عائلات المحتجزين الإسرائيليين تهاجم نتنياهو: لا توقفوا المفاوضات وأعيدوا أبناءنا
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
طوفان غضب عائلات المتجزين الإسرائيليين ما زال يجرب في مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث طالبت ميراف جلبوع دلال، والدة المحتجز الإسرائيلي في غزة غاي جلبوع، حكومة نتنياهو بالمضي قُدما في المفاوضات لإطلاق سراح جميع المحتجزين، بعد فيديو شاهدته فيه ابنها الذي كان حاضرا مراسم تسليم محتجزين آخرين، حيث شوهد الشاب وهو يبكي ويطلب العودة إلى المنزل.
والدة المحتجز تحدّثت لإذاعة «FM103» العبرية، قالت إنّها شاهدت فيديو ابنها بعد ساعات من ظهوره: «اشتياقي لابني لا يُوصف، لو رأيتموني أمس وأنا أشاهده لفهمتم ما أشعر به، سئمنا الانتظار، لم نعد نتحمل، نريد أبناءنا في المنزل فورًا، لم نعد نتحمل هذا الوضع، المفاوضات يجب أن تستمر».
غضب بين عائلات المحتجزين الإسرائيليينوأضافت: «رغم مخاوفي بشأن هذه المقاطع المصورة، إلا أنّ حماس سمحت لي برؤية ابني وسماع صوته بعد 16 شهرًا من الانقطاع، لقد كان ذلك زلزالاً على مستوى عاطفي شدید، أُطالب بإعادة أبناءنا من غزة، لا يجب أن يتوقف العمل من أجل ذلك، يجب المضي قدمًا في المفاوضات حتى عودة آخر إسرائيلي، فكيف سنُبرّر للأجيال القادمة تقصيرنا إذا لم نُعيد الجميع؟ كيف سأُربي أحفادي وهم يعلمون أننا لم نبذل قصارى جهدنا لإعادة الجميع؟».
وقد شهدت مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين أمس، حضور محتجزين من المقرر الإفراج عنهما في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث وجّه رسالةً رسميةً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طالباه فيها بالاستمرار في عملية التبادل حتى يتم الإفراج عنهما.
مقطع من العيار الثقيل ..
الجنديان الأسيران أبيتار دافيد وغاي جلبوع كانا حاضرين عند تسليم زملائهم الأسرى#صفقة_طوفان_الاقصى#كتائب_القسام #غزة_الفاضحة #المجد_للمقاومة pic.twitter.com/iWZWv8cQwB
وكانت عائلات المتجزين الإسرائيليين، قد اتهمت حكومة نتنياهو بعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، وطالبت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضغط لإعادة أبنائهم، ثم معالجة المسائل المتبقية، مطالبين بألا يدفع أبناءهم ثمن إخفاق الحكومة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي الأسير الإسرائيلي غزة قطاع غزة نتنياهو
إقرأ أيضاً:
البلاستيك الممزق في مواجهة المنخفض الجوي.. عائلات بغزة تبيت في العراء
ما إن وصلت طلائع المنخفض الجوي إلى قطاع غزة، حتى تلاشت آخر خيوط الأمل لدى مئات الآلاف من النازحين في صمود خيامهم المتهالكة أمام رياح الشتاء وأمطاره.
في دير البلح وسط القطاع، تحوّل المشهد إلى مأساة إنسانية مركبة، حيث لم يواجه النازحون البرد بأغطية تقيهم الصقيع، بل بـ"أغطية بلاستيكية ممزقة" لم تمنع عنهم ولا عن أطفالهم سيول المياه التي اجتاحت "مآويهم" الهشة.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3منخفض جوي يُغرق خيام النازحين بغزة ويفاقم معاناتهمlist 2 of 3مياه الأمطار تغمر خيام النازحين في حي الزيتون بمدينة غزةlist 3 of 3أوضاع صعبة.. الأمطار الغزيرة تغرق خيام النازحين والشوارع بغزةend of listأجسادنا هي "المدفأة"في مشهد يُجسد قمة العجز والقهر، تروي سيدة نازحة كيف قضت ليلتها وهي تحاول تدفئة عائلتها في ظل انعدام الفُرش والأغطية، قالت وهي تبكي: "قضينا الليل لحّمنا ببعض عشان ندفى.. هذا بدو ينام في البطانية وهذا بدو ينام فيها".
