مشاركون في «آيدكس» و«نافدكس» لـ «الاتحاد»: نقل المعرفة وتوطين الصناعات العسكرية هدف استراتيجي
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
يوسف العربي (أبوظبي)
أكد مشاركون في معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2025» ومعرض الدفاع البحري «نافدكس»، أن نقل المعرفة وتوطين الصناعات العسكرية في دولة الإمارات هدف استراتيجي يجمع الشركات الوطنية وشركاءها العالميين.
وقالوا لـ «الاتحاد» إن المواهب الإماراتية تتمتع بخبرات متنامية في قطاع الصناعات الدفاعية، وتدعم في الوقت ذاته الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات المتمثّلة في تطوير القدرات المحلية في تكنولوجيا الدفاع.
وقال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لبيانات للحلول الذكية التابعة لشركة «سبيس 42» في تصريحات لـ «الاتحاد»: إننا كشركة إماراتية نسعى دائماً إلى نقل التكنولوجيا إلى الدولة، مما يساهم في بناء قدرة تصنيع محلية، لافتاً إلى أن تلك العملية تتم عبر الشراكات العالمية والجامعات أو الجهات الأكاديمية الموجودة في الدولة وخارجها، فضلاً عن استقطاب أفضل الخبرات من الخارج.
وأشار إلى أن هذه المسارات مجتمعة تصنع قدرة محلية تضمن السبق لدولة الإمارات في هذا المجال على المستوى العالمي.
وأكد أن أكثر من 30% من فريق برنامج مراقبة الأرض في «بيانات» من الكوادر الإماراتية الموهوبة، الأمر الذي يؤكد مساهمة المواهب الوطنية القوية في هذا القطاع.
موردون محليون
ومن جانبه، قال باتريس كين، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تاليس»: إن التوطين يندرج في صلب كل ما نقوم به في دولة الإمارات، ومن خلال الشراكات ونقل التكنولوجيا وتنمية المواهب، نعمل بنشاط على بناء نظام بيئي أقوى وأكثر اكتفاءً ذاتياً، وذلك على امتداد الخمسين عاماً الماضية، ولا نزال مستمرين.
واستكمل: لننظر إلى مبادرتنا «وجهتك الإمارات» على سبيل المثال، حيث ندمج الموردين المحليين في سلسلة القيمة العالمية الخاصة بنا، وخلال مشاركتنا في أحدث الفعاليات «اصنع في الإمارات»، استقدمنا تسعة موردين جدد من دولة الإمارات.
وأضاف: إن هذه خطوة كبيرة في تعزيز الإنتاج المحلي وجعل سلاسل التوريد أكثر كفاءة، ولقد تعاونا أيضاً مع «كاتم» (تابع لمجموعة «إيدج») لمشاركتنا في تطوير تقنيات الراديو المحددة بالبرمجيات من الجيل التالي، وهي طريقة أخرى نستثمر بها في الابتكار المحلي.
وقال: يشكل تطوير رأس المال البشري ركيزة أساسية لاستراتيجيتنا للتوطين، ولقد أنشأنا العديد من البرامج لرعاية المواطنين الإماراتيين، وتزويدهم بالمهارات المتقدمة والخبرة الضرورية لدفع الطموحات المستقبلية لدولة الإمارات.
كوادر إماراتية
ومن ناحيته، قال وليد لحود، مدير المبيعات الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «أترمس»: بصفتنا شركة فرنسية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع افتتاحنا حديثاً لمقرنا الإقليمي الرئيسي في دولة الإمارات، نحرص في «أترمس» على وضع خطط واستراتيجيات مستقبلية للمساهمة في نقل المعرفة وتعزيز التوطين.
وأضاف أنه على الرغم من أننا لا نزال في مرحلة التأسيس الأولية ولم نعيّن بعد كوادر إماراتية، إلا أننا ملتزمون باستقطاب الكفاءات الوطنية في المستقبل القريب، بما يتماشى مع احتياجات الشركة واستراتيجيتها.
وأشار إلى أن الشركة تؤمن بأهمية تطوير برامج تدريبية متقدمة تواكب تطلعات الخريجين الإماراتيين، ولذلك ستعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البرامج التدريبية التي ستقدمها في الإمارات، بهدف تزويد الشباب الإماراتي بالمهارات العملية اللازمة لمواكبة التحولات التكنولوجية السريعة، كما تسعى الشركة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية لتمكين الكوادر الوطنية من اكتساب خبرات ميدانية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال إنه في هذا السياق، يأتي التزامنا بتطوير بيئة عمل تدعم التبادل المعرفي بين الخبرات الدولية والمواهب الإماراتية، من خلال تنظيم ورش عمل وجلسات تدريبية تعتمد على أحدث الابتكارات في الذكاء الاصطناعي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الدفاع الدولي الإمارات معرض الدفاع البحري آيدكس نافدكس الذکاء الاصطناعی دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)