نصف عودة سياسية للحريري وتيار المستقبل.
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
كتب اسكندر خشاشو في " النهار": بعيدا عن الكلام الوجداني والعاطفي لم يخرج خطاب الرئيس سعد الحريري عن المتوقع، او ما بات معروفاً منذ مدة، حتى المشهدية الشعبية التي رافقته لم تكن مفاجئة او غير متوقعة، فأنصار الحريري لم يخذلوا يوما هذه الذكرى وتواجدوا دوماً على الارض في هذا التاريخ، وعلى الرغم من تعليق العمل السياسي، نزل العام الماضي الناس بالالاف والزيادة هذا العام كانت نتيجة عدد من العوامل الموضوعية، أهمها تسرب اخبار عن امكان عودته السياسية، يضاف الى ذلك حال الشرذمة التي استفحلت في السنوات الاخيرة، والفراغ الذي لم تستطيع اي كان ملأه، وتنامي شعور الناس بالحاجة الى مرجعية.
حتى في قرار عودة "تيار المستقبل" الى العمل، أبقى الاعلان مبهماً، ولم يدخل في تفاصيله وخصوصاً ان الاستحقاق الأول وهو الانتخابات البلدية من المتوقع ان يدخل به لبنان في اواخر اذار، بعد انقضاء شهر رمضان، و"التيار" معني أقله في 3 مدن كبرى، اي بيروت وصيدا وطرابلس، بعيدا عن حسابات القرى والزواريب.
ابتعد الحريري عن الدخول في الزواريب السياسية الداخلية، وتحدث عن عدالة إلهية في تلميح عن القتلة والمرتكبين في جريمة والده ولم يسمّ أي جهة، ووجه رسالتين الى "حزب الله" ومن خلفه الطائفة الشيعية، في الأولى أن السلاح احتكار للجيش والقوى الامنية "الشرعية" وليس لأي قوة اخرى، اما الثانية فهي مناشدتهم لكسر أي انطباع من السابق بأنهم قوة تعطيل واستقواء وسلاح، وبأن عليهم الاستفادة من فرصة الاهتمام الدولي بلبنان، ودعاهم إلى فتح جسور العلاقة مع العرب الذين سيكونون شركاء في إعادة الإعمار. اعطى الحريري جرعة دعم وأمّن تغطية سنية للحكومة الحالية برئاسة نواف سلام عندما ابدى دعمه لها، وذلك عقب الاعتراضات التي ارتفعت من الطائفة على طريقة تمثيل الطائفة في الحكومة وتهديد العدد الأكبر من النواب بحجب الثقة عنها وبالتالي تجريدها الغطاء النيابي السني. وفي خطابه ايضاً اكد الحريري دعم العهد ورئيس الجمهورية جوزاف عون ورأى فيه فرصة رافضاً الالتفاف عليها وذلك رداً على الهجومات التي تعرض لها الرئيس والعهد في الأيام الأخيرة. حتى في حديثه عن سوريا لم يذهب الحريري في تمجيد القيادة الجديدة، ولم يذهب بعيدا في المديح بل اعتمد خطاباً واقعياً تحدث فيه عن افضل العلاقات تقوم على الندية بين البلدين. في المقابل ابقى على الغموض في عدد من القضايا اهمها بقاءه في لبنان وما هي الصيغة الجديدة التي تحدث عنها بالنسبة إلى "تيار المستقبل"، وتمسك بخطاب الحريرية السياسية بالنسبة للاعتدال والاقتصاد الحر والوحدة الوطنية.
في المحصلة يمكن اعتبار كلام الحريري بمثابة نصف عودة سياسية يلفها بعض الغموض، لكنها من دون شك اذا اكتملت ستقلب المعادلات السياسية في البلاد وسيكون لها التأثير الكبير في مختلف الاستحقاقات المقبلة.
وكتب ميشال نصر في" الديار": مصادر "المستقبل" اشارت الى هذا الحشد الشعبي تخطى الـ 70 الفا، من مختلف المناطقة السنية حصرا، حيث لم توجه الدعوات على جري العادة للاحزاب والقوى السياسية، التي تشكلت منها قوى الرابع عشر من آذار، اذ اكدت ان الشارع السني ما زال يعتبر الشيخ سعد قائده السياسي، .
وتتابع المصادر بان المحطة الابرز ستبقى الانتخابات النيابية، التي ستفتح الباب واسعا امام عودة الشيخ سعد الى معادلات السلطة والحكم، وان باشكال مختلفة، دون اسقاط الانتخابات البلدية التي ستمهد لاستحقاق 2026 البرلماني، حيث تبقى الامور مفتوحة على كل الاحتمالات.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الشراكة الوطنية عند مفترق أمني.. الطائفة يكشف حدود اللعبة
29 يوليو، 2025
بغداد/المسلة:
في مشهد سياسي عراقي لا يخلو من التوترات الطائفية والخطابات المُلغَّمة، برز تصريح رئيس تحالف العزم النائب محمود القيسي كواحد من ردود الأفعال اللافتة على ما وصفه بـ”القول الصريح بعدم الثقة الأمنية بالسنة” الذي صدر عن نائب شيعي لم يُسمّه. ولم يكن تصريح القيسي مجرّد بيان استنكاري اعتيادي، بل تضمّن محمولاً سياسياً عميقاً أعاد تظهير الإشكالية الأزلية في بنية الدولة العراقية بعد 2003: أزمة الثقة، وتكريس التهميش، وإخفاق مشروع الشراكة الوطنية.
وحمّل القيسي في بيانه القوى السياسية الشيعية مسؤولية الصمت عن ذلك التصريح، معتبراً أن غياب الرد أو التوضيح يعكس تبنّيًا ضمنيًا لفكرة إقصاء السنة من المفاصل الأمنية العليا، ما يكشف ـ وفق تعبيره ـ “حقيقة المشروع السياسي” الذي يُدار به البلد، وحدود ما يُسمّى بالشراكة الوطنية. وهي عبارة ذات حمولة سياسية واضحة تشير إلى أن المفهوم السائد للوطنية لدى البعض ما زال محصوراً في إطار طائفي ضيّق.
ودفع القيسي خطابه نحو البُعد التعبوي حين خاطب “الجمهور السني المقاطع للانتخابات”، مطالباً إياه بـ”النفير نحو صناديق الاقتراع”، مع تحميلهم مسؤولية استعادة “الوزن السني” في مؤسسات الدولة. وهو نداء يمكن فهمه بوصفه محاولة لإعادة بناء رأسمال انتخابي في لحظة سياسية تبدو حرجة، وربما تعكس تراجعاً ملحوظاً في التمثيل السني داخل مفاصل القرار السيادي والأمني.
وما يلفت في خطاب القيسي هو تأكيده على الانتقاء النوعي في التمثيل، حين دعا صراحة إلى تجنّب انتخاب من وصفهم بـ”المتخاذلين أو الضعفاء أو نواب الغفلة”، وهو بذلك يعكس قناعة متنامية داخل الأوساط السنية بأن جزءاً من أزمة التمثيل يعود إلى ضعف الأداء النيابي أو المساومات السياسية التي أفرغت الصوت السني من مضامينه.
وتُظهر هذه التصريحات، وإن جاءت برد فعل، اتجاهاً نحو إعادة ترتيب الساحة السنية سياسياً، وإعادة بعث سردية التهميش بوصفها أداة لتحفيز المشاركة الانتخابية، في ظل شعور متنامٍ باللاجدوى لدى قطاعات واسعة من السنة تجاه العملية السياسية برمتها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts