معهد المشروع الأمريكي - مايكل روبين

في 12 فبراير 2025، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى فتح تحقيق في مقتل الموظف اليمني في برنامج الأغذية العالمي، أحمد باعلوي، بعد احتجازه من قبل مليشيا الحوثيين. لكن هذا التحقيق يطرح تساؤلات حول دور المنظمة الدولية في تعريض موظفيها المحليين للخطر، وسط تصاعد انتهاكات الحوثيين.

منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء عام 2014، فرضت الجماعة سيطرتها على أجزاء واسعة من شمال اليمن، دون الحصول على اعتراف دولي. انتقلت الحكومة اليمنية المعترف بها إلى عدن، التي أصبحت مقرًا مؤقتًا للسلطة وللسفارات الأجنبية، بينما حافظت دول قليلة مثل إيران على وجود دبلوماسي في صنعاء. وعلى الرغم من ذلك، ترفض إدارة غوتيريش نقل المقرات الأممية إلى عدن، رغم تصاعد عمليات الاختطاف التي ينفذها الحوثيون ضد موظفي الأمم المتحدة، خاصة اليمنيين.

ففي عام 2021، اختُطف موظفون يمنيون في مكتب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وآخرون يعملون مع السفارة الأمريكية. وتصاعدت الحوادث بشكل لافت في صيف 2024، مع اختطاف 72 عاملاً إغاثيًا، ثم اختطاف أحمد وسبعة من زملائه في يناير 2025. تشير تقارير محلية إلى أن الحوثيين يستخدمون الرهائن كورقة ضغط لفرض صمت دولي على انتهاكاتهم، وإجبار المنظمات على توجيه المساعدات عبر قنواتهم.

المفارقة أن استمرار الأمم المتحدة في العمل من صنعاء يُضعف قدرتها على تنفيذ برامجها بحياد، إذ تتحول الوكالات الأممية إلى أدوات تحت سيطرة الحوثيين، الذين يفرضون شروطًا على توزيع المساعدات. وفي المقابل، فإن نقل المقرات إلى عدن لن يعني بالضرورة توقف الخدمات في المناطق الخاضعة للحوثيين، فالتجارب السابقة –كما في العراق أثناء حكم صدام حسين، أو في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال صراعاتها– أثبتت إمكانية عمل المنظمات عبر خطوط النزاع عند اتباع آليات واضحة.

اللافت أن إدارة غوتيريش وبرنامج الأغذية العالمي (بقيادة سيندي ماكين) اختارت نقل الموظفين الأجانب إلى عدن، تاركة الموظفين اليمنيين عرضة للاختطاف والتعذيب، وهو ما يطرح تساؤلات حول معايير المساواة في حماية العاملين. كان من الممكن أن تُحدث الأمم المتحدة فرقًا لو طبقت سياسات صارمة ضد الابتزاز الحوثي، مثل تعليق المشاريع عند كل عملية اختطاف، أو ربط التعامل بالسلطات المعترف بها دوليًا في عدن.

القضية ليست "تعقيدات سياسية" كما تُصورها بعض التقارير، بل إدارة أزمة تفتقر إلى الشجاعة الكافية. فاستمرار التعامل مع الحوثيين دون ثمن يدفعه المسؤولون عن الاختطافات يشجع على تصعيد الانتهاكات. آن الأوان للأمم المتحدة أن تعيد تقييم أولوياتها: إما أن تتحرك لضمان حماية موظفيها –بغض النظر عن جنسياتهم– عبر نقل عملياتها إلى مناطق آمنة، أو أن تتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عن دماء من يُضحَّى بهم في صمت.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الأمم المتحدة إلى عدن

إقرأ أيضاً:

تطوير وحدة المندرة لطب الأسرة ضمن اتفاقية تعاون مع الأمم المتحدة

أعلنت مديرية الصحة بالإسكندرية تطوير وحدة ومركز المندرة لطب الأسرة بمحافظة الإسكندرية، ضمن اتفاقية “تحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المستضيفة للاجئين السودانيين”.

وذلك بهدف رفع كفاءة الخدمات الصحية وتعزيز التنمية المجتمعية، وفي إطار التعاون بين وزارة الصحة والسكان، ومحافظة الإسكندرية وجهاز تنمية المشروعات، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

شهد الحفل الختامي لاتفاقية تحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المستضيفة للاجئين السودانيين الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، وباسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، وتشيتوسي نوجوتشي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، والدكتور محمد بدران وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية وعدد من القيادات التنفيذية للمحافظة و ممثلي الجهات الشريكة، والذي تضمن الاعلان عن تطوير وحدة المندرة لطب الأسرة.

