كيف انعكس نموذج الودائع المحمية سلبيا على الاقتصاد في تركيا؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
يواصل الفريق الاقتصادي الجديد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتخاذ إجراءات "العودة للسياسات العقلانية"، وفق تعبير وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، والتي كان آخرها، إعلان "البنك المركزي"، إنهاء الإجراء الذي ينص على استهداف تحويل الودائع بالعملات الأجنبية إلى ودائع (بالعملة المحلية) محمية من تقلبات سعر الصرف".
وأوضح المركزي التركي في بيان، أن الإجراء الجديد يهدف إلى زيادة الودائع بالليرة التركية، مع تقليل الودائع المتمتعة بالحماية من تقلبات سعر الصرف، بهدف تعزيز الاستقرار المالي.
انعكاس سلبي
المحلل الاقتصادي التركي "ماهفي إيلماز"، استعرض في مقال ترجمته "عربي21" الآثار السلبية على الاقتصاد التركي نتيجة إدخال نموذج "الودائع المحمية"، معتبرا أن لجوء البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة قاد البلاد نحو "كارثة".
وأوضح الكاتب في مقاله، أن "من يفتح حساب ودائع محمية يقوم بإيداع أمواله إما بالليرة التركية أو العملات الأجنبية لفترة محددة مقابل فائدة معينة. وعندما تنتهي الفترة، يتم مقارنة سعر شراء العملات الأجنبية الذي يُعلنه البنك المركزي مع سعر شراء العملات الأجنبية عند فتح الحساب، فإذا كان سعر الصرف في نهاية الفترة أعلى من عائد الفائدة على الحساب يُدفع الفرق، أما إذا كان عائد الفائدة أعلى من اختلاف سعر الصرف تُدفع الفائدة".
وأردف أنه "بهذه الطريقة، يحمي هذا النموذج الودائع سواء كانت بالليرة التركية أو بالعملات الأجنبية من تقلبات أسعار الصرف. ولا يُفرض خصم ضريبي (ضريبة الدخل) على الفوائد المُحققة من حسابات الودائع المحمية، وتُجرى الدفعات بشكل سلس. وهذا يعني أن خزينة الدولة لا تستفيد. واعتبارًا من نهاية تموز/ يوليو من العام الجاري، بلغت قيمة حسابات الودائع المحمية 3.3 تريليون ليرة، وهو ما يعادل 26 بالمئة من إجمالي الودائع (بالليرة التركية والعملة الأجنبية)".
وأوضح الكاتب أنه "في البداية كانت فروق أسعار ودائع الليرة التركية تُدفع من الخزينة، بينما تُدفع فروق أسعار الودائع المحمية القادمة من حسابات العملات الأجنبية من قبل البنك المركزي. ولكن بموجب القانون الجديد الصادر مؤخرًا، سيتحمّل البنك المركزي كل هذه الالتزامات. وبسبب الأعباء الماضية، لا يزال هناك عبء يتوجّب تحمله على الميزانية"، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بحساب الودائع المحمية، "كان عبء سنة 2023 في الشهور السبعة الأولى 59.5 مليار ليرة تركية (وكان العبء السنوي لسنة 2022 في حدود 92.5 مليار ليرة تركية)".
وأشار الكاتب خلال المقال نفسه، إلى أن "المبلغ الذي تم دفعه من قبل البنك المركزي لفروق أسعار حسابات الودائع المحمية بسعر الصرف غير معلوم بسبب عدم الإعلان عنه. وعدم الإعلان عن هذه المدفوعات يُعتبر قصورا كبيرًا من وجهة نظر البنك المركزي الذي يقوم بالإعلان عن الأرصدة اليومية. ونظرا لغياب أرقام رسمية، فإن هناك تقديرات متنوعة حول المبالغ التي سيدفعها البنك المركزي عن فروق أسعار حسابات الودائع المحمية".
إلى ذلك أبرز الكاتب أن "التقديرات التي تم إعلانها في السوق تشير إلى أن مدفوعات البنك المركزي لهذه السنة لحسابات الودائع المحمية بسعر الصرف لن تقل عن 500 إلى 550 مليار ليرة تركية. في هذه الحالة، من المتوقع أن تتجاوز المدفوعات الإجمالية لهذه السنة من حسابات الودائع المحمية بسعر الصرف لكل من الخزينة والبنك المركزي التركي 600 مليار ليرة تركية".
وتابع: "في الميزانية التحليلية للبنك المركزي، يعرض بند "الأصول الداخلية" قسم "آخر" من تفصيلاته يُظهر تطوّر أرباح البنك وخسائره. وعند مقارنة المبلغ الحالي الذي بحوزتنا مع المبلغ في نهاية السنة الماضية، نلاحظ زيادة بقيمة 387 مليار ليرة تركية في هذا البند خلال السبعة أشهر الأولى من هذه السنة. وتُظهر هذه الزيادة إلى حد كبير الخسائر الناجمة عن المدفوعات لحسابات الودائع المحمية بسعر الصرف" مؤكدا أن "هذا يعني أن البنك المركزي الذي كان يُعلن أرباحًا في السنوات السابقة ويُحول أرباحه للخزينة، سيتكبد خسائر كبيرة هذه السنة ولن يكون قادرًا على تحويل أرباحه للخزينة".
وأورد الكاتب في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "البنك المركزي يُقلل من خسائره عن طريق طباعة النقود. وتظهر الزيادة في العرض النقدي الضيق (M0) بنسبة 31 بالمئة والزيادة في العرض النقدي الموسع (M2) بنسبة 42 بالمئة منذ نهاية السنة الماضية حتى الآن أن البنك المركزي يطبع النقود".
وخلص الكاتب إلى أن الوضع الذي وصل إليه الاقتصاد بسبب تخفيض الفائدة دون مستوى التضخم، نتج عنه المشهد الكارثي التالي:
تتولى وزارة الخزانة والبنك المركزي أقساط الوديعة المحمية، التي تحلّ جزئيًا محل الفائدة التي يجب على البنوك دفعها لعملائها، وتُموّل هذه المدفوعات من ضرائب الشعب أو عن طريق طباعة النقود.
المسؤولون هنا ليس هم الأشخاص والكيانات الذين استثمروا أموالهم في حسابات الودائع المحمية بسعر الصرف وحققوا منها أرباحًا. فهؤلاء الأفراد والكيانات دخلوا هذا المسار الذي اقترحته الحكومة لتجنب الحصول على عوائد سلبية أمام التضخم العالي، وربما تم تحفيزهم على ذلك أو الضغط عليهم لاتخاذ هذه الخطوة.
إذا لم تبق الفائدة بمعدل أدنى بكثير من معدل التضخم، واستمرت البنوك في دفع الأموال لعملائها كفائدة، ستقوم الحكومة بجمع ضريبة دخل (الاستقطاع) من هذه المدفوعات. وبما أن الفوائد والأقساط على الودائع المحمية بالعملة مستبعدة من الضرائب، فإن الحكومة محرومة أيضًا من هذه الضرائب.
لو لم يكن البنك المركزي مشاركًا في هذه المدفوعات، لكان لديه أرباح ليُحيلها إلى الخزانة. لكن بموجب هذا النموذج، يتكبد البنك المركزي خسائر يضطر إلى تغطيتها من خلال طباعة النقود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية الاقتصادي التركي العملات الأجنبية أسعار الصرف الودائع المحمية الليرة التركية تركيا أسعار الصرف العملات الأجنبية الاقتصاد التركي الليرة التركية سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملات الأجنبیة ملیار لیرة ترکیة البنک المرکزی هذه السنة المرکزی ا سعر الصرف إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد تباطؤ التضخم الشهر الماضي.. هل يخفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة قبل نهاية 2025؟
يجتمع صناع السياسة النقدية لمناقشة أسعار الفائدة في البنك المركزي المصري يوم الخميس الموافق 25 ديسمبر، وسط تراجع معدل التضخم العام وارتفاع طفيف بالمعدل الأساسي.
وسجل معدل التضخم العام في مصر -المعد من قبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- نسبة 12.3% في نوفمبر الماضي مقابل 12.5% في أكتوبر السابق له، في حين بلغ معدل التضخم الأساسي الذي يعده البنك المركزي نسبة 12.5% في نوفمبر ارتفاعاً من 12.1% في أكتوبر 2025.
وعلى أساس شهري، تباطأ التضخم بشكل حاد إلى 0.3% على أساس شهري، مقارنة بـ 1.8% على أساس شهري في أكتوبر، مما يشير إلى انخفاض ملحوظ في ضغوط الأسعار الأساسية، على الرغم من رفع أسعار الوقود الذي تم تطبيقه في منتصف أكتوبر.
