أكدت غادة أحمدين، منسق المجموعة الرئيسية لمنظمات المجتمع المدني العربي العاملة في مجال الحد من الكوارث أنه مع اقتراب انتهاء المدة الزمنية لإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث «2015-2030»، وأهداف التنمية المستدامة، واتفاق باريس لتغير المناخ، يتزايد التركيز الدولي والإقليمي على تقييم مدى التقدم المحرز والتحديات المتبقية لتحقيق الأهداف المنشودة خاصة وأنه خلال الأعوام الأخيرة، شهد العالم تغيرات كبيرة في طبيعة المخاطر، حيث تصاعدت آثار تغير المناخ، وازدادت حدة الظواهر الجوية القاسية مثل الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية ضخمة.

وجاء ذلك خلال إلقاء غادة أحمدين، البيان الطوعي للمجموعة الرئيسية لمنظمات المجتمع المدني، خلال فعاليات المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث «بناء مجتمعات عربية قادرة على الصمود: من الفهم إلى العمل» المنعقد بالكويت بالتعاون بين مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث وجامعة الدول العربية.

وقالت غادة أحمدين، إنه على الصعيد العالمي، شهدت الأعوام القليلة الماضية استحداث عدد من الآليات لتعزيز قدرات الدول والمجتمعات في مواجهة المخاطر، ومنها شبكة سانتياجو، التي تهدف إلى دعم تنفيذ تدابير الحد من مخاطر الكوارث وتقديم المشورة للدول حول السياسات الفعالة للتمويل المرتبط بالمناخ، كما تم إطلاق صندوق الخسائر والأضرار خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP27»، والذي يهدف إلى تقديم الدعم للدول النامية الأكثر تضرراً من الكوارث المناخية، وهو ما يمثل خطوة جوهرية نحو تعزيز العدالة المناخية وهذه الآليات توفر فرصًا جديدة للمجتمع المدني العربي للمشاركة في النقاشات الدولية، والمساهمة في تصميم استراتيجيات تمويلية أكثر استجابة لاحتياجات المجتمعات المحلية.

غادة أحمدين

وأكدت أن المجتمع المدني العربي يلعب دورًا حيويًا في توصيل صوت المجتمعات المعرضة للمخاطر، خاصة تلك الموجودة في خطوط المواجهة الأمامية لمواجهة الكوارث فقد أظهرت التجارب السابقة أن المنظمات المجتمعية هي الأكثر قدرة على الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، بفضل قربها من السكان المحليين وفهمها العميق لاحتياجاتهم لذا، من الضروري تعزيز الشراكات بين المجتمع المدني والجهات الحكومية والمؤسسات الدولية لضمان تمثيل مصالح الفئات الأكثر هشاشة في عمليات صنع القرار.

وفي هذا السياق، يأتي تحديث بيان العمل الطوعي لمنظمات المجتمع المدني العربي للحد من مخاطر الكوارث للفترة 2025-2028، ليعكس المستجدات العالمية والإقليمية، ويحدد أولويات العمل خلال السنوات القادمة، بما يتماشى مع الالتزامات الدولية، واحتياجات المنطقة العربية في ظل التحديات المتزايدة التي تشهدها المنطقة.

وأوضحت غادة أحمدين أنه تم إعداد هذا البيان الطوعي المحدث باستخدام النهج التشاوري مع أعضاء المجموعة الرئيسية لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الحد من مخاطر الكوارث من الدول العربية الآتية: الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الجزائر، السودان، العراق، فلسطين، الكويت، لبنان، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن، تونس، سوريا.

الأولويات الاستراتيجية لمنظمات المجتمع المدني 2025-2028

وأضافت أن الأولوية الأولى هي فهم مخاطر الكوارث وتعزيز الوعي المجتمعي من خلال استمرار تطوير برامج توعوية تتماشى مع المستجدات العالمية والمحلية لزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بمخاطر الكوارث والعمل على دمج مفاهيم الحد من مخاطر الكوارث في المناهج التعليمية على مختلف المستويات، والاستفادة من التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام الرقمية في نشر المعرفة وتعزيز دور الإعلام في إيصال الرسائل المتعلقة بالحد من مخاطر الكوارث، مع توفير التدريب اللازم للصحفيين والإعلاميين.

أما الأولوية الثانية فهي تعزيز الحوكمة والشراكات للحد من مخاطر الكوارث وتبادل المعارف والخبرات مع آلية إدماج أصحاب المصلحة التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث «UNDRR SEM»، والشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من الكوارث «GNDR»، وشبكة سانتياجو «Santiago Network» والمشاركة في تطوير خطط محلية ووطنية وإقليمية تستند إلى نهج متعدد القطاعات يعزز من استجابة المجتمعات وقدرتها على الصمود وزيادة إدماج الفئات الأكثر عرضة للمخاطر - مثل النساء، والأطفال، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة - في عمليات التخطيط واتخاذ القرار بشأن الحد من المخاطر.

وتتضمن الأولية الثالثة الاستثمار في الحد من مخاطر الكوارث وتعزيز الابتكار ودعم استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتحسين أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة السريعة للكوارث وتشجيع المبادرات المبتكرة التي يقودها الشباب العربي في مجالات الاستدامة والمرونة المناخية، فيما تتمثل الأولوية الرابعة والأخيرة تعزيز التأهب والاستجابة الفعالة للكوارث والمشاركة في تطوير خطط استجابة سريعة وشاملة تتناسب مع طبيعة المخاطر التي تواجهها الدول العربية وكذلك دعم المجتمعات المتأثرة بالنزوح بسبب الكوارث الطبيعية، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لضمان حياة كريمة لهم، خاصة النساء، والأطفال، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة.

واختتمت غادة أحمدين البيان بمواصلة المجموعة الرئيسية لمنظمات المجتمع المدني العربي العاملة في مجال الكوارث جهودها في تنفيذ مبادئ وأهداف إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث 2015-2030، وأهداف التنمية المستدامة 2030، اتفاقية باريس للمناخ والاستراتيجيات الوطنية والإقليمية للحد من مخاطر الكوارث، كما تجدد منظمات المجتمع المدني العربي التزامها بتعزيز العمل الجماعي، وبناء قدرات المجتمعات، وتحقيق تعاون أوسع على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لضمان مستقبل أكثر أمانًا ومرونة للأجيال القادمة ومع دخولنا العقد الأخير قبل عام 2030، يتطلب الأمر مضاعفة الجهود لضمان التنفيذ الفعّال والاستدامة لسياسات الحد من مخاطر الكوارث بما يتماشى مع الأولويات البيئية والتنموية العالمية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أهداف التنمية المستدامة مجال الحد من الكوارث سنداي للحد من مخاطر الكوارث المجتمع المدنی العربی للحد من مخاطر الکوارث الحد من مخاطر الکوارث من الکوارث العربی ا

إقرأ أيضاً:

برلماني: برنامج دولة التلاوة خطوة رائدة لتعزيز القيم الروحية والثقافية

قال النائب سامي نصر الله، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن برنامج «دولة التلاوة» يمثل خطوة هامة ورائدة في تعزيز القيم الروحية والثقافية داخل المجتمع المصري، مشيرا إلى أن البرنامج يأتي في توقيت حيوي يتطلب تكريس الجهود الوطنية لترسيخ الهوية الدينية والوعي القرآني بين مختلف فئات المجتمع.

وأوضح نصر الله، في تصريح صحفي له اليوم، أن البرنامج لا يقتصر على كونه منصة للتلاوة، بل يشكل أداة تعليمية وترفيهية في آن واحد، تسهم في بناء جيل واعٍ بالقيم الأخلاقية والروحية التي ينشدها المجتمع، كما يعزز من قدرة الأفراد على التواصل مع القرآن الكريم بصورة مباشرة وعملية.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن «دولة التلاوة» يعكس حرص الدولة المصرية على تبني مبادرات ثقافية ودينية متقدمة، قادرة على توجيه الشباب نحو الأنشطة البناءة، وإشراكهم في برامج تثقيفية تعمل على تقوية الروابط المجتمعية وترسيخ قيم الاعتدال والتسامح.

ذكرى طه الفشني.. أحد مؤسسي دولة التلاوة وملك التواشيحمتحدث الأوقاف : مصر قرأت القرآن بميزة التمصير والحب لهذا صارت دولة التلاوة

كما شدد عضو صناعة البرلمان، على أن هذا البرنامج يمثل فرصة مهمة لتطوير المواهب القرآنية وصقل مهارات التلاوة والتجويد، بما ينعكس إيجابياً على نشر الثقافة الدينية الصحيحة، ويعزز الانتماء الوطني والفهم العميق للتعاليم الدينية السمحة.

وأضاف النائب سامي نصر الله، أن نجاح البرنامج يرتبط بمتابعة الدولة لمخرجاته ودعم الشباب المشاركين، مشيرا إلى أن المبادرة تفتح آفاقاً واسعة لتفاعل المجتمع مع الثقافة القرآنية، وتحفيز المواطنين على تعزيز سلوكياتهم اليومية بالقيم الروحية والأخلاقية، بما يساهم في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات المعاصرة.

طباعة شارك دولة التلاوة برنامج دولة التلاوة مجلس النواب البرلمان اخبار البرلمان

مقالات مشابهة

  • الحاجة لـنظرية جديدة للمجتمع المدني العربي
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن خفض الحصص المقدمة للسودان
  • زيادة المعاشات 1 يناير 2026 لهذه الفئات.. تعرف على القيمة الجديدة
  • حملة مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي تؤكد رفع الجاهزية للحالات الطارئة
  • نائبة وزيرة التضامن: المجتمع المدني شريك للحكومة فى التنمية والعمل
  • وزير العمل: إجراء دراسات وتشخيص دقيق للمخاطر المهنية للحد من الحوادث
  • مراكش تستضيف برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي بمشاركة ليبية
  • «تمكين المجتمع» تحقق نتائج إيجابية في برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية
  • الأرصاد والدفاع المدني تحذر من مخاطر البرق القادم من السحب
  • برلماني: برنامج دولة التلاوة خطوة رائدة لتعزيز القيم الروحية والثقافية