصريحات بأشد العبارات تأتي في سياق السياسة المصرية الراسخة التي تؤكد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم الانخراط في أي تحريض قد يؤدي إلى توتر الأوضاع الإقليمية، خاصة في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
ولفت روفائيل، التحريض الإسرائيلي ضد السعودية لا ينفصل عن المشهد الأوسع لمحاولات فرض واقع جديد في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى صرف الأنظار عن انتهاكاتها المستمرة بحق الفلسطينيين من خلال خلق أزمات دبلوماسية بين الدول العربية.
وأشار نائب رئيس مصر القومي، إلى أن الموقف المصري يشكل رسالة واضحة بأن التضامن العربي هو خط الدفاع الأول أمام هذه السياسات التي تهدف إلى تقويض وحدة الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة مع تصاعد المخاوف من محاولات تهجير الفلسطينيين وفرض حلول أحادية الجانب تتنافى مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضاف روفائيل، أن الدعم المصري للمملكة في هذا السياق يتجاوز الإدانة الدبلوماسية ليعكس إدراكًا عميقًا لأهمية الحفاظ على التوازن الإقليمي ومنع أي محاولات لضرب الاستقرار العربي، مشيرا إلى أن القاهرة والرياض تمثلان محورًا استراتيجيًا لا يمكن تجاوزه في معادلة الأمن الإقليمي، وأي تهديد يطال إحداهما هو تهديد مباشر للمنطقة بأكملها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الخارجية المصرية مصر القومي مايكل روفائيل المزيد
إقرأ أيضاً:
مأزق الوحدة العربية الكبرى
في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.
ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.
إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.
إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».