وتضيف السيدة أن خيمتها لم تصمد، فالمطر لم يغرق المكان فحسب، بل "أكل الأرض" تحتهم، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة: "لا أواعي (ملابس) عندنا، ولا فراش".
المعاناة لا تقتصر على حالة فردية، فحسب تقارير ميدانية، فإن أكثر من 90% من خيام النازحين في القطاع باتت مهترئة تماما، وهي عبارة عن أقمشة بالية ونايلون ممزق لا يصمد أمام الرياح ولا يمنع تسرب المياه، ما يجعل خيار "التلاصق الجسدي" الوسيلة الوحيدة للنجاة من التجمد.
المأساة لم تفرق بين قوي وضعيف، إذ وجد شاب نفسه عاجزا عن توفير ملاذ لزوجته الحامل في شهرها الثامن.
وقف الشاب أمام خيمته التي لا تتجاوز مساحتها مترا ونصف المتر وقد غمرتها المياه بالكامل، قائلا: "اضطررت لنقل زوجتي لمكان آخر حفاظا على الجنين.. أنا الآن في العراء، لا يوجد مكان يؤويني، المياه دخلت عليّ وبهدلتنا".
وفي زاوية أخرى من المخيم الغارق، يصرخ أب يحمل همّ أطفاله المرضى: "الأولاد غرقوا، عندنا أطفال وكبار سن ومرضى.. الأولاد طول الليل يكحوا، مسكتهم في حضني عشان أدفيهم".
ويصف الأب الوضع الكارثي قائلا: "ما فيش حرامات (أغطية).. بنعوم في الميه عوم".
محاولات يائسةحاول بعض النازحين تدارك الموقف عبر إقامة سواتر رملية لمنع تدفق السيول من الشوارع إلى داخل الخيام، لكنّ جهودهم ذهبت أدراج الرياح أمام غزارة الأمطار وهشاشة البنية التحتية.
إعلانوأكد عدد من النازحين أن الرمال التي وضعوها لم تمنع تسرب المياه، لتتحول عشرات الخيام في المنطقة إلى برك مياه موحلة.
تقول سيدة أخرى وهي تشير إلى أطفالها المبللين: "نفسي بخيمة.. خيمتي ممزعة (مهترئة) من الداخل، عندي فرشتين لأربعة أنفار وكلها ميه".
حصار جغرافي ومناخي
ومما يفاقم الأوضاع، سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 50% من مساحة القطاع، الأمر الذي يؤدي إلى تكدس النازحين في مساحات ضيقة جدا، ويضطرهم لنصب خيامهم على الأرصفة وفي الشوارع الموحلة، وفي باحات المدارس التي تفتقر لأدنى مقومات الصرف الصحي.
وأمام هذا الواقع القاسي، ومع التوقعات بمنخفضات جوية أشد برودة في الأيام المقبلة، يطلق النازحون مناشدات لتوفير "كرفانات" (بيوت جاهزة) أو شوادر قوية تقيهم الموت بردا، في شتاء يبدو أنه سيكون الأقسى على الغزيين، الذين يواجهون حرب الإبادة من السماء، وحرب الطبيعة على الأرض بصدور عارية.
وتأتي هذه المشاهد المأساوية في وقت يشير فيه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن نحو مليون و300 ألف شخص في غزة بحاجة ماسة إلى مأوى عاجل، في ظل استمرار الحرب والحصار، وغياب أي حلول حقيقية تلوح في الأفق لإنقاذ ما تبقى من إنسانية في القطاع المنكوب.