وارتفعت أسعار النقل بنسبة 9.8% على أساس شهري ويمثل ما يقرب 6% من وزن سلة مؤشر أسعار المستهلك في نوفمبر، مما يعكس التأثير المتأخر لارتفاع أسعار الوقود.
وبالرغم من ارتفاع أسعار النقل والمواصلات تم تعويض هذا التسارع بانخفاض حاد في أسعار مكون الأغذية والمشروبات، وهو المكون الأكبر في سلة مؤشر أسعار المستهلك، والذي انخفض بنسبة 2.6% على أساس شهري.
ويعود هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تراجع أسعار الخضراوات بنسبة 15% شهريًا، مما يؤكد التقلبات الكبيرة في أسعار المواد الغذائية الطازجة.
وتُبرز بيانات شهر نوفمبر الماضي استمرار تقلبات أسعار المواد الغذائية في الهيمنة على ديناميكيات التضخم على المدى القصير، مما يُخفي أحيانًا الضغوط الناجمة عن تعديلات الأسعار المُدارة.
خفض محتمل في سعر الفائدة بالبنك المركزيوقال اقتصاديو بنك الكويت الوطني: بالرغم من ارتفع معدل التضخم الأساسي الذي نشره البنك المركزي المصري، والذي يستثني البنود المتقلبة والخاضعة للتنظيم، إلا أنه لا يزال ضمن المستويات المقبولة وأقل من 13%
وذكر بنك الكويت في تقرير حديث، أنه مع انعقاد اجتماع لجنة السياسة النقدية في 25 ديسمبر، فإن انخفاض معدل التضخم في نوفمبر يعزز احتمالية خفض سعر الفائدة، لا سيما مع استمرار سعر الفائدة الحقيقي عند مستوى مرتفع، عند مستوى 10%.
ويتوقع البنك خفضًا لا يقل عن 100 نقطة أساس، وقد يصل إلى 200 نقطة أساس في المركزي المصري، إذا استقرت الأوضاع في الأسواق العالمية وأسواق الصرف الأجنبي على نطاق أوسع خلال الأسبوعين المقبلين، خاصة بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي الأخير بمقدار 25 نقطة أساس، والذي قد يحافظ على استقرار تدفقات رأس المال في الأسواق الناشئة مثل مصر.
ويرى البنك أن من شأن اتباع سياسة تيسيرية مدروسة أن يدعم نشاط القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية المباشرة، مع الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي والوضع الخارجي، في حال بدأت تدفقات استثمارات المحافظ الأجنبية أو ما يُعرف بـ«الأموال الساخنة» في التراجع خلال عام 2026 استجابةً لسياسة الاحتياطي الفيدرالي أو التطورات الاقتصادية العالمية.
وقالت الخبيرة الاقتصادية أيتن المرجوشي: «بالرغم من الضغوط الناتجة عن ارتفاع تكاليف الوقود والإيجارات، فإن انخفاض أسعار السلع والمشروبات ساهم في تقليل أثر الزيادة الأخيرة في الوقود، ما خفّف الضغط على المؤشر العام للتضخم».
وأضافت، أن هذا التطور يعطى البنك المركزي فرصة أكبر لاستئناف سياسة التيسير النقدي، مع توقعات بخفض محتمل للفائدة بنحو 100 نقطة أساس خلال اجتماع ديسمبر الجاري، خاصة في ظل استمرار تكلفة خدمة الدين في استنزاف قرابة 60% من المصروفات الحكومية ومعظم الإيرادات، بالإضافة الى دعم الاستثمار باعتباره ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، وذلك في وقت لا يزال سعر الفائدة الحقيقي عند 8.7% في المنطقة الإيجابية.
تجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة على مدار الفترة الماضية من عام 2025 بنسبة 6.25% ليصل سعر الإيداع إلى 21% وسعر الإقراض نحو 22%
اقرأ أيضاًتعرف إلى أسعار الفائدة على شهادات الادخار في بنك مصر والبنك الأهلي قبل اجتماع البنك المركزي
تزامنًا مع العمرة.. سعر الريال السعودى اليوم السبت 13 ديسمبر 2025 بيعًا وشراءً
بنك مصر والبنك الأهلي يستمران في طرح شهادات بعائد 17% وسط ترقب اجتماع «المركزي»