بعد فوز تحالفه المحافظ بأغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية الحاسمة التي جرت اليوم الأحد، 23 فبراير 2025، أصبح من شبه المؤكد أن يتولى فريدريش ميرتس، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، منصب المستشار الجديد لألمانيا، خلفًا لأولاف شولتس. 

ويُعد هذا الفوز تتويجًا لمسيرة سياسية طويلة ومليئة بالتحديات، جعلت من ميرتس الشخصية الأوفر حظًا لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.

رحلة الصعود السياسي والمهني

وُلد فريدريش ميرتس في 11 نوفمبر 1955 في مدينة بريلون بولاية شمال الراين-وستفاليا. درس القانون وعمل في البداية محاميًا قبل أن يتحول إلى السياسة من خلال انضمامه إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. بدأ مسيرته السياسية على الساحة الأوروبية، حيث انتُخب عضوًا في البرلمان الأوروبي عام 1989، ثم انتقل إلى السياسة الداخلية في عام 1994 عندما أصبح عضوًا في البرلمان الألماني (البوندستاغ).

بعد صعوده السريع في صفوف الحزب، واجه ميرتس تحديات كبيرة، حيث تم تهميشه داخليًا إثر صراعه على السلطة مع المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. ولكن بعد فترة من العمل في القطاع الخاص كمحامٍ ومستشار مالي، عاد بقوة إلى السياسة عام 2021، ليقود الحزب مجددًا ويُعيده إلى صدارة المشهد السياسي.

مواقف بارزة وتوجهات حاسمة

يُعرف ميرتس بتوجهاته المحافظة، خاصة في ملف الهجرة، إذ أثار جدلاً واسعًا عندما دفع بمشروع قرار غير ملزم يدعو إلى فرض قواعد هجرة أكثر صرامة، تشمل ضوابط على الحدود وزيادة في عمليات الترحيل، ما أثار انتقادات واسعة بخصوص احتمالية انتهاك قوانين اللجوء الألمانية.

على الصعيد الاقتصادي، لم يتردد ميرتس في انتقاد سياسات حكومة أولاف شولتس، محمّلاً إياها مسؤولية التدهور الاقتصادي الحالي وأزمة الركود التي تواجهها البلاد. ويرى أن تعزيز القطاع الخاص وتخفيف البيروقراطية هما السبيلان لإعادة إنعاش الاقتصاد الألماني.

موقفه من الحرب الأوكرانية ودوره الأوروبي

فيما يخص الحرب الأوكرانية، يتبنى ميرتس موقفًا حازمًا من دعم كييف. على الرغم من محاولته في البداية تقديم نفسه كرجل أعمال يمكنه التفاهم مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلا أنه غيّر موقفه بسرعة بعد تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول أوكرانيا. أبدى ميرتس صدمته العلنية من تلك التصريحات، مؤكدًا أن "الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو تنظيم أمورنا في أوروبا في أقرب وقت ممكن."

ينتمي ميرتس إلى المعسكر الداعم لأوكرانيا بشكل صريح، مؤكدًا ضرورة تزويدها بالمزيد من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ كروز "توروس" بعيدة المدى. ومن المرجح أن يدعم أيضًا تعزيز الدور الألماني في إرسال قوات ضمن بعثات لحفظ السلام أو الردع في المنطقة.

تحديات أمام المستشار المنتظر

رغم تصدره الساحة السياسية بعد فوز تحالفه المحافظ، يواجه ميرتس تحديات كبيرة تتعلق بتشكيل حكومة مستقرة في ظل المشهد السياسي المتشظي. كما أن مواقفه المتشددة بشأن الهجرة قد تعيق محاولاته في بناء تحالفات مع الأحزاب الأخرى، خاصة في ظل صعود اليمين المتطرف.

ومع ذلك، فإن خبرته الطويلة، إلى جانب رؤيته الواضحة لمستقبل ألمانيا على الصعيدين المحلي والدولي، يجعلان من فريدريش ميرتس المرشح الأقوى لقيادة البلاد في مرحلة يُتوقع أن تكون حافلة بالتحديات الكبرى داخليًا وخارجيًا.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الانتخابات التشريعية أولاف شولتس فريدريش ميرتس المزيد فریدریش میرتس

إقرأ أيضاً:

معهد التخطيط يعقد برنامجًا تدريبيًا حول "صياغة وتنفيذ ومتابعة وتقييم السياسة العامة للسادة العاملين بالمجلس القومي للسكان"

معهد التخطيط القومي يعقد برنامجًا تدريبيًا حول "صياغة وتنفيذ ومتابعة وتقييم السياسة العامة للسادة العاملين بالمجلس القومي للسكان"
 
عقد معهد التخطيط القومي برنامجًا تدريبيًا حول "صياغة وتنفيذ ومتابعة وتقييم السياسة العامة" لعدد 20 متدربًا من العاملين بالمجلس القومي للسكان، وذلك خلال الفترة من12 إلى15 مايو 2025، بمشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء من داخل المعهد وخارجه، من بينهم د/هبة جمال الدين رئيس قسم الدراسات المستقبلية بالمعهد، أ/ أمنية جابر خبير تقويم السياسات العامة مدير الشئون الاقتصادية لمبادرة تحسين مناخ الأعمال بوزارة التخطيط.
وفي هذا السياق، أوضح أ.د/ أشرف صلاح الدين، نائب رئيس معهد التخطيط القومي لشئون التدريب والاستشارات وخدمة المجتمع، أن البرنامج يأتي انطلاقًا من حرص المعهد على رفع الوعي بمفهوم السياسات العامة، والوقوف على الفرق بين الصنع والتحليل، ومعرفة ماهية مراحل صياغة السياسات العامة.
وأشار أ.د/ أشرف صلاح الدين إلى أن البرنامج يهدف إلى تدريب المشاركين على إبرز أساليب صنع وتحليل السياسات العامة، والوقوف على أهم المحددات التي يجب تحديدها عند عملية صنع السياسات العامة، وتمكين المشاركين من كتابة أوراق السياسات العامة، فضلًا عن الوقوف على ماهية تنفيذ السياسات العامة "والخصائص، والمداخل، والأساليب"، وكذلك التعرف على شروط عملية التنفيذ الجيد ومعوقات التنفيذ، ومفهوم تقييم السياسات والفرق بين التقييم والتقويم.
 
وجدير بالذكر أن البرنامج التدريبي تضمن عدة محاور هى: صنع السياسات العامة، صياغة أوراق السياسات العامة، تنفيذ السياسات العامة، تقييم وتقويم السياسات العامة.

مقالات مشابهة

  • شدد على أهمية ضبط النفس ووقف التصعيد.. بيان ثلاثي يدعو الليبيين للتهدئة والحل السياسي
  • الفضة تستقر محليًا وتتراجع عالميًا بفعل ضغوط السياسة النقدية وتباطؤ النمو
  • بنسعيد: الحكومة منسجمة والبام لا يمارس السياسة بمنطق انتخابي
  • وزير الخارجية السوري يستقبل نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مطار دمشق الدولي بعد تغيّر المشهد السياسي في سوريا
  • بيان مشترك من القاهرة: مصر والجزائر وتونس يدعون لوقف التصعيد ودعم الحل السياسي (الليبي-الليبي)
  • عربي21 تكشف تفاصيل رد حماس المرتقب على مقترح ويتكوف الجديد
  • الصبيحي .. (6) مرتكزات تحكم السياسة الاستثمارية للضمان
  • ميرتس يؤكد دعم ألمانيا لتطوير صواريخ أوكرانية بعيدة المدى... والكرملين يحذّر
  • زيلينسكي يطلب صواريخ «تاوروس» من ميرتس
  • معهد التخطيط يعقد برنامجًا تدريبيًا حول "صياغة وتنفيذ ومتابعة وتقييم السياسة العامة للسادة العاملين بالمجلس القومي للسكان"