رأي.. خلف بن أحمد الحبتور يكتب لـCNN: الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة لن تُحمد عقباه
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
قلتها سابقًا وأكرر، هذا الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة لن تُحمد عقباه، يتعدى حدود الولايات المتحدة الأمريكية ويمتد أثره ليصل إلى العالم بأسره.
فهذه الزيادة غير المسبوقة في معدلات الفائدة، التي لم يشهدها المشهد العالمي منذ أكثر من عقدين، أصبحت مصدر تهديد حقيقي على مدى الأعوام الماضية، خاصةً لما يترتب عنها من تأثيرات بعيدة المدى على الدول والشركات وحتى الأفراد. لكونها مسلحة بدرعٍ متين، ألا وهو الدولار الأمريكي.
وبينما يتجاوب الاقتصاد العالمي مع قرارات الولايات المتحدة الأمريكية، مكرهاً لا بطل، تؤثر هيمنة الدولار الأمريكي بشكل مباشر عليه. بمعنى أنه حتى تلك الدول التي تتمتع باقتصاد قوي ومستقل، ولا ناقةً لها ولا جمل بالدولار، سيتأثر اقتصادها وتجد نفسها مضطرة لتحذو حذو الدولار، ترتفع مع فائدته وتنخفض قيمة صرفها أمامه، نظراً لهيمنته كعملة عالمية.
وهذا الاتجاه التصاعدي في معدلات الفائدة تمتد عواقبه لتشمل الأعمال التجارية والاستثمارات والاقتصادات على الصعيدين العالمي والمحلي. وإذا لم يتم السيطرة عليه، فقد يزيد من التفاوت بين الاقتصادات العالمية، ويوسع الفجوة الاقتصادية بين الدول، كما لو كانت حلقة مفرغة لا ينتج عنها سوى التأزم الاقتصادي. يمكننا ملاحظة أثر ارتفاع الفائدة على عالم الأعمال بوضوح، حيث تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تقليل النفقات الرأسمالية، مما يعوّق النمو ويعرقل خطط التوسع. وبالمثل، يصبح المشهد الاستثماري محفوفاً بالصعوبات، حيث تحدّ معدلات الفائدة العالية من تدفق رؤوس الأموال وتهزّ ثقة المستثمر. وكما أنه لا يمكن لأي من قطاعات الاقتصاد أن يسلم من شر هيمنة الدولار، بما في ذلك مجالات العقارات والتصنيع والاستهلاك وغيرها من الصناعات التي ستتحمل عبء هذا النمو المتزايد في معدلات الفائدة. وهنا أؤكد على ضرورة معالجة هذا الشأن على الصعيد العالمي من خلال التعاون الدولي.
ولا يخفى على أحد أن قرارات الولايات المتحدة الأمريكية هي ردود فعل على مشاكلهم الداخلية فحسب. لا يفكرون أبعد من حدودهم الجغرافية عند سنّ أي قرار يؤثر على العالم بأسره من شماله إلى جنوبه. فهيمنة الدولار كعملة احتياطية عالمية تجبر دول العالم على اتباع تعليماتهم، ويجدون أنفسهم مضطرين لرفع معدلات الفائدة بالتزامن مع التغيرات التي تطرأ على الدولار الأمريكي.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاقتصاد العالمي الدولار معدلات الفائدة
إقرأ أيضاً:
تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط غموض المفاوضات مع الصين وترقب قرار الفيدرالي بشأن الفائدة
تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تعاملات جلسة يوم الثلاثاء 29 يوليو ، عند الإغلاق، مع الغموض الذي يكتنف محادثات التجارة الأميركية مع الصين، وتأهب المتداولين لقرار الاحتياطي الفدرالي بشأن معدلات الفائدة.
وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.3% بعد أن سجل مستوى قياسياً جديداً خلال الجلسة. كما هبط مؤشر Nasdaq المركب بنسبة 0.4% بعد أن سجل هو الآخر مستوى قياسياً، وتراجع أيضاً مؤشر Dow Jones الصناعي 205 نقاط أوبنحو 0.5%.
وقلص المستثمرون بعض رهاناتهم على الأصول عالية المخاطر بعد انتعاش الأسهم في الأشهر الأخيرة من أدنى مستوياتها في أبريل مدعومةً بالتقدم المحرز في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي. في المقابل كانت المحادثات مع الصين أقل يقيناً، حيث أنهى المفاوضون الأميركيون مفاوضاتهم مع نظرائهم من بكين يوم الثلاثاء، بينما لا يزال احتمال تمديد فترة تعليق فرض رسوم جمركية أعلى على الصين غير مؤكد. وذكر المفاوضون أنهذا التأجيل لن يكون نهائياً إلا بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتأتي تحركات المؤشرات خلال جلسة الثلاثاء مع تقييم المتداولين لبعض نتائج الأعمال المتباينة يوم الثلاثاء. وانخفض تأسهم شركة بوينغ Boeing حتى بعد تحقيق أرباح قوية، وتسليم الشركة أكبر عدد من الطائرات منذ عام 2018.
أيضاً انخفضت سهم بروكتر آند غامبل Procter & Gamble قليلاً على الرغم من توقعات إيرادات العام بأكمله التي فاقت توقعات السوق، وتعيين شخص مطلع في منصب الرئيس التنفيذي.
أما نتائج شركات أخرى، فقد جاءت مخيبة للآمال، وذلك مع إعلان شركة الشحن العملاقة UPS، الرائدة في قطاع الاستهلاك، عن أرباح أقل من التوقعات ولم تُصدر أي توجيهات مستقبلية. كما خالفت شركة ويرلبول Whirlpool توقعات المحللين للربع الثاني، وخفضت توزيعات أرباحها.
ويعتبر هذا الأسبوع مرحلة مهمة لموسم نتائج أعمال الشركات الحالي، ومن المقرر أن تُعلن شركات ميتا بلاتفورمز Meta،ومايكروسوفت Microsoft، وآبل Apple، وأمازون Amazon عن نتائج أعمالها يومي الأربعاء والخميس.
وفي الوقت الحالي، أعلنت 199 شركة من شركات مؤشر S&P 500 عن نتائجها الفصلية، وتجاوزت نتائج نحو 82% منها التوقعات، وفقاً لبيانات FactSet.