ديوان "آيتي" لكريم معتوق.. وجع أليم ومعنى يتيم
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
صدر للشاعر الإماراتي القدير كريم معتوق ديوان "آيتي" في 134 صفحة، اشتملت على 16 قصيدة، حملت العناوين التالية: الزعيم، نظرة، الأب الطفل، شفة، تناقضات روما، حكايتي مع الشعر، قُبلة، طاقة الضيق، ساندرا، لم يزل جرحي بخير، الغياب، روميو العربي، تناقضات الشعر، حوار ثقافي، ما قاله المغترب، مرثية متأخرة.
وفي مستهل الديوان يقدم الشاعر لقصائده قائلا: "حين اعتزلتُ.
تنوعت قصائد ديوان "آيتي" ما بين شعر الغزل، وهموم الوطن الكبير، كما في قصيدة "الزعيم" التي يصف فيها معتوق درب الشعر بأنه "وجع أليم" أثناء إجابته على ما قالته شابة " ألا أدخلتني فيما ستكتب/ إن درب الشعر سهل في يديك"، وفي صورة بيانية مبتكرة يصف معاناته في كتابة القصيدة قائلا: "وأظل أنحت ما يريق الشعر من سحر/ بإزميل الرؤى/ كي أنجب المعنى اليتيم".
ويعود الشاعر لوحدة وعزلة اختيارية، حين تداهمه أحزان من هوى ماض فيقول:
يا ريم يا عطر الفجاءة غادري
ها أنت أيقظت في صدري
مجاراة الهوامش للصميم
وتذكرت حزني من هوى امرأة عرفتُ
وغادرت حقلي
وخلّفت الرسائل والقصائد كالهشيم
ونجد أن للمرأة حضوراً طاغياً في معظم قصائد ديوان" آيتي" وإن كان حضوراً مثقلاً بأحزان تسيطر على تفكير الشاعر، وتملأ أحاسيسه، بسبب معاناة أمته العربية، كما في قصيدة "تناقضات روما" التي يقول فيها:
"ومع الصبح تنفّست بكائي / عاد لي الخطُ العروبي/ تذكرت مصاب الأمة الكبرى / شتات بعده حرب لعينة/ وصراع القتل شيعي وسني/ ومسيحي وكردي وشرقي وغربيّ"، ويتمنى الشاعر سفينة نوح عليه السلام، كي تنقذ الأرض من غرق الطوفان، في عزف منفرد ومتقن يمزج الشاعر فيه بين عاطفة العشق والحب تجاه المرأة، وعاطفة الحزن والقهر على جراحات الوطن الكبير.
وفي قصيدة "حكايتي مع الشعر" يلخص معتوق مأساة الشعراء في كلمات قليلة، تحمل معان كثيرة فيقول:
أنا لم أجد خيراً من الأشعار أنشرها:
دواويني عذاباتي نجاحاتي انكساراتي
جحيماً أو عطور
ويختتم الشاعر ديوانه بقصيدة "مرثية متأخرة" لأبيه، يصف فيها رحيل الأب بلحظة عن ألف عام مرّ، ويقول فيها:
"قد جاءني طيفا بهذا اليوم / يلتحف البياض كروضة الرحمن قال:
بنيّ أمري بعد أعباء الحياة قد انصلح
هو هكذا / قد مات مبتسماً وغادر سقفنا
قد كنت أخشى أن تحطّمه الهموم وينتهي
والآن أخشى أن يحطمه الفرح
في ديوان "آيتي" يثبت معتوق للقارئ أن شعره متجدد، ومنساب كينابيع عذبة، تروي ظمأ العطشى للغة جميلة ومعان راقية، وصور بيانية بديعة، ويكون قد أضاف للمكتبة العربية أكثر من 22 مجموعة شعرية وروايتين وكتاب في أدب السيرة الذاتية .
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
شاعر القطار.. محمد ناصف يُعيد العامية لنبض الشارع بديوان “قطر ستة وتلت”
مايو 18, 2025آخر تحديث: مايو 18, 2025
المستقلة/-في زمن تسوده الكلمات المعلّبة والمشاعر الجاهزة، يخرج ديوان “قطر ستة وتلت” للشاعر محمد ناصف كصوت مختلف، قادم من قلب الزحام، محمّلًا بالحنين، نابضًا بالأمل ومُفعمًا بتفاصيل الناس البسيطة وكأننا أمام شاعر لا يكتب الشعر بقدر ما يبوح بالوجع ويخط الحنين على صفحات قطار يمر بمحطات العمر.
دار منازل للنشر والتوزيع، احتفلت مؤخرًا بإصدار الديوان الثاني للشاعر المصري محمد ناصف، الذي حمل عنوان “قطر ستة وتلت” وهو عمل شعري يستلهم من الحياة اليومية صورًا نابضة بالحياة، مجسدًا رحلة قطار يشبه رحلاتنا جميعًا: من العمل، من الشوق، من الغربة، ومن العودة إلى البيت.
“قطر ستة وتلت” ليس مجرد ديوان شعري، بل أقرب ما يكون إلى موال طويل، يروي فيه ناصف حكايات الكادحين، من موظفين وطلاب وعمال، ممن يستقلون هذا القطار اليومي المتجه إلى القاهرة صباحًا ويعود مساءً إلى الصعيد أو الدلتا، حاملًا على متنه وجوهًا مألوفة وقلوبًا مثقلة.
ما يميز أعمال محمد ناصف هو قدرته على تحويل القصيدة إلى أغنية، والمشهد اليومي إلى قصة محكية، مستخدمًا لغة العامية القريبة من القلب، والنابعة من بيئته وتجربته.
من هو الشاعر محمد ناصف؟
محمد ناصف شاعر مصري يكتب بالعامية تخرج من كلية الآداب بجامعة المنصورة وعضو بنادي أدب المنصورة وشارك بفعالية في أنشطة نادي أدب جامعة المنصورة لمدة أربع سنوات متتالية، حاصل على عدة جوائز في مجال الشعر العامي على مستوى جامعة المنصورة، من بينها: جائزة مسابقة إبداع التابعة لوزارة الشباب والرياضة لثلاث سنوات متتالية (2017، 2018، 2019) والمركز الثالث في نفس المسابقة على مستوى جامعات مصر في عامي 2018 و2019.
مثّل الشاعر محمد ناصف، مصر في منتدى “رحلة المشاعر” الذي نظمته المملكة العربية السعودية عام 2019 وصدر له أول ديوان شعري عام 2016 بعنوان “خطوتنا الجاية”، بدعم من نادي أدب المنصورة وصدر ديوانه الثاني “قطر ستة وتلت” عام 2025 عن دار منازل للنشر والتوزيع.
بـديوان “قطر ستة وتلت” يعيد الشاعر محمد ناصف تعريف الشعر كوسيلة للبوح والقصيدة كوسيلة للمواساة والمواويل كخرائط للوجوه والأماكن إنه صوت يحملنا من محطة القلق إلى محطة الفرح ومن زحمة الأيام إلى فسحة الشعراء.