احتلت الجمهورية الإسلامية في إيران بالأمس أعين العالم، المحبّ والمبغض على حدّ سواء، فذكرى انتصار الثورة الإسلامية فيها تشكّل محطة سنوية، ينتظرها المحبّون للتعبير عن حبّهم وامتنانهم ووفائهم للجمهورية الثورية الداعمة لحركات المقاومة في أمّتنا والناصرة للمستضعفين في الأرض، وينتظرها المبغضون على أمل أن يروا تراجعًا في عدد وعزيمة أبناء هذه الثورة المباركة وهم يجدّدون البيعة لنهج الإمام الخميني (قُدّس سرّه)، ويجدّدون العهد والولاء لدولتهم المقاتلة وعلى رأسها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
ستة وأربعون عامًا على ذلك اليوم الذي دخلت فيه الجمهورية الإسلامية في إيران التاريخ من باب إحياء الأمّة الإسلامية، وبدأت بخوض المواجهة المستمرّة حدّ اللحظة ضدّ جميع قوى الاستكبار في العالم. “إيران” الدولة القويّة القادرة والنّاصرة لكلّ مستضعف في الأرض، راكمت على مدى الأعوام الستة والأربعين، أيّ منذ انتصار ثورتها العظيمة على حكم الشاه وتحرّرها من التبعية والارتهان للغرب، ولم تزل تراكم القوّة الكفيلة بدعم حركات المقاومة وأحرار الأرض، بكلّ ما تملك وتتحدّى قوى الشرّ والطغيان والنّهب رغم الحصار ورغم الهجمات الدولية المركّزة ضدّها، سواء الهجمات العسكرية والأمنية والاقتصادية، أو تلك الناعمة.
الدولة السّند التي حملت على عاتقها كلّ همّ يصيب الأمّة والمستضعفين، احتفت بالأمس بيومها الوطنيّ بامتياز. تجمّع أبناء الثورة في ساحات طهران، وهتفوا حبًّا وولاءً على وقع تردّدات طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس وعمليتي الوعد الصادق هناك. حلّ لبنان وأهل المقاومة فيه ابنًا عزيزًا في رحاب الثورة الإسلامية، وتألقت فلسطين في صدر البيت الإيراني المرصّع بالشرف اليمنيّ المحارب الصادق، وبالبسالة العراقية التي لا تسكت على ضيم ولا تتخلّى عن إرث وأثر اختلاط أشلاء ودم الشهيدين القائدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبي مهدي المهندس. تهادت في ساحات طهران كلّ أصوات المستضعفين والأحرار، رُفعت على الرايات والعصبات والشعارات التي جدّدت الولاية والعهد وتمسّكت بمقاومة الاستكبار بكل وجوهه وأقنعته. قالت لاءها لأمريكا، و”لا لأمريكا” حين تقال في الجمهورية الثورية المنتصرة، تأتي معمّدة بالبذل وبالدم وبالصبر وبالمقدرة.
بالأمس، شخصت الأبصار نحو ساحات طهران، وهي تبدّد أوهام المارقين بانفصال أو تباعد بين النظام والشعب في إيران، وتهشّم محاولات تظهير النظام كسلطة منفصلة عن إرادة الناس. واللافت أن منظّري ودعاة “الديمقراطية” الذين يحسبون أن بضع تحركات مركّبة ومدسوسة ومبنية على بروباغندا كاذبة تناهض الدولة حراكًا ينبغي متابعته والتعويل عليه ويرون فيه حقيقة رأي الشعب الإيراني.
يكذّبون أعينهم والوقائع حين يرون الحاضنة الشعبية المنقطعة النظير للنظام الذي هو وليدها، بل ويصرّون على ركوب أمواج الوهم المتماهي مع شعارات الحرب الناعمة التي يخوضها الغرب برمّته ضدّ الدولة الإيرانية. وهكذا، دون جهد سوى الولاء للحقّ وللحقيقة الساطعة، يكذّب الشعب الإيراني كلّ ما يُحاك من أقاويل عنه في محطة سنويّة ناصعة، ليس في تاريخ الجمهورية في إيران فحسب، بل في تاريخ الأمّة الإسلامية التي كانت شعوبًا ميتة، وأحياها الخميني (قُدّس سرّه).
كاتبة لبنانية
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إيران تطالب ترامب بتعويضات عن خسائر حرب الـ 12 يوما قبل استئناف مفاوضات النووي
في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن على الولايات المتحدة الموافقة على تعويض إيران عن الخسائر التي تكبدتها خلال حرب الشهر الماضي، ضمن تمسك طهران بموقفها وفرضها لشروط جديدة من اجل استئناف المحادثات النووية مع إدارة الرئيس الأمريكي.
وقال عباس خلال المقابلة التي أجريت في طهران إن بلاده لن توافق على العمل كالمعتاد بعد حرب الـ 12 يوم مع إسرائيل وامريكا التي انضمنت الى القتال لفترة وجيزة، وأضاف في إشارة الى ترامب: «عليهم أن يشرحوا لماذا هاجمونا في منتصف المفاوضات.. وعليهم ضمان عدم تكرار ذلك خلال المحادثات المستقبلية.. وعليهم أن يعوضوا إيران عن الضرر الذي تسببوا فيه».
وأشار عراقجي، وهو كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين في المحادثات مع واشنطن، إلى أنه تبادل الرسائل مع المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف، خلال الحرب وبعد انتهائها، وأنه أبلغه بأنه من الضروري التوصل إلى حل يرضي الطرفين لإنهاء المواجهة المستمرة منذ سنوات بشأن برنامج إيران النووي، وتابع: "الطريق المؤدي إلى التفاوض ضيق لكنه ليس مستحيلاً.. أنا بحاجة إلى إقناع رؤسائي بأننا إذا ذهبنا للتفاوض.. فإن الطرف الآخر سيأتي بعزم حقيقي للتوصل إلى اتفاق مربح للجانبين".
وقال إن ويتكوف حاول إقناعه بأن ذلك ممكن واقترح استئناف المحادثات، وأضاف: «نحن بحاجة إلى إجراءات حقيقية لبناء الثقة من جانبهم».
وقال عراقجي للصحيفة البريطانية إن التعويضات يجب ان تشمل تعويض مالي دون تقديم تفاصيل، وضمانات بعدم تعرض إيران للهجوم في أثناء المفاوضات مرة أخرى.
شنت الولايات المتحدة هجمات الشهر الماضي على المنشآت النووية الإيرانية التي تقول واشنطن إنها جزء من برنامج موجه لتطوير أسلحة نووية وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة ولم يرد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب التعليق.
اقرأ أيضاً«تبعد مسئوليتها عن الإبادة».. إيران ترفض مزاعم أمريكا حول التدخل في مفاوضات غزة
إيران: المحادثات النووية مع الترويكا الأوروبية منفصلة عن الحوار غير المباشر مع واشنطن
إعلام إيراني ينشر لحظة محاولة اغتيال الرئيس بزشكيان بصاروخ إسرائيلي (فيديو)