أستاذ تاريخ: 23 يوليو مثّلت تفكيرا خارج الصندوق وأنهت التبعية البريطانية
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
في لحظة فارقة من تاريخ مصر، اجتمعت أحلام التغيير مع إرادة التحرر، لتولد ثورة لم تكن مجرد انتقال في الحكم، بل تحوّل في مصير أمة.
بهذه الرؤية استعرض الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، ملامح ثورة ٢٣ يوليو، مؤكدًا أنها لم تكن صنيعة الخارج كما يروّج البعض، بل صنيعة إرادة داخلية تشكّلت في قلب الشعب المصري وضباطه الأحرار الذين حلموا بالخلاص من الاستعمار، والعدالة لمن حُرموا منها طويلًا.
أكد الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، خلال لقاءه على قناة "صدى البلد"، أن بداية ثورة ٢٣ يوليو جاءت في سياق تاريخي معقّد، حيث عاش الضباط الأحرار حلم التحول في ظل استعمار كان يحبط أي محاولة للتغيير،موضحاً أن هؤلاء الضباط، المنتمين للطبقة الوسطى، شاركوا في حركات فدائية قبل الثورة، واستطاع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أن يُشكّل هذه المجموعة، أثناء الحرب العالمية الثانية.
الملك فاروق والاستقلال.. بين التطلع والانتماء لمنظومة الظلموأشار "الميري"، خلال لقائه بمناسبة الذكرى الـ٧٣ لثورة يوليو، المذاع على قناة "صدى البلد"، إلى أن الملك فاروق كان يتطلع لاستقلال البلاد من هيمنة الاحتلال البريطاني، لكنه في الوقت ذاته كان جزءًا من منظومة الظلم التي عانى منها الشعب المصري، لافتاً إلى أن ثورة يوليو مثّلت تفكيرًا "خارج الصندوق"، وجاءت نتيجة ضغوط وتراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية، بعد فشل كل المحاولات الدبلوماسية لنيل الاستقلال.
العدالة الاجتماعية في قلب أهداف الثورةوشدّد أستاذ التاريخ الحديث، على أن أحد أهم أهداف الثورة ،كان تحقيق العدالة الاجتماعية لضمان الكرامة الإنسانية، مؤكدًا أن نحو ٦١٪من ثروة مصر كانت قبل الثورة في يد الباشوات والعائلة المالكة، بينما كان نحو ٨٠٪ من الشعب المصري يعيش تحت خط الفقر.
نهاية التبعية.. وبداية التوزيع العادل للثروةونوه “الميري”، بأن مصر قبل ثورة يوليو كانت تعيش عصر التبعية السياسية والاقتصادية للاحتلال البريطاني، حيث كانت أغلب الموارد في يد فئة محدودة من الباشوات والعائلة المالكة، بينما عاش غالبية الشعب تحت خط الفقر، مؤكداً أن الثورة غيّرت هذا الواقع، فكان من أوائل قراراتها تحديد الملكية الزراعية بـ٢٠٠ فدان فقط، وتوزيع الفائض على الفلاحين مقابل ضريبة رمزية، ما حول الفلاح من مستأجر إلى مالك، مضيفًا أن نظام الحكم الملكي تم إسقاطه واستبداله بنظام جمهوري، وتم تحقيق الاستقلال التام للدولة، إلى جانب تأسيس جيش وطني قوي قادر على حماية سيادة البلاد.
وتابع أن الثورة لم تكن صنيعة أمريكية، رغم أن ليلة قيامها شهدت تواصلًا مع السفارة الأمريكية وعدد من السفارات الأجنبية لتأمين رعاياها، مؤكدًا أن الثورة كانت بيضاء لم تُسفك فيها الدماء، لكن الخلاف بين الضباط حول بعض الأفكار، أدى إلى تقديم الرئيس محمد نجيب استقالته، ثم تحديد إقامته لاحقًا في قصر زينب الوكيل بمنطقة المرج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الملك فاروق الاحتلال البريطاني ثورة يوليو مصر الشعب المصري الرئيس محمد نجيب الشعب المصری ثورة یولیو
إقرأ أيضاً:
بعد مرور 73 عاما.. ماذا تبقى من ثورة يوليو؟
تمثل ثورة 23 يوليو 1952 علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، فهي بمثابة نقطة تحول جوهرية، غيرت بشكل عميق المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ورسخت مبادئ أساسية مثل الاستقلال والتحرر من قبضة الاحتلال والهوية الوطنية، وعززت دور المؤسسة العسكرية، وأسست لدفع عجلة التعليم.
وبعد مرور أكثر من سبعين عامًا، يظهر إرث الثورة جليا في إنجازات ومؤسسات حافظت على وجودها، فيما تلاشت أخرى بفعل التغيرات المتعاقبة والتوترات التي شهدها الشرق الأوسط.
وبقيت الثوابت الأساسية التي رسخت لها الثورة المباركة بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر راسخة في الدولة المصرية، متمثلة في مساعي الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى النهوض في كل المجالات، والحفاظ على وحدة تراب مصر، ودعم القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية، ووقف المخططات الصهيونية الرامية إلى السيطرة على دول المنطقة.
وتسلط «الأسبوع» في هذا التقرير الضوء على ما تبقى من منجزات ثورة يوليو إلى اليوم.
ماذا تبقى من ثورة يوليو؟ 1- الهوية الوطنية والاستقلال السياسيانتهى الوجود الاستعماري البريطاني رسميًا عام 1956، وتم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، ولا تزال الجمهورية هي النظام القائم حتى اليوم، وما زالت مصر دولة مستقلة ذات سيادة.
2- الجيش كمؤسسة وطنية قويةلعل أبرز منجزات الثورة هي بناء جيش وطني حديث، لا يزال يلعب دورًا مركزيًا في صون مقدرات مصر والحفاظ على ترابها الوطني.
3- قوانين الإصلاح الزراعيكانت ثورة 23 يوليو أول من أعاد توزيع الأراضي على الفلاحين وكسرت هيمنة الإقطاع، وحتى وقتنا هذا لا يزال بعض الفلاحين يستفيدون من هذه السياسات، لكن هيكل ملكية الأرض تغير كثيرًا.
4- التعليم المجانيلا تزال فكرة مجانية التعليم موجودة من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية، رغم تراجع الجودة في بعض المراحل، ولكن توسعت الجامعات الإقليمية التي بدأت في عهد الثورة.
5- قناة السويس والتأميميعتبر تأميم قناة السويس عام 1956 من أعظم إنجازات ثورة 23 يوليو، وهي اليوم مصدر مهم للدخل القومي المصري.
6- الصناعات الوطنيةانطلقت البنية الأساسية للصناعة المصرية من سياسات يوليو، حيث بُنيت قواعد صناعية كبيرة مثل مصانع الحديد والصلب، الغزل والنسيج، والأسمنت.
7- مؤسسات اجتماعية وثقافيةأنشأت الثورة مؤسسات مثل: الهيئة العامة لقصور الثقافة، الإذاعة والتلفزيون المصري، وأكاديمية الفنون، وهذه المؤسسات لا تزال قائمة وتمثل جزءًا من البنية الثقافية للدولة.
قيم يوليو التي لا تزال حاضرة1-العدالة الاجتماعية لا تزال تُطرح حتى اليوم كهدف، رغم صعوبات التطبيق.
2-النزعة الوطنية ومعاداة الاستعمار حاضرة في الخطاب السياسي، وإن تغيرت أدواته.
3-تقدير الجيش والتفاف الشعب حوله في الأزمات مستمر.
ما تلاشى أو تم تفكيكه من منجزات الثورة 1-القطاع العام الضخم:جرت تغييرات جذرية على القطاع العام الضخم منذ الثمانينات وتم إهداره عبر برامج الخصخصة.
2-المجتمع الاشتراكي:انهارت السياسات الاشتراكية لصالح اقتصاد السوق الحر.
3-دور مصر الإقليمي القيادي:تقلص الدور الإقليمي مقارنة بما كان في عصر عبد الناصر بفعل انكفاء مصر خلال 40 سنة تلت وفاة عبد الناصر على نفسها وانشغالها بأمور داخلية، تحاول الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، استعادته.
اقرأ أيضاًوزير الثقافة يهنئ رئيس مجلس الوزراء بـ ذكرى ثورة 23 يوليو
"الخارجية" تهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري العظيم بمناسبة ذكرى ثورة ٢٣ يوليو المجيدة