لبنان وما أدراك ما لبنان
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
علي بن مسعود المعشني
ونحن نعيش أيامًا من زيارة فخامة العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى سلطنة عُمان، من المفيد أن نستذكر، ونستعيد لبنان، وماهية لبنان، ودور لبنان، وأهمية لبنان، والوشائج والمشتركات العامة والخاصة بين عُمان ولبنان.
لبنان ليس بلدًا، ولا كيانًا سياسيًا، ولا جمال طبيعة وشعباً، ولا ذائقة، ولا ابتكارًا وخلقًا، لبنان فكرة أنتجت كل هذا وما زالت ولُود.
لبنان قرر أن يكون إقليمًا جغرافيًا بداخل كيان كبير يُسمى الوطن العربي، وليس كيانًا عربيًا مستقلًا عن وطنه العربي ويُسمى لبنان.
صُوْر لبنان وصُوْر عُمان تتجاذبان التاريخ، وترويان حكايات مُشوِّقة عن نشأة الفينيقيين وهجراتهم وآثارهم ومآثرهم.
لبنان علَّم العرب والعالم معنى التآخي بين مكوناته، ومعنى التعايش مع من اختاروا العيش فيه، ولبنان علَّم العرب والعالم الثقافة بأسمى معانيها، والتعليم برسالته الخالدة وقدسيته العميقة.
لبنان علَّم العرب والعالم معنى الحُرية المنضبطة، وكان ملجأً لمضطهدي الفكر وطالبي الحرية المنضبطة.
لبنان علَّم العرب والعالم معنى الخصوصية المالية والحسابات السرية في المصارف، ولبنان لم يكن مقصدًا للتعليم النظامي بمراحله؛ بل كان كذلك ساحة مفتوحة ومقصدًا ووجهة للتعلم الذاتي؛ حيث يكفي لزائر لبنان أن يجول بلبنان بجسده وحواسه ليتعلم الجديد كل يوم.
لبنان لم يُعلِّم العرب والعالم صنوف السياحة فحسب؛ بل علَّمهم الذائقة السياحية وفنونها.
لبنان علَّم العرب والعالم أن الكرامة أهم من الخبز المغموس بالإذلال والخضوع، وعلَّمهم كذلك أن الشرف أولى من العلف.
لبنان علَّم العرب والعالم، كيف تُصبح الهُوِيَّات الفرعية هُوِيَّة جامعة عند الضرورة وغير الضرورة كذلك، وكيف تُصبح الانقسامات العمودية والسطحية للمجتمعات في لحظة ما، مجرد نظريات في أوراق الكتب ومناهج التعليم.
لبنان اليوم ليس على ما يُرام، ومن واجب العرب والعالم الوقوف بجانب لبنان؛ لأن الوقوف بجانب لبنان اليوم يعني الوقوف بجانب القيم الإنسانية الكبرى، والتي فقدت الكثير من معانيها اليوم، وبقي لبنان عنوانها وبوصلتها رغم كل شيء.
الحفاظ على لبنان كأيقونة عربية مُهداة للعالم، يعني الحفاظ على سلة مفقودات إنسانية فقدها العالم، وبقي لبنان مصدرًا حصريًا لها. لبنان اليوم كسيدنا يوسف عليه السلام بين إخوته، يترقب قافلة العزيز.
من كسب لبنان كسب جُملة من المنافع المادية والمعنوية، ومن خسر لبنان خسر إنسانيته ومعانيها السامية العميقة. لبنان جغرافية تستحق الدراسة العميقة لمن أراد معرفة حقيقة وصدقية فرضية "عبقرية المكان".
قبل اللقاء: لبنان حالة تُعاش، لا تُوصف.
وبالشكر تدوم النِعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بث مباشر مشاهدة مباراة مصر والأردن يلا شوت اليوم في كأس العرب
تزداد الأجواء اشتعالًا بين الجماهير المصرية والأردنية على حد سواء مع اقتراب انطلاق المواجهة المرتقبة التي تجمع بين منتخب مصر ومنتخب الأردن في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025، حيث يدخل الفراعنة اللقاء وهم يبحثون عن بطاقة التأهل التي لم تُحسم بعد في ظل امتلاكهم نقطتين فقط بعد تعادلين، بينما يدخل المنتخب الأردني المباراة وهو في قمة معنوياته بعد ضمان التأهل رسميًا بفوزين في أول جولتين، لتتحول المباراة إلى صراع بين فريق يسعى لخطف بطاقة التأهل وفريق يريد تأكيد الصدارة والظهور بأفضل شكل ممكن قبل الأدوار الإقصائية، ويزداد ترقب الجماهير نظرًا للطابع التنافسي القوي بين المنتخبين ولتاريخ مواجهاتهما في البطولات العربية.
ترتيب مجموعة مصر والأردن قبل مواجهة الحسميتصدر منتخب الأردن جدول ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط جمعها من انتصارين متتاليين، ليضمن بذلك أولى بطاقات التأهل إلى ربع النهائي، ويقدم المنتخب الأردني مستويات قوية بقيادة مجموعة من اللاعبين الذين ظهروا بثبات واضح منذ انطلاق البطولة، الأمر الذي يمنحه الأفضلية قبل مواجهة اليوم، ويجعل المنتخب المصري في اختبار حقيقي.
لمشاهدة مباراة مصر والأردن بث مباشر في كأس العرب.. اضغط هنا
لمشاهدة مباراة مصر والأردن بث مباشر في كأس العرب.. اضغط هنا
لمشاهدة مباراة مصر والأردن بث مباشر في كأس العرب.. اضغط هنا
أما منتخب مصر فيدخل المباراة وهو يحتل المركز الثاني برصيد نقطتين فقط من تعادلين، ليجد نفسه أمام ضرورة تحقيق الفوز لضمان التأهل دون انتظار حسابات معقدة، ويأمل المدرب حلمي طولان أن ينجح اللاعبون في استغلال الفرصة وتحويل ضغط الجمهور إلى دافع إيجابي، خاصة أن الخسارة أو التعادل قد يضع الفريق خارج المنافسة.
تنطلق مباراة مصر والأردن اليوم الثلاثاء في تمام الساعة الرابعة والنصف عصرًا بتوقيت القاهرة، على أرضية ملعب البيت في مدينة الخور بقطر الذي يستضيف واحدة من أهم مواجهات الجولة الحديثة، ويتميّز اللقاء بأنه متاح عبر المتابعة الرقمية على المنصات الرسمية للبطولة بدون تشفير، الأمر الذي يسمح للجماهير بمتابعة المباراة بسهولة عبر الإنترنت، ويستحوذ اللقاء على اهتمام كبير خاصة مع تزامنه مع صراع التأهل بين ثلاثة منتخبات.
أهمية المباراة للمنتخبين قبل نهاية دور المجموعاتلا يقل طموح المنتخب الأردني في هذه المباراة عن طموح منافسه المصري، فرغم ضمان التأهل إلا أن الجهاز الفني للنشامى يسعى إلى إنهاء المرحلة بثلاثة انتصارات متتالية تمنح الفريق معنويات مرتفعة قبل خوض الدور ربع النهائي، كما يسعى لتجربة بعض العناصر دون التأثير على توازن الفريق، مما يمنح المباراة طابعًا تنافسيًا قويًا.
أما المنتخب المصري فيرى في هذه المواجهة فرصة لا تُعوّض لاستعادة الثقة وتصحيح المسار بعد أول جولتين شهدتا أداءً جيدًا دون تحقيق الفوز، ويطمح الفراعنة إلى استغلال المباراة بأفضل شكل ممكن لتعزيز فرص التأهل والعودة إلى المنافسة بقوة، خاصة في ظل الدعم الجماهيري الكبير المتوقع داخل الملعب وعبر المتابعة الإلكترونية.
يتوقع أن يعتمد المنتخب المصري على أسلوب هجومي أكثر وضوحًا مقارنة بمباراتي الجولتين السابقتين، مع محاولة السيطرة على منتصف الملعب والضغط على دفاع الأردن عبر الأطراف والتمريرات السريعة، بينما من المتوقع أن يلجأ المنتخب الأردني إلى الحفاظ على توازنه الدفاعي واستغلال المساحات خلف خط دفاع مصر عبر الهجمات المرتدة السريعة التي تميز الفريق في هذه النسخة من البطولة، مما يجعل المباراة مفتوحة على جميع الاحتمالات فنيا.