تهديد بفتح «أبواب الجحيم» في غزة وتواصل المواقف الرافضة لـ«التهجير القسري»
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تواصلت ردود الفعل العربية والدولية الرافضة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة والضفة الغربية المحتلة باعتباره أمرا لا يمكن القبول به، وسط مطالبة في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية “بفتح أبواب الجحيم” في غزة، إذا لم يتم الإفراج، السبت، عن جميع الرهائن الإسرائيليين.
إذ طالب وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن “يفتح أبواب الجحيم” على حركة حماس إذا لم تفرج، السبت، عن جميع الرهائن الاسرائيليين لديها.
وقال سموتريتش في بيان: “سيدي رئيس الوزراء، أحضك على الاحتذاء بالإعلان المعنوي والبسيط والواضح للرئيس دونالد ترامب وإبلاغ حماس في شكل لا لبس فيه: إما الافراج عن جميع الرهائن بحلول السبت (…) وإما سنفتح عليهم أبواب الجحيم”.
وأضاف: “هذا يعني أن لا كهرباء بعد اليوم ولا مياه ولا وقود ولا مساعدة إنسانية. فقط نار وكبريت من طائراتنا ومدفعيتنا ودباباتنا ومقاتلينا الأبطال”.
ودعا كذلك إلى “الاحتلال الكامل لقطاع غزة”، مشددا على “إخراج جميع سكان غزة من القطاع، بما يتماشى مع خطة الرئيس ترامب، والاستيلاء على الأراضي، وفرض السيادة عليها لأن هذا هو الثمن المؤلم الذي يفهمه عدونا”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن “إسرائيل لا يمكن أن تسمح لحماس باستخدام وقف إطلاق النار الراهن لإعادة بناء صفوفها، فيما يبدو أنه يبرر استئناف محتمل من قبل الجيش الإسرائيلي للقتال في غزة”.
وأوضح روبيو خلال مقابلة مع شبكة نيوز نيشن الإخبارية الأميركية: “جزء من التحدي هنا هو أن حماس تواصل استخدام شبكات لتهريب أسلحة ومساعدات لنفسها لإعادة بناء صفوفها”، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، الأربعاء.
وأضاف: “لا يمكن أن تسمح إسرائيل بحدوث ذلك. لا يمكن أن تسمحوا لحماس باستغلال وقف إطلاق النار لإعادة بناء نفسها واستعادة القوة”، وتابع “إنه وقف إطلاق النار ليس وقف إطلاق نار أحمق”.
وكانت حماس قد هددت مؤخرا بعدم إطلاق سرح الرهائن الثلاثة التاليين، المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل، زاعمة أن إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار بفرض قيود على تدفق المساعدات، وهو ادعاء رفضته تل أبيب.
وبسؤاله عن مزاعم حماس، قال روبيو: “لا يمكن أن تصدقوا أي شيء تقوله حماس”. وفي مقابلة منفصلة مع شبكة فوكس نيوز، قال روبيو إن “حماس تنتهك الاتفاق” بدون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.
وفي سياق آخر، وفي ردورد الفعل الدولية، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الأربعاء أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة والضفة الغربية المحتلة أمر “لا يمكن القبول به” في العالم العربي.
وأوضح أبو الغيط في القمة العالمية للحكومات في دبي لدى سؤاله عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل سكان غزة إلى دول أخرى أن “الهدف هو إخلاء فلسطين التاريخية من سكانها الأصليين وهو أمر لا يمكن قبوله في العالم العربي. لقد قاوموا لمئة عام”.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية لـ”العربية”، الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد تجريد الفلسطينيين من كل شيء، مؤكدا أنه لا يمكن لترامب أو أي جهة شراء غزة.
وشدد أبو الغيط على أنه لا تنازل عربيا عن الأراضي الفلسطينية، وأن الدول العربية مجمعة على حل الدولتين، معتبرا أن مقترح ترامب بشأن غزة هدفه وجود طرح عربي مقابل.
وينص اقتراح ترامب على أن تسلم إسرائيل واشنطن “السيطرة على غزة” وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد نقل الفلسطينيين إلى بلاد أخرى منها مصر والأردن، وهو الاقتراح الذي لاقى تنديدا واسعا عربيا ودوليا.
كما اعتبر من قبل العديد من البلدان العربية والغربية أنه خطة مأساوية للتطهير العرقي، وغير قانونية بموجب القانون الدولي. ولفت أبو الغيط إلى أن “صفقة القرن هي أيضا مرفوضة إذا أعاد ترامب طرحها”.
وأوضح أبو الغيط أن القمة العربية الطارئة ستناقش طرحا عربيا يقابل مقترح أميركا، لافتا إلى أن الطرح العربي سيقوم على التوافق الفلسطيني والدعم العربي والدولي، مذكرا بأنه لا حل دون التوافق الفلسطيني الفلسطيني.
وشدّدت الصين، الأربعاء، على معارضتها لما وصفته بـ”التهجير القسري” للفلسطينيين، وذلك في إطار تعليقها على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل سكان قطاع غزة إلى مناطق أخرى.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غيو جياكون في مؤتمر صحفي دوري إن “غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية… نعارض التهجير القسري لأهالي غزة”.
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عالمية غاضبة وأدانتها الدول العربية التي أكدت دعم حل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
والأسبوع الماضي، تحدث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظرائه العرب خصوصا في الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لتعزيز المعارضة لأي تهجير قسري للفلسطينيين من أرضهم.
بدورها، قالت حركة حماس، الأربعاء، “إنها لن تقبل بحلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين، مثمنة في بيان لها مواقف الدول العربية الرافضة للتهجير”.
وجاء في البيان: “تثمن حركة حماس مواقف الأشقاء في الأردن ومصر الرافض لتهجير شعبنا، والتأكيد أن هناك خطة عربية لإعمار غزة دون تهجير أهلها”.
وأضاف: “إننا في حركة حماس نعتبر الموقف الأردني امتدادًا لموقفه في رفض مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل، والتي تسعى إلى طمس هوية شعبنا الفلسطيني وإنهاء قضيته العادلة”.
وتابع: “نثمن مواقف الأشقاء في الدول العربية وكل دول العالم التي عبرت عن رفضها لأي مخططات تهدف إلى تهجير شعبنا أو تصفية حقوقه الوطنية، ونؤكد أن شعبنا سيظل متمسكا بأرضه ووطنه، ولن يقبل بأي حلول تنتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال”.
وفي ظل التصعيد العسكري والسياسي، تزداد المخاوف من سيناريو تهجير سكان قطاع غزة، وسط تسريبات عن خطة أميركية إسرائيلية تهدف إلى إفراغ القطاع وإعادة تشكيله ديموغرافيًا.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اتفاق تبادل الأسرى الرئيس الامريكي دونالد ترامب تهجير الفلسطنيين وقف إطلاق النار الدول العربیة أبواب الجحیم دونالد ترامب لا یمکن أن حرکة حماس أبو الغیط فی غزة
إقرأ أيضاً:
رئيسة الصليب الأحمر: غزة أصبحت أسوأ من الجحيم.. والإنسانية أخفقت في وقف الكارثة
قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إنّ: "غزة أصبحت أسوأ من الجحيم على الأرض، وإنّ الإنسانية قد أخفقت، بينما يشاهد العالم أهوال الحرب في القطاع".
وأكّدت سبولياريتش، في حديثها إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في مقر اللجنة بجنيف، بالقول: "مستوى الدمار، مستوى المعاناة، والأهم من ذلك، حقيقة أننا نشهد شعبا يُجرّد بالكامل من كرامته الإنسانية، يجب أن يصدم ذلك ضميرنا الجماعي".
وفي غرفة قريبة من واجهة عرضت عليها ثلاث جوائز نوبل للسلام حصلت عليها اللجنة، شدّدت سبولياريتش، على ضرورة أن تبذل الدول المزيد من أجل إنهاء الحرب، ووقف معاناة الفلسطينيين، وضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وكانت سبولياريتش قد وصفت خلال تصريحاتها في نيسان/ أبريل غزة بكونها: "جحيم على الأرض"، فيما قالت خلال التصريح الحديث: "لقد أصبح الأمر أسوأ، لا يمكننا الاستمرار في مشاهدة ما يحدث، إنه يتجاوز أي معيار قانوني أو أخلاقي أو إنساني مقبول".
واسترسلت: "لكل دولة حق في الدفاع عن نفسها، ولكل أم الحق في أن ترى أطفالها يعودون إليها، ولا يوجد أي مبرر لأخذ الأسرى، ولا يوجد أي مبرر لحرمان الأطفال من الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان"، مشيرة إلى أن "هناك قواعد تحكم الأعمال القتالية، وعلى كل طرف في أي نزاع احترامها".
"لا يوجد أي مبرر لانتهاك أو تفريغ اتفاقيات جنيف من مضمونها، ولا يُسمح لأي طرف بخرق القواعد مهما كانت الظروف، وهذا أمر مهم، لأن القواعد نفسها تنطبق على كل إنسان بحسب اتفاقيات جنيف، الطفل في غزة يتمتع بالحماية ذاتها التي يتمتع بها الطفل في إسرائيل" أردفت سبولياريتش.
وأضافت: "نحن نشهد أمورا ستجعل العالم مكانا أكثر بؤسا، ليس فقط في هذه المنطقة، بل في كل مكان، لأننا نُفرغ القواعد التي تحمي الحقوق الأساسية لكل إنسان من معناها".
وحذرت سبولياريتش من مستقبل مظلم للمنطقة في حال عدم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدة أن "هذا أمر مصيري للحفاظ على طريق نحو السلام في المنطقة، إذا دمرنا هذا الطريق إلى الأبد، فلن تجد المنطقة أبدا الأمن والاستقرار؛ ولكن يمكننا إيقاف ذلك الآن، لم يفت الأوان بعد".
ودعت سبولياريتش قادة الدول للتحرك، قائلة: "أنا أناشدهم أن يفعلوا شيئا، أن يفعلوا المزيد، وأن يستخدموا كل ما في وسعهم، لأن ما يحدث سيرتد إليهم وسيطاردهم وسيصل إلى أبوابهم".
وعلى غرار الأمم المتحدة، لا تشارك اللجنة الدولية في العملية الجديدة لتوزيع المساعدات، إذ تقول إن أبرز عيوب هذه العملية هو اجبار عشرات الآلاف من المدنيين الجائعين على المرور داخل منطقة حرب نشطة. مؤكّدة: "لا يوجد أي مبرر لتغيير وكسر شيء يعمل، واستبداله بشيء لا يبدو أنه يعمل".
وأكدت سبولياريتش أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة، لا للمدنيين، ولا للأسرى. هذه حقيقة، حتى مستشفانا ليس آمنا، لا أتذكر حالة مشابهة رأينا فيها أنفسنا نعمل في وسط العمليات العسكرية".
وتابعت سبولياريتش أنه "لا يوجد لدينا أمن حتى لموظفينا، إنهم يعملون 20 ساعة في اليوم، يرهقون أنفسهم، ولكن الوضع يفوق قدرة البشر"، فيما قالت اللجنة إن فرقها الجراحية في رفح قد استقبلت خلال ساعات قليلة فقط، 184 مصابا، بينهم 19 توفوا لحظة وصولهم، و8 آخرون توفوا متأثرين بجراحهم لاحقا.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان الفريق الجراحي في مستشفى الصليب الأحمر في رفح، قد تعرّض إلى حالة ممّا وصف بـ"الإنهاك الشديد" مرتين على الأقل نتيجة تدفق المصابين أثناء توزيع الغذاء.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصليب الأحمر الدولي، هو: منظمة إنسانية عالمية تعمل منذ ما يزيد عن 150 عاما على تخفيف المعاناة خلال الحروب، كما أنها الجهة الراعية لاتفاقيات جنيف، وهي مجموعة من القوانين الإنسانية الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين وغير المقاتلين.
وأحدث نسخة من تلك الاتفاقيات، هي اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تم تبنيها بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار المجازر بحق المدنيين.
إلى ذلك، تعدّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر من المصادر الموثوقة للمعلومات بخصوص ما يحدث في غزة، خصوصاً مع منع دولة الاحتلال الإسرائيلي لوسائل الإعلام الدولية، بما فيها هيئة "بي بي سي"، من إرسال صحفيين إلى القطاع المحاصر.