يصعب على المتابع تفهُّم حال يكُونُ فيه الابن «نقمة» على والده، وليس «نعمة» له. هذا في الحالات الاجتماعيَّة الشَّائعة والعامَّة. أمَّا إذا كانت الحال تُهدِّد مستقبل الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، فإنَّ في الأمْرِ شجونًا: فلَمْ يَعُدْ خافيًا على أحدٍ أنَّ هنتر بايدن Hunter Biden، ابن الرئيس جو بايدن قَدِ استحال إلى حجر عثرة على طريق والده للفوز بولاية رئاسيَّة ثانية؛ وذلك بسبب أفعال الابن وسلوكيَّاته ومخالفاته التي أضحت تُهدِّد الابن ووالده، خصوصًا بعد تسرُّب وشيوع أنباء عن استفادة الرئيس بايدن ماديًّا من عضوية ابنه، هنتر، في مجلس شركة الطَّاقة الأوكرانيَّة Burisma، إذ يتقاضى هنتر مرتبًا أسطوريًّا، ومقداره حوالي 999,96 دولار لا غير، زِدْ على ذلك تأكُّد استلامه رشوة تُقدَّر بحوالي سبعة ملايين دولار أميركي.
وتَدُور الشُّبهات هذه الأيَّام حَوْلَ «المحامي» هنتر بايدن بسبب شكوك جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI حَوْلَ صفقات مُريبة أخرى أدَّت إلى استلامه رشى بملايين الدولارات. لذا، يبقى جهاز الـــ Laptop الخاصُّ به هدفًا للمُحقِّقين الفيدراليِّين المتابعين لمخالفات هنتر؛ لأنه يخفي كافَّة أسرار صفقاته ومخالفاته فيه، ناهيك عن التُّهم المُوَجَّهة للرئيس شخصيًّا بدعوى محاولة إبعاد التُّهم والشُّبهات عن ولَده، علمًا أنَّ الرئيس جو بايدن سبَقَ وأن فقَدَ أحَدَ أبنائه مجَّندًا في أفغانستان.
أمَّا المتربصون بالرئيس بايدن بواسطة هذه القضيَّة الفاضحة، أي فضيحة ولَده هنتر، فأهمُّهم المُرشَّح الرئاسي الجمهوري للانتخابات القادمة 2024، وهو دونالد ترامب، إذ يفعل هذا المنافس الجمهوري القوي كُلَّ ما يُمكِن للنَّيْل من سمعة الرئيس جو بايدن وذلك من خلال توظيف ماكينته الإعلاميَّة وتدويرها بكامل طاقاتها لفضح مخالفات الرئيس وابنه، هنتر، الذي استحال إلى نقمة على مستقبل وآمال والده !
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: جو بایدن
إقرأ أيضاً:
بايدن يهاجم ترامب: يحاول استرضاء روسيا
قال الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إن ضغوط خليفته دونالد ترامب على أوكرانيا للتخلي عن أراض لصالح روسيا هي شكل من أشكال "الاسترضاء الحديث" التي لن تشبع موسكو أبدا.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" بثت اليوم الأربعاء، قال بايدن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أن أوكرانيا جزء من "روسيا الأم" واعتبر أن "أي شخص يعتقد أنه سيكف عن هذا فهو أحمق".
وأضاف "لا أفهم كيف يظن الناس أننا إذا سمحنا لديكتاتور، بلطجي، بالاستيلاء على مساحات كبيرة من أرض لا تخصه فإن ذلك سيشبعه... لا أفهم على الإطلاق".
وعبّر بايدن أيضا عن قلقه من أن "أوروبا سوف تفقد الثقة في أميركا وقيادتها".
وتابع قائلا إن قادة أوروبا "يتساءلون: ماذا أفعل الآن؟... هل يمكنني الاعتماد على الولايات المتحدة؟".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال أواخر الشهر الماضي، إن روسيا قدمت" تنازلا رائعا" لوضع نهاية للحرب في أوكرانيا بالتوقف عن المضي قدما في الاستيلاء على كامل البلاد.
وشدد ترامب على أن "روسيا لا تشكل عقبة في وجه اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا"، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تقبل موسكو وكييف وبروكسل شروط التسوية الأوكرانية.
وأوضح ترامب خلال اجتماع مع رئيس الوزراء النرويجي في البيت الأبيض، ردا على السؤال بشأن ما إذا كانت روسيا وأوكرانيا وأوروبا ستقبل شروط الاتفاق: "أعتقد ذلك، نعم. أعتقد أنهم سيفعلون ذلك. أعتقد أننا سننتهي من هذا الأمر قريبا".
وأكد ترامب أنه سيكون من الصعب على كييف "استعادة" شبه جزيرة القرم التي تم تسليمها إلى روسيا دون إطلاق رصاصة واحدة.