خطوة في مشوار الألف ميل.. انطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
دمشق- بدأت أعمال مؤتمر الحوار الوطني اليوم الثلاثاء في قصر الشعب بالعاصمة دمشق بعد كلمة افتتاحية للرئيس السوري أحمد الشرع، إذ توزع المشاركون على 18 قاعة ستشكل ورشات عمل للمحاور الستة التي اعتمدتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
وتشارك في المؤتمر مئات الشخصيات التي تمثل أطياف المجتمع السوري، وينتظر أن يقر المؤتمر توصيات بشأن أسس المرحلة المقبلة.
ونُقل عن اللجنة التحضيرية أن نسبة الحضور بلغت 97%، إذ يشارك في الجلسات 570 شخصا من بين المدعوين، في حين اعتذر 30 شخصا فقط عن المشاركة في المؤتمر الذي قسم إلى 6 لجان:
العدالة الانتقالية. البناء الدستوري. إصلاح وبناء المؤسسات. قضايا الحريات الشخصية والحياة الإنسانية. دور منظمات المجتمع المدني. المبادئ الاقتصادية.لحظة تاريخية
ورأت عضوة اللجنة التحضيرية هند قبوات في حديثها مع الجزيرة نت أن ما يحدث اليوم هو بداية ثقافة جديدة هي ثقافة الحوار بعيدا عن رقابة المخابرات وأجهزة الأمن، وهذه اللحظة التي يجتمع فيها السوريون مع بعضهم هي لحظة تاريخية ستنتج خارطة طريق لبناء سوريا الجديدة.
من جهته، قال رئيس الائتلاف السوري السابق نصر الحريري للجزيرة نت إن الحضور من كل أطياف السوريين، وإن الدعوة كانت شاملة.
إعلانورأى أن هناك فرصة لتوسيع دائرة الحوار "لأن السوريين بحاجة لمنصة حوار مفتوحة" بعد أن حرموا منها لعقود.
أما المطران ديمتري شربك فقال للجزيرة نت "حضرنا بكل فرح وسرور بعد أن تلقينا دعوة لهذا المؤتمر الذي ينتظره كل السوريين لأنه يرسم مستقبل سوريا".
وأضاف شربك أن المشاركة في المؤتمر تم تقسيمها إلى محاور عدة، منها العدالة الانتقالية التي تعتبر -برأيه- الأساس في السلم الأهلي، ومن خلالها تتم محاسبة المجرمين، وكذلك محور الحريات الشخصية التي يجب أن يصونها الدستور بعد سنوات من القمع والاستبداد، على حد قوله.
وأشار إلى أن السوريين ينتظرون إعلان دستور مؤقت تسير عليه البلاد ريثما يتم إعداد دستور دائم للبلاد "ونحن ننتظر من خلال مؤتمر الحوار الوطني هذا الإعلان الذي ينظم عمل البلد".
مشوار الألف ميلبدوره، وصف عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الشمال بإدلب الدكتور كمال عبدو المؤتمر بالخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل التي ستوصل السوريين إلى حياة سياسية وبناء دستوري.
وأضاف عبدو للجزيرة نت أن المؤتمر سيقدم توصيات للقيادة السورية للعمل عليها في المرحلة الانتقالية، وأن المؤتمر لن يخرج بأي قرار ملزم للسوريين، ولاحقا سيتم العمل على تشكيل دستور جديد وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وبنائها على أسس سليمة تحفظ حقوق المواطنين جميعا في سوريا.
وأكد أن شرق سوريا ليس غائبا بالكامل عن المؤتمر بدليل حضور أبناء الرقة والحسكة ودير الزور، وأيضا أبناء السويداء ودرعا والقنيطرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
في مؤتمر دولي… مدير عام الآثار والمتاحف يؤكد ضرورة التضامن الدولي لحماية الآثار والتراث السوري
باريس-سانا
قدم المدير العام للمديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور أنس حج زيدان، عرضاً حول استراتيجية المديرية لحماية الآثار والتراث السوري والحفاظ عليه، بعد تحرير سوريا وسقوط النظام البائد، مؤكداً أن التراث السوري جزء لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي، وحمايته تتطلب تضامناً دولياً حقيقياً، وذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الرابع عشر لآثار الشرق الأدنى القديم المقام في مدينة ليون الفرنسية.
وفي كلمة ألقاها الدكتور حج زيدان خلال المؤتمر، أكد الدكتور زيدان أن الشعب السوري يعتز بتراثه الثقافي رغم الأضرار التي تعرض لها خلال السنوات 14 الماضية، حيث يحظى بمكانة راسخة في الوجدان السوري، لما يعكسه من غنى حضاري وتنوع ثقافي وديني، ولما له من دور في تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ولا سيما في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا.
ولفت زيدان إلى أهمية إدماج التراث الثقافي ضمن الخطط الاقتصادية للحكومة الجديدة، باعتباره محركاً للتنمية، وركيزة أساسية في دعم المجتمعات المحلية، وضمان استدامة إعادة الإعمار على المدى الطويل.
وأوضح أن السياسة الأثرية الراهنة تركز على تقييم الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية، وإجراء عمليات الصيانة، وتجهيز البنية التحتية للمواقع، تمهيداً لاستئناف أعمال التنقيب ضمن خطة جديدة.
كما تحدث زيدان عن ضرورة حصر الأضرار في التراث المعماري، وتوثيق الوضع الراهن، وتنفيذ تدعيمات إسعافية للمباني المتضررة، إلى جانب إعداد المخططات التوجيهية لتعافي مواقع التراث العالمي، والعمل على رفعها من قائمة اليونسكو للمواقع المعرضة للخطر.
وعن ملف التحديات الكبيرة التي تواجه المتاحف في سوريا، أوضح زيدان حاجتها الماسة للتأهيل من خلال وضع خطة تشمل تصميم سيناريوهات عرض حديثة، وترميم القطع الأثرية، وتدريب الكوادر المحلية، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لاستعادة الآثار المسروقة، وتحسين أنظمة الأمن والتخزين.
واختتم الدكتور زيدان عرضه بالتأكيد على أن التراث السوري لا يمثل إرثاً وطنياً فحسب، بل هو جزء لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي، وأن حمايته تتطلب تضامناً دولياً حقيقياً يعكس التزام العالم بصون هذا الإرث الحضاري للأجيال القادمة.
ويُعد هذا المؤتمر الذي عقد في الـ 2 من حزيران الجاري ويختتم في الـ 7 منه، منصة علمية مرموقة تجمع نخبة من الباحثين المتخصصين في دراسة آثار الشرق الأدنى.
تابعوا أخبار سانا على