حيت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز الذكرى الـ 14 لثورة 11 فبراير 2011 المجيدة، كما حيت شباب الثورة وجماهير الشعب التواقة إلى الحرية والمواطنة والعدالة الاجتماعيه وبناء الدولة الاتحادية الديمقراطية الحديثة.

 وأكد بيان صادر عن سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز 

 على أن الثورة مستمرة، ولا تزال تنبض بالحيوية، ولا تزال الأحلام والتطلعات الثورية تسري في شرايين الملايين من أبناء شعبنا وتحفّزهم نحو استكمال برنامج ومهام فبراير، وامتلاك المصير الوطني، مهما كانت التحديات ومهما كانت العواصف التي تحيط بها من كل اتجاه.

 

وأضاف البيان"لم تكن ثورة 11 فبراير محض صدفة، بل كانت تعبيراً عن بلوغ الأزمة الوطنية ذروتها، ووصول النظام الحاكم – حينها – إلى حالة من العجز التام عن إدارة الدولة ورعاية مصالح المواطنين، وانتشار الفساد المالي والإداري والسياسي بصورة غير مسبوقة، وانتهاج سياسات الخصخصة والنهب والإفقار والتجويع، حيث أصبحت الغالبية من الشعب اليمني ترزح تحت وطأة الفقر والبطالة، وتفتقر إلى الأمن الإنساني بأبعاده المختلفة، وفي مقدمته الأمن الغذائي، في مقابل وجود أقلية طفيلية مكوّنة من كبار قيادات الدولة والجيش وقيادات قبلية ودينية، فرضت سيطرتها على السلطة وعلى معظم القطاعات والأنشطة الاقتصادية، وحققت فوائض مالية مهولة على حساب الشعب ومصالحه العمومية.

وقال البيان أن ثورة 11 فبراير مثلت امتداداً جماهيرياً ووطنياً للحراك السلمي في جنوب الوطن الذي بدأت بواكيره الأولى في نهاية تسعينيات القرن الماضي، ثم ما لبث أن عمّ مختلف محافظات ومناطق الجنوب في 2007م، احتجاجاً على سياسات القمع والاقصاء التي استهدفت أبناء الجنوب، بالإضافة إلى ممارسات النهب والفيد التي طالت الأراضي والمزارع ومؤسسات القطاع العام في الجنوب بُعيد حرب 1994 الظالمة. 

وأكد البيان ان ثورة فبراير المجيدة والحراك الجنوبي نهجاً سلمياً مدنياً وديمقراطياً مدهشاً وخلاقاً، في بلد مدجج بالأسلحة وزاخر بالعصبويات المختلفة. ولهذا كانت ثورة فبراير ثورة لكل اليمنيين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والمناطقية، ولم تكن مشروعاً للاقتتال أو الخصومة الثأرية، بل مشروع يتوخى الخير والسعادة والرفاه لكل اليمنيين.

ومضى البيان قائلا " إنّ فرادة ثورة فبراير أنها لم تكن حركة نخبوية، أو انقلابية، بل ثورة شعبية شاركت فيها مختلف فئات الشعب وطبقاته، ورفعت مطالب وأهداف جسَّدت المصلحة الاجتماعيّة لعموم الشعب في التغيير والحريّة والعيش الكريم. 

 

لقد كان الشعب هو الفاعل الرئيس في الثورة، وكان هو القائد وهو روح الثورة المتدفقة في مختلف الميادين والشوارع والساحات العامة التي أصبحت مسرحاً للأحداث الثورية، وملاذ جميع الطبقات والفئات الشعبية.

 

وشكلت ثورة فبراير لحظة وطنية استثنائية، فقد مثلت من حيث مطالبها وجماهيريتها ونهجها السلمي واحتجاجاتها المدنية الشعبية التي عمّت اليمن من أقصاها إلى أقصاها لوحة بديعة من الوحدة الوطنية، فقد تراجعت أثناءها الانتماءات الفرعية والهُويات الضيقة القبلية والمناطقية والطائفية والمذهبية والقروية لصالح تسيد الانتماء الوطني والهُوية الوطنية الجامعة، فكانت الثورة بحق تجسيد فعلي للوطنية اليمنية المنشودة. 

 

اليوم وبعد مرور 14 عاماً من الثورة، تنتصب تحديات جمة أمام شعبنا ناجمة عن الانقلاب والحرب المدمرة التي لا تزال مفاعيلها تطحن عظام اليمنيين، وعلى وجه أخص، في الجانب الاقتصادي، إذ وصل التدهور المعيشي إلى حدود قصوى من المعاناة التي لم تعد تطاق، كما أصبحت البلاد مستباحة وفاقدة القدرة على التحكم بمصيرها بل أمست رهينة للخارج وللوكلاء المحليين وتجار الحروب.

 

وإزاء ذلك كله، يقع على عاتق جماهير الشعب وقواه الحية النضال من أجل إيقاف التدهور، وانهاء الحرب والانقلاب، واستعادة القرار الوطني، والشروع في بناء السلام المنشود لانقاذ البلاد من التشظي والتفكك، وممارسة الضغط الشعبي على الحكومة والمجلس الرئاسي ودفعهم لإجراء إصلاحات إدارية واقتصادية واسعة من شأنها أن تضع حداً للتدهور المعيشي، ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وضبط تحصيل الإيرادات وفقاً للقانون، وتوظيفها في دعم قطاع الخدمات ومشاريع التنمية. 

 

وحيا اشتراكي تعز الحراك الجماهيري والنقابي والمطالب المشروعة والمحقة بتحسين أوضاع عمال وموظفي القطاع العام، ورفع الأجور، وانتظام صرف الرواتب، والعلاوات، وكافة الحقوق الوظيفية التي تضمن للعمال والموظفين حياة معيشية كريمة لهم ولأسرهم.

واختتم البيان بقوله "إنّ الثورة مشروع مفتوح على المستقبل، ولا تزال جذوتها مشتعلة في الوجدان وفي الواقع، سعياً نحو تحقيق يمن حر ديمقراطي اتحادي.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

منى أحمد تكتب: 23 يوليو..الثورة التنويرية

ثورة يوليو كانت نقطة تحول في مسار التاريخ الحديث ،وهي الحدث الأهم في التاريخ المصري اتفقنا أو اختلفنا معها، فقد ألقت  بظلالها على كل مناحي الحياة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وكان الفن والأدب انعكاسا لإرهاصاتها  ومرسخا لها. 

كانت المهمة التنويرية هي أحد مقاصد الثورة التي آمن بها الزعيم جمال عبد الناصر،وفي  صدارة الأولويات وكان الاتجاه لإعادة صياغة الهوية الثقافية المجتمعية،وبناء الإنسان وتشكيل وجدانه الجمعي وإخراج الثقافة من دائرة النخبة إلى دائرة العامة،لتصل بمفهومها الواسع إلى قلب الشارع المصري والعربي.

وأصبح الهدف الأول للزعيم جمال عبد الناصر إرساء دعائم البنية التحتية للمؤسسات الثقافية،وكانت البداية إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة بمختلف أنحاء الجمهورية الوليدة، لتعويض محافظات همشت وطال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته العاصمة، وتغيير التركيبة الثقافية بحيث تشمل جميع أطياف المجتمع.

وكان إدراك الدولة حاضرا بأهمية صناعة السينما في إعادة بلورة المجتمع،فتدخلت لدعمها وخصصت لها لأول مرة بند في الميزانية العامة للدولة،فانطلقت المؤسسة العامة للسينما كأحد أهم الروافد الناعمة والداعمة لمصر،لتكون صورة ذهنية تتماشى مع إستراتجية الدولة داخليا وخارجيا. 

