بينما تمتلئ الشوارع بالورود الحمراء، وتتزين المحال التجارية بالقلوب والهدايا، وتعج المقاهي والمطاعم بضحكات العشاق، كان «عم سيد» يقضي عيد الحب الأول بدون زوجته، جالسًا بجوار قبرها، يرتل لها آيات من الذكر الحكيم التي كانت تحبها.

في أبريل 2024، رحلت «الحاجة كريمة»، تاركةً وراءها قلب سيد حمادة، البالغ من العمر 69 عامًا، نابضًا بالحب والوفاء، بعد زواج دام 35 عامًا، عاشا خلالها أجمل أيام حياتهما، رغم أنهما كانا كفيفين ولم يريا بعضهما يومًا، لكن أعين قلوبهما كانت دائمًا مفتوحة على الحب.

ساعة بجانب زوجته في عيد الحب

يحكي «سيد» لـ«الوطن»، تفاصيل 60 دقيقة، قضاها بجانب زوجته في عيد الحب، موضحًا أنه جلس بجانب قبرها، واضعًا كف يده على بابه، وقرأ لها سورة الفاتحة، ثم بعض الآيات التي كانت تحب أن تسمعها منه، مضيفًا: «ده أول عيد حب ماتكونش موجودة معايا فيه، قرأتلها قرآن، وبكيت على فقدانها وقولتلها سامحيني لو كنت قصرت معاكي في يوم، لأنه تعبت معايا جدا وعافرت علشان نبني بيتنا».

مشاعر مختلطة داخل قلب «سيد»، إذ اختلطت الراحة مع الحنين والحزن، ويحاول الرجل الذي يقطن في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، أن يتأقلم على الحياة بدونها، لكنه فشل حتى الآن.

سيد: كانت عيني اللي مش بشوف بيها

«عايش في دوامة، ولو أطول أنزلها القبر هعمل كده، لو ينفع أعيش جنب قبرها هعمل ده، كانت الأمل في حياتي وعيني اللي بشوف بيها، وزواجنا استمر 35 سنة، كانت نتيجته إننا خلفنا ابننا الوحيد أحمد».. هكذا وصف «سيد» شعوره خلال حديثه مع «الوطن»، مؤكدًا أنها كانت تتمنى أداء العمرة قبل وفاتها، لكنها لم يقدر على تحقيق حلمها، وبات أمل زوجها هو قيامها بأداء العمرة له ولزوجته الراحلة.

اعتاد «سيد» على زيارة قبل زوجته في الأسبوع مرتين، ليقرأ لها الفاتحة ويجلس بجوارها ساعات طوال: «أمل حياتي دلوقتي إن أحقق اللي كانت نفسها تعمله، وأعملها عمرة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عيد الحب قبر زوجته الزوجة عید الحب

إقرأ أيضاً:

ثم ضاع الأمس مني

*ثم ضاع الأمس مني*
في اوائل القرن الماضى صنعت مزارع الراحل (معلوف) اجمل عصير مركز من البرتقال والمانجو والليمون، وكانت كل طبقات الشعب تستعمله في بيوتهم وفي افراحهم.
وانشأ الراحل (عزيز كافوري) أكبر مزرعة للابقار الحلوب، وصنع اول معمل للحليب المبستر والزبد النقي والكريم والقشطة وغيرهم، وكانت سياراته المتعدده تصل الي جميع سكان العاصمة في بيوتهم.
وأقامت شركه (جلاتلي هانكي) اكبر مصنع للزيوت وصابون الغسيل ماركه الغزالتين، وحاكتهم شركه بيطار في الزيوت، ومن بذره القطن صنعوا أجمل صابون فاخر للحمام ماركة جابي، برائحة الصندل وآخر برائحة الورود وثالث برائحة الياسمين.
وأنشأ (عثمان صالح) اكبر مطاحن القمح السوداني وكفَّى كل المخابز حيث لم ينقطع الخبز يوما واحدا في كل أرجاء السودان،
وأسس (اسطفانوس) اول طواحين فاخرة في الخرطوم بحري وكانت كل البلاد ترسل غلتها لمطاحنه حتي عُرفوا بعائله الطواحين.
وانتشرت معاصر الزيوت في كل ارجاء السودان من عصر السمسم بالطريقه اليدوية الى ان دخلت الميكنة والمصانع الحديثة، وكان السودان من اكبر مصدري الزيوت
. بدأها آل البربري في بورتسودان لتسهيل تصديرها لمصر والخليج وساحل شرق افريقيا ثم المادح للزيوت بأمدرمان
.
وأقام العم (سعد) مصنع حديثا للحلويات في الخرطوم، وصنع اجمل طحنية من السمسم السوداني المشبع بالزيوت النقية، وصنع أحلى الشيكولاتات وبسكويت كوكو (ويفر) وغلَّف حلوياته بأجمل الأغلفة والعلب الملونة التي فاقت المستوردة، وحاكاه مصنع (كريكاب) ثم تنافست المصانع وتطورت، ولا ننسى كراتين حلوى المولد التي كانت فيها ارقى وانظف تشكيلة من الحلويات.
وأسس الخواجة (جوليكيان) اول مصنع للادوات المنزلية من الصاج المطلي بألوان زاهية وصنع من الألمونية أجمل الاباريق والحلل والصحون.
واقام (اولاد مراد) مصنعا للعطور وصنعوا الكولونيا من انتاج النبوش الفرنسية وبنت السودان التي لا زال الشعب السوداني يستعملها في كل المناسبات.
أما صناعة النسيج فلقد بدأت منذ اوائل القرن الماضي، وصنع الاقباط النقادة اول مناسج يدوية، وانتجوا اجود (القنجات) من القطن السوداني وصنعوا منه اثواب النساء وجلاليب الرجال واجمل الشال المزخرف، وحتي الانجليز فصلوا منه (البردلوبات) و(الجاكتات) والشورتات، ثم قامت المصانع الحديثه واول مصنع أقامته شركة أمريكية وأنتجت الدبلان والدمورية وكفت كل الشعب من هذه السلعة،
وازدهرت الصناعة في السبعينيات وانتشرت المصانع في الحصاحيصا ومدني وشندي،
وصنع الراحل (كمال الدين) اجود الاثواب من القطن السوداني،
وأسس الراحل (خليل عثمان) اكبر مصنع للغزل والنسيج، ومعظم جيلى
يذكر سلوى بوتيك وتلك الصناعة الفاخرة للقمصان والمناطلين الرجالية ثم مصانع المهداوي للملابس الجاهزة.
، فى تلك الحقبة اكتفى السودان من النسيج وكان على وشك التصدير لولا الاهمال الفظيع الذي وجدته الزراعة والصناعة في حقبة التسعينيات وما تلاها.
في الستينيات تأسست الصناعات الغذائية الراقية وتعليب الخضروت وتجفيف الألبان والبصل والفواكه والتمور ..إلخ، واصبح السودان من عمالقة التصنيع الغذائي في افريقيا، وفي السبعينيات إزدهرت صناعة السكر ومنتجاته مثل الكحول الطبي والصناعي والعسل الاسود .
ظهرت المطابع في وقت مبكر من القرن العشرين أسس (مكاركوديل)