وخلال كلمته، أكد محافظ الإسكندرية أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية الإنسان وتحسين الخدمات في المناطق الأكثر احتياجًا، مشيرًا إلى أن تطوير وحدة المندرة يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين الحكومة وشركاء التنمية لخدمة المواطن المصري.

وأشاد باسل رحمي بالدور المجتمعي لمشروعات الجهاز في رفع مستوى الخدمات الأساسية، مؤكدًا أن المشروع أتاح أكثر من 16000 يومية عمل لأبناء المحافظة، وساهم في تحسين بيئة الخدمات الصحية بالمندرة.

كما أوضحت تشيتوسي نوجوتشي أن المشروع يعكس التزام الأمم المتحدة بدعم المجتمع المصري في تعزيز قدراته على التكيف وتحسين جودة الحياة، مؤكدة أن الاستثمار في الخدمات الصحية هو استثمار في الإنسان أولاً.

ومن جانبه، أوضح بدران أن مديرية الشئون الصحية بالإسكندرية قد ساهمت في تنفيذ المشروع الذي يهدف إلى تقديم خدمات صحية متكاملة وآمنة لأهالي المنطقة، وتحقيق مفهوم “الصحة حق للجميع”، في ظل رؤية الدولة لبناء مجتمع صحي واعٍ ومستدام، وقد تابعت الدكتورة جيهان حسن مدير منطقة المنتزة الطبية عن كثب مراحل التطوير، وكذلك الدكتورة دينا مصطفى مدير التخطيط بالمنطقة، والدكتورة منى سعد مدير وحدة المندرة لطب الأسرة اللائي اهتموا بمتابعة أعمال التطوير بصورة مباشرة.

كما شاركت الدكتورة هنادي سامي مدير إدارة تنمية الأسرة بوضع خطط لتدريب الفتيات على أعمال الرائدات الصحيات والتي نفذتها الدكتورة نانسي نبيل مدير تنظيم الأسرة بمنطقة المنتزة الطبية وعزة علي المنسي مسئول رائدات تنمية الأسرة وصفاء رجب منسق القطاع الاهلي والخاص والذي ركز على الرائدات الصحيات اللاتي تلقين تدريبًا مكثفًا على التوعية المجتمعية والصحية للأسر والمساهمة في التدريبات العملية.

وفي ختام الفعالية، تم تكريم الدكتور محمد بدران وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، ممثلاً عن مديرية الشئون الصحية بالإسكندرية، تقديرًا للدور الفعّال للمديرية في دعم تنفيذ المشروع ومتابعة مراحل التطوير حتى اكتماله بالشكل اللائق الذي يخدم المواطنين ويعكس جهود الدولة وشركاء التنمية نحو مستقبل صحي أفضل وكذلك تدريب الرائدات الصحيات و إشراكهم في الخدمات الصحية و التوعوية لتنمية الأسرة المصرية.

طباعة شارك الاسكندرية وحدة المندرة طب الأسرة الأمم المتحدة تحسين المعيشة

مقالات مشابهة

  • هكذا يحكم الحوثيون اليمن.. الوجه الخفي لحرب الحوثيين على اليمنيين سجون وتقديس للزعيم ونهب للمساعدات
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تنتخب 14 دولة لعضوية مجلس حقوق الإنسان
  • تفاصيل لقاء وزير الرياضة والأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشئون الشباب
  • وزير الرياضة والأمين العام المساعد للأمم المتحدة يلتقيان ممثلي الوزارات
  • وزير الرياضة والأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشئون الشباب يلتقيان ممثلي الوزارات
  • صبحي يلتقي الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشئون الشباب لبحث سبل تعزيز التعاون
  • وزير الرياضة يستقبل الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشئون الشباب لتعزيز التعاون المشترك
  • وزير الرياضة يلتقي الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشئون الشباب لبحث سبل تعزيز التعاون
  • تطوير وحدة المندرة لطب الأسرة ضمن اتفاقية تعاون مع الأمم المتحدة
  • “غوتيريش”: أدعو إلى ترسيخ وقف إطلاق النار في غزة وتحويله إلى سلام دائم