فأنتج خلال الحقبة الناصرية عددا من الأفلام التي جعلت العامة علي مقربة من مؤسساتها عما ذي قبل،منها سلسلة أفلام للفنان إسماعيل يس تحمل اسمه منها إسماعيل يس في الجيش،في البوليس الحربي،في الأسطول،في الطيران،والتي استعرضت في إطار مجتمعي جوانب من حياة الجيش والعسكرية المصرية،لتغيير الصورة النمطية تجاه الجندية والحياة العسكرية قبل ثورة يوليو،والتي كانت تدفع بعض المصريين للتهرب من التجنيد بدفع مقابل مادي ،لتغرس قيما جديدة عن شرف الجندية والخدمة العسكرية، وولاء وانتماء صمد أمام كل محاولات النيل من المكانة التي غرسها ناصر في نفوس المصريين تجاه مؤسساته العسكرية الوطنية.

كما اهتمت صناعة السينما بتعزيز كافة مخرجات يوليو ،منها الاجتماعي والذي حمل مفهوم العدالة،واقتصاديا بدعم المشروعات القومية العملاقة التي تم تدشينها مثل مشروع السد العالي ،وسياسيا بالتأكيد علي إتجاه مصر العروبي متمثلة في عدد من الأعمال أبرزها الناصر صلاح الدين، وجميلة بوحريد.

وكانت الأغنية الوطنية رفدا آخر في ترسيخ مفهوم الدولة ودعم مشروعاتها،من خلال العمالقة علي رأسهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم،وعبد الحليم حافظ  الذي لقب بمطرب الثورة ،وعشرات الأغنيات الثورية والأوبريتات والوطنية.

وكان لا بد من إستكمال المنظمومة الثقافية ،بإنشاء أكاديمية الفنون التي ضمت المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية.

وجاء إنشاء التليفزيون العربي أبوالشاشات العربية،ليضيف بعدا أكثر أهمية في إطار السياسة التنويرية التي تبناها ناصر،ليضئ كل بيت العربي من المحيط للخليج ويقود قاطرة الوطن لتشكيل الوعي الجمعي للأمة ويصبح اسمه التليفزيون العربي. 

وكما كان عصر ناصر هو العصر الذهبي للسينما والإعلام كان العصر الذهبي للمسرح أيضا حيث شهد المسرح المصري نهضة حقيقية بإنشاء مسرح التلفزيون الذي ساهم في خلق مناخ مسرحي غير مسبوق في مصر، وتأسست العديد من الفرق المسرحية، ونجحت الثورة في تفريخ كوكبة من كتاب المسرح المصري الذين تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخ الفن المسرحي العربي ،أمثال عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور  ونعمان عاشور وألفريد فرج. 

الثراء الإبداعي التنويري وحدا من لآلئ ثورة يوليو التي حفظتها، ووضعت الأجيال علي مقربة من تاريخها،وجعلت لها قاعدة جماهيرية بركيزة الوصل لفلسفتها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ،وهو ما سطر لها الخلود في الوجدان قبل صفحات التاريخ، وظلت الصورة الذهنية للمصريين علي مدار أكثر من  سنة73 تتذكرها بكل العرفان.

طباعة شارك ثورة يوليو جمال عبد الناصر الضباط الأحرار

مقالات مشابهة

  • منى أحمد تكتب: 23 يوليو..الثورة التنويرية
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)
  • الآلاف بتعز ينددون بحصار وتجويع غزة ويطالبون بموقف عربي وإسلامي حاسم
  • أستاذ تاريخ: 23 يوليو مثّلت تفكيرا خارج الصندوق وأنهت التبعية البريطانية
  • محافظة درعا تستقبل ٢٤٨ شخصاً من العائلات التي كانت محتجزة في السويداء
  • صفوت الديب: الحياة الحزبية في مصر 1952 كانت مزيفة قبل الثورة
  • خبير استراتيجي: ثورة 23 يوليو كانت السبيل الوحيد لإحداث تغيير في مصر
  • فريدة الشوباشي: ثورة يوليو أعادت لمصر هويتها .. ولا تزال المؤامرات مستمرة
  • بري للسيسي في ذكرى 23 تموز: مصر كانت ولا تزال مصدر إلهام للعرب
  • العربي للعدل والمساواة: قيم ثورة يوليو لا تزال حاضرة في الجمهورية الجديدة