اول مطبعة نافست مطابع مصر ولبنان، وفي مجال الاعلام والانتاج الفني والدرامي
كانت شركة السودان للتمثيل والموسيقى
التى تأسست في منتصف الاربعينيات واستوردت أول أستوديو للإنتاج الفني والدرامي
في بداية الستينيات كان مجهزا بأحدث التقنيات التى لا يوجد مثلها في البلاد حتى الآن!
بالنسبة للعطور وادوات التجميل
، اقام الدكتور (وليم لوقا) مصنعا فاخرا في حلة القوز، وانتج الشامبو الفاخر وكريم نيفيا والعطور الجميلة
، وأنشأ (اولاد حداد) مصنعا حديثا بجواره وصنعوا اجمل العطور الفرنسية والالمانية وكريمات السيدات من انتاج لوريال الفرنسيه وكلونيا 4711 الالمانية واصباغ الشعر انتاج لوريال العالمية،
ولم ينسوا لوازم المنازل فصنعوا الصابون السائل (مستر برايت) ومبيد الحشرات (بيف باف) وايضا المعقمات لنظافه الارضيات (بيانول) بجانب مصانع الصابون وصابون الفنيك بشندي الذي اسسه عبد الرحيم محمد السيد عام ١٩٤٨.
وأقام (السلمابي) بالشراكة مع (حجَّار) اكبر مصنع للورق المقوى والكرتون والعلب، وفر قدراً هائلا من العملات الاجنبية، بجانب مصانع حجار لسجائر البرنجي.
وأنشا (ادريس الهادي) اكبر مصنع لاصابع اللحام، كان يغطي السوق المحلي ويُصدِّر الي الهند وانجلترا.
كذلك لن ننسى صناعة الجلود والمدبغة الحكومية العملاقة وكذلك
مدبغة عبدالله الحسن سالم بأمدرمان
ومدبغة المطبعجى فى عطبرة
ومدابغ فى كثير من مدن السودان المختلفة حيث كانت الجلود تصدر إلى بريطانيا وجزء منها إلى السوق المحلى لعمل المراكيب وغيرها من الاحذية المحلية . هذا بجانب بطاريات الروبي ومصانع باتا ولاركو للأحذية ومصنع تعليب لحوم كوستي ١٩٥١ الأكبر في افريقيا انذاك وتعليب الالبان ببانوسة ١٩٦٠ الاول في افريقيا والعالم العربي وتعليب الخضر والفواكه في كريمة وتجفيف البصل في كسلا ومصنع نسيج انزارا بالولاية الاستوائية ومحالج مارنجان والحاج عبدالله ونسيج الدويم ومعامل الأجبان المعلبة وغيرها…
كانت لدينا اطول واحسن
خطوط سكة حديد في افريقيا
وأحسن طيران في أفريقيا
وأحسن خطوط بحرية في افريقيا وافضل خدمة مدنية بجانب النقل النهري والمخازن والمهمات والمؤسسات والمصالح الفاعلة مثل المؤسسة العامة للحفريات ومصلحة السكك الحديدية وورشها بعطبرة ومصلحة التدريب المهني وغيرها…
وأكبر وأحسن مشروع مروي في افريقيا وهو مشروع الجزيرة.
ثم ضاع الامس مني
وانطوت في القلب حسرة
لماذا تراجعنا هكذا بدل أن نكون في مقدمة الأمم ؟
كتبه /
(مكرم ميلاد سلامة)

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رمضان عبد المعز: اللي يتقي ربنا يفتح له أبواب مكنش يتخيلها.. فيديو
  • مخرج مسلسل لام شمسية: «محمد سامي ميعرفش يعمل اللي أنا بعمله»
  • اندلاع حريق بجوار مسجد الحمد في التجمع الخامس.. صور
  • ثم ضاع الأمس مني
  • أول تعليق من جورج وسوف بعد شائعة وفاته: "كل الإشاعات اللي بتطلع لعبات"
  • اندلاع حريق في مخزن رخام بجوار مستشفى الحلمية «صور»
  • رفع 230 طنًا من المخلفات الصلبة بجوار كوبري نزلة عبد اللاه بحى شرق أسيوط
  • اتفاق مفاجئ يقضي على الروائح الكريهة في إزمير!!
  • الرئيس الروسي يوقع مرسوما يقضي بتمديد خطة الدفاع لغاية سنة 2027
  • حارس المنتخب منير المحمدي يقضي العطلة بمراكش