مخيم زمزم في خطر.. أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في السودان
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
تعيش مخيمات النزوح في السودان منذ اندلاع الحرب الأهلية، ظروفاً إنسانية مأساوية تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث يعد مخيم "زمزم" في شمال دارفور أحد أبرز الأمثلة على هذه المعاناة.
ومع تفاقم الأوضاع الأمنية، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" عن تعليق أنشطتها في المخيم، في خطوة تعكس حجم الخطر الذي يواجهه النازحون هناك.
وأعلن فرع "أطباء بلا حدود" في السودان عن تعليق كامل لأنشطتها في مخيم زمزم، بعدما شهدت المنطقة تصاعدًا غير مسبوق في الهجمات والاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
وكشفت المنظمة أن القرار جاء نتيجة لتزايد المخاطر الأمنية داخل المخيم ومحيطه، واستحالة ضمان سلامة موظفي المنظمة، إضافة إلى صعوبة توفير الإمدادات الإنسانية الأساسية.
أوضح بيان المنظمة أنه قبل تصاعد العنف واستحالة الاستمرار في تقديم الخدمة استقبل مستشفى "أطباء بلا حدود" في المخيم 139 مريضاً هذا الشهر، يعانون من إصابات بطلقات نارية وشظايا بسبب الاشتباكات العنيفة.
ورغم المجاعة التي تهدد حياة مئات الآلاف في المنطقة، قالت المنظمة إنه لا يوجد أمامها خيار آخر سوى تعليق أنشطتها في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني الذي يقدم الرعاية الصحية في منطقة أصبحت شبه معزولة عن العالم.
ويأوي مخيم زمزم نحو نصف مليون نازح، معظمهم من ضحايا الحرب الأهلية في السودان التي طال أمدها لأكثر من 22 شهراً، إلا أن الأزمة الإنسانية في المخيم تتفاقم بشكل سريع؛ إذ يعاني السكان من مجاعة حادة ونقص في المواد الغذائية الأساسية.
وفقا لتصريحات رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" يحيى كليلة، لا تبدو هناك أي خيارات متاحة للمنظمة للاستمرار في تقديم الدعم في ظل تزايد المخاطر. وقال كليلة: "نحن نواجه صعوبات كبيرة في إرسال الإمدادات، في ظل محيطٍ مليء بالعنف وعدم القدرة على توفير الحماية لموظفينا. الأمر لم يعد يتعلق فقط بمساعدات طبية، بل يتعلق بسلامة الجميع في ظل القتال المستمر".
وأضاف كليلة أن المنظمة لا تستطيع إرسال خبراء في المجال الطبي إلى المنطقة بسبب الخطر المحيط بالمخيم، ما يضع حياة المدنيين تحت تهديد حقيقي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية السودان أطباء بلا حدود مخيم زمزم السودان أطباء بلا حدود مخيم زمزم المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أطباء بلا حدود فی السودان فی المخیم
إقرأ أيضاً:
بسبب سوء التغذية.. وفاة 13 طفلاً سودانياً في مخيم للنازحين بولاية دارفور
أعلنت مجموعة أطباء سودانية الثلاثاء عن وفاة 13 طفلاً لأسباب تتعلق بسوء التغذية الشهر الماضي في مخيم للنازحين في إقليم دارفور بالسودان، حيث تسببت الحرب الأهلية في أسوأ أزمة إنسانية في العالم. اعلان
تُعدّ الوفيات في مخيم لقاوة بشرق دارفور أحدث مأساة في السودان، الذي دخل في حالة من الفوضى في أبريل/ نيسان 2023 عندما اندلعت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وانتشرت بسرعة إلى باقي مناطق البلاد.
مأساة المخيم
وأفادت شبكة أطباء السودان، وهي مجموعة من المهنيين الطبيين السودانيين في جميع أنحاء البلاد الواقعة في شمال شرق أفريقيا، بوفاة الأطفال في بيان. وقالت إن المخيم، الذي يستضيف أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، يعاني من نقص حاد في الغذاء.
وحثت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة على زيادة المساعدات الإنسانية للمخيم في ظل تزايد معدلات سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال. لكن منظمات الإغاثة ناشدت الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
انتشار سوء التغذية وأمراض أخرى
أفادت اليونيسف في وقت سابق من هذا الشهر بارتفاع بنسبة 46% في عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم - وهو أخطر أشكال سوء التغذية - في جميع أنحاء دارفور بين يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأضافت الوكالة الأممية أن أكثر من 40 ألف طفل أُدخلوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم في ولاية شمال دارفور، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي.
وُجدت مجاعة في مناطق متعددة في دارفور ومنطقة كردفان الجنوبية.
كشفت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، الثلاثاء، عن تسجيل 2145 حالة إصابة بالكوليرا في منطقة الطويلة وحدها، إلى جانب 40 حالة وفاة، ووجود 207 مصابين في مراكز العزل، مع تسجيل معدل إصابة يومي يتراوح بين 100 و208 حالات.
Related مقتل 14 مدنياً في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين بدارفورالنازحون في دارفور يصارعون الجوع وسط صراع مستمر وغياب للمساعداتالسودان: خمسة قتلى وعدد من الجرحى في الهجوم على قافلة إغاثة أممية في دارفورتشكيل حكومة موازية
على صعيد تعميق الأزمة السياسية في البلاد، أعلنت قوات الدعم السريع، السبت، عن تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة يرفضها الجيش، وحذرت الأمم المتحدة سابقا من مخاطرها على وحدة السودان.
وسيرأس قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، فيما سيكون قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عبد العزيز الحلو، نائبا له في المجلس المكون من 15 عضوا.
وخلال مؤتمر صحفي في نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور، أعلن المتحدث باسم التحالف علاء الدين نقد، أنه جرى تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء في حكومة الدعم السريع، إلى جانب الإعلان عن حكام للأقاليم.
ووقّع أكثر من 20 كياناً سياسياً وفصيلاً مسلحاً في نهاية فبراير/ شباط الماضي في العاصمة الكينية نيروبي على الوثيقة السياسية التي شكّلت الأساس الذي ستقوم عليه الحكومة التي كُشف عنها.
سارعت وزارة الخارجية السودانية إلى شجب خطوة تشكيل الحكومة الموازية، ووصفتها، في بيان، بالحكومة بالوهمية والتي تسعي فيها قوات الدعم السريع إلى توزيع مناصب حكومية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة فيها تغافل تام عن معاناة الشعب السوداني، على حد تعبير البيان.
وأدانت الخارجية السودانية موقف الحكومة الكينية التي استضافت الاجتماعات التحضيرية الخاصة بتشكيل الحكومة واعتبرتها انتهاكاً للسيادة السودانية.
وطالبت الحكومة السودانية كل المنظمات الدولية والحكومات بإدانة خطوة تشكيل الحكومة الموازية وعدم الاعتراف بها. وقالت إن أي تعامل مع حكومة الدعم السريع يُعتبر تعدياً على حكومة السودان وسيادتها على أراضيها.
كما وصف الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، خطوة تشكيل حكومة موازية بواسطة قوات الدعم السريع وفصائل موالية لها بالتمثيلية السمجة، على حد وصفه.
النظام الصحي يدفع ثمن الصراع
دمرت الحرب الأهلية النظام الصحي في السودان، مما أوجد بيئة خصبة للأمراض، وأثّر على صحة الملايين، بما في ذلك المجتمعات الضعيفة أصلاً. وتعاني البلاد من تفشي الكوليرا والحصبة والملاريا.
وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان: "هذه لحظة فارقة؛ فحياة الأطفال تعتمد على ما إذا كان العالم سيختار التحرك أم تجاهل الأمر".
أودت الحرب بحياة آلاف الأشخاص وشردت نحو 13 مليونًا من ديارهم، منهم 4 ملايين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
كما اتسم القتال بفظائع، منها اغتصاب جماعي وقتل بدوافع عرقية، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا سيما في دارفور، وفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة