نددت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء باقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير للسيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين، مؤكدة طبيعة الولايات المتحدة وهيمنتها القائمة على الذبح والغزو للسيطرة على العالم يتجليان بوضوح في خطة غزة.

وأكدت القيادة الكورية الشمالية في بيان رسمي أن السيادة الوطنية الفلسطينية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون موضوعا للمفاوضات مع واشنطن.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في تعليق على موقعها الإلكتروني: “إن العالم يغلي الآن مثل وعاء العصيدة بسبب الإعلان الأمريكي المفاجئ”، دون الإشارة إلى ترامب بالاسم بشكل مباشر.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدم ترامب اقتراحا مثيرا للجدل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اقترح فيه سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين بشكل دائم.

وقالت كوريا الشمالية إن طبيعة الولايات المتحدة في البقاء على قيد الحياة من خلال “الذبح والسرقة” وطموحها “للهيمنة القائمة على الغزو” للسيطرة على العالم تجسدت بوضوح في خطة غزة التي وصفتها بأنها انعكاس صارخ لسياسات واشنطن الاستعمارية.

وأضافت الوكالة أن القضية لا تنحصر فقط في قطاع غزة، بل تمثل جزءا من نهج أمريكي أوسع يستهدف فرض الهيمنة على الدول الأخرى.

واتهمت كوريا الشمالية الإدارة الأمريكية بتجاهل القانون الدولي والمبادئ الأساسية، مستشهدة بمقترح ترامب السابق بشأن الاستحواذ على غرينلاند ومطالبته بإعادة النظر في وضع قناة بنما، بالإضافة إلى دعوته الأخيرة لتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا.

واعتبرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن هذه السياسات تعكس استمرارا لنزعة واشنطن التوسعية التي تسعى إلى فرض هيمنتها على العالم دون اعتبار لمصالح الدول الأخرى.

وقالت الوكالة الكورية إن عصر القطب الواحد، الذي كانت فيه الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة، قد انتهى بالفعل.

ودعت واشنطن إلى “الخروج من حالة الإنكار والتوقف فورا عن انتهاك كرامة وسيادة الدول الأخرى”.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. الاستخبارات الدنماركية تصنّف أمريكا مصدر تهديد أمني محتمل

في تطور غير مسبوق في الخطاب الأمني الأوروبي، وصف جهاز الاستخبارات الدنماركي الولايات المتحدة للمرة الأولى بأنها "تهديد أمني محتمل"، في تقريره السنوي لعام 2025 المنشور على موقعه الإلكتروني، والذي يستعرض أبرز التهديدات الخارجية وتحديات السياسة الأمنية التي تواجه كوبنهاغن. 

ويعكس هذا الموقف تحولا لافتا في نظرة الدنمارك إلى الحليف الأكبر داخل حلف شمال الأطلسي، وسط تصاعد حالة عدم اليقين المتعلقة بالدور الأمريكي في أوروبا، ومؤشرات على تحول في السياسة الخارجية الأمريكية نحو أولويات جديدة تربك التوازنات التقليدية داخل الناتو.

تحول استراتيجي في أولويات واشنطن
أشار التقرير إلى أن الأولوية الاستراتيجية للولايات المتحدة باتت تتمثل في التنافس مع الصين والحفاظ على الأمن في جوارها المباشر. وقال التقرير إن التغيير الأبرز خلال عام 2025 يتمثل في أن واشنطن أعطت أولوية واضحة للحد من نفوذ الصين في منطقتها المباشرة، وهو ما ينعكس على التزاماتها الخارجية، بما فيها علاقتها مع الحلفاء الأوروبيين.

وبحسب التقييم، فإن هذا التحول دفع للمرة الأولى إلى إدراج الولايات المتحدة ضمن مصادر التهديد الأمني المحتمل، نتيجة ممارسات تعد مقلقة لكوبنهاغن.

 وأكد التقرير أن الولايات المتحدة باتت تستخدم قوتها الاقتصادية تحت تهديد فرض تعريفات جمركية عالية لتحقيق مصالحها الخاصة، كما ترسل إشارات متزايدة إلى أنها لن تتردد في استخدام قوتها العسكرية حتى ضد شركائها إذا تعارضت مصالحها مع مصالحهم.

ويشير التقرير إلى أن ذلك السلوك يعبر عن عقلية سياسية جديدة داخل الإدارة الأمريكية الحالية، قوامها تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، بدلا من الالتزام بالنظام الدولي القائم على قواعد متفق عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.


غموض  حول دور واشنطن كضامن لأوروبا
يحذر التقييم الدنماركي من أن الغموض المحيط بالدور الأمريكي التقليدي كضامن للأمن الأوروبي بات في ازدياد، وهو ما يفتح المجال، بحسب التقرير، أمام روسيا لتكثيف هجماتها الهجينة ضد أوروبا وحلف شمال الأطلسي.

ويرى معدو التقرير أن تراجع اليقين الأوروبي بشأن التزام واشنطن بالدفاع عن القارة يضع دول أوروبا أمام مسؤوليات أكبر في ما يتعلق بالقدرات الدفاعية والتسليح، في ظل تضاؤل الاعتماد على "المظلة الأمريكية" التي رافقت أوروبا طوال العقود الماضية.

وأشار التقرير إلى أن روسيا ستسعى لاستغلال مساعي الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة بهدف خلق انقسامات بين واشنطن والعواصم الأوروبية، وخلخلة وحدة الموقف داخل الناتو.

القلق  يمتد إلى غرينلاند والقطب الشمالي
ولم يقتصر القلق الدنماركي على الخطاب الأمني العام، بل امتد إلى ملف غرينلاند، التي تتمتع بعلاقات خاصة مع كوبنهاغن، وتكتسب أهمية استراتيجية متنامية في القطب الشمالي.

وذكر التقرير أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول رغبته في شراء غرينلاند، إضافة إلى محاولات واشنطن عقد اجتماعات مباشرة مع حكومة الجزيرة بمعزل عن الدنمارك، أعادت إشعال المخاوف من الطموحات الأمريكية في المنطقة.

ويرى التقرير أن التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا والصين في القطب الشمالي يزيد من مخاطر التجسس ومحاولات التأثير السياسي في غرينلاند، التي أصبحت ضمن المناطق ذات الحساسية الأمنية العالية.

روسيا والصين لا تزالان التهديد الأكبر
رغم التصعيد الواضح في تقييم الدور الأمريكي، لا يزال جهاز الاستخبارات الدنماركي يعتبر روسيا والصين التهديدين الرئيسيين للأمن القومي.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أن الحضور الأمريكي المتنامي والمضطرب أصبح جزءاً لا يمكن تجاهله من المعادلة الأمنية الراهنة، خصوصاً في ظل القرارات الأمريكية التي تحمل انعكاسات مباشرة على الأمن الأوروبي.
كما يحذر التقييم من أن روسيا قد تصبح أكثر استعدادا لتوسيع عملياتها العسكرية في أوروبا خلال السنوات المقبلة، وربما تصبح قادرة على شن حرب أوسع خلال خمسة أعوام، إذا انتهت الحرب في أوكرانيا دون تعزيز قدرات الناتو الدفاعية.

مقالات مشابهة

  • اعتراف نادر.. كيم جونج أون يكشف المهمة السرية لقوات كوريا الشمالية في روسيا
  • نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا
  • طبول الحرب تقرع في الكاريبي: 3 مؤشرات لاقتراب المواجهة بين أمريكا وفنزويلا
  • كوبا تدين إجراءات واشنطن القسرية الجديدة ضد فنزويلا
  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • فنزويلا تدين احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط بالكاريبي
  • أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة
  • لأول مرة.. الاستخبارات الدنماركية تصنّف أمريكا مصدر تهديد أمني محتمل
  • استياء في أمريكا من وضع صورة ترامب على بطاقات دخول المتنزهات الوطنية
  • أمريكا تحذر المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات إذا لم تعدل نظامها الأساسي