صحيفة صدى:
2025-07-01@06:17:34 GMT

رمضان والعمل: شهر العطاء والخير

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

رمضان والعمل: شهر العطاء والخير

عندما يتحول الصيام إلى مجرد حجة لدى البعض لتبرير التقصير في أداء الواجبات، فإن ذلك يدل على عدم الفهم الحقيقي لمقاصد الصيام النبيلة والعظيمة. فالصيام ليس مبررًا للتراخي أو التكاسل، بل هو مدرسة تربوية تهدف إلى تهذيب النفس، وتعويدها على الصبر، والانضباط، والجدية في أداء الأعمال. كيف يمكن أن نقبل أن يتراخى البعض عن إتقان أعمالهم بحجة الإرهاق الناتج عن الجوع أو العطش، في حين أن شهر رمضان هو شهر الجد والاجتهاد، وشهر الخير والعطاء، سواء في العبادات التي تقربنا من الله تعالى، أو في المعاملات المتعلقة بحقوق الآخرين وأداء الواجبات بإخلاص وأمانة؟ إن الربط الخاطئ بين الصيام والتكاسل يجعل بعض الموظفين والعاملين يتساهلون في أعمالهم، في حين أن تاريخ الأمة الإسلامية يشهد بأن رمضان كان شهر الانتصارات الكبرى، والعمل الدؤوب، والبذل في سبيل الله.

ولم يكن الصحابة – رضوان الله عليهم – ولا السلف الصالح يرون في الصيام عائقًا يمنعهم من أداء مهامهم، بل كانوا يجتهدون أكثر، محتسبين الأجر عند الله. فضل الصيام وعلاقته بالعمل يقول النبي ﷺ: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم). وقد فسّر العلماء معنى إيمانًا بأنه التصديق بفرضية الصيام، ومعنى احتسابًا بأنه طلب الأجر من الله تعالى، دون تذمر أو تبرم. وهذا يعني أن الصائم ينبغي أن يؤدي صيامه بنفسٍ راضية، لا أن يجعله سببًا للتقاعس والتهاون في أداء واجباته اليومية. ويؤكد التاريخ الإسلامي أن رمضان لم يكن شهر خمول، بل كان شهر العمل والإنجازات العظيمة، فقد وقعت فيه معارك حاسمة مثل غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة عين جالوت، وهي أدلة تاريخية على أن الصيام لم يكن يومًا عائقًا أمام تحقيق الإنجازات، بل كان دافعًا لها. العمل في شهر رمضان: بين الجهد البدني والمهني يمكن تقسيم الأعمال إلى نوعين: 1.الأعمال التي تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا، مثل العمل في مشاريع البناء، وتعبيد الطرق، وأعمال المزارع، وغيرها من المهن الشاقة. هذه الأعمال قد تشكل تحديًا للصائم، لذلك من الأفضل لصاحب العمل مراعاة ظروف العمال، من خلال إعادة جدولة أوقات العمل لتكون في الفترات المسائية إن أمكن، أو توفير بيئة مناسبة تقلل من مشقة الصيام. 2.الأعمال التي لا تحتاج إلى مجهود بدني كبير، مثل الأعمال المكتبية، والتي تتطلب التركيز والانضباط. هذه الوظائف لا ينبغي أن يتأثر أداؤها بالصيام، بل يجب أن يكون رمضان دافعًا لمزيد من الإتقان، حيث إن ساعات العمل غالبًا ما تكون أقل من الأيام العادية، ما يتيح للموظف فرصة لتنظيم وقته بشكل أفضل. إن الموظفين الذين يتقاعسون عن أداء أعمالهم في شهر رمضان، هم غالبًا ممن يتهاونون في واجباتهم طوال العام، فليس من المنطق أن يكون شهر رمضان مبررًا لهذا التكاسل، خاصة وأن ساعات العمل في معظم الدول الإسلامية خلال رمضان لا تتجاوز ست ساعات! الخلاصة: العمل عبادة ورمضان شهر الإنجاز لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا أن العمل عبادة، وهو جزء من مسؤوليتنا تجاه الله وتجاه المجتمع. فإذا كان الصيام تدريبًا على الصبر والانضباط، فإن أداء العمل بإخلاص في رمضان هو تطبيق عملي لهذا الصبر. ولنا في السلف الصالح قدوة، فقد كانوا يجمعون بين العبادة والعمل، ولم يكن الصيام حجة للتقصير، بل دافعًا للبذل والعطاء. وكما أن رمضان شهد العديد من الفتوحات والانتصارات العظيمة، فيجب أن يكون اليوم شهر الإنتاجية والتفاني في العمل، وليس شهر التكاسل والتراخي. فمن يعمل بجد في رمضان، فهو يجمع بين الأجر الدنيوي والأجر الأخروي، ويحقق بركة الوقت التي وعد الله بها عباده الصائمين.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

التضامن الاجتماعي والعمل تنهيان إجراءات صرف وتسليم التعويضات لضحايا ومصابي حادث طريق أشمون

تابعت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والسيد محمد جبران وزير العمل، إنهاء إجراءات صرف وتسليم التعويضات المقررة من جانب الوزارتين تنفيذاً لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية إلى ضحايا ومصابي حادث طريق أشمون الذي وقع الجمعة الماضي.

وأنهت كل من الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي، والإدارة العامة للعمالة غير المنتظمة، ومديريتي التضامن الاجتماعي والعمل بالمنوفية كافة الإجراءات المقررة، وتم تسليم التعويضات المقررة لأسر الضحايا والمصابين، حيث تم تسليم أسرة كل ضحية مبلغ 500 ألف جنيه، فضلا عن 70 ألف جنيه لكل حالة إصابة.

ويأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بزيادة التعويضات بمبلغ 100 ألف جنيه لكل حالة وفاة، وبمبلغ 25 ألف جنيه لكل حالة إصابة فوق المبالغ التي قررتها كل من وزارتي العمل والتضامن الاجتماعي بشأن حادث طريق أشمون.

وكان الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، قد شهد الجمعة الماضي، حادث تصادم مروع بين سيارة ميكروباص وأخرى نقل ثقيل، ما أسفر  عن مصرع 18 فتاة ، والسائق ، وإصابة 3 آخرين، جميعهم من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، وذلك أثناء توجههم إلى أماكن العمل بنظام اليومية.

طباعة شارك التضامن الاجتماعي تعويضات حادث المنوفية

مقالات مشابهة

  • التضامن والعمل تنهيان إجراءات صرف وتسليم تعويضات ضحايا ومصابي حادث طريق أشمون
  • التضامن الاجتماعي والعمل تنهيان إجراءات صرف وتسليم التعويضات لضحايا ومصابي حادث طريق أشمون
  • الأفضل بعد رمضان .. فضل الصيام في شهر الله المحرم
  • بارومتر الأعمال: مؤشر الأداء يواصل الارتفاع في الربع الأول من 2025
  • دعاء يسوق لك الرزق والخير .. ردده بعد الصلاة بيقين سترى العُجاب
  • وزيرا الأوقاف والعمل يزوران منطقة رأس غارب.. تفاصيل الزيارة
  • بتبرع من رجل أعمال.. وزيرا الأوقاف والعمل يضعان حجر الأساس لبناء مسجد بـ رأس غارب
  • وزيرا الأوقاف والعمل يضعان حجر الأساس لبناء مسجد برأس غارب
  • وزير الإسكان يتفقد عدد من المشروعات التنموية بمدينة العاشر من رمضان
  • وزير الإسكان يتابع المشروعات التنموية بمدينة العاشر من رمضان