العراق يواجه الجريمة المنظمة.. عصابات تستهدف الصيرفات
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
25 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: في خبر أعلنته وزارة الداخلية العراقية يوم الإثنين، تمكنت القوات الأمنية من الإطاحة بما وصفتها بإحدى “أخطر” العصابات الإجرامية المتورطة في عمليات تسليب مسلحة استهدفت أصحاب محال الصيرفة في محافظة البصرة وبعض المحافظات الأخرى.
ووفقاً لبيان الوزارة، استخدمت هذه العصابة أساليب متطورة في التنقل والتخفي، مستعينة بهويات مزورة لتضليل السلطات، مما يعكس مستوى عالٍ من التخطيط والتنظيم الإجرامي.
تفاصيل العملية، كما أوردتها الوزارة، كشفت عن محاولة المجرمين الفرار عبر مواجهة مسلحة مع القوات الأمنية، لكن سرعة استجابة فرق مكافحة الإجرام، بدعم من فوج “سوات” الخاص، حالت دون نجاحهم في ذلك.
وتمكنت القوات من السيطرة على الموقف وشل حركة أفراد العصابة دون تسجيل أي خسائر في صفوف الأمن، وهو ما يبرز كفاءة التدريب والتنسيق بين الوحدات المشاركة. هذا النجاح يضاف إلى سجل الجهود الأمنية المستمرة للحد من الجريمة المنظمة في العراق، التي شهدت تصاعداً في السنوات الأخيرة نتيجة الظروف الاقتصادية والأمنية الهشة.
و الحادث ليس معزولاً، بل يعكس تحدياً متكرراً في العراق يتمثل في انتشار عصابات الجريمة المنظمة التي تستهدف القطاعات المالية، وخاصة محال الصيرفة التي تُعد هدفاً سهلاً بسبب حجم الأموال المتداولة يومياً. في عام 2023،
و أفادت تقارير أمنية بتفكيك أكثر من 270 شبكة وعصابة إجرامية في العراق، مما يشير إلى أن الجريمة المنظمة لا تزال تشكل تهديداً كبيراً. كما أن استخدام هويات مزورة من قبل هذه العصابة يسلط الضوء على ضعف الرقابة على الوثائق الرسمية، وهو ما قد يتطلب تدخلاً تشريعياً وتقنياً لتشديد الإجراءات.
و بالنظر إلى الحوادث المماثلة، يُذكر أن مدينة البصرة شهدت في مارس 2012 حادثاً بارزاً تمثل في اعتقال عصابة لتزوير العملة بحوزتها 30 مليار دينار عراقي مزورة .
هذه الحادثة، رغم اختلاف طبيعتها، تتقاطع مع الواقعة الحالية في استهداف القطاع المالي، مما يعزز فرضية أن المدن الغنية بالثروات النفطية مثل البصرة تظل بيئة خصبة لمثل هذه الأنشطة الإجرامية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الجریمة المنظمة
إقرأ أيضاً:
تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت
31 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تعالت أصوات السعال في أزقة بغداد هذا الأسبوع، مع عودة السحب الكبريتية السامة لتخنق المدينة من جديد، وسط مشهد رمادي خانق بات مألوفاً لسكان العاصمة، الذين ألفوا رائحة “البيض الفاسد” المنبعثة من الغازات، دون أن يألفوا ما تتركه في رئاتهم من دمار غير مرئي.
ووثّق ناشطون على مواقع التواصل، من بينهم الطبيب عادل الحسني، تغريدات مصورة تظهر قراءات خطيرة لنسب ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين تجاوزت المعايير العالمية، فيما غرّد الصحفي عمر علوان قائلاً: “رائحة الكبريت عادت إلى منطقتنا في الدورة.. وجاري نُقل إلى المستشفى بعد نوبة اختناق حادة.. هل من مجيب؟”.
وأعلنت وزارة البيئة أن فرقها قامت بإغلاق أربعة معامل مخالفة جنوب بغداد، لكنها لم تخفِ أن العشرات منها لا تزال تعمل دون ترخيص أو رقابة، ما ينسف محاولات السيطرة على التلوث من أساسها، بحسب ما أفاد به مصدر في الوزارة لوسائل الإعلام المحلية.
وأكد المواطن علي خليل، من حي الشعلة، أن أبناء حيه باتوا يتنفسون بـ”حذر وقلق”، مشيراً إلى أن طفله نُقل مرتين هذا الشهر إلى الطوارئ بسبب أزمة ربو حادة. وأضاف في إفادة صحفية: “ما عدنا نعرف إذا نفتح الشباك للهواء أو نقفله للسمّ”.
وانتقد الخبير البيئي فاضل كاظم ضعف إجراءات الدولة، قائلاً: “ما يحدث هو جريمة بيئية متكاملة، لأن المشكلة لا تكمن في السحب فقط، بل في البيئة التي أنتجتها.. مصانع مخالفة، مولدات تشتعل بالزيت المحروق، محارق نفايات في قلب الأحياء”. ودعا إلى وضع خارطة وطنية لإعادة توزيع المنشآت خارج المدن، قائلاً إن “بغداد باتت مختبر غازات بلا مفرّات”.
وتمخضت التقارير الأخيرة لمنصة “العراق الأخضر” عن تحذير جديد من ازدياد حالات التسمم الحاد بين الأطفال وكبار السن، مؤكدين أن النسبة ارتفعت بـ17% مقارنة بشهر مايو الماضي، وأن استمرار الظروف الحالية قد يرفع النسبة إلى 30% بحلول سبتمبر، ما لم تُتخذ إجراءات فورية.
واشتدت المخاوف مع تداول صور أقمار صناعية، نشرتها صفحة “طقس العراق”، تُظهر سحباً صفراء تمتد من جنوب بغداد إلى شمالها، مما يعني أن التلوث لم يعد محصوراً في مناطق صناعية، بل بات يغطي نصف العاصمة تقريبا، دون سقف زمني للانحسار.
وهاجمت تدوينات أخرى عبر منصة “إكس” ما سمّوه “صمت حكومي فاضح”، متسائلين عن جدوى الميزانيات البيئية الضخمة، في وقت لا تزال فيه الكمامات هي “وسيلة النجاة الوحيدة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts