الجزيرة:
2025-06-06@01:30:57 GMT

لماذا لا يُقبل الأوروبيون على السيارات الأميركية؟

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

لماذا لا يُقبل الأوروبيون على السيارات الأميركية؟

قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن استيائه من قلة إقبال الأوروبيين على شراء السيارات الأميركية، باستثناء شركة تسلا.

وقد هدد ترامب بفرض رسوم جمركية عالية على واردات السيارات الأوروبية للضغط على دول الاتحاد الأوروبي لاستيراد مزيد من السيارات الأميركية. لكن هذا يثير تساؤلات حول الأسباب التي تجعل السيارات الأميركية أقل شعبية في أوروبا.

تحديات بالطرق الأوروبية

وتعتبر السيارات الأميركية، وخاصة الشاحنات الكبيرة والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات "إس يو في إس" (SUVs) غير عملية في المدن الأوروبية القديمة ذات الشوارع الضيقة والمزدحمة.

السيارات الأميركية وخاصة الشاحنات الكبيرة غير عملية للاستخدام بالشوارع الأوروبية الضيقة (رويترز)

ويقول هامبوس إنجيلو المحلل في بنك "هاندلسبانكين كابيتال ماركتس" إنه جرب قيادة سيارة متعددة الاستخدامات (جيب) كبيرة في شوارع إيطاليا "وكان ذلك صعباً للغاية".

وفي أوروبا، يفضل المستهلكون السيارات الصغيرة والاقتصادية التي تناسب أسلوب حياتهم والبيئة الحضرية المكتظة. وفي المقابل، تحظى السيارات الأميركية بشعبية في موطنها بسبب المساحات الشاسعة والطرق العريضة.

إعلان ارتفاع تكلفة الوقود

ومن العوامل الرئيسية التي تؤثر على اختيار الأوروبيين للسيارات ارتفاع تكلفة الوقود في القارة العجوز مقارنةً بالولايات المتحدة.

ويقول مايك هاوز الرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي وتجار السيارات بالمملكة المتحدة "في الولايات المتحدة، ما يدفعه المستهلكون مقابل جالون من الوقود نراه نحن سعراً للتر الواحد".

وهذا الفرق في تكلفة الوقود يجعل السيارات الكبيرة التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود أقل جاذبية في أوروبا، حيث يفضل المستهلكون السيارات الاقتصادية.

نقطة خلاف رئيسية

ويعد أحد الأسباب -التي أثارها ترامب بانتقاده للوضع التجاري- هو التفاوت الكبير في الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فالأخير يفرض رسوماً بنسبة 10% على السيارات الأميركية المستوردة، بينما تفرض الولايات المتحدة رسوماً أقل بكثير تبلغ 2.5% فقط على السيارات الأوروبية.

ترامب قال إنه سيسعى لرفع الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية المستوردة (رويترز)

وقد أسفر هذا التفاوت عن عدم توازن كبير بالتجارة بين الطرفين. ففي عام 2022، صدّرت أوروبا نحو 692 ألفا و334 سيارة إلى الولايات المتحدة بقيمة 36 مليار يورو (37 مليار دولار) بينما بلغت صادرات السيارات الأميركية لأوروبا 116 ألفا و207 وحدات فقط بقيمة 5.2 مليارات يورو (5.4 مليارات دولار).

وقد وصف ترامب هذه الفجوة بأنها "غير عادلة" وأشار إلى أنه سيسعى لرفع الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة لمعالجة هذا الخلل. وهذا الموقف دفع الاتحاد الأوروبي للنظر في تخفيض رسومه الجمركية لتجنب اندلاع حرب تجارية بين الطرفين.

إستراتيجيات أميركية

ولمواجهة التحديات في السوق الأوروبية، بدأت الشركات الأميركية مثل فورد في إعادة هيكلة أعمالها. فقد تخلّت عن إنتاج السيارات الصغيرة التي كانت تنافس الأوروبية الرائدة، وركّزت بدلاً من ذلك على السيارات الكهربائية والمركبات التجارية.

إعلان

وتخطط فورد لتقليص قوتها العاملة في أوروبا بنحو 3700 وظيفة بحلول عام 2027، مما يمثل انخفاضا بنسبة 14% في عدد موظفيها البالغ 28 ألف موظف. كما تعمل على تسريع التحول نحو السيارات الكهربائية لتلبية الطلب المتزايد في أوروبا.

وتواجه الشركات الأميركية تحديات إضافية من قبل السيارات الصينية التي تزداد شعبيتها بسبب أسعارها المنخفضة. ومع ذلك، تمكنت شركات مثل تسلا من تعزيز وجودها بالسوق الأوروبية من خلال الاستثمار في مصانع محلية مثل مصنعها، بالقرب من برلين في ألمانيا، الذي ينتج سيارات "موديل واي Y" للسوق الأوروبي.

تعقيدات السوق الأوروبية

وتعد أوروبا سوقاً معقدة للغاية لصانعي السيارات بسبب التفاوت في قوانين الضرائب واللوائح بين الدول، بالإضافة إلى التحديات اللغوية والثقافية. ويقول خبير السيارات خوسيه أزومندي من بنك "جي بي مورغان" إنه لتحقيق النجاح في أوروبا "تحتاج إلى تقديم منتجات مناسبة وإدارة المصانع بكفاءة".

وفي بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، يميل المستهلكون إلى شراء العلامات التجارية المحلية مثل بي إم دبليو، ومرسيدس، وفولكس فاغن في ألمانيا، ورينو وبيجو وسيتروين في فرنسا، وفيات وألفا روميو في إيطاليا.

هل يمكن أن تحل الرسوم الجمركية المشكلة؟

وبحسب "بي بي سي" فإن ترامب يطمح إلى تعزيز الصناعة الأميركية من خلال زيادة الإنتاج المحلي والابتكار. ومع ذلك، يرى خبراء مثل آندي بالمر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أستون مارتن، أن فرض الرسوم الجمركية ليس الحل.

ويقول بالمر "الرسوم الجمركية تعزل الشركات عن السوق الحرة وتجعلها أقل ابتكارا وأكثر كسلا، مما يضعف قدرتها التنافسية على المدى الطويل".

ويختتم بالقول "القضية ليست مجرد تجارة، بل هي استثمار وتعاون لبناء مستقبل أفضل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السیارات الأوروبیة السیارات الأمیرکیة الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة على السیارات فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

جدل في إسرائيل حول تغيرات الإدارة الأميركية تجاه تل أبيب

يدور داخل الأوساط السياسية في إسرائيل جدل حول ما يجري من تحوُّل في الإدارة الأميركية، عقب إقالة عدد من الموالين لإسرائيل من البيت الأبيض، الأمر الذي أثار مخاوف حقيقية في تل أبيب.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر قولها إن هناك قلقاً إسرائيلياً متنامياً من ما يوصف بـالتيار الانعزالي في الإدارة الأميركية، الذي يعمل وفق أجندة "أميركا أولاً"، وهو أمر تخشى إسرائيل أن يؤدي إلى تقليل تأثيرها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وأضافت المصادر أن مصدر القلق المتنامي يأتي بعد عزل مسؤولين يعدُّون "مؤيدون جداً لإسرائيل"، وسط خلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن هجوم محتمل على إيران، وكذلك استمرار الحرب في قطاع غزة.

وحسب التقرير الإسرائيلي، فإن إقالة مسؤولين من مناصب رفيعة، وهم "مؤيدون جداً لإسرائيل" تسبب في إثارة الذعر لدى المسؤولين في إسرائيل المعنيين بالشأن الأميركي، بوصفهم متعاطفين وقريبين جداً من سياسات تل أبيب.


ولم تستبعد مصادر مطلعة إمكانية إقالة مزيد من "الموالين لإسرائيل". وقالت هذه المصادر للصحيفة الإسرائيلية إن كل شيء في إدارة ترامب يحدث "لحظة بلحظة"، ولذا لا يمكن استبعاد ذلك.

وتابعت المصادر بأن إقالة هؤلاء المسؤولين الكبار لم تأتِ من فراغ؛ بل هو جزء من التباعد بين إسرائيل وإدارة ترامب؛ حيث يبدو أن الأميركيين اختاروا هذه السياسة بناءً على اعتباراتهم الخاصة.

مصادر أخرى إسرائيلية قالت إن نقل مسؤولين من مواقعهم جاء في إطار أجندة الرئيس ترامب "أميركا أولاً"، وليس بالضرورة ضد إسرائيل تحديداً؛ بل ضد نفوذ أي دولة.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن فصل موظفين من إدارة ترامب مقربين من إسرائيل يأتي في إطار توجه ترامب لإضعاف مجلس الأمن القومي، وتركيز إدارة السياسة الخارجية الأميركية في يديه.

والتقديرات في إسرائيل أن من يقود الخطوات الحالية هما ابن ترامب، دونالد جونيور، ونائب الرئيس جي دي فانس.

ووفق مسؤولين حكوميين كبار، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشعر بقلق بالغ إزاء التغيرات في الولايات المتحدة، وتأثير حركة "الانعزاليين" الذين ينشرون الشكوك تجاه إسرائيل، ويهمسون في أذن ترامب بأن الدولة العبرية تريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب. وأضافوا: "هذه هي الولايات المتحدة الجديدة، وهذا أمرٌ مقلقٌ للغاية لنتنياهو".

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند جدل في إسرائيل حول تغيرات الإدارة الأميركية تجاه تل أبيب إنجاز دبلوماسي.. البحرين تفوز بعضوية مجلس الأمن لعامين إذاعة "يوم القيامة" الروسية تبث للمرة الأولى ما علاقتها بهجوم كييف؟ عودة مسلسل الأنميشين الشهير King of the Hill بعد 15 عامًا على توقفه روسيا تتوعد أوكرانيا بالرد Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • هل أثرت رسوم ترامب الجمركية على صادرات المغرب من السيارات نحو أوربا ؟
  • لماذا غاب برشلونة عن مونديال الأندية 2025؟!
  • الصين تعزز استثماراتها في بطاريات السيارات الكهربائية بالمغرب لتأمين بوابة إلى أوروبا
  • تنديد أممي بـالقتل المتعمد لمجوعي غزة والشركة الأميركية توقف المساعدات
  • المفوضة الأوروبية: سوريا التي تشمل جميع أبنائها هي سوريا القوية.
  • بسبب القيود الصينية على المعادن النادرة.. موردو قطع غيار السيارات في أوروبا يعلقون الإنتاج
  • أزمة المعادن النادرة تضرب صناعة السيارات الأوروبية.. ومصانع توقف الإنتاج تحسبًا للخسائر
  • الكلمات وحدها لا تكفي.. لماذا تغير الموقف الأوروبي الآن ضد إسرائيل؟
  • الرسوم الجمركية الأميركية على الفولاذ والألمنيوم تدخل حيز التنفيذ
  • جدل في إسرائيل حول تغيرات الإدارة الأميركية تجاه تل